ساركوزي من بغداد إلى مسقط ويزور البحرين والكويت ... المالكي يؤكد نهاية «زمن الضغوط الأميركية» وتقدم في الحوار بين حكومته والمسلحين

بغداد، مسقط - الحياة - 11/02/09//

رد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تصريحات نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن الذي أعلن استعداد واشنطن للتشدد مع المسؤولين العراقيين لتحقيق مصالحة وطنية وإنجاز إصلاحات سياسية طلبها البيت الأبيض، مؤكداً أن هذا الكلام «مرفوض وغير مبرر»، وأن «زمن الضغوط الأميركية على الحكومة ولّى من دون رجعة».
إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إحراز «تقدم كبير» في المفاوضات بين الحكومة والجماعات المسلحة والضباط السابقين، وقالت إن فصيلاً مسلحاً في الموصل أعلن استعداده للحوار والدخول في العملية السياسية.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء العراقي خلال مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي انتقل أمس من بغداد إلى مسقط وسيزور البحرين والكويت، ووصف زيارته للعراق بأنها «تاريخية» تهدف إلى استعادة بلاده دورها في المنطقة، والرغبة في التعاون الاقتصادي والعسكري. وأعطى الضوء الأخضر للشركات الفرنسية للاستثمار. وأمل بأن تلعب الحكومة العراقية دوراً في المفاوضات المتوقعة بين إيران والولايات المتحدة.
وأعرب خلال لقائه رئيس الجمهورية جلال طالباني، ثم المالكي عن رغبة باريس في تطوير العلاقات بين البلدين. وقال: «ليس هناك حدود لما نريد تقديمه للعراق. يجب الانتقال الى مرحلة التغيير»، مشيراً الى أن زيارته «تمثل توجهات الاتحاد الأوروبي»، وأضاف ان بلاده «ستفتتح قنصليتين في أربيل والبصرة»، وأن «رئيس الوزراء ووزير الخارجية سيزوران العراق قريباً للمساهمة في تقديم كل ما يحتاجه اقتصادياً وعسكرياً وفي مجال البناء والإعمار».
ولمح مقربون من الحكومة العراقية الى ان الزيارة تطرقت الى رغبة فرنسية بمساهمة العراق في انجاح مفاوضات أميركية - إيرانية متوقعة. وانتقل ساركوزي أمس من بغداد إلى مسقط، حيث أجرى محادثات مع السلطان قابوس، وقال عن جولته: «انني أزور عُمان والبحرين والكويت وهي دول لم يسبق لرئيس فرنسي أن زارها منذ 1990، فضلاً عن أنها، تقليدياً، ذات علاقة قوية مع بريطانيا والولايات المتحدة، ولكن لدى فرنسا ورقة بإمكانها أن تلعبها في هذه المنطقة، وخطت على هذا الصعيد خطوة كبيرة مع قطر والإمارات فنحن نزرع ونكافح من أجل شركاتنا». ويتوجه ساركوزي اليوم إلى البحرين حيث يلتقي الملك حمد بن عيسى آل خليفة وينهي جولته في الكويت.
وقال المالكي امس، رداً على تصريحات أدلى بها بايدن أكد خلالها ان بلاده ستتشدد مع المسؤولين العراقيين لتطبيق اصلاحات سياسية، ان «زمن الضغوطات الاميركية على العراق ولّى من دون رجعة». ولفت الى أن «حكومة الوحدة الوطنية في العراق هي حكومة لبلد مستقل وذي سيادة، تعرف كيف تسير الأمور من دون الحاجة إلى ضغط خارجي عليها». وأكد أن حكومته «استطاعت تحقيق الكثير من الانجازات والإصلاحات في البناء السياسي للبلاد». واعتبر إنهاء الحرب الطائفية وملف الجيش السابق «يمثلان أهم ملفين تم انجازهما في قضية المصالحة الوطنية». وشدد على أن تصريحات بايدن وغيره من المسؤولين الأميركيين «لن تجدي نفعاً، ولن تثمر، بسبب التغير الإيجابي الكبير في مستوى الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد».
وكان وكيل وزارة الحوار الوطني العراقية قال لـ «الحياة» أمس إن لجاناً مشتركة مع مكتب رئيس الوزراء تتفاوض مع الجماعات المسلحة والمعارضين تحت سقف المصالحة الوطنية وضمان شمول هؤلاء بالعفو العام. وأبلغ القائد الميداني لكتائب «جيش المجاهدين» في الموصل، أبو عبدالكريم الجبوري، استعداد جماعته للحوار مع الحكومة وإلقاء السلاح، مقابل «التعهد بإنهاء التمدد الكردي في المدينة ومنع ضم أجزاء منها الى اقليم كردستان».