[glow1=FF0000]{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ} [الإسراء: 53].[/glow1]


[blink]{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة ق[/blink]



هذه الكتلة اللحمية المتحركة بواسطة العصب والعضلات في وسط الفم اما ان تكون باب خير وبناء وزيادة في المودة والعلاقات الانسانية , واما ان تكون باب شر وتفرقة وحساسية وخصومة. فاللسان صغير جرمه، عظيم طاعته وجرمه، إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان، وهما غاية الطاعة والعصيان. فبهذا المخلوق الصغير، يعبر الإنسان عن بغيته، ويفصح عن مشاعره، به يطلب حاجته، ويدافع عن نفسه، ويعبر عن مكنون فؤاده.. يحادث جليسه ويؤانس رفيقه، ففيه الهدى والصلاح وبه الفساد والافساد .وبه الرفعة والعلو والسقطة والدنو. واللسان رحب الميدان، ليس له مرد، ولا لمجاله منتهى وحد، له في الخير مجال رحب، له في الشر ذيل سحب، فمن أطلقه عذبه اللسان، ومن أهمله فرخى العنان، سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هار إلى أن يضطره إلى دار البوار، [glint]ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم، ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع[/glint]. اما الكلام الجميل الذي يؤثر في قلوب الناس هو من مكارم الاخلاق وهو مفتاح كل خير ويخلق الاجواء النفسية التي تقرب البعيد الا من اغلق سمعه وبصره وقلبه من سماع الكلمة الطيبة. وقد وصف القران الكريم الكلمة الطيبة المؤثرة كشجرة طيبة[glow1=FF6666]{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (24) سورة إبراهيم .[/glow1]


وينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام: [glint]إلا كلاما ظهرت فيه المصلحة، [/glint]ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء. وفي اللسان آفتان عظيمتان إن خلص من أحدهما لم يخلص من الأخرى:[glow1=FF3300] آفة الكلام وآفة السكوت، [/glow1]وقد يكون كل منهما أعظم من الأخرى في وقتها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاصيي لله مراء مداهن إذ لم يخف على نفسه، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله.
اعلم أن خطر اللسان عظيم ولا نجاة من خطره إلا بالصمت، فلذلك مدح الشارع المقدس الصمت وحث عليه فقد روي عن رسول الله (ص)"من صمت نجا" وروي عن الصادق (ع) انه قال [blink](( مامن يوم الا وكل عضو من اعضاء الجسد يكف اللسان بالقول انشدتك الله ان نعذب فيك)) .[/blink]

ايها الاحبة فان [glow1=FF0000]تقوى الله وحسن الخلق [/glow1]بابان لدخول الجنة [glow1=FF0000] والفم والفرج [/glow1]اذا لم يحفظا في الله فانهما بابان لدخول النار . ومن افات اللسان التي تؤدي بصاحبها الى النار هي: : [blink]الكلام فيما لا يعنيك , فضول الكلام, الخوض في الباطل, المراء و الجدال, الخصومة
التقعر في الكلام,.الفحش و السب و بذاءة اللسان , اللعن,. الغناء و الشعر,. المزاح,. السخرية و الإستهزاء, إفشاء السر,.: الوعد الكاذب,. الكذب في القول و اليمين ,. الغيبة ,.النميمة ,. كلام ذي اللسانين ,. المدح,. الغفلة,. سؤال العوام.
[/blink]



[all1=CCFF00]. الآفة الأولى: الكلام فيما لا يعنيك [/all1]



اعلموا ايها الاحبة انه من احسن الاحوال هو حفظ اللسان من جميع الالفاظ التي تؤدي الى الآفات كالغيبة والنميمة والكذب والمراء والجدال وغيرها، ونتكلم فيما هو مباح لا ضرر عليك فيه ولا على مسلم أصلاً إلا أنك إذا تكلمت بما أنت مستغن عنه ولا حاجة بك إليه فإنك تكون مضيعاً به زمانك ومحاسباً على عمل لسانك وتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، لأنك لو صرفت زمان الكلام إلى الفكر ربما كان ينفتح لك من نفحات رحمة الله عند الفكر ما يعظم جدواه، ولو هللت الله سبحانه وذكرته وسبحته لكان خيراً لك فكم من كلمة تبني بها قصراً في الجنة؟ ومن قدر على أن يأخذ كنزاً من الكنوز فأخذ مكانه مدرة لا ينتفع بها كان خاسراً خسراناً مبينا. فالحكمة ان لا تتعرض لما لا يعنيك واعتزل عدوك واحذر صديقك من القوم إلا الأمين. ولا أمين إلا من خشي الله تعالى، ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله تعالى.


