النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    Exclamation كلمة الدكتور الجعفري في ماذا بعد الانتخابات

    [align=right]نص الرسالة التي وجهها السيد الدكتور ابراهيم الجعفري نائب رئيس الجمهورية لملتقى "ماذا بعد الانتخابات؟"الذي انعقد في كلية العلوم السياسية في9-3-2005 والتي القاها نيابة عنه جواد طالب

    [align=center]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) سورة البقرة.[/align]

    اخواني واخواتي الاساتذة..

    ابنائي وبناتي الطلبة..

    تحية اسلامية زاكية..

    وشعور غامر بالحب..

    ودعاء مفعم بالامل ان ياخذ الله عز وجل بايديكم لما فيه خير العراق وتعزيز مسيرته وبناء صرحه .

    متمنيا لندوتكم الموسومة "ماذا بعد الانتخابات؟" التوفيق والنجاح.

    ان السؤال عن ماذا بعد الانتخابات ؟يحمل اكثر من دلالة وترتب عليه اكثر من مسؤولية .

    اما الدلالات:

    1- ان السؤال يكشف أنّ التجربة الانتخابية التي مرّ بها العراق هي اول تجربة في تاريخه والذي يعني أننا أمام اول تجربة لما بعد الانتخابات كذلك, ولابد من دفع استحقاقات التجربة الاولى في اي ميدان من ميادين الحياة بما تتخللها من اخطاء ونواجه فيها من تحديات؛ وهي مسالة لاينكرها احد؛ وهذا ما يستدعي وعي التجارب الممثالة التي مرّت بها شعوب العالم والتحلي بروحية التزوّد من تلك التجارب؛ ومثلما نعبّر عن الانتخابات من أنها فنّ ومهارة تتطلب وعيا ودقة فإن مرحلة ما بعد الانتخابات ستكون أكثر تعقيدا وهو ما يتطلب وعيا أعمق ودقة أكثر.

    2-ولاننا عمليا بعد لم نتعاط مع ما فرزته نتائج الانتخابات من هيكلية الحكم، ونظرا لأن ظروفا استثنائية أحاطت بالانتخابات تركت أثارها وبصماتها على الخارطة البرلمانية مما جعلها تختلف من حيث التفصيل مع الخارطة السياسية في الواقع العراقي وإن كانت في اطار الشرعية الانتخابية، فان طرح مثل هذه المواضيع تعني استباق الامور قبل وقوعها مما يكشف عن رؤية استشرافية للمستقبل القريب؛ قد تساهم في إقامة صرح الكيان السياسي العراقي الحاكم على قاعدة جماهيرية واسعة .

    3-ولما كانت الثقافة والفهم العميق للظواهر الاجتماعية تشكل مقدمة مهمة لطبيعة التجربة الاجتماعية وما يترتب على ذلك الفهم والوعي من قدرة عالية لخوض غمار تجربة البناء السياسي المزمع تشييده على قاعدة الديمقراطية ,فان المأمول من مثل هذه المبادرات انها تتابع رسم خطوات العمل لما بعد الانتخابات على الصعد كافة الفكرية والسياسية والاعلامية والاجتماعية .

    4-والسؤال المطروح "ماذا بعد الانتخابات ؟"يعني بالضمن انه يستهدف الحصول على الاجوبة التي تاخذ طابعا شموليا وحجما كبيرا ِكبر الانسان العراقي الذي صنع الانتخابات دون ان تـُأسر في اطار فئة انتخابية على خلفية قومية او مذهبية او سياسية.

    5- ثم ان " ماذا بعد الانتخابات ؟" تحمل دلالة التحرك والانتقال من ردود الافعال الى الافعال من الاستجابة الى المبادرة وهو مايوفر لمثل هذه المؤتمرات فرص الاثراء النوعي الذي ينسلخ من الظرف الضاغط الذي يترك اثاره على اي تصور او قرار ويجعله ينفتح على القادم من الاحداث بذهنية متفتحة تحسب للمشترك بالعمل السياسي الى جانب الثابت فيه اضافة لمراعاة الزمن بما هو قيمة لا يمكن التفريط بها بمثل الظرف الذي يحيط المرحلة التي نمر بها .

