[align=center]

رسالة مفتوحة الى السيد جلال الطلباني رئيس العراق الجديد حول اعتقال مسؤول حملة محاكمة صدام في مدينة السليمانية[/align]




السيد جلال الطلباني المحترم
تحية طيبة ..
في جميع المناسبات والندوات والمؤتمرات والمقابلات الصحفية، تحدثتم كثيرا عن الديمقراطية والعصر الجديد في العراق الجديد ومعك جميع الذين قدموا معك من مؤتمر لندن. وعندما تسلمت كرسي رئاسة العراق بعد اتفاق قائمتكم مع مجموعة الاسلام السياسي الشيعي اغدقتم العراقيين في كل مكان بالوعود الكريمة حول حقوق الانسان وانتهاء عهد قمع الحريات وتدشين عصر الديمقراطية.
لكن وللاسف نقول لكم ومن بغداد، انكم دائما تتحدثون عن شيء وتفعلون شيئا اخر. واذا تجاوزنا تاريخكم في قمع مخالفيكم داخل حزبكم في الاتحاد الوطني الكردستاني وممارسة خروقاتكم المستمرة لحقوق الانسان في كردستان طوال خمسة عشر عاما، ولم تكن هناك فضائيات وانترنيت والصحافة الحرة بمنتاول ايدي الناس كما هي الان، كي تشاهد جماهير العراق بأم عينها كيف تفرضون سلطة مليشياتكم على كرستان وكيف تقمعون مخالفيكم، لما استطعتم بهذه السهولة اعتلاء كرسي الرئاسة على الرغم من معرفة الجميع ان اعتلائكم لهذا المنصب الرفيع هو ثمرة للحرب والاحتلال، ثمرة الاعتشاش على بؤس وشقاء والام الملايين من العراقيين في كل مكان، ثم لتقسيم الانسان في العراق على اساس القومي والديني والعشائري المتخلف، ثمرة لدفع المجتمع العراقي للحرب الاهلية...الخ
فخلال شهرين الماضيين حاولتم قمع تظاهرات الطلبة في مدينة السليمانية واعتقلتم عدة مرات فعاليين شيوعيين. واليوم تعتقلون مسؤول حملة محاكمة صدام في كردستان وهو السيد ريبوار عارف.
وهنا نريد ان نسألكم وامام جماهير العراق وعبر هذه الرسالة ما هي الحجة القانونية التي استندتم عليها في اعتقال شخصية معروفة ومرموقة مثل ريبوار عارف؟ ألأنه ببساطة القى كلمة ساند فيها تظاهرة الطلبة؟. هل هناك نص في دستور مليشياتكم في كردستان او قانون الدولة الانتقالية او في مسودة دستوركم للعراق الجديد يحرم اي انسان في القاء كلمة او ابداء رايه في تجمع او تظاهرة ما!
اننا ندرك بقدر ما صعد نجمكم في "العراق الجديد" والاستحواذ على ما يمكن الاستحواذ عليه من ثروات المجتمع وتجيير وسائل الاعلام المأجورة وغيرها للدعاية لكم ولديمقراطيتكم الفارغة من اي محتوى، في نفس الوقت ان الادامة والاستمرار بسياستكم المناهضة لحقوق الانسان ليست لها الا افاق مظلمة وترتطم يوميا برفض الجماهير لها. فقبل عام او اكثر لم تكن في مدينة السليمانية تظاهرات واضرابات واحتجاجات مثل اضرابات الطلبة واحتجاجات المعلمين، بيد ان اليوم، الاعتراضات الجماهيرية تجتاح جميع مناطق نفوذكم وانكم تحاولون قمعها بشتى الوسائل الممكنة. ومن اساليبكم منعتم قبل اكثر من شهر وصول طلبة جامعة صلاح الدين لمساندة زملائهم في السليمانية عن طريق غلق سيطراتكم بوجههم، واليوم تعتقلون مسؤول حملة محاكمة صدام دون اي وجه حق ولا اي سند قانوني.
ايا ترى يا سيد الطلباني هل ان معياركم لحقوق الانسان في مناطقكم الفيدرالية ليس لها اية مسوغات قانونية؟ هل كلامكم عن الديمقراطية عندما تكونون في مؤتمر صحفي في بغداد يختلف عن الديمقراطية في كردستان الفيدرالية؟ اذا كانت هذه هي الحقيقة وهي كذلك، لان مليشياتكم المسلحة هي التي مسيطرة هناك، فيجب ان تعرفوا شيئا واحدة ان الاستمرار بهذه السياسة ليست لصالحكم لانكم تريدون ان تديموا تلك السياسة من بغداد. وان التيار التحرري والمدافع عن حقوق الانسان في بغداد لم ولن يسمح بتلك الخروقات. وان حقوق الانسان يجب ان تصان في اي مكان وعليكم وعلى مليشياتكم ان تحترم وتكن القيمة للانسان. فكفاكم استهتاركم بالقييم والمعايير الانسانية. فالعراق الجديد والديمقراطية الجديدة لا يمكن تمرريها بالخطابات والمؤتمرات الصحفية الطنانة وهناك جبهة ترص صفوفها في العراق وفي العالم تريد ترسيخ مفاهيم حقوق الانسان في العراق.
اننا نقول لكم وعبر هذه الرسالة بأطلاق الفوري للسراح السيد ريبوار عارف مسؤول حملة محاكمة صدام ودفع التعويضات المادية والمعنوية له واعادة الاعتبار لشخصه.

سمير عادل
سكرتير مؤتمر حرية العراق