[grade="00008B 8B0000 008000 4B0082 000000"]** مبروك!!! نجاح الانتخابات قد تحقق **
أوميد كوبرولو
رئيس تحرير مجلة توركمن شاني الثقافية

عان العراقيون جميعا دون تفريق بين عربي وتركماني أو كردي وآشوري، وبين مسلم أو مسيحي، أو سني وشيعي 35 عاما من ظلم النظام البعثي الدكتاتوري في العراق. وكان نهاية هذا النظام العنصري الفاشي الظالم وتحقيق الحياة الحرة الديمقراطية والتعددية الحزبية في إدارة البلاد أمل العراقيين كلهم. لكن ورغم تحقيق الحلم العراقي وسقوط تمثال صدام الكبير في عاصمة الرشيد في التاسع من نيسان 2003، لم يتحقق حلم العراقيين الذين عانوا مرارة المظلومية والاعتقالات والسجن الإعدامات والحروب والتشريد والخراب والتدمير. فمنذ ذلك اليوم التاريخي العظيم لم نرى شيئا تدل على تحقيق الحرية والديمقراطية قد تحققت في وطننا سوى استمرار الاحتلال له، والمزيد من العمليات الإرهابية والاغتيالات والاعتقالات والسلب والنهب والتفجيرات التي تكبدنا خسائر فادحة في أرواح الأبرياء والمظلومين وأموالهم وممتلكاتهم. حتى الحكومة العراقية المؤقتة المنتخبة أعضائها من قبل الإدارة الأمريكية لم تستطيع أن تقضي على المجرمين والإرهابيين والقتلى والجواسيس في البلاد وتحقق الأمان والسلام في ربوع العراق، لأن أغلب أولئك الأعضاء هم أنفسهم عملاء لجهات أجنبية كأمريكا وإسرائيل وإنكلترا وإيران وحتى الدول العربية. وإن قضائهم على معاناة الشارع العراقي وجلب السلام والأمان إلى البلاد يعني نهاية وجود أسيادهم المحتلين والمغتصبين لحرمة أراضينا المقدسة ونهايتهم أيضا بعد أن عرفهم الشعب العراقي وفضح عمالتهم المشبوهة وخيانتهم العظمى.

فطبلوا أولئك العملاء والخونة كثيرا لتشكيل الحكومة العراقية الانتقالية. وطبلوا لصياغة قانون إدارة البلاد المؤقت والعلم العراقي قبلها. وطبلوا لتشكيل المجلس العراقي المؤقت. وها هم يطبلون لانتخابات 30 يناير كانون الثاني 2004 التي بدأت تعطي بوادر فشلها قبل إجرائها أيضا. فسارعت جهات وأحزاب شوفينية وعميلة وحاقدة إلى تأجيل الانتخابات في القطر وتهديد العراقيين بعدم المشاركة فيها لكي يبقى وضع العراق على حاله ويستمر قوات الاحتلال في احتلالهم وهم في إدارة البلاد وتحقيق نواياهم الشريرة وامتصاص خيراته.

كلنا نعلم جيدا بأن مدينة كركوك التي تشهد تكريدا غير عادي على يد الحزبين الكرديين الكبيرين الإتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني والديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني وميليشياته المسلحة التي تهدد المسئولين دوما بالاغتيال والاختطاف، تشهد ظروف غير طبيعية وتهديدات بالحروب والانفصال. حيث الحزبين الكرديين المعنيين قد تمكنوا السيطرة على إدارة أغلب دوائر المحافظة الحساسة. وفي الماضي كتبنا عن عدم استلام أغلب العوائل التركمانية والعربية في كركوك لاستماراتهم الانتخابية. وبعد تحريات زملائنا في كركوك علمنا بأن مدير المواد التموينية(الكردي) في كركوك هو الذي كان وراء ذلك، حيث لم يزود مكتب المفوضية العليا للانتخابات في العراق بقوائم كاملة عن العوائل التركمانية والعربية، الذي أدى إلى عدم تنظيم المكتب استمارات الانتخابات لأولئك العائلات، والهدف من ذلك كان معروفا أيضا وهو عدم مشاركة جميع التركمان والعرب الانتخابات في محافظة كركوك.

وبعد أن تأكد السيد يحيى العاصي الحديدي من عدم وصول الاستمارات إلى جميع العوائل التركمانية والعربية في المحافظة أمر بالتحري عن جميع الذين سيبدون بأصواتهم في انتخابات كركوك والتأكد من صحة انتمائهم إلى المحافظة. ونتيجة التحري تمكن الوصول إلى وثائق ومستمسكات مزورة لدى 90 ألف كردي ممن جلبهم القيادات الكردية إلى كركوك على أنهم مرحلين منها من قبل النظام الصدامي. وقرر السيد الحديدي حرمانهم التصويت في الانتخابات.

لكن قرار التحريم هذا أصاب القيادات الكردية المعنية المزيد من الخيبة والخسران ، وجعلهم يفكرون في خلق الأسباب لتبديله بشخص آخر ويفضل أن يكون كرديا لكي يسهل تنفيذ مخططاتهم العنصرية المشبوهة. فقاموا بتهديد السيد يحيى الحديدي باغتياله واختطاف ذويه وأقاربه وقتلهم مما أدى إلى استقالته عن مهمته النبيلة كمدير مكتب المفوضية في كركوك . ووجهوا له تهمة كونه بعثيا سابقا ويعمل لمصلحة التركمان. وقام بعض كتابهم تشويه سمعته في المواقع الإلكترونية العراقية والعربية. وفي لقاء معه لوكالة أنباء الإخلاص التركية أكد الحديدي استقالته نتيجة استلامه العشرات من الرسائل التهديدية بسب عمله الغير منحاز إلى أية جهة أو طائفة.

إن أسباب استقالة السيد يحيى العاصي الحديدي من عمله معروفة من قبل مفوضية العليا للانتخابات. لذا يجب على السادة رئيس وأعضاء المفوضية المحترمون الذين عملوا ولحد الآن بكل نزاهة وشرف وإخلاص أن يعينوا فورا مديرا عادلا غير منحاز إلى أية فئة في كركوك لكي يباشر مهام المكتب في نهاية تحضيرات المحافظة للعملية الانتخابية، وألا فاستقالة السيد الحديدي من عمله وبقاء مكانه شاغرا أو تعيين مدير كردي سيصغي حتما لأوامر البارزاني والطالباني، ستثبت عدم نزاهة أولئك السادة في المفوضية المؤقرة في تحقيق رسالتهم الإنسانية التي وجدوا من أجلها، وتكون أول بادرة على مدى تحقيق النجاح في الانتخابات العراقية. ولم يبقى أمامنا سوى أن نقول ألف مبروك فنجاح الانتخابات في العراق قد تحقق، وتحقق معه الديمقراطية في البلاد. ويرفع أعضاء الحكومة العراقية المحترمون و قادة الاحتلال المنبوذين كؤوس الخمر الأمريكي ويتذوقوا طعم الفوز الكبير. [/grade]:=