    6- وحين تولد مثل هذه المبادرة المباركة من وسط طلابي ومن رواق من أروقة الجامعة فان ذلك يعني انها تعّبر عن الكم الطلابي الهائل والنوع الاجتماعي المتميز بالوعي والثقافة والجدية والحضور الميداني .

    اما المسؤولية التي نستوحيها من شعار " ماذا بعد الانتخابات؟" فهي:

    1-مواصلة السير على طريق الديمقراطية الذي بدأ بالعملية الانتخابية في الثلاثين من كانون الثاني حتى تجتاز العملية الديمقراطية مراحلها الطبيعية لتصل الى برّ الاستقرار السياسي وما يرافقه من استتباب امني وازدهار اقتصادي .

    2-الانطلاق في كل مرحلة لاحقة من خلال ماانتهت اليه المرحلة التي سبقتها ,وكلكم يعلم ان مرحلة الانتخابات كانت محفوفة باخطر التحديات .وان 36 شهيدا قد سقطوا وان جماهيرنا التي انتخبت توقعت ان تواجه تحديا اكبر واحتملت ان تقدم تضحيات اكثر ومع ذلك ادت دورها بكل شجاعة ولا بد ان نرتقي الى مستوى الامانة والشجاعة في الحفاظ على ما اودعته هذه الجماهير في اعناقنا من امانة وان نمنع كل ما من شانه استفراغ تلك النتائج والتحايل عليها والاتجاه بالعملية السياسية الى اهدافها المنشودة .

    3-تحقيق الحضور الميداني :اذا كان الحضور الميداني محظورا علينا يوم كنا في مثل مرحلتكم الدراسية ,والذي كان يودي بايّ منا الى الملاحقة والسجن والاعدام مما يجعل الكثير يفكرون بالفرار من البلد الى الخارج لغرض مواصلة الحضور السياسي ولو من البعد الجغرافي فان الحرية التي تتمتعون بها تجعلكم امام مسؤولية التواجد الميداني في مختلف المجالات السياسية ,الاعلامية,الاجتماعية,الاخرى. اشتركتم بالانتخابات وهي اولى الخطوات بقي عليكم ان تواصلوا المسؤولية في المضي في طريق بناء العراق الجديد من خلال الحضور الواعي لمراقبة المسيرة الديمقراطية وتعزيزها والتقويم بكل مافيها من صحيح وما عليها من مؤاخذات .

    ان تجربة بهذا الحجم من الضخامة وبمثل ما حفّتها من تحديات وباعتبارها جديدة تحتاج الى تسديد وحماية ,ومثلما تعطون التجربة قوة من خلال واقع المشاركة ستمنحكم التجربة ذاتها ومن خلال نفس الواقع خبرة لايستهان بها .

    نحن في الوقت الذي نؤكد فيه على عدم تسييس المؤسسات ومنها الجامعة بمعنى جعلها حرما امنا تمتد إليها الثروة المعرفية وتتحكم فيها المعايير العلمية على مستوى الاثراء والعطاء (المعطي) وعلى صعيد الاخذ والتلقي (المتلقي) حتى ترتقي جامعاتنا الى مصافي الدول المتقدمة وتصبح منارا علميا لطلاب العلم والحقيقة , في نفس الوقت لانرضى باقصاء الطلاب عن دائرة المسؤولية في بناء الصرح السياسي العراقي الجديد.

    اضف الى ذلك ان مناهج الجامعة لابد ان تشهد التوازن العادل بين طموح الطالب وحاجة البلد حتى نضفي على مؤسسة الجامعة بعدا عمليا واثرا محسوسا في كل ما يمس حق الوطن والمواطن وتتواصل عملية البناء على طريق التكامل المعرفي والتقني والحياتي.