[all1=FF0000]الآفة الثانية: فضول الكلام[/all1]


وهو أيضاً مذموم، وهذا يتناول الخوض فيما لا يعني والزيادة على قدر الحاجة فيما يعني، فإنّ من يعنيه أمر يمكنه أن يذكره بكلام مختصر، ويمكنه أن يجسمه ويقرره ويكرره. ومهما تأدّى مقصوده بكلمة واحدة فذكر كلمتين فالثانية فضول - أي فضل عن الحاجة - وهو أيضاً مذموم.


[all1=FF3300]الآفة الثالثة: الخوض في الباطل[/all1]


وهو الكلام في المعاصي كحكاية أحوال النساء ومجالس الخمر ومقامات الفساق وتنعم الأغنياء وتجبر الملوك ومراسمهم المذمومة وأحوالهم المكروهة، فإن كل ذلك مما لا يحل الخوض فيه وهو مذموم.


[all1=3333CC]الآفة الرابعة: المراء والجدال[/all1]


فالمراء طعن في كلام الغير بإظهار خلل فيه من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير, والجدال عبارة عن أمر يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها .والقصد منه الظهور امام الاخرين بلسانه من خلال المجادلة –والمجادله هي اعتراض على كلام الاخرين من خلال اضهار الخلل فيه . فالجدال الممدوح في القران هو اتيان الاخرين بالمنطق العقلائي والدليل لا ممارسة عملية التسقيط اللفظي بل دليل . لان التسقيط اللفظي بلا دليل الغرض منه هو المراء والضهور للاخرين على انه الانسان المقتدر ولكنه في الحقيقة يمثل عنوان من عناوين الجها. لذى حذرت الشريعة من ذلك ))
فقد روي عن رسول الله(ص)ه ((.من ترك ترك المراء وهو محق بني له بيت في أعلى الجنة ومن ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة" وقال أيضاً (ص): "ما ضل قوم بعد أن هداهم الله تعالى إلا أوتوا الجدال".


[all1=FF0000]الآفة الخامسة: الخصومة[/all1]

. والخصومة لجاج في الكلام ليستوفى به مال أو حق مقصود، وذلك تارة يكون ابتداء وتارة يكون اعتراضاً. وهي أيضاً مذمومة وهي وراء الجدال والمراء، فقد روي عن رسول الله (ص) انه "إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم".


[all1=FF3300]الآفة السادسة: التصنع في الكلام او التقعر في الكلام :[/all1]


التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف السجع والفصاحة والتصنع فيه بالتشبيبات والمقدّمات وما جرت به عادة المتفاصحين المدّعين للخطابة. وكل ذلك من التصنع المذموم ومن التكلف الممقوت. فقد روي عن رسول الله (ص) "إن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً الثرثارون المتفيهقون المتشدقون في الكلام" وفي رواية اخرى" إن أبغضكم إلى الله..." وروي عنه (ص) "ألا هلك المتصنعون - ثلاث مرات -". .


[all1=CCFF00]الآفة السابعة: الفحش والسب وبذاءة اللسان [/all1]


وهو مذموم ومنهي عنه ومصدره الخبث واللؤم ,فقد روي عنه (ص) انه قال: "إياكم والفحش فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التفحش"
"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء"


[all1=FF0033] الآفة الثامنة: اللعن[/all1]


اللعن يكون إما لحيوان أو جماد أو إنسان وكل ذلك مذموم. فقد روي عنه (ص): "المؤمن ليس بلعان". والصفات المقتضية للعن ثلاثة: الكفروالظلم ، والبدعة، والفسق. واللعن على ثلاث - اللعن بالوصف الأعم كقولك لعنة الله على الكافرين والمبتدعين والفسقة وهذا لا اشكال فيه. والثانية كاللعن بأوصاف أخص منه كقولك لعنة الله أكلي المال الحرامو لعنة الله على كل متكبر جبار وامثاله وهذا جائز ,اما اللعن الثالث وهو اللعن بالاسماء يحتاج الا تامل لانه لايجوز اللعن الا من وجب لعنه شلرعا لفسقه او ظلمه او اشاعته للفاحشة.


[all1=FF0033]الآفةٍ التاسعة: الغناء والشعر [/all1]


أما الشعر فكلامٌ حسنه حسن وقبيحه قبيح إلا أن التجرّد له مذموم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً". [أخرجه مسلم]. وهذا محمول على الشعر البذيء الفاسد، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن من الشعر لحكمة".


[all1=CCCC00]الآفة العاشرة: المزاح[/all1]

وأصله مذموم منهي عنه إلا قدراً يسيراً يستثنى منه فقد روي عن رسول الله (ص) "لا تمار أخاك ولا تمازحه" فإن قلت: المماراة فيها إيذاء لأنّ فيها تكذيباً للأخ الصديق أو تجهيلاً له وأما المزاح فمطايبة وفيه انبساط وطيب قلب فلم ينهى عنه؟ فاعلم أنّ المنهيّ عنه الإِفراط فيه أو المداومة عليه. أما المداومة فلأنه اشتغال باللعب والهزل فيه واللعب مباح ولكن المواظبة عليه مذمومة، وأما الإِفراط فيه فإنه يورث كثرة الضحك وكثرة الضحك تميت القلب وتورث الضغينة في بعض الأحوال، وتسقط المهابة والوقار. وقد روي عن رسول الله(ص): "إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها في النار من الثريا" .فان تمزح لا تقول إلا حقاً ولا تؤذي قلباً ولا تُفرط فيه.


[all1=FF0000] الآفة الحادية عشرة: السخرية والاستهزاء [/all1]


وهذا محرم مهما كان مؤذياً كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} [الحجرات: 11] ومعنى السخرية الاستهانة والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه. فقد روي عن ابن عباس فق قوله تعالى {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا} [الكهف: 49] إن الصغيرة التبسم بالاستهزاء بالمؤمن، والكبيرة القهقهة بذلك. وهذا إشارة إلى أن الضحك على الناس من جملة الذنوب. فقد روي عن رسول الله (ص) "من عيّر أخاه بذنب قد تاب منه لم يمت حتى يعمله" . وكل هذا يرجع إلى استحقار الغير والضحك عليه استهانة واستصغاراً له. وعليه نبه قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} [الحجرات: 11] أي لا تستحقره استصغاراً فلعلَّه خير منك.


[all1=FF0033]الآفة الثانية عشر: إفشاء السر[/all1]


وهو منهي عنه لما فيه من الإِيذاء والتهاون بحق المعارف والأصدقاء. فقد روي عن رسول الله (ص) "إذا حدّث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة".وروي عن الامام الحسن (ع) " إن من الخيانة أن تحدّث بسر أخيك".


[all1=FF0033] الآفة الثالثة عشرة: الوعد الكاذب[/all1]


فإن اللسان يسبق إلى الوعد، ثم النفس ربما لا تسمح بالوفاء فيصير الوعد خلفاً وذلك من أمارات النفاق قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1] وقد أثنى الله تعالى على نبيه إسماعيل عليه السلام في كتابه العزيز فقال {إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} [مريم: 54] ..


[all1=FF0000]الآفة الرابعة عشر: الكذب في القول واليمين[/all1]


وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب. .فقد روي عن رسول الله (ص) "إياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار " .وروي عنه (ص) "لا يزال العبد يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ".ان من النفاق اختلاف السر والعلن الا في مواقع الاضطرار التي يجيزها الشارع المقدس لان الأصل الذي بني عليه النفاق الكذب. وروي عن الاما الحسن عليه السلام "كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له به كاذب". وقد رخص الله الكذب في مواضع محددة ,فقد روي عن رسول الله (ص) انه لا كذب الا في ثلاث الرجل يقول القول يريد به الإِصلاح، والرجل يقول القول في الحرب، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها وعنه (ص) "ليس بكذاب من أصلح بين اثنين فقال خيراً أو نمى خيراً" هي اصلاح ذات البين .


