المسؤول العراقي بين الواقع والطموح
ان الحديث عن المسؤول والمسؤولية في العراق حديث يحمل الشئ الكثير .. لان الكلام في تاريخ المفردتين كلام في الظلم والجور والتعذيب والمقاصل والجلادين ... الخ هكذا تحسسنا المفردتين في تاريخ العراق الحديث على اقل تقدير.. وكنا نتوق الى اليوم الذي تتحقق فيه المعجزة وتزول هذه الظواهر من الوجود لتحل محلها ظاهرة المسؤول الخادم لامته وشعبة والمسؤولية التي تعني التكليف لا التشريف ...وقد جاء اليوم ـ كما كنا نعتقد ـ الذي زالت فيه هذه الظواهر وسقط الصنم وسقطت معه الظواهر والترسبات السلبية التي حكمت العباد والبلاد لعقود وجاء المستضعفون ليحكموا باسم الشعب ... ما الذي جرى ؟ الذي جرى ايها الاحبة كالاتي:
1.المسؤول يسكن القصور العاجية ويلبس الثياب المترفة وياكل الاطايب من الاطعمة والاشربة في ارقى المطاعم والفنادق والملايين من الشعب تتضور جوعا واليتامى والارامل تفترش الارض وتلتحف السماء والعجيب ان الكثير من هؤلاء المسؤولين يتبجحون في انتمائهم الى امير المؤمنين وابو اليتمامى والفقراء علي ع .
2.المسؤول يمتلك من الحماية له ولعائلته العشرات بل في بعض الاحيان المئات والشعب يقع ضحية المنافسات السياسية القذرة قتلا وتهجيرا.
3. المسؤول في اول اجتماع له في احد مجالس المحافظات يصوت على شراء سيارات لاعضائه بمليار ومائتين دينار والمواطن يقف على اعتاب السيد المسؤول اياما طوال لطلب علاج ابنه او ابنته دون جدوى (لو صدق السائل لهلك المسؤول)
4.اما المسؤولية معناها العملي لدا السادة المسؤولين هي عبارة عن تجارة يجب من خلالها ان يكون الانسان نفسه من خلال بناء الدور واستملاك العقارات وملئ الارصدة وتدعيم المواقع السياسية اما خدمة الشعب فتكون موسمية في ايام الانتخابات فقط.
هذه الاشارات ما هي الا وقفة بسيطة لما عودنا عليه ساستنا الذين عقدنا عليهم الامال وهنا لابد ان لا ننكر ان هناك استثناءات لهذه الظواهر فهناك من القادة من يستحق ان نقف له اجلالا وتقديرا لمواقفه وحكمته ونزاهته وشجاعته بالوقوف بحزم وجرءة للوقوف باتجاه الارتقاء بمستوى العباد والبلاد من امثال الحاج ابي اسراء المالكي وغيره ولكننا نعتقد انهم ما زالوا قلة ... طموحنا هو ان هذه الاستثناءات تكون هي الاصل وان هؤلاء القلة يجب ان يكونوا كثرة والحل بايدينا اذا ما قرانا الواقع الانتخابي قراءة جيدة وواعية فاليوم قد تبين الرشد من الغي وبشكل جلي لذا ندعوا الشعب العراقي ان يسدد ويؤيد القلة التي سهرت على انقاذ البلد من الدمار وعكفت على محاربة الفساد والمفسيدين وان يجعلهم كثرة ليتمكنوا من النهوض بستوى الشعب الى مصافي الدول المتقدمة والمتطورة ...