مفقودتان

سجادة قديمة بالية تفترش الغرفة. و اضاءة نيون و نوعا من الفرش الرخيص والقديم يتكوم في احد اطراف المكان. اما اذا توجهت الى الركن الاخر فسترى كراس و اثا ثا مستعملا لا يشبه بعضه بعضا. واذا ما قام المحاضر او الخطيب باداء دوره فان لفة ورق التواليت تقف بكل شموخ امام المحاضر مع توزيع جيد لحبات السكر و بقايا الماكولات التي تم توزيعها في المكان قبل ما يقل من الشهر. وهناك الكثير من الاوصاف الممتعة التي ربما يمتلك اخرون ملكة اقوى مني في وصفها.

قم بزيارة الى اي مركز اسلامي شئت؛ او حسينية اقيمت في هذه المدينة او تلك. و تحد نفسك و حاول ان تجيل النظرفي اركان المكان بعد ان تغمض عينيك مع هزة راس لتتاكد من ان الذي تراه ليس كابوسا او حلم يقظة مزعج. أن ما ستراه هو تراكما غير مرتب من الاشياء المبعثرة هنا و هناك لا يجمعها سوى ان الذي لمها ووضعها في المركز او المسجد او الحسينية لا يملك وعيا و لا حسا. و حاول ان تجر نفسك لتتوجه الى مرافق المياه. لترى و تستنشق ما يجعلك تحس بالسعادة و الانتعاش طوال فترة تواجدك في ذلك المكان. اما سوء الترتيب و انعدام النظافة و سوء التنسيق فهو قاسم مشترك بين اكثر مراكزنا الاسلامية. الا تظنون معي ان المكان الذي ينسب للاسلام او الحسين –ع- يجبب ان يتميز بانظف و اجمل و ارتب هيئة يمكن ان ياخذها مكان عبادة في العالم. ان النظافة والترتيب تعطي صعودا للروح وسموا بعبادة الانسان. لا اريد ان انظر في اهمية النظافة و الترتيب و اهميتها لانني متاكد ان الموضوع بديهي و يستسخف احيانا من يخوض في اهمية النظافة الانسان و ارتباطه بديننا العظيم. سؤال لماذا مراكزنا الاسلامية تقف على بعد 100 ميل من النظافة. ولماذا يكاد النظام يكون الكلمة المعاكسة للمركز الاسلامي. من المؤكد ان النظافة و النظام هي موضوع تربوي ذات قيمة حيوية يجب ان يتداخل في كافة نشاطات الانسان اليومية و في كافة مراحل الحياة. و قد تنبه الاسلام الى هذا الامر و ركز على موضوع الطهارة و النجاسة و ارتباطها العضوي بالعبادة. سؤاليوجه االى فقهائنا الا يستطيع الفقهاء جعل امر النظافة و النظام امرا فقهيا يصل الى مستوى الوجوب بالارتباط مع مع موضوع الطهارة و النجاسة و العبادة و مكان العبادة .. انها دعوة لان نعيد النظر في هذه المسالة الهامة. و جعلها الاولوية الاولى في وجود اي مركز اسلامي. . المسالة مسالة تربية و المسالة مسالة التزام. التزامنا بديننا يوجب التزامنا بالنظافة في بيتي كما في المركز الاسلامي الذي اذهب اليه.