[all1=FF6600]الآفة الخامسة عشر: الغيبة [/all1]


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (12) سورة الحجرات
الغيبة محرمة بإجماع المسلمين وهي من الكبائر سواء كان العين موجودا في الشخص أم غير موجود ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه ,واله وسلم أنه قال لما سئل عن الغيبة قال : ذكرك أخاك بما يكره قيل يا رسول الله إن كان في أخي ما أقول؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته , وقد روي عن رسول الله (ص) في وصيته الى ابي ذر انه قال ".يا ابا ذر اياك والغبية فان الغبية اشد من الزنا ، قلت : يا رسول الله لم ذاك بابي انت وامي ؟ قال : لان الرجل يزني فيتوب الى الله فيتوب الله عليه ، والغبية لا تغفر حتى يغفرها صاحبها .يا ابا ذر من اغتيب عند اخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره نصره الله عز وجل في الدنيا والاخرة ، فان خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا والاخرة .
لقد ذم الاسلام الغيبة وشبه صاحبها بآكل لحم الميتة، فقال تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12], وقال عليه الصلاة والسلام: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"
وروي عن رسول الله (ص) انه : "مررت ليلة أسري بي على أقوام يخمشون وجوههم بأظافيرهم فقلت يا جبريل من هؤلاء؟ قال هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم". وقد روي عن رسول الله (ص) . "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته". .
.والغيبة ليست فقط باللسان وانما في كل اشارة او علامة فيها تفهيم نقص الاخر وتعريفه بما يكرهه ، فالتعريض به كالتصريح والفعل فيه كالقول، والإِشارة والإِيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة وكل ما يفهم فهو داخل في الغيبة وهو حرام. أن الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج به من حق الله سبحانه، ثم يستحل المغتاب ليحله فيخرج من مظلمته! وينبغي أن يستحله وهو حزين متأسف نادم على فعله؟ إذ المرائي قد يستحل ليظهر من نفسه الورع وفي الباطن لا يكون نادماً، فيكون قد قارف معصية أخرى.


[all1=FF0000]الآفة السادسة عشر: النميمة [/all1]


النمام هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء , كأن تقول: قال فلان فيك كذا وكذا وهو يكرهك ولا يحبك وسواء كان هذا الكلام بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، إلى غير ذلك من الكلام غير الصحيح أحيانا وإن كان صحيحا لا يجوز أيضا نقله لأن هذا من النميمة ومن هتك الستر عما يكره كشفه، ومن نمّ لك نمّ عليك كما قيل. قال الله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 11] ثم قال: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 13] .الزنيم هو ولد الزنى الذي لا يكتم الحديث. والزنيم هو الدعي وقال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1] قيل الهمزة النمّام. قال صلى الله عليه واله وسلم: "لا يدخل الجنة نمّام" وروي عنه (ص): ((تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه))
ومن نقلت إليه النميمة عليه ستة أمور :
1- أن لا يصدق النمام ؛ لأن النمام فاسق ، قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ)(الحجرات/6) .
2- ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح عليه فعله .
3- يبغضه في الله فإنه بغيض عند الله .
4- لا تظن بأخيك الغائب سوءًا لقوله تعالى : (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )(الحجرات/12) .
5- لا يحملك ما حكى على التجسس والبحث للتحقق منه لقوله عز وجل : (وَلا تَجَسَّسُوا)(الحجرات/12) .
6- لا ترض لنفسك ما نهيت النمام عنه ، ولا تحكِ نميمته فتكون نمامـًا ومغتابـًا ، فليتق الله ذوو الألسنة الحداد ، ولا ينطقوا إلا بما فيه الخير لخلق الله ، ويكفيهم في هذا قول النبي ـ صلى الله عليه واله وسلم ـ : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت "

[all1=FF3333]الآفة السابعة عشر: ذو اللسانين [/all1]

كلام ذي اللسانين الذي يتردد بين المتعاديين ويكلم كل واحد منهما بكلام يوافقه، وقلما يخلو عنه من يشاهد متعاديين وذلك عين النفاق، روي عن رسول الله (ص) "من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة" . "تجدون من شر عباد الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بحديث وهؤلاء بحديث".

