[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]يا محلى الديمقراطية في العراق
أوميد كوبرولو
رئيس تحرير مجلة توركمن شاني العراقية

كانت ولا زالت الديمقراطية من أهم العوامل التي أدت إلى سقوط النظام البعثي العفلقي المجرم في العراق. وكانت الديمقراطية أهم أحلام أجدادنا(رحمهم الله) الذين ماتوا وهم يتمنون تحقيقها للأجيال العراقية القادمة. وها اليوم لا زلنا ونحن أيضا نحلم بها والوصول إليها. ولكننا وكلما اقتربنا بها لنقبض على أشعتها الإلهية الخارقة لهربت منا وكأنها سراب في سراب. فأين الشعارات الزائفة التي أطلقوها الذين جاءوا من أجلها المحتلين وعملائهم وجواسيسهم المتسلطين على رقاب أبنائنا لتحقيق الحرية والديمقراطية لهم؟ أين الديمقراطية التي من أجلها قبضوا على جراثيم العراق من أمثال صدام وبرزان و وطبان ومحمد حمزة الزبيدي وعلي حسن المجيد وغيرهم من المشعوذين والبراغيث وقتلوا الجلادين عدي وقصي؟ أين الديمقراطية التي لا زالوا يتكلموا عنها؟ وما نوعها؟ وشكلها؟ ولونها؟ وطعمها؟

أ هذه ديمقراطيتهم وهم يقتلون الأبرياء العزل في المساجد والعتبات المقدسة التي يلجئون إليها لكونها مناطق آمنة تحميهم من ملاحقة الغادرين؟ وهل هذه ديمقراطيتهم يسمحون للميليشيات المسلحة العميلة للمحتلين بأن يفتشوا في بيوت العراقيين ويحطموا كل شيء؟ أم هل هذه ديمقراطيتهم وهم يسكتون على جرائم بعض الأحزاب الكردية العميلة وعناصر ميليشياتهم المسلحة الذين اخترقوا صفوف الشرطة والحرس الوطني، الذين يأخذون بأبناء كركوك والمناطق المحيطة بها على أساس بأن قوات الاحتلال أرادتهم وسيعودون بسرعة، وبعدها يأخذونهم إلى أمن(أسايش) جلال الطالباني في السليمانية ومسعود البارزاني في أربيل ويحققون معهم ويعذبونهم ويطلبون منهم معلومات عن الجبهة التركمانية العراقية؟
ومتى كانت الاستيلاء على أجهزة المصورين التلفزيونيين واعتقال الصحفيين والإذاعيين والتلفزيونيين ديمقراطية؟ ففي 29 تشرين الثاني 2004 اعتقل بعض عناصر الشرطة العراقية في كركوك الزميل(أحمد هاجار أوغلو) وزميله المصور الذي يرافقه في تصوير تحقيق أجروه في كركوك واستولوا على كاميرتهم وبعد تدخل المسئولين التركمان تم إطلاق سراحهم. أ هذه ديمقراطية جاءوا الأشرار من أجلها إلى وطننا وهم لا يدعون الإعلاميين والصحفيين أن يمارسوا مهنتهم ويقوموا بإيصال رسالتهم الإنسانية الشريفة لأبناء شعبهم.

ولماذا يعتقلون مراسلي الفضائية التركمانية في محافظة كركوك من دون مراسلي بقية عشرات الفضائيات الموجودة في المحافظة؟ ومن وراء هذه الممارسات العدوانية الحاقدة الداعية إلى إسكات الصوت التركماني الداعي إلى وحدة العراق شعبا وأرضا، سوى العنصريين والانفصاليين الذين يحلمون في تجزئة العراق وتقسيمه إلى دويلات وشعوب؟ الكل يعلم بأن الفضائية التركمانية التي بدأت تبث برامجها المتنوعة الجميلة مؤخرا أصبحت من أهم الفضائيات العراقية العاملة في كركوك ولها شهرة واسعة في عموم القطر وخارجه بتقديم الجيد والمفيد من البرامج والوثائق والأخبار التي تهم الساحة العراقية عامة والتركمانية خاصة. ولكن هذا النجاح السريع الذي حققته الفضائية يبدو أزعج بعض الجهات الشوفينية الحاقدة التي تستمر في تخطيط مخططاتها العنصرية الرامية إلى النيل من الشعب التركماني وتهميش دورهم الوطني والقومي المشرف في العراق دائما، وزرع البلبلة والعداوة بينهم وبقية قوميات كركوك المتآخية وخصوصا أشقائنا الأكراد. ويجب على الحكومة العراقية لو زالت تدعي بعراقيتها ونزاهتها ومجيئها لتحقيق السلام والأمان والحرية والديمقراطية وغيرها من الأهداف الوهمية الزائفة أن تنهي سكوتها على ما تجري في كركوك من عمليات إجرامية مشبوهة وانتهاكات مستمرة بحق العرب والتركمان فيها؟ فيجب على الحكومة التي فضلت الخرس منذ أن استلمت مقاليد الحكم المؤقت في البلاد أن تمد يد عونها إلى أبناء كركوك وتددخل في حل مشاكلها وإنهاء معاناتها وغزوها من قبل الميليشيات الكردية وعناصرها الذين جاءوا من محافظات عراقية أخرى كالسليمانية ودهوك وأربيل وانخرطوا في صفوف الشرطة العراقية والحرس الوطني فيها، وألا فأن صبر أهالي كركوك من العرب والتركمان سينفذ وينقلب إلى غضب وانتقام. ولا نتمنى ذلك أبدا ونحن نأمل تداوي جروح أهالينا في عموم وطننا المجروح وإنهاء كافة معاناته.[/grade]
:=