في أزقة العراق الفقيرة البقاء أهم من الديمقراطية


بغداد (رويترز)

- بينما يأمل كثير من الشيعة في العراق أن تعزز الانتخابات التي تجرى يوم الاحد قوتهم السياسية بعد الحرب وتحسن معيشتهم فان سكان مدينة الصدر الشيعية الفقيرة في بغداد يركزون على البقاء وحسب.

المجاري تطفح في شوارع الحي الفقير غير المعبدة غالبا بجوار محلات الخضر والفاكهة فيما يعلق القصابون الخراف المذبوحة أمام أكشاكهم. والقذارة التي عاش السكان فيها لسنوات تجعلهم يشكون في أن الانتخابات ستجعل أي شيء أفضل حالا. قال علي جاسم مهندس الكمبيوتر "لن أصوت في هذه الانتخابات. لماذا أصوت. لم يفعل أحد شيئا من أجلنا." ومضى يقول "الشوارع فظيعة. لا توجد كهرباء ولا مياه... لا يمكن لبشر أن يعيشوا في الاوضاع التي نعيش فيها ثم يتوقعوا منا أن نصوت. كيف يمكن التفكير في التصويت في هذه الاوضاع.." وقال حيدر الكعبي صاحب متجر انه أرسل عائلته لتعيش مع أقارب زوجته لان الاوضاع في مدينة الصدر سيئة للغاية. وأضاف "أرسلت زوجتي وأبنائي لعائلتها لانني لا أقدر على شراء وقود للمدفأة." ومضى يتساءل "إذا أدليت بصوتي هل أحصل على وقود.." وقبل شهور قليلة فقط كانت مدينة الصدر منطقة قتال. وكان أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يشتبكون يوميا مع الجنود الامريكيين في الشوارع خلال انتفاضة في أغسطس اب الماضي. وفي أكتوبر تشرين الاول وعد الصدر بنزع أسلحة الميليشيا التابعة له وفي المقابل وعدت الحكومة ببدء الاعمار في مدينة الصدر. ويعيش أكثر من مليون شيعي في الحي الفقير الممتد الذي كان يسمى مدينة صدام في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين. ويشكو السكان الذين يقولون ان صدام حسين تجاهلهم لسنوات من أنه لم يتم الى الان اصلاح شبكة الصرف الصحي وأنهم ما زالوا يعانون انقطاع الكهرباء المتكرر ونقصا في الوقود. وقال الطالب أحمد ابراهيم "نحن ابناء هذه المدينة تعرضنا للقهر في عهد صدام وما زلنا مقهورين. ونسبة البطالة مرتفعة بين الشباب." وأضاف "الناس هنا فقيرة جدا. أي نوع من الحرية والديمقراطية يعدوننا به.." وقال ابراهيم انه لا يتوقع اقبالا كبيرا على التصويت. وتساءل "ماذا ستحقق الانتخابات لنا.. انها لن تجلب لي مياها ولا كهرباء كما أنها لن تحقق أمنا بالطبع. سنخاطر بحياتنا بلا مبرر." وقد أعلن المسلحون حربا على الانتخابات وهددوا بمهاجمة من يدلي بصوته. وقال ابراهيم "أعطيناهم (المسؤولين العراقيين) فرصتين من قبل مع مجلس الحكم ومع الحكومة المؤقتة ولكن لم يتغير شيء في حياتنا... ما زلنا نعاني." كما لا ترى منتهى الزينبية ربة البيت أملا كبيرا في التغيير. قالت "قد يقول من ينظرون للوضع من الخارج انه أمر عظيم أن يجري العراقيون انتخابات وانه أمر رائع وكل شيء. ولكن لن يتغير شيء بالنسبة لنا." ويقول كثير من العراقيين في مدينة الصدر حيث التأييد للصدر قوي والمشاعر المعادية لامريكا منتشرة على نطاق واسع انهم يريدون من ساسة العراق الاتفاق على جدول زمني لمغادرة القوات الاجنبية للعراق لكن أملهم خاب لان ذلك لم يحدث. قال جاسم قاسم في مسجد بالحي "اذا لم يتمكنوا من عمل ذلك الان فلن يفعلوه بعد الانتخابات. والفائز أيا كان سيكون مدينا للامريكيين وسيعمل في خدمتهم." وأضاف أنه حتى لو كان متوقعا أن يفوز الشيعة في الانتخابات فان ذلك لا يجعله أكثر حماسا. وقال "لا أبالي اذا كان السنة أو الشيعة سيفوزون. وطالما أنه لا توجد خدمات لا يهمني من في السلطة."


من مريم قرعوني

http://www.irakna.com/modules.php?na...rder=0&thold=0