[all1=FF0000]
الآفة الثامنة عشر: المدح :
[/all1]


وهو منهّي عنه في بعض المواضع. أما الذم فهو الغيبة والوقيعة وقد ذكرنا حكمهما، والمدح يدخله ست آفات: أربع في المادح، واثنتان في الممدوح.فأما المادح، فالأول: أنه قد يفرط فينتهي به إلى الكذب.والثانية: أنه قد يدخله الرياء فإنه بالمدح مظهر للحب، وقد لا يكون مضمراً له ولا معتقداً لجميع ما يقوله فيصير به مرائياً منافقاً.الثالثة: أنه قد يقول ما لا يتحققه ولا سبيل له إلى الاطلاع عليه، وروي عن رسول الله (ص)"ويحك قطعت عنق صاحبك لو سمعها ما أفلح" ثم قال: "إن كان أحدكم لا بد مادحاً أخاه فليقل أحسن فلان ولا أزكي على الله أحداً حسيبه الله إن كان يرى أنه كذلك". الرابعة: أنه قد يفرح الممدوح وهو ظالم أو فاسق وذلك غير جائز.
وأما الممدوح فيضره من وجهين:أحدهما: أنه يحدث فيه كبراً وإعجاباً وهما مهلكان. الثاني: هو أنه إذا أثنى عليه بالخير فرح به وفتر ورضي عن نفسه ومن أعجب بنفسه قلّ تشمره وإنما يتشمّر للعمل من يرى نفسه مقصراً فأما إذا انطلقت الألسن بالثناء عليه ظن أنه قد أدرك ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "قطعت عنق صاحبك لو سمعها ما أفلح".


[all1=FF0033] الآفة التاسعة عشر: الغفلة عن دقائق الخطأ [/all1]


الغفلة عن دقائق الخطأ في فحوى الكلام، لا سيما فيما يتعلق بالله وصفاته، ويرتبط بأمور الدين فلا يقدر على تقويم اللفظ في أمور الدين إلا العلماء الفصحاء، فمن قصر في علم أو فصاحة لم يخل كلامه عن الزلل لكن الله تعالى يعفو عنه لجهله. مثاله: ما قال حذيفة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يقل أحدكم ما شاء الله وشئت ولكن ليقل ما شاء الله ثم شئت". .


[all1=FF0000]الآفة العشرون: الخوض الجاهل في العلوم والسؤال المتعنّت[/all1]


الفضول خفيف على القلب. والعامي يفرح بالخوض في العلم، إذ الشيطان يخيّل إليه أنه من العلماء وأهل الفضل، ولا يزال يحبب إليه ذلك حتى يتكلم في العلم بما هو كفر وهو لا يدري. وكل من يسأل عن علم غامض ولم يبلغ فهمه تلك الدرجة فهو مذموم، فإنه بالإِضافة إليه عامي.وروي عنه (ص) انه قال "ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم".
.إن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة، فبه يعبر الإنسان عن بغيته ويُفصح عن مشاعره به يطلب حاجته ويدافع عن نفسه ويعبر عن مكنون فؤاده، يحادث جليسه ويآنس رفيقه فإنه لا تعب في إطلاقه ولا مشقة في تحريكه.. له في الخير مجال رحب كالذكر والشكر والكلمة الطيبة وقراءة القرآن وغير ذلك الكثير.. ولكن تساهل الخلق في الاحتراز عن آفاته والحذر من مصا ئده.. وأصبح آلة الشيطان في استغواء الإنسان.. إذا تُرك له العنان يصول ويجول.. يتحدث عن فــــلان ويغتاب فلان.. يستهزئ بهذا ويشتم هذا..وقلة هم الذين بعنان أنفسهم و وقفوا به عن مالا يعنيهم وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل بها من الطاعات .جعلني الله و إياك ممن إذا تكلم نفع و إن سكت كان خيراً له
والحمد لله رب العالمين

[glint]بقلم الدكتور ناصر الحق[/glint]