    ان الجامعة هي المدخل المشترك لكل الحقول الاجتماعية والحديث عنها والاهتمام بها يعني وضع اليد على الينبوع الذي يتدفق بالتخصيص الثري

    وبناء المجتمع الجديد كما يعني بناء شخصية المواطن الصالح الذي يعني ببناء مؤسات الدولة بناءا نوعيا مع تحقيق الاكتفاء الكمي فالاقتصاد النوعي والاعلام النوعي والفن النوعي والطب النوعي وباقي حقول التوعية تتوقف على الجامعات التي تحتضن الطلبة؛ وتضخ بهم الى مجالات المجتمع ومؤسسات الدولة ومثل هذه الحاضنة لايمكن ان تؤدي دورها مالم تتوفر لها مسببات القوة والنجاح وتحريرها من اي صنمية من شانها ان تعرقل اداء رسالتها المنشودة.

    وتبقى المنهجية و"النهج الوسطي " واهمية التحلي بعقلية الوسطية على صعيد التفكير وباخلاقية الوسطية على مستوى البناء النفسي وسلوكية الوسطية على مستوى الاداء تبقى الوسطية بكل اشكالها سرا للنجاح وضمانا لوحدة حركة المجتمع خصوصا مع وجود التنوع وتعددية التنوع.

    فنحن لانفهم الوسطية وسطية التوفيق والانفعال بين طرفين او شخصين او كيانين ,فمثل هذه الوسطية التوفيقية تنظر الى المسافة بين الفرقاء وترسم مسارا يدنو من اطراف الاختلاف بصورة مقاربة نسبية لكل منهما ,وليس لها اي نقطة ارتكاز فعلي مبادر وانما هي مجرد رد فعل رياضي او حسابي لاقطاب الاختلاف بينما نفهم الوسطية هي فعل ومبادرة مجردة من ردود الافعال قائمة على اساس وعي الموضوع المختلف عليه ووعي الفكرة الصحيحة ووعي المقياس المتحكم بالموضوع المطروح مما قد يفضي لمطابقة احد الاطراف او الاقتراب منه اكثر من الاطراف الاخرى ففي الوقت الذي تكون فيه "وسطية التوفيق" ممتزجة فيما تحمل من صواب البعض وخطا الاخر ,لانها حبيسة الوسط الجغرافي نجد الوسطية الموضوعية تحرص على الصواب مما يجعلها اقرب ما تكون الى الصواب وابعد ما تكون عن الخطا .

    مثل هذه الثقافة الوسطية او الخط السلوكي الوسطي هو الذي سيجعل الانتماءات المتعددة والتنوعات المختلفة تتعالى في افق رحب ولا تختنق بها ولا يلغى وجودها ولا يستهلكها في حوار اثبات الذات او الغاء الاخر وانما يجعلها امام مقاربة دينامية ومستمرة تتحلى بقبول الاخر رغم ما عليه من سلبيات او عدم الاعتداد بالذات رغم ما فيها من ايجابيات .

    ونسبية الوسطية سواء النسبية الظرفية بحسب الظرف الذي يحيطها او النسبية الزمنية بحسب المراحل التي قطعتها من شانها ان تتواصل بكل اجزائها الموضوعية التي تستقطب الكلي الاجتماعي بمركباته المختلفة ويمثل بواكيره وصرح بداية التجربة ,ومع مايمتلك من زخم كبير في الحركة فعلا في الحرص على اثراء المسيرة واعادة البناء او رد فعل على الذي عاش فيه طيلة العقود المنصرمة .

    ربما نحتاج الى تنظير اكثر في مفهوم الوسطية في مناسبة غير هذه المناسبة لكن لابد ان ناتي على ثمرة الحديث عن سؤال" ماذا بعد الانتخابات؟"

    وهو ما ساتركه تنظيرا لاصحاب الاثراء من السادة الباحثين ولابنائنا وبناتنا الطلبة تطبيقا وممارسة،اشكر لكم سيداتي سادتي حسن اصغائكم راجيا لكم السداد والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



    [/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    بـغـــــــداد
    المشاركات
    3,191

    افتراضي

    ماذا بعد الانتخابات ؟
    الوفاء بوعودكم التي قطعتموها للشعب الذي أنتخبكم
    خصوصاً البند الثاني من الفقرة الاولى ( أنسحاب قوات المتعددة الجنسيات من العراق )

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني