احمد احمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله
الطيبين الطاهرين
لعل من الغريب العجيب ان يسمع قارئي الكريم بأن العالم لايزال فيه من الدجل
الشيء الكثير، وجهة الغرابة والعجب هي اننا صرنا نعيش القرن الواحد والعشرين
قرن العلم والمعرفة وقبل هذين قرن الانفتاح على جل ما في هذا العالم من نظريات
وافكار سلبا او ايجابا وان كان بعضنا الى الان لربما يفوت عليه ان يحدد
المصاديق لكل من السلب والايجاب.
كلنا يعلم اليوم ان امريكا التي تزعم انها تريد ان تعمل من العراق مثالا يحتذى
به من الديمقراطية كما جاء على لسان كبار القادة الامريكان،كاذبة تماما في
مدعاها هذا، وهذا ما يبرهن عليه كل سياساتها السابقة وكل الثوابت التي سار
ويسبر عليها كل سياسي من سياسييها السابقين والقادمين كما لربما سنرى ان ابقانا
الله احياء على هذه البسيطة،الا ان امريكا وغيرها ممن يريد ان يصل الى هدف ما
عليه ان يراعي ظاهرا طبعابعض الثوابت التي لا بد من مراعاتها عند الجميع
كاحترام حقوق الاخرين مثلا وعدم التعدي عليها واحترام العهود والمواثيق على
اختلافها سعة وضيقا، الى غير ذلك من الامور الكثيرة.
ومع ان الولايات المتحدة قد تظهر للاخرين انها تراعي ذلك، بل تتعدى هذا النطاق
لكي تدعي انها تحمل الديمقراطية والحرية لغيرها كالعراق مثلا،الا اننا جميعا
نعود لنقول ان هذا مجردكذب ولعب على الذقون لو كان الحكام العرب قد ابقوا لنا
ذقونا طبعا.
كل هذا واضح لنا وضوح الشمس في رائعة النهار كما يقول المثل العربي والذي قد
نستبدله بعد يومين بمثل امريكي ياتي به اسيادنا الجدد الامريكان،وسبب الوضوح
هذا ليس الا لان العالم اليوم اصبح وبفضل الثورة المعلوماتية الهائلة قرية
واحدة، فكلنا اولاد قرية وكل منا يعرف اخيه كما يقول المثل العراقي الشائع،
كل هذا ليس عجيبا ولا غريبا ابدا ، الا ان العجيب الغريب ان يصدق البعض منا ان
بعضا ممن يدعون الانتساب الى الحوزة العلمية العراقية المباركة بل يدعي انه
الناطق الرسمي باسمها ومن لف لفه ممن هو معروف النسب لا يزال نائما على اذنه
معتقدا ان بالامكان ان يتعلم من امريكا اسلوبا من اساليب المكر والخداع الا وهو
تمرير الاغراض الخبيثة باساليب ظاهرها الصلاح والاصلاح والدفاع عن الحقوق الى
غير ذلك من العناوين الرنانة اللطيفة.
هذا الناطق غير الرسمي ومن يلتقي معه في الاغراض الاستعمارية وبعد ان صار يعيش
الافلاس والهزيمة في الحوزة العلمية في قم المشرفة بعد الهزيمة المرة التي
تلقاها على ايدي العراقيين الشرفاء من الجيل الجديد للحوزة العلمية
المباركة،فكر في ما يجمعه مع امريكا ام الفساد الا وهو المكر والحيلة،فاعلن
اخيرا بواسطة المكتب الخالي الذي اسسه لما يعرف بغير حق بمكتب الحوزة
العلميةولكي يجبر المبلغين على تسجيل اسمائهم في هذا المكتب المشبوه بان من
ياتي لكي يسجل اسمه في الاستمارة التي عنونت باسم الحوزة العلمية زورا فله
خمسون الف تومان وهو مبلغ كبير بالنسبة لمن يعيش في قم لا سيما للعراقيين منهم
كما هو المعروف. وقد امتنعوا عن اعطاء أي مبلغ يمتنع عن ملء الاتمارة
المشبوهة.
والمفجع في هذا الامر هو ان هذا العمل كان تحت عنوان شريف غاية في الشرافة الا
وهو الدفاع عن آل البيت ورد الشبهات العقائدية من قبل المبلغين، وهو الامر الذي
لم نعهده من تلك المجموعة من قبل ويكفي ان تسالوا ايا من الساكنين في قم
المشرفة.
انا لله وان اليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وليعلم التاريخ
اننا نحن المنتسبون الى الحوزة المباركة في قم برآء من هكذا عمل بشع وندعوه
سبحانه ان لا نكون يوما من المقلدين لامريكا ولا من المجتهدين المستنبطين
للاحكام بادلة امريكية وان يجعلنا من المحتاطين اليقضين لهذه الحيلة وغيرها من
الحيل الدنيئة، وكلنا ثقة بان هذه الاساليب الرخيصة لن تفوت على مبلغينا
الافاضل كيف والمفروض انهم من ينير العالم لغيره لكي امنا مطمئنا في غياهب
الظلمات،وهم الضمير الحي لهذه الامة العزيزة.