الله ينصرك يا أبو إسراء

بصراحة: مع نوري المالكي

04-11-2007

اسم البرنامج: بصراحة
مقدم البرنامج: إيلي ناكوزي
تاريخ الحلقة: الجمعة 2-11- 2007
ضيف الحلقة: نوري المالكي (رئيس الوزراء العراقي)
إيلي ناكوزي: من كردستان العراق في الحلقة السابقة إلى بغداد العراق في هذه الحلقة، ونلتقي اليوم رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي، ثلاثة محاور أساسية في هذا اللقاء أولها ماذا يحصل على الحدود العراقية من قبل تركيا؟ لماذا فشلت المحادثات؟ هل هناك فعلاً اجتياح تركي للعراق وتحديداً لشمال العراق في كردستان؟ وماذا لو حصل هذ الاجتياح؟ ما هو موقف الحكومة؟ هل سيطلب المالكي المساعدة من الأميركيين لمعالجة هذا الاجتياح أم أن برأيه ستحل الأمور بالدبلوماسية؟ طبعاً في المحور الآخر أوضاع بغداد والأوضاع الداخلية الأمنية، وكيف ينعكس هذا التحسن الملحوظ اليوم أمنياً في العراق على العملية السياسية؟ وهل ينتج عن هذا التحسن الأمني المزيد من المصالحة لكي يستقر العراق بشكل نهائي؟ ما هو الحديث عن الانقلاب الذي تحدث عنه الرئيس المالكي وقال وقتها لا يريد أن تستغل المصالحة الوطنية لتحقيق أحلام البعض في الانقلاب؟ تفسير لهذه النقطة، وفي المحور الثالث نبحث في علاقات العراق بدول الجوار ولا سيما بإيران وبالدول العربية، ولماذا يزداد التوتر في بعض الأحيان مع معظم الدول العربية وتحديداً مع المملكة العربية السعودية وباقي الجوار؟ كلها أسئلة سنطرحها بصراحة اليوم على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى هذا اللقاء مباشرة.


