النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    418

    افتراضي حوار شامل مع الدكتور اياد علاوي (1/4)

    حاوره أسامة مهدي: الحوارمع رئيس الوزراء العراقي السابق وزعيم حركة الوفاق الوطني العراقي الدكتور اياد علاوي ممتعا لجهة صراحته وعدم حرجه من الاجابة على اي سؤال يوجه له بصراحة وتفصيل يشعر خلالها محاوره انه رجل مؤمن بافكاره ويعرف مايريد.. ثم قدرته على منح محاوره شعورا بانه قريب منه حين يخاطبه بكنيته او بابو فلان واستخدامه للكلمات والامثال الشعبية الدارجة في اللهجة العراقية


    ولد اياد علاوي في بغداد عام 1946 من عائلة شيعية معروفة وكان والده الدكتور هاشم علاوي طبيبا ولذك التحق هو في بكلية الطب في جامعة بغداد وتخرج منها عام 1973.. ثمانتقل الى بريطانيا عام 1974 للحصول على شهادة الدكتوراه في الطب وفي لندن اصبح مسؤولا عن التنظيم الطلابي البعثي في انكلترا وايرلندا لكنه اختلف مع النظام في عام 1977 لاسباب يقول انها فكرية وتنظيمية فترك الحزب الذي اصدر قرارا فيما بعد بفصله من صفوفه. وفي العام التالي 1978 اقتحم منزله في لندن رجلان وطعناه عدة طعنات في انحاء جسمه كادت تقضي عليه مما استدعى مكوثه في المستشفى لمدة عام قبل شفائه من اصابات خطيرة خاصة في الساق حيث عرف فيما بعد ان محاولة الاغتيال كانت من تدبير المخابرات العراقية عقابا له على تركه حزب البعث ومباشرته العمل ضده.
    وظل منذ ذلك الوقت يعمل سرا ضد نظام صدام حسين مع مجموعة من البعثيين خاصة الذين خرجوا على النظام وفي عام 1990 وبعد غزو صدام حسين للكويت اسس في لندن حركة الوفاق الوطني العراقي مع مجموعة من الناشطين العراقيين بينهم وزراء ومسؤولين رسميين وحزبين سابقين واصدر صحيفة اسماها بغداد. ثم نقل نشاطه بعد ذلك الى الاردن فكانت حركته الاولى بين القوى العراقية المعارضة لصدام التي تفتتح لها مكتبا من عمان في شباط (فبراير) عام 1996 واصدر منها صحيفة المستقبل الناطقة باسم الحركة كما انشا اذاعة معارضة موجهة الى العراق في نيسان (ابريل) من العام نفسه هي اذاعة المستقبل وقد استقطبت الصحيفة والاذاعة الكثير من المثقفين والكتب والسياسيين العراقيين.
    ويحتفظ اياد علاوي بعلاقات خارجية جيدة.. وهو يتميز بالبساطة والتواضع ويحظى بعلاقات سياسية جيدة مع معظم القوى السياسية العراقية ووقف بقوة ضد قرار سلطة التحالف بحل الجيش العراقي. واياد علاوي طبيب متزوج وله ولد وبنتان وقضى حوالي ثلاثين عاما في لندن.. وهو رجل عصري وعلماني وديمقراطي.

    في عمان وفي مكتب حركة الوفاق التي يقودها منذ عام 1990 ضد نظام الرئيس المخلوع صدام حسين.. منح علاوي "ايلاف" متسعا من الوقت لتوجه له ما في جعبتها من اسئلة هي في الحقيقة مثار تساؤلات قرائها.. وليدوم الحوار اكثر من ثلاث ساعات شملت تجربته في السلطة وتنظيمه بنجاح للانتخابات الاخيرة وبرنامجه السياسي للانتخابات المقبلة.. كما تحدث عن التدخل الايراني في شؤون العراق والدستور والمرجعية وعلاقتها بالقوى السياسية وموقف القادة العرب ومخاوفهم من اندلاع حرب اهلية طائفية في البلاد.. وقضايا الفساد المالي المثارة ضد بعض الوزراء السابقين اضافة الى الموقف من البعثيين واسلوب التعامل مع المسلحين والحوار معهم.. فكانت الاسئلة التالية واجابة الزعيم السياسي العراقي عليها:


    اسباب عدم الفوز بالاغلبية في البرلمان
    * ماهي الاسباب التي تعتقد انها تقف وراء عدم فوزكم في الانتخابات الاخيرة وعدم حصولكم على الاغلبية في البرلمان الحالي؟
    - لقد كنت مشغولا برئاسة الحكومة والاعداد لاجراء الانتخابات في موعدها المحدد وفي اجواء امنة ونزيهة اضافة الى مسؤولياتي في ادارة الدولة فلم اعطي جهدا كافيا للحملة الاعلامية او الدعائية لقائمة العراقية التي اقودها..اضافة الى الاستعجال في ترتيب هذه القائمة نتيجة ابتعادي عنها بالانشغالات الرسمية.. ثم ان هناك بالمقابل قوائم اخرى اتفقت في تحالفات واسعة.. وعلى سبيل المثال فان قائمة الائتلاف وبحسب قولهم تضم 20 حزبا وشخصيات وطنية واسلامية وممثلين لسماحة المرجع الشيعي اية الله العظمى السيد علي السيستاني.. واضافة الى هذا جاء دعم المرجعية لها والذي ساعدها كثيرا على الفوز.. اما نحن فقد خضنا الانتخابات لوحدنا وبدون تحالفات باستثاء شخصيات وطنية خاضتها معنا. وفي الجهة الاخرى تم الدفع باتجاه الدعاية تحت غطاء المرجعية التي ماكان يجب ان يقحم بها لانها بعيدة عن هذا الموضوع.. فتم استغلال اسمها بشكل مقصود.. وطبعا كان هناك استثمار لبعض الاخطاء في حكومتي القصيرة الزمن والتي حصلت فيها ايجابيات وسلبيات.. لكنه تم استغلال هذه الاخطاء واستثمارها في الدعاية الانتخابية.. بينما لم يكن لنا اجهزتنا الانتخابية والاعلامية الكافية وعلى العكس فان جهات اخرى خاضت الانتخابات وكان وراءها دول معينة دعمتها.. فكان وضعنا ضمن امكاناتنا..كل هذا جزء من النتائج التي وصلنا اليها في الانتخابات. (حصلت القائمة العراقية بقيادة علاوي على 40 مقعدا في الجمعية الوطنية "البرلمان" من مجموع المقاعد البالغة 275)

    برنامج علاوي الانتخابي
    * وماهي استعداداتكم للانتخابات المقبلة؟ وماهو البرنامج الذي ستخوضونها به؟

    - نحن الان في حوار مع اطراف سياسية واسلامية وليبرالية موجودة في داخل العراق وهذا الحوار بدا يتصاعد ويتطور باتجاهات عملية نحو تعاون مشترك تمخض عن التفكير لاعداد مؤتمر وطني يضم معظم شرائح المجتمع العراقي المختلفة بشكل يبتعد عن المحاصصة والطائفية وان يكون الارضية لتشكيل قائمة انتخابية تمثل كل العراقيين.. انا اعتقد انه ستكون هناك اتجاهات واضحة في الانتخابات المقبلة من التوجهات الوطنية الليبرالية التي تتبنى مشروعا وطنيا في تعاملها.. وفي المقابل ستكون هناك القوى التي تسيس الدين وتريد ان تكون من العراق جمهررية اسلامية.. ومع احترامنا لهذه القوى فنحن نختلف معها في هذه الرؤى وبطبيعة الحال ستصطف القوى الليبرالية الوطنية في مشروع وطني وهذا مانحاول تحقيقه في العراق حاليا. فالبرنامج الذي سنعتمده في الانتخابات هو برنامج وطني تتلخص ملامحه الاساسية في:

    اولا: تعزيز وتكريس وتوثيق الوحدة الوطنية.
    ثانيا : بناء الدولة العراقية ومؤسساتها القوية القادرة على فرض الامن ومعالجة تدهوره المستمر.
    ثالثا : اعادة وتحريك الحياة الاقتصادية وعلى راسها ايجاد فرص العمل وتضييق رقعة البطالة واعتماد المشاريع التنموية.
    رابعا : اتخاذ مواقف واضحة تعكس امتدادات العراق العربية والاسلامية.. وسنعمل على ان تكون لنا علاقات متوازنة على الامتداد العربي والاسلامي للعراق وان لاتكون هذه العلاقات لصالح جهة على حساب اخرى وان يعود العراق الى ممارسة دوره في المنطقة والعالم.
    هذه هي الملامح الاساسية لبرنامجنا الانتخابي وستنبثق عن كل واحدة منها مفاصل كثيرة ومهمة منها : الجانب الاقتصادي وقضية الفساد وتصفيته ومعاقبة المفسدين.

    لماذا تاجيل مؤتمر الوحدة الوطنية
    * كان من الفترض ان تعقدوا مؤتمرا موسعا باسم "الوحدة لوطنية" في بغداد خلال الاسبوع الحالي ولكنكم اجلتموه.. ماهي الصعوبات التي واجهتكم ومنعتكم من عقده في موعده خاصة وانه يتردد انكم لم تنجحوا في جمع القوى الكافية لانعقاده في وقت لوحظ خلو قائمة المشاركين فيه من الاحزاب الكردية؟

    - بