[bimg]http://[/bimg]بيان بمناسبة كارثة جسر الأئمة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
"ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموالِ والأنفسِ والثمرات وبشّر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون"
لقد بكت قلوبنا قبل عيوننا ونحن ننظر بذهول الى أحداث الكارثة التي حلّت بالمؤمنين القاصدين لإحياء شعائر الله ومواساة أهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم في ذكرى شهادة الإمام المسموم المغيّب اثنتي عشرة سنة في قعر السجون وظلمات المطامير أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ومما زاد المأساة أن أكثرهم من النساء والشيوخ والأطفال الذين تحترم دمهم كل الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية وإن كنت أنسى فلا أنسى ذلك الطفل الذي قضى نحبه وهو يضم كتاب مفاتيح الجنان الى صدره وأخفاه تحت ثيابه وكأنه يريد أن يقدم حياته قرباناً لهذا المنهج الإلهي العظيم الذي خطّه لنا الأئمة الهداة المهديون.
لقد كانت الفاجعة مهوّلة بكل المقاييس بعدد الضحايا، بنوعهم، بزمن وكيفية استشهادهم، بالظروف المحيطة بهم والذي يقرح قلوبنا أكثر انه كان يمكن تجنب المأساة لو أديرت المناسبة بالشكل الصحيح وأدّت الجهات المسؤولة واجباتها وأخذت بالنصائح المقدمة لها وأولها تطهير قيادات القوات المسلحة في الجيش والشرطة من العناصر الفاسدة المتواطئة مع الإرهابيين والتي تُـهيئ المقدمات والخطط لهذه الجرائم، فإلى متى يبقى هذا الاستخفاف بالدم العراقي المسلم الكريم ؟ والى متى تبقى هذه اللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية؟ والى متى تستمر قوات الاحتلال التي تزج العناصر الفاسدة الصدامية في الجيش والشرطة وتمنع من قيام قوة وطنية قادرة على حماية بلدها وشعبها؟
ان الارهابيين القتلة أحفاد أولئك الطواغيت الذين حاولوا استئصال أهل بيت النبوة فقتلوا حتى الرضيع وملأوا بهم السجون والمعتقلات وتفنّـنوا في تعذيبهم وقتلهم وشردوهم الى أقاصي الأرض يريدون بهذه الجرائم أن يعيدوا الزمن الى الوراء ويعودوا الى الاسئثار بالسلطة واستعباد الناس ومصادرة حرّيتهم وحرمانهم من ممارسة حقوقهم التي انتزعوها عبر جهاد طويل كلّفهم دماء زكية غالية للمراجع العظام والعلماء الكرام والمفكرين والشباب الرساليين، يريدون أن تستسلم أمتنا لحياة الهوان والعبودية ولكن هيهات فقد انطلقت الروح المحمدية العلوية الحسينية في أمتنا ولا يستطيع أحد ان يوقف عنفوانها وزخمها وإباءها.
لقد جعلوا من وسائلهم الخبيث إذكاءً للفتنة الطائفية ولكن خابوا وخسروا فقد سجّل أبناء الأعظمية الغيارى الشرفاء الذين هم مسلمون قبل أن يكونوا من أهل السنة موقفاً نبيلاً شهماً كريماً حين هبّوا لنجدة أخوانهم المحزونين بذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام والمصابين بهذه الكارثة الجليلة فتوزعوا بين نقل الشهداء والجرحى الى المستشفيات وإغاثة المصابين وتقديم الطعام والماء لهم وإيوائهم والتخفيف من معاناتهم ليثبتوا مع إخوانهم الشيعة اصالة الاسلام وعمق تأثيره في قلوب أتباعه وترفعهم عن الأنانية المذهبية والعرقية ووعيهم للعدو الواحد الذي يستهدفهم معاً وهكذا تعلمنا من دما ءالشهداء أنها معطاء وغنية بالثمرات فها هم ضحايا هذه الكارثة يقيمون الحجة على هذه الأمة سنةً وشيعة مسلمين ومسيحيين عرباً وأكراداً وتركماناً أن : كونوا يداً واحدة وأخلِصوا في بناء مستقبل زاهر لكل الامة وتساموا عن أنانياتكم ومصالحكم وارحموا هذا الشعب الذي لم يعرف الراحة والازدهار ولهذا كان الشهيد شهيداً لأنه شاهد على الأمة بأن هذه المبادئ وإقامة العدل والحرية أغلى من دمه وها هو يقدم روحه شاهداً على ذلك فعلى الأمة ان تعرف حرمة هذه الدماء وكرامتها و تكون وفية لها وتسعى بكل جهدها لتحقيق المبادئ والمثل التي مضوا عليها.
رحم الله الشهداء والحقهم بأوليائهم الطاهرين ولنعم دار المتقين وألهم ذويهم الصبر والسلوان وعجل بسعادة وازدهار الأمة وهذا البلد الكريم وأن يصون شرف هذه الامة وكرامتها وعزتها وحريتها وحياتها بحرمة هذه الدماء العزيزة التي امتزجت بحب آل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وفاضت بالوفاء لهم فجزاهم الله عن نبيهم وأهل بيته الطاهرين صلى الله عليهم أجمعين خير الجزاء. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.



محمد اليعقوبي