هل هناك اجتياح تركي للعراق؟

دولة الرئيس نوري المالكي شكراً من جديد نلتقي معك كنا سبق وذكرنا بمقابلتنا الأولى إنه اللقاء رح يصير بالشارع بقدر أقول العطل مش من عندك هالمرة العطل من عنا، كنت مستعد وبعتقد إنه بغداد مستعدة إنه تستقبلنا بشوارعها في تحسن يعني لازم أيضاً ننقل بصدق في تحسن أمني كبير في بغداد، وهذا ما بقول إني سمعته من المسؤولين في الحكومة العراقية اللي يمكن حابيين يسوقوا هيك أخبار، ولكن من الناس من الشارع من أصدقاء لإلي ببغداد، فأولاً نقول إن شاء الله يعني يكون بغداد أكثر أماناً لأن ما فينا نقول الأمور يعني ممتازة وما في خروقات في خروقات، ولكن بذكر إنه وقت اللي جيت لعندك من ستة أشهر كان الوضع أسوأ بكثير، فشكراً أولاً مرة جديدة لاستقبالك لإلنا.
نوري المالكي: شكراً لك.
إيلي ناكوزي: بالحقيقة يعني طبعاً الموضوع الأمني، الموضوع السياسي، الموضوع العلاقات علاقات العراق مع الغرب مع الدول العربية كلها بدي أبحثها، ولكن يجب أن نبدأ أولاً بالمشكلة التركية العراقية اليوم يعني وكأنه هذا ما قطفتوه من تحسن في بغداد تدفعوه في العلاقات مع دول الجوار، هل تعتقد وبصراحة دولة الرئيس أن هناك اجتياح تركي للعراق؟ لأنه كردستان هي جزء من العراق جزء لا يتجزأ، وهل ولماذا فشلت المحادثات بينكم وبين الأتراك؟
نوري المالكي: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا مرة أخرى أرحب بك في بغداد وربما كانت مجازفة حين ذاك أن يقال بأن المرحلة القادمة أو المرة القادمة ستأتي في بغداد أخرى وربما كانت لا تصدق، ولكنها فعلاً كما أشرت التطور كبير في مختلف المجالات ليس فقط الأمنية، وإنما المجالات الأخرى التي تتعلق بالاقتصاد والخدمات وأهم من كل هذا هو التحسن في إقبال الناس على بعضهم ومواجهتهم للتحديات والإرهاب والتفافهم مع الحكومة العراقية وهذا هو النجاح الأكبر، وما زلنا عند تعهدنا إذا حبيت نتجول في شوارع بغداد وترى عودة الحياة وبغداد تستعد لاستقبال الذين هُجروا ظلماً من ديارهم إن شاء الله قريباً، أعود إلى قضية تركيا في الحقيقة الموضوع متعلق بملف مزعج منذ فترة طويلة وهو ملف حزب العمال باكاكا، هي المنظمة لديها نشاطات إرهابية تنطلق من أرض عراقية تضرب دول مجاورة هي ليس فقط تركيا وإنما إيران أيضاً.
إيلي ناكوزي: إيران وتركيا.
نوري المالكي: إيران وتركيا، وبطعبية الحال هذا العمل بالنسبة لنا يضر بأصل توجهنا نحو إقامة علاقات طبية مع هذين البلدين وجميع البلدان المجاورة لنا، وانسجاماً مع التوجهات السياسية والتوجهات الدستورية التي تؤسس لعلاقات طيبة مع هذه الدول وتمنع الإرهاب وتحاربه داخل العراق وفي كل مكان تمتد أيدينا إليهم، هي المنظمة نشطت في الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر، ولعله مخطط ومدبر وبدت أعداد من الأتراك سواء كانوا عسكرين أو مدنيين يُقتلون على يد هذه المنظمة، فأحدثت أزمة داخل الساحة التركية ومن حق تركيا أن تتحرك لمنع هذا الخطر الداهم الذي يتحرك عليهم من الأرض العراقية هذا جانب من الصورة، نحن نتعاطف مع تركيا أعلنا صراحة أن هذه المنظمة إرهابية نشاطاتها إرهابية، وجودها مرفوض على الأرض العراقية، يجب أن نعمل بكل ما لدينا من قوة من أجل منعها أو طردها من الأرض العراقية، ولكن الجانب التركي أولاً يريد حلول سريعة، ومن حقه..
إيلي ناكوزي: مثل ماذا؟ ماذا باستطاعة العراقيين أن يفعلوا؟
نوري المالكي: يريد مثلاً منعهم، يريد اعتقالهم، يريد تسليمهم، يريد هذا هو المطلب الحقيقي الذي يطالب به..
إيلي ناكوزي: طيب أنتم عارفين وينهم دولة الرئيس حتى القيادة الكردية تقول إن هؤلاء متواجدين في الجبال يعني مش بشكل رسمي موجودين لا في كردستان ولا في بغداد طبعاً يعني.
نوري المالكي: ولذلك نحن قلنا أنهم حينما يتواجدون في قمم الجبال العالية التي نعرفها يصعب على الحكومة العراقية وهي في هذا الوضع الذي تواجه فيه الإرهاب والتحديات أن تصل إليهم، والحكومات السابقة ما استطاعت أن تصل إلى المتحصنين بالجبال، لذلك نحن نتعاطف مع المطلب التركي ونؤيد ومستعدين لعمل كل شيء لمنع الدعم اللوجستي وتواجدهم على الأرض والتعاون الاستخباري والتعاون في كل المجالات، بذلك إيماناً منا بضرورة اجتثاث هي المنظمة كما هو رغبتنا بأن لا يحصل اجتياح للأرض العراقية لأنه يعقد الأمور ويحدث تداعيات ربما هدفنا في إقامة علاقات طيبة مع تركيا تدعونا إلى مزيداً من الاستعداد وبذل الجهد من أجل توفير حماية ومنع لهذه المنظمة من نشاطات ضد تركيا.
إيلي ناكوزي: يعني هون دولة الرئيس ولو قاطعتك هل مستعدة الحكومة العراقية أن تتخلى بعض الشيء عن سيادتها على بعض المناطق هي المناطق الجبلية اللي هي داخل الحدود العراقية وتترك الأكراد أو الأتراك عفواً يقومون بعمليات عسكرية محدودة داخل العراق أم أنه سيعتبر مس بالسيادة والاستقلال؟
نوري المالكي: بطبيعة الحال وكما تفهم هذا شيء مفهوم أن السيادة قضية يجب أن تُحمى وتصان ولا أحد يمكن أن يفرط بسيادته، ومع ذلك قلنا للجانب التركي بأننا إضافة إلى كل هذه الممارسات غلق مكاتب، ملاحقة داخل المدن، منع دخولهم، منع إمدادهم، منع كل شيء، يبقى الخيار العسكري ولكن الخيار العسكري الذي نتفق عليه فيما بيننا كيف نعمل، أما العمل من طرف واحد في تجاوز للحدود وما فيه من مس بالسيادة هذا الذي لا نقبل به، وأبلغنا الإخوة في القيادة التركية ذلك.
إيلي ناكوزي: ولماذا فشلت المحادثات إذاً يعني مع الأتراك؟ يعني نحن أين اليوم دولة الرئيس من هذه الأزمة؟ هل هناك اجتياح هل هناك نوع من اتفاق سياسي؟
نوري المالكي: والله أنا أتصور أن ضغوط الأزمة علينا جميعاً علينا وعلى الأتراك، والحلول المقترحة أيضاً ضاغطة على الجميع أوصلتنا إلى حلول أنا أعتقد الحلول بدأت تتحرك بشكل جدي وجيد ويبعث على الاطمئنان، الحكومة العراقية بكل أجهزتها إقليم كردستان أيضاً بكل استعداداته أعلن على اتخاذ إجراءات رادعة لحزب العمال والتعاون وملاحقة المطلوبين وملاحقة النشاطات والمصادر التمويل، هذا كله التعهد الذي أجمع عليه العراقيون سواء كان في المنطقة في الإقليم أو في الحكومة المركزية يبعث برسالة تطمين للجانب التركي بأننا لم نعد نقبل بوجود هؤلاء، وسنعمل على في مبدأ التعاون مع الجانب التركي من أجل توفير أجواء أكثر إيجابية وإبعاد لشبح النشاطات الإرهابية، أنا أتمنى أن تكون هذه الرسالة من الاستعدادات والإعلان الذي أعلنا عنه في الحكومة العراقية أن يحظى قبولاً وتفهماً ومن الجانب التركي لأنه في تقديرنا يشكل إطاراً للحل أفضل من إطار الحرب مع تقديرنا وتعاطفنا مع الضحايا، مع الخسائر، مع رفضنا الشديد لمنهج حزب العمال ولكل منهج يقوم على أساس الإرهاب.


أمريكا مسؤولة عن العراق.. في حال الاجتياح

إيلي ناكوزي: دولة الرئيس سؤالي الأخير في هذا المجال هل ستطلب كرئيس لحكومة العراق وبنرجع نقول العراق عراق واحد، هل ستطلب من الجيش الأميركي ومن أصدقائك الأميركيين التدخل العسكري في حال هناك اجتياح واعتداء على السيادة العراقية؟
نوري المالكي: أولاً أنا آمل أن لا يكون اجتياح، وعندي ثقة بأن الاجتياح لن يكون إن شاء الله كاجتياح، ثانياً القوات الأميركية أيضاً هي مسؤولة لأنها جزء من آلية وميكانيكية العملية الأمنية في العراق أن تقف معنا في تلافي أو إقناع الجانب التركي وبذل الجهد الممكن من أجل إيقاف ماكينة الحرب والهجوم والاجتياح، كما نتمنى منهم أيضاً وهو مسؤول في ذلك أن تكون لديهم جهود إضافية لجهود الحكومة العراقية في دعم الجهد التركي للتخلص من منظمة حزب العمال.
إيلي ناكوزي: ولماذا لا ترسلون الجيش العراقي مثلاً أو مش الجيش جزء أو كتيبة أو يعني لملاحقة هؤلاء من ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني؟
نوري المالكي: أنا أقول بصراحة إضافة إلى أن الجيش العراقي منشغل في كل قطعة من أرض العراق وهو جيش فتي لحد الآن لا يملك القدرات والميكانيكية الكافية للحركة داخل الجبال، ولكنه حتى لو امتلكها كما كان الجيش العراقي يمتلك سابقاً فهو سوف لن يكون قادراً على أن يطرد هذه المنظمة من قمم الجبال العالية، نعم نستطيع أن نلاحقهم في المدن، في السهول، في الشوارع، قطع الإمداد، وهذا ما عملنا عليه وسنعمل بكل جدية، لكنه لا الجيش العراقي الآن متفرغ لهي العملية ولا القدرات الموجودة تمكننا ولا العملية تُحل بهذا الشكل من التقدم العسكري لجبال عاصية جبال مرتفعة جبال وعرة يصعب حتى على الجيش التركي أنا أقول أنها صعوبة عليه إمكانية حسم المعركة في أعالي الجبال، لأن الجانب التركي أيضاً لديهم داخل تركيا أيضاً جبال على الشريط الحدودي العراقي وموجودين في حزب العمال، ولكن الجانب التركي أيضاً لم يتمكن من حسم المعركة معهم لأن التحصن بهذه الجبال كما نعرف هو أفضل حماية للمقاتلين.
إيلي ناكوزي: دولة الرئيس أنتقل إلى الشق العراقي الداخلي وبالطبع يعني قلنا في بداية الحلقة أن هناك تحسن أمني وطبعاً الجميع يعرف اليوم أن هذا التحسن الأمني هو نتيجة التحسن السياسي الذي حصل من مصالحة يعني نذكر هنا صحوة الأنبار والمصالحة بين كل الأطياف العراقية، ولكن ما زلت أسمع ومن الكثير من العراقيين أنها مصالحة هشة ممكن أن تُكسر في أي لحظة وتعود الأمور إلى أسوأ مما كانت عليه.
نوري المالكي: أنا بالحقيقة ما أريد أن أرد على هذا الكلام بكلام أقول أن المصالحة متينة وقوية وليست هشة، وإنما آخذ القائل إلى الميدان وأفتح أمامه صفحة الماضي الذي كان وأفتح أمامه صفحة الحاضر، كيف كان الناس يدخروا بعضهم للبعض الآخر الكراهية، وكيف كان الناس يقتلوا بعضهم بعضاً حتى كدنا أن نصل إلى الحرب الطائفية، وكيف أصبح الناس اليوم ينبذون الطائفية يلتقون مع بعضهم، أنا أعتقد المصالحة الوطنية التي أتحرك عليها ليس كما يفهمها البعض هو أن أتصالح مع هذا الحزب السياسي المحكوم بأيديولوجية أو بخلفية معينة إنما نتحدث عن مصالحة في إطار الوطن، المصالحة في إطار الوطن في اعتقادي تبدأ بإعادة اندماج الناس مع بعضهم إعادة أجواء الوئام والعلاقات الطيبة المعروفة تاريخياً بين مكونات الشعب العراقي، وهذا تحقق فعلاً وبإمكانك أن تذهب إلى الشارع وتلتقي مع السنة في مناطق الشيعة ومع الشيعة في مناطق السنة كيف تعايشوا مرة أخرى، وكيف كانت لديهم ردة فعل على محاولات إثارة الفتنة الطائفية.
إيلي ناكوزي: ولكن ما زال هناك يعني بعض نسمع..
نوري المالكي: أنا أقول بالتأكيد بالتأكيد ما زال هناك عصابات تقوم بهذا الفعل، بل هناك بعض إرادات سياسية يمكن أن نشير إلى أن الرهان السياسي هذا العنف والطائفية جزء من عندهم الحقيقة مو طائفية بل أغلبه مو طائفية دينية مذهبية إنما هي طائفية سياسية، هي الطائفية السياسية هي التي ما زالت موجودة تريد أن تؤجج الموضوع مرة أخرى من أجل أن يقال أن هذه الحكومة لم تتمكن من السيطرة، الحكومة ضعيفة، الأوضاع متدهورة، الأوضاع خطيرة، ولكن الرد الذي يأتي مباشرة على هذه التقولات هو هذا التطور هي العودة التي بدأت للعوائل التي هُجرت من أماكنها المختلطة سنة وشيعة، هذا الإقبال عى الحكومة والتعاون معها من قبل العشائر ومجالس الإسناد التي انتشرت في كل محافظات ومدن العراق، هذه كلها هي ردود بقيت هناك بعض الكتل السياسية أو المجاميع السياسية أو بعض الأحزاب الصغيرة السياسية ما زالت تردد، ولكنها لم تجد أذناً صاغية ولم تجد قبولاً لأن الناس أجمعوا على رفض ونبذ الطائفية وهذا هو الذي يجعلنا نرتكن أو نتركز على قاعدة متينة وهو الشعب، الشعب سئم من السياسة الطائفية ومن الطائفيين ومن القاعدة ومن الميليشيات ومن الخارجة عن القانون والآن بدؤوا..
إيلي ناكوزي: يتعانون مع الحكومة.
نوري المالكي: يتعاونون مع الحكومة، يتعاونون مع الأجهزة الأمنية أنا أقول لك أغلب العمل الذي تقوم به الأجهزة الأمنية يأتي من قِبل الناس إخباراً وتعاوناً ودلالة على المجرمين، وقبل أيام قامت عصابة سلب ونهب واختطاف وبيع وشراء للناس باختطاف مجموعة من شيوخ العشائر، ولكن رأساً أبناء المنطقة اتصلوا ودلوا على هذه العصابة وفعلاً هاجمت قوة من الجيش العراقي المنطقة طوقتها واستطاعت تحرير المختطفين وقتل أربعة واعتقال ستة من العصابة التي قامت بهذا العمل، هناك تعاون كبير هذه مصالحة.
إيلي ناكوزي: بس هدول خطفوا يعني من قبل عصابات ومافيات أو من قبل شيعة خطفوا سنة عشائر سنية؟
نوري المالكي: والله بصراحة أنا لحد أمس بالليل سألت أن هؤلاء الستة حققتهم معهم أم أن الشيوخ حققتم معهم؟ من الذي قام بالاختطاف؟ لحد الآن الكلام الأولي أنهم عصابات هذه العصابات سنية شيعية تنتمي أو لا تنتمي إلى الآن بعد التحقيق جاري ولا بد من الاستمرار به.
إيلي ناكوزي: رح أتوقف دولة الرئيس مع فاصل قصير نعود من بعده للمتابعة في هذا المحور أي العلاقات الداخلية، المصالحة الوطنية، وكيف تنعكس على أهل بغداد وباقي العراق بعد هذا الفاصل.
[فاصل إعلاني]


بعد الصحوة.. تحولت القاعدة إلى أشلاء

إيلي ناكوزي: نتابع إذاً هذا اللقاء ودائماً مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، دولة الرئيس كم تعتقد تبقّى من قدرة القاعدة في العراق وقدرتها على يعني ممارسة مش فقط التفجيرات ممارسة الخلل السياسي أو الخلل الطائفي في العراق.
نوري المالكي: أنا أعتقد من خلال البيانات والمتابعة اليومية أن القاعدة فقدت قاعدتها في العراق,
إيلي ناكوزي: نهائياً بشكل يعني نهائياً؟
نوري المالكي: كقاعدة مستقرة كقواعد كانت مبنية كمستوطنات كانت للقاعدة فيها محاكم وفيها تدريب وفيها سجون وإمارات ومدعين وحكومة إسلامية إلى غير ذلك، فهذه انتهت تماماً، القاعدة تحولت إلى أجزاء أشلاء متحركة غير قادرة على الاستقرار، وهذا هو قمة الانتصار حينما تفقد القاعدة أو أي منظمة إرهابية الظرف الآمن والمكان الآمن والدعم اللوجستي وتفقد قدرة التخطيط والتنفيذ بشكل مستقر هذا هو بداية الانهيار، لذلك القاعدة الآن متحركة من منطقة إلى منطقة وهم أشلاء، هناك ردة فعل كبيرة من قبل الناس الذي تعاونوا معها وأي منظمة إرهابية تستطيع أن تعمل حينما يكون لها حاضن سابقاً كانوا الناس حاضنين لها الآن الناس أعداءها الناس يدلون عليها، لذلك هم أصبحوا مشردين ونحن نخشى أن يكون هذا التشرد كما حصل وأبلغنا إخواننا في الدول المجاورة بأنهم قد فروا إليكم وعليكم اتخاذ الحيطة والحذر لمواجهتهم ربما هم يبحثون عن فرصة وعن أرض فيها مجال أرض رخوة أرض هشة أيضاً يعيثوا فيها بهذه الأفكار الفاسدة، القاعدة الآن فقدت قدرتها ولم تعد خطراً حقيقياً على العراق.
إيلي ناكوزي: من هو الخطر الحقيقي اليوم على العراق؟
نوري المالكي: أنا أعتقد لم يعد هناك خطر لقوى ومنظمات تحمل السلاح.
إيلي ناكوزي: سمعت في ميليشيات على الأرض.
نوري المالكي: أنا قلت للناس أنا أخاف على الميليشيات على أبنائهم على المنتمين المضللين الذين انتموا إليهم ولا أخاف منهم، لم أعد أخاف من الميليشيات ولا القاعدة إنما أخاف على أبنائنا الذين ضللوا من قبل القاعدة ومن قبل الميليشيات ومن قبل العصابات هؤلاء الذين يجب أن يعودوا إلى الوضع الطبيعي، يعودوا إلى الوطن، يعودوا إلى العراق، يعودوا إلى التعقل، ويستفيدوا من هذا العراق الجديد ومن هذه الحرية وفضاءات الديمقراطية، والتوجه نحو الإعمار والبناء لذلك لم يعد هناك خطراً حقيقياً إنما بقيت هناك فلول لميليشيات وفلول لقاعدة.
إيلي ناكوزي: ولكن هناك بعد جيش المهدي، هناك ثورة العشرين، وثورة مش حافظين كل الأسماء، الأسماء كثيرة موجودة يعني بعد بيطلع بيانات باسمها.
نوري المالكي: أولاً حتى الموجودة يعني لا بد وأنكم تسمعون البيانات عن تجميد لجيش المهدي وقد يستمر التجميد، منع حمل السلاح، إلى غير ذلك انشقاقات كتل تخرج وكتل تتبرأ في هذه المنظمة وفي تلك المنظمة، هذه كلها ما زالت موجودة لكنها لم تعد تشكل خطراً.
إيلي ناكوزي: لم تعد تسيطر على المناطق.
نوري المالكي: لم تعد تسيطر ولم تعد مقنعة في نشاطاتها وهذا الأهم، لم تعد مقنعة لأحد من العراقيين بأنها تحمل قضية، وأن الشعارات التي رُفعت من قبل الجميع من القاعدة والميليشيات بان زيفها وكذبها وقد تضرر الناس كثيراً بسببها وتضرر العراق بسببها، لذلك أنا أنصح الذين ما زالوا يصرون على العناد وعلى مبدأ العنف وحمل السلاح عليهم أن يبادروا بسرعة، لأنهم أصبحوا يتهافتون كالجراد أمام ضربات القوات الأمنية، نحن الآن على مقدرة كبيرة جداً بحسم الأمور بطريقة عسكرية، ولكن لا نريد أن نحسم بهذه الطريقة العسكرية القوية إنما نريد تستمر عملية الصحوة داخل هذه المنظمات والميليشيات والخارجين عن القانون، وهي فعلاً موجودة وتنمو بشكل كبير حتى لا نضطر إلى سفك مزيد من الدماء.


إيرانيين خلف الأستار في مكتب المالكي!!

