تمر علينا الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لاستشهاد كوكبة الهدى طلائع التحرك الاسلامي في العراق الشيخ المجاهد عارف البصري واخوته ...
... اخوتي الكرام هذه قبسات مشعة من حياة الشيخ عارف واخوته الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ...
الشهيد الشيخ عارف البصري
ولادته ودراسته
ولد شهيدنا السعيد في مدينة البصرة ونشأ فيها وكان منذ طفولته يتمتع بحس علمي ويحب مجالس العلماء، وبعد انهاء الدراسة الابتدائية ودخوله للاعدادية بدأ بنشاطاته الإسلامية.
العلامة البصري كان يتمتع بشخصية قوية ومرموقة بين الأصدقاء، وكان محترماً من قبل مختلف طبقات المجتمع منذ البداية.. وبعد انهائه للمرحلة الاعدادية سافر إلى مدينة النجف الأشرف ودخل كلية الفقه وكان من الطلبة الممتازين فيها.
نشاطه
بعد انهائه الكلية بتفوق وبتشخيص المرجعية الدينية آنذاك، سافر إلى بغداد وبدأ بنشاطه الديني وقام بدور التعليم والتربية، ونتيجة لذلك أصبح مورد اعتماد المؤمنين يحل مشاكلهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وكان له دور فعال في تشكيل جميعة الصندوق الخيري الإسلامي، وقد أصبح لهذه الجميعة بعد توسع نشاطها دور أساسي في تنمية الوضع الاقتصادي للمستضعفين، كما أنشأ مجلة المجتمع الإسلامي التي كانت تصدر عن جميعة الصندوق الخيري. هذا وكان العلامة البصري أحد أعضاء جماعة علماء بغداد والكاظمية الفاعلين في منطقته في الكرادة الشرقية ــ الزوية ــ ومن قادة حزب الدعوة الاسلامية ، هذا وقد التزم التدريس في مدرسة الإمام الجواد (ع)، بعد ذلك انتقل إلى كلية اصول الدين حيث التزم تدريس العقيدة والنظام الإسلامي فيها.
كما قام بتأسيس مؤسسات اجتماعية مختلفة منها.. مراكز طبية، ومؤسسة العون للفقراء، ومؤسسة الأرامل والأيتام، وجمعية تكريم الطلبة المتفوقين، وتأسيس مكتبات في مناطق مختلفة… هذه المشاريع والنشاطات أدت إلى اعتماد المرجعية الدينية في النجف الأشرف عليه أكثر فأكثر، كما أدت في المقابل إلى تخّوف الحكومة البعثية الصهيونية منه، فأخذت تكيد له الفتن لتحول دون هذه النشاطات.
شهادته
اعتقل الشهيد الشيخ عارف البصري أكثر من مرة في مديرية أمن النظام، وهدد كي يقلل من نشاطه الثوري، ولكنه أبى إلا أن يكمل مسيرته الإسلامية، الأمر الذي أدى بالنهاية إلى اعتقاله مع مجموعة من المؤمنين ومورس معهم أنواع التعذيب، ولكنهم أسمى من أن يزلّوا عن دينهم وعقيدتهم وجهادهم، فحكمت المحكمة الصورية عليه بالإعدام مع أربعة من طلائع الدعوة الاسلامية في العراق، وهم:
1 ــ العلامة السيد عز الدين القبانچي.
2 ــ العلامة السيد عماد الدين الطباطبائي.
3 ــ السيد حسين جلوخان.
4 ــ السيد نوري طعمه.
وعند قراءة حكم الاعدام واجههم شهيدنا بالشجاعة المعهودة منه باستهزاء، على أثر ذلك نقل إلى سجن أبو غريب المركزي، وهرع المؤمنون من الناس لزيارته وزيارة بقية المجاهدين.. هذا وقد حاول النظام اقناع واطماع شهيدنا بالمال ليغير من تصميمه بالجهاد، وبشجاعة فائقة أجابهم قائلاً: العار لكم، تريدون أن أبيع ديني بدنياي والجنة بالنار!