إيلي ناكوزي: دولة الرئيس ما زلت أسمع عن اختراقات داخل وزارة الداخلية وداخل الجيش من إيران ومن سوريا والحدود ناس إرهابيين بيدخلوا ناس وإرهابيين بيخرجوا، فعلاً يعني هل قدرتوا تضبطوا هذه الأمور أم بعدها موجودة وأنا بعرف إنك رجل يعني مابيتخبى وراء الوقائع بعدنا عم نسمع إنه بوزارة الداخلية الإيرانيين هم اللي بيديروا الأمور، والمخابرات الإيرانية موجودة بقوة وتدير الحكومة العراقية وإلى آخره، هذه أمور مسموعة يعني وانطباعات موجودة عند الناس.
نوري المالكي: أنا أمس الأخ وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني رجع من مؤتمر في مصر فاتصل بي في التليفون بالليل، وقال بأن الناس عجيب يفكرون وتمرر عليهم الدعاية، يسألون ولكن المصريين يسألون عن جد وحرص، هل صحيح المدارس العراقية تدرّس اللغة الفارسية وتدرس البرنامج الإيراني؟ وهل أن المالكي فعلاً في مكتبه يوجد إيرانيين خلف الأستار هم الذين يخططون؟ وهل الإيرانيين يدربون قوات الشرطة العراقية فعلاً؟ يقول أنا أضحك الحقيقة حتى الجواب يكون صعب علي أن أقنع ناس استطاعوا أن يُقنَعوا بوجود مثل هكذا تصرفات، لكن أنا أشيرك إلى حقيقة أنه اللي يعارض الوضع القائم ماذا يقول؟ حتماً يجد أشياء من هذه التلفيقات ومن هذه الاتهامات سواء كانت إيرانية أو كانت داخلية، حتى الداخلية التي لا ننكر أنها كانت تعاني من الاختراقات وما زالت تعاني في الكثير من المواقع رغم التطهير الواسع واليومي والمستمر لكل مرافق عمل وزراة الداخلية، لكن وزارة الداخلية لم تعد أبداً وزارة الداخلية السابقة، وزارة الداخلية السابقة كانت نتيجة الجو العام المشحون بالميليشيات والتطرف كان منعكس على أداء الشرطة لأن الشرطة الذين كانوا قد تطوعوا لوزارة الداخلية لم تجرِ عملية تدقيق في زمن بريمر لاحتوائهم في أجهزة شرطة، لكن حينما رأى هؤلاء أن السلطة بدأت تتصدى وأن القوة بدأت تحكم الواقع السياسي بدؤوا يقومون بأعمال كبيرة أعمال كثيرة حسموها الشرطة لوحدهم، وما زلوا يتطورون وفي كل يوم تزداد قدرتهم ومهتمهم وإرادتهم القتالية، أنا أعتقد هذه هي واحدة من برنامج بصراحة نضطر نتحدث عن التخطيطات لا نقول المؤامرات أنه من جانب دعاية لنفوذ إيراني ونفوذ سوري وغير ذلك، من جانب فشل، من جانب تحريض ضد خطة فرض القانون نحن نقول خطة فرض القانون هم يقولون خرق القانون هذه كلها يراد أن يقال من خلالها بأن الحكومة لم تعد قادرة، وأن المالكي لم يتمكن من لملمة الأوضاع وعليه تعالوا نستبدل النظام بنظام آخر، أما كيف لا أحد يدري إلى حد وصلت الأمور إلى مرحلة أنا أسميتها أنه أصبح خللاً أخلاقياً بالحقيقة، حينما يقف البعض ضد عملية تعيين وزير للزراعة أو للصحة بعيداً عن العملية السياسية يتحدثون عن خدمة الوطن وخدمة المواطن فلماذا الاعتراض على تعيين وزير للزراعة من أجل أن ننهض بالمشروع الزراعي؟ ولدينا توجه ومبادرة زراعية، القصد من كل هذا هو تعطيل آلية وحركة الحكومة حتى يقال أنها لم تتمكن من تعيين وزير، ولم تتمكن من تشريع قانون، ولم تتمكن من ضبط الأوضاع ولم تتمكن من ضبط التدخلات الخارجية وأؤكد لك مرة أخرى وبكل جرأة بأننا لن نسمح لأحد أن يتدخل في شؤوننا الداخلية.
إيلي ناكوزي: ما عندك إيرانيين بمكتبك بين مستشاريك؟ يعني حتى أنا بسمعها فعلياً دولة الرئيس هذه يعني فعلاً انطباعات موجودة إنه يعني هناك اتصال يومي بالقيادة الإيرانية بتبلغهم شو عم بصير، هناك مستشارين ما بيحكوا حتى عربي بمكتبك، وهذه أمور يعني تصل إلى..
نوري المالكي: في الحقيقة أنا أربأ بنفسي حتى أن أنفي يعني.
إيلي ناكوزي: أنا بنفي عنك.
نوري المالكي: أجد نفسي مو في موقع محترم حينما أنفي وجود إيرانيين لأنه أصل فكرة أن أنفي وجود إيرانيين أنا أعتبرها نقص.


المالكي: الانقلاب على العملية السياسية وليس ضدي شخصياً

إيلي ناكوزي: طيب دولة الرئيس قلت أيضاً ما حدا يستغل موضوع المصالحة للانقلاب، هل يعني مَن تقصد بالتحديد وهل أنت يعني على علم بانقلاب ما يحضّر ضدك وضد حكومتك؟
نوري المالكي: أنا ما أتحدث عن انقلاب ضدي شخصي لأن أنا جئت لم آتِ بطريقة انقلاب وإنما جئت عبر آليات ديمقراطية، أنا أعتقد بأن الانقلاب على العملية السياسية والانقلاب ليس بالضرورة أن يكون عسكرياً وإنما عبر مختلف الآليات، البعض لم يقتنع بالعراق الجديد ولا بالعملية السياسية وبالآليات الديمقراطية، البعض ما زال يعتقد بأن هذا الذي حصل كله خطأ ولا بد..
إيلي ناكوزي: عم تحكي عن السنة دولة الرئيس ولا عم تحكي؟
نوري المالكي: ليس فقط السنة، أنا لا أتحدث عن ذلك، هو شيء مع الأسف رأساً يبرز إلى الذهن حينما نتحدث عن هؤلاء يقال السنة، لا من السنة من هم مندكين بالحكومة أكثر من الشيعة، ومن الشيعة مندكين بالحكومة أكثر من السنة، ومن الأكراد كذلك، أنا أتحدث عن نهج فيه سنة وفيه شيعة فيه عرب وفيه أكراد فيه تركمان هذا نهج لا يتقبل العملية السياسية والديمقراطية وآلياتها ونتائجها وبرلمانها لم يتمكن إلى الآن لأنه ما زال محكوم إلى عقد الماضي، لذلك الخطر اللي أنا أحس به ليس خطراً على الجهاز الإداري في الدولة ما مشكلة الجهاز الإدراي، اليوم موجود المالكي غداً غيره موجود اليوم الوزير الفلاني غداً لا بد وأن يكون غيره موجود وهكذا، لكن الخطر كل الخطر حينما يراد تعطيل العملية السياسية وتجميدها وفعلاً..
إيلي ناكوزي: والعودة إلى ماذا؟ يعني تعطيل العملية السياسية يعيد العراق إلى أين؟ إلى أي مرحلة يعني مرحلة الديكتاتورية مثلاً؟
نوري المالكي: البعض يقول نعود إلى المرحلة السابقة.
إيلي ناكوزي: حزب البعث؟
نوري المالكي: نعم حزب البعث.
إيلي ناكوزي: في بعد ناس بيحلموا؟
نوري المالكي: ما زال البعض منهم يتحدث عن ذلك، لأنه هو رائد الأمة العربية، ولأنه هو القومي والوطني وإلى غير ذلك، البعض الآخر يريد أن يعود بها إلى نهج طائفي، البعض يريد أن يعود بها إلى أجواء التنافس والتزاحم غير القائم على أسس وضوابط مبدئية فوضى، والبعض الآخر يعارض وهو لا يدري لماذا يعارض المهم أنه غير مقتنع بالوضع القائم يعارضه ما هو البديل إذا يُسأل؟ ما عنده أجندة سياسية تحدد له البديل، أنا هذا الخطر الذي أقول به أن الذين يتحركون من أجل إيقاف وتجميد العملية السياسية رداً عليها كان الاتفاق الرباعي ورداً عليها كان الاتفاق الخماسي، وما زالت مظاهر التجميد قائمة إلى الآن قوانين مقرة في مجلس الوزراء ومحالة إلى مجلس النواب يصر البعض على تعطيلها وعدم تشريعها وهي مصادقة وبعضها يصادق حتى في مجلس النواب ويعطل في هيئة الرئاسة، هذا التعطيل بالحقيقة هو الذي يجمد العملية السياسية سواء كان مبرر أو غير مبرر، أنا لا أقول ينبغي على الناس أن يوقعوا على بياض، لا بد وأن يناقشوا في الحكومة البرلمان وفي هيئة الرئاسة وفي كل المجالات، ولكن بالنتيجة لا بد ويجب أن تمشي القوانين وتمشي التعيينات ويعين الوزير ويعين الوكيل ويعين السفير الآن لدينا سفراء معطلين، ولدينا وكلاء معطلين، ولدينا وزراء معطلين، ولدينا قوانين معطلة، أنا أشير إلى هذه الحقائق التي أعتبرها مدمرة للعملية السياسية، العمل السياسي ما لم يتطور ويحقق إنجازات لا يمكن أن يبقى يراوح في مكانه وهذه ربما هي الخلفية التي البعض حينما يعطل الحياة يريد أن يبقى أو تبقى العملية تراوح حتى تنتهي.
إيلي ناكوزي: إذاً هذا ما تقصد به بالانقلاب مش بالانقلاب على المالكي يعني للحلول مكانه في رئاسة الوزراء.
نوري المالكي: لا أحد يستطيع بعد أن يقتحم كل هذه المؤسسات الديمقراطية والإرادة الشعبية والحضور الجماهيري والقوات المسلحة.
إيلي ناكوزي: البرلمان مثلاً بيصوتوا ضدك.
نوري المالكي: لا أمنع ذلك لا أمنع ذلك، وينبغي أن يكون هذا العمل في الهواء الطلق وتحت شمس فوق الطاولة مش تحت الطاولة، لكن أنا أقول أيضاً هذا ينبغي أن يجري وفق القواعد المتبعة وليس عبر التخطيطات والالتحامات مع إيرادات وأجندات خارجية، نحن نريد أن نُسيّج العراق كما كان مسيجاً بسياج حديدي من الديكتاتورية نريد أن نسيّج العراق اليوم بسياج مانع لكل عمل خارج أطر الديمقراطية.
إيلي ناكوزي: رح أتوقف مع الفاصل الأخير ومن بعده نعود ونتابع في علاقات العراق وبالتحديد علاقات العراق العربية المتوترة في معظم الأحيان بعد هذا الفاصل.
[فاصل إعلاني]


علاقات العراق بالدول المجاورة

إيلي ناكوزي: نتابع إذاً هذا اللقاء في جزئه الأخير ودائماً مع رئيس حكومة العراق نوري المالكي، دولة الرئيس منجي على العلاقات علاقات العراق وتحديداً بالدول العربية، يقال إنه المشكلة هو نوري المالكي بالتحديد لأنه بعض الزعماء العرب يعتبرونك أو يعتبرون ولاءك الأساسي إلى إيران وأنا عم بحكي الأمور بصراحة، وقد يكون الانطباع مثل ما قلنا في بعض الأحيان يغلب الحقيقة، ولكن هناك كلام أسمعه من كبار المسؤولين إنه الرئيس المالكي عنده يعني هو في داخله شيء ضد العروبة ضد العرب، ويعني هو يرد فضل إلى الإيرانيين لأنه الإيرانيين ساعدوه وولاءه الأساسي هو لإيران وليس للعرب، وعم بطرح المسألة متل ما هي يمكن لإيضاح مرة نهائية يعني ماذا لديك لتقول في هذا الموضوع؟ ولماذا هناك توتر دائم ما بدي أقول دائم في محطات العراق يعاني من توتر مع جيرانه العرب؟
نوري المالكي: أنا أنقل صورة مقابلة للذين يعرفون المالكي ويعرفون الاتجاه السياسي والتاريخ حتى العائلي لأنه أحياناً التاريخ العائلي له علاقة بصناعة موقف الرجل أو الشخص، الذين يعرفون الحقيقة يقولون عكس ذلك تماماً يتهمون المالكي بأنه عروبي ميال نحو العربية وهذا ما كنت أصر عليه حينما كنا نكتب الدستور، كنت أصر على ضرورة أن يقال العراق العربي الانتماء العربي هوية العراق العربية وما زلت أتبنى هذه وأقولها دائماً، هذا جانب آخر صورة أخرى للذين يعرفون المالكي أو الذين يريدون أن يتعاملوا مع المالكي على ضوء الحقائق والمراحل التي مر بها بعيداً عن السياسات والاتهامات لأنه أيضاً واحدة من مفردات أجندة الالتفاف على الحكومة ومحاولة إضعافه هو هذه واحدة من الأمور، ولكنها في الحقيقة مردودة وأنا أدري بأن الكثير من الذين يعارضون شخص المالكي حينما يصلون إلى هذه النقطة يقولون لا هو رجل يحب انتماءه وأنا قلت للإيرانيين على مختلف المستويات وأقول للعرب أيضاً قلت لهم أنا عربي أعتز بعروبتي، أنا مسلم أعتز بانتمائي الإسلامي، وأنا شيعي وأعتز بانتمائي، ولكن أنا فوق كل هذه عراقي عربي، وأتعامل مع هذه الحقيقة والكل يعرف حينما يتعامل معي يتعامل على هذا الضوء، أنا فقط دائماً أتمثل في بيت للمرحوم جدي الله يرحمه يقول فيه يخاطب الوطن ويخاطب العرب:
أبنـاء يعرب يطلبون تراثهم . . . إن البنين أحق بالأجداد
ليس العراق بموطني هو وحده . . . فبلاد قومي كلهن بلادي
بحيث كنا في ذاك الزمن منذ 1920 يقال بأن هذه العائلة قومية وإن كان هو رجل دين ومعمر وكان وزيراً للمعارف، لكنه كان أيضاً لديه هذا الإحساس العربي، أنا منذ اليوم الأول الذي استلمته أنا لا أجد هذا عيباً عندما يعتز الإنسان بقوميته وانتمائه، ليس من العيب أن يعتز الإنسان بقوميته، ولكن العيب حينما يرى شرار قومه أفضل من خيار قوم آخرين هذا العيب، منذ البداية فضلت أن أبعث برسالة كنت حريص عليها إلى الدول العربية لذلك قررت أن لا أخرج من العراق إلا للدول العربية، واخترت أكثر الدول العربية في تقديري اهتماماً هو بين مصر والسعودية، فكانت السعودية هي التي سبقت في توجيه دعوة واستجابت لطلب الزيارة وكانت زيارتي للسعودية عبّرت فيها صراحة بأننا نريد أن نقول لكم بأننا من هذا الامتداد العربي، وقد التقيت مع جلالة الملك وكان الرجل حكيماً في فهمه واستيعابه للرسالة التي كنت أحمل، وما زلت أكن له الاحترام وأعتقد بحكمته وآخر ما صدر من أفق الحركة التي يقودها هو الفتوى التي صدرت من مفتي المملكة العربية السعودية بمنع وتكفير الذين يقومون بجمع الأموال ويقتلون، وأعتقد هذا لجلالة الملك فيه دور كبير، وإذا ما أشير إلى ممارسات بعض السعوديين فليست هي ممارسة الحكومة السعودية قطعاً لأنها تقف في الصف الآخر ضد الإرهاب سواء كان جلالة الملك أو ولي العهد أو السادة الوزراء، ثم ذهبت من السعودية إلى الإمارات وإلى عُمان وإلى الأردن لأؤكد على أن الوقت الذي كان فيه نظام صدام قد شنج العلاقات العربية أنا أريد أن أصلح هذه العلاقات وما زلت أصر على إصلاحها مهما كانت هناك من علامات سوء فهم.
إيلي ناكوزي: هيدا اللي بدي اسألك عنه دولة الرئيس يعني ما الذي حصل؟ أنت بدأت بزيارة للمملكة وللإمارات ومصر زرتها أيضاً مين اللي وتر العلاقة؟ هل اليوم تعتبر العلاقة صحية مع المملكة ومن يوتر العلاقات دائماً بينك وبين الإمارات أو بينك وبين المملكة السعودية؟
نوري المالكي: أنا أقول أن العلاقات ليست كما تفضلتم متوترة مع الدول العربية علاقتنا مع مصر طيبة جداً والتقيت بوضوح كان اللقاء مع السيد رئيس الجمهورية حسني مبارك ومع رئيس الوزراء ومع كل الوزراء، وما زالت الأجواء إيجابية متفهمة ومع بقية الدول أيضاً، لكن مرة أخرى أقول أن الذي يحارب الحكومة لا بد وأن يقطع امتداداتها حتى يحاصرها.
إيلي ناكوزي: إذاً مشكلتك عراقية يعني في هناك عراقيين.
نوري المالكي: عراقيين الذين قاموا بهذا الدور وزيفوا وزوروا رسائل وكتب اكتشفت أنها مزورة منها أني أبعث برسالة مكتوبة إلى الميلشيات أن اختفوا، ورسالة أخرى أبعث إلى إيران أن ادعموا، ورسالة أخرى ولكن حينما وُضعت ودُققت من قبل المراكز مراكز البحث والكشف بيّنت أنها مزورة يعني بلغت الحالة اللا أخلاقية عند البعض من المعارضين أنهم ذهبوا باتجاه التزوير كما حصل الكثير من التزويرات في مجالات اتهامات فساد، لكني حينما أكون ويكون الإنسان مطمئن إلى قناعاته ولديه ثقة عالية بنفسه وباتجاهاته ولم يتحدث خلف الأستار ويتحدث بوضوح ربما أُلام أحياناً أني أتحدث بهذا الوضوح الذي هو يبلغ درجات يصعب على سياسيين أن يتحدثوا بها إنما هو منطلق من الثقة والقناعة، لذلك الناس يحترمون القناعات حينما نتحدث عنها بصراحة وشفافية، فعلاقاتنا ليست متوترة علاقاتنا مع الأردن طيبة، علاقاتنا مع السعودية أيضاً بدأت تتحسن وهي باتجاه استعادة عافيتها، مع مصر علاقاتنا طيبة، مع سوريا مع الإمارات أيضاً الآن أنا مدعو لزيارة الإمارات، أنا أعتقد كانت هناك نوع من ضبابية صُنعت من قبل معارضين عراقيين أو غير عراقيين حتى لا نحصر المسألة فقط بالعراقيين، وقد مررت وهذه ليست المرة الأولى مع الأسف، وإنما صدام في وقته استطاع أن يوغر قلوب هذه الدول ضد مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي ثم عادوا هم ذاتهم بقايا النظام السابق وهم لديهم خبرة كبيرة في هذا المجال، هم الذين يوصلون مثل هذه الدعايات ويصنعون مثل هذه الأخبار يتعاون معهم بعض الناس من الجهلة والحمقى الذين لا يدركون خطورة مثل هذا الحديث على مستقبلهم هم وعلى بلدهم لكن هذه بدأت تنكشف.
إيلي ناكوزي: إذاً هناك زيارة قريبة للإمارات؟
نوري المالكي: أنا مدعو وإن شاء الله في الوقت المناسب سألبي هذه الزيارة لهم ولدول العربية أخرى مثل قطر وغيرها.
إيلي ناكوزي: ما رح تسميلنا إيمتى دولة الرئيس يعني إيمتى الوقت المناسب؟
نوري المالكي: أنا أعتقد الآن أصبحت في درجة جيدة من الارتياح أصبحت أستطيع أن أنام أكثر وأن أكون في راحة أكثر، وتوجهت نحو مجالات أخرى صرفت النظر عنها وتركتها للإخوة الوزراء متل الزراعة والصناعة والاقتصادية.
إيلي ناكوزي: لأنه الوضع الأمني شوي.
نوري المالكي: لأن الوضع الأمني بدأ لم يعد ضاغطاً كما كان سابقاً، لذلك اتجهت بهذه الاتجاهات وسأتجه نحو توطيد العلاقات الطيبة مع كل الدول العربية من أجل تأكيد هذه الهوية وهذه العلاقة التي ينبغي أن تكون على درجة عالية من المتانة والاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية ومعالجة القضايا السابقة، أنا الآن ما عندي مشكلة مع الكويت الكويت بلد جداً صديق مع أن العراق قام بما قام به من عمل فاحش بغزو الكويت علاقاتنا طيبة جداً.
إيلي ناكوزي: هو الموضوع يقال دائماً المفتاح الأساسي ويعني أن تكون العلاقات جيدة مع المملكة يعني هي مفتاح العلاقات في المنطقة.
نوري المالكي: والله أنا من جانبي ليس عندي مهما كان مهما قيل لأنه بالحقيقة ليس فقط عملية تصدير التهمة من العراق إلى الدول العربية أو إلى السعودية وتشويه الصورة إنما هناك أيضاً عمل من داخل السعودية أو من أصدقاء مقربين على الأخوة في المملكة أيضاً يأتون بأخبار مسيئة، لكن أنا أدري بأن هذه مقصودة من أجل توتير العلاقات ينقلون منا خبراً سيئاً ومنهم خبراً سيئاً من أجل أن تبقى هذه الأجواء، لكن أنا عندي ثقة بحكمة القيادة السعودية وعلى رأسهم جلالة الملك بأن يقرؤوا الأحداث كما أردناها أن تُقرأ وكما قدمناها بشكل صريح وكما هي اكتشفت في الواقع أنها تتحرك نحو عراق مستقل لا نسمح بتدخل أحد في شؤونه، ليس فيه طائفية كما أوصلوا هذه الصورة، والمالكي قد أثبت عملياً وهذا ما يشهد له حتى أعداء المالكي أنه اتخذ قرارات صعبة وهذه القرارات الصعبة هي التي ساهمت أو أسهمت بدرجة كبيرة في إعطاء صورة للعراقيين أن هذه الحكومة ليست طائفية لأنها تعاملت مع الشيعة كما تعاملت مع السنة ولم تتوقف في التعامل مع كلا الطرفين إلا على أساس القانون وعلى أساس المساواة هذه أعطت دفعة قوية لأبناء العراق وأنا عندي يقين أن الكثير من أبناء العراق بدؤوا هم يتحركون من السنة والشيعة ويذهبون إلى الدول العربية وينقلون هذه الصورة الإيجابية، وأنا أعتقد على ضوء هذا النقل تتغير المعلومات والذهنية التي تشكلت على أساس الأكاذيب والاتهامات.
إيلي ناكوزي: ختاماً دولة الرئيس مؤتمر دول الجوار اللي مفترض أن يكون في تركيا، هل سيحصل في تركيا بعد يعني بعد اللي سمعنا عنه عن تأزم العلاقات خصوصاً حكينا بأول الحلقة أم سيؤجل؟ وماذا تأمل منه بدقيقة واحدة بس؟
إيلي ناكوزي: أنا بالحقيقة أقول لك بأن العلاقات مع الحكومة التركية غير متوترة أبداً بل هي إيجابية طيبة متينة في تقديري، ولكن المشكلة أن الحكومة التركية مضغوطة بنشاطات حزب العمال ومن حقها أن تطالب في حلول.
إيلي ناكوزي: هذا لن يمنع..
نوري المالكي: ولكن هذا أبداً لن يمنع وأكّد لي السيد رئيس الوزراء التركي بأنه مع العراق مع وحدة العراق مع ديمقراطية العراق مع دعم الحكومة العراقية وأن هذه المواقف ضد حزب العمال ليست ضد الحكومة العراقية أبداً ولن تكون ضد حزب العمال فقط ولن تكون ضد أي مؤتمر..
إيلي ناكوزي: سيحصل المؤتمر إذاً..
نوري المالكي: قطعاً سيحصل إن شاء الله وسيخرج بنتائج كما هو مقدر له بموجب الأوراق الأولية أن يخرج بنتائج إيجابية داعمة للعملية السياسية عموماً.
إيلي ناكوزي: دولة الرئيس نوري المالكي أنا بشكرك بنهاية هذا اللقاء والمرة القادمة عنجد رح نكون بالشارع في المرة المقبلة.
نوري المالكي: إن شاء الله بس لا تطول علينا.
إيلي ناكوزي: لا مش رح نطول شكراً لإلك، شكراًَ دولة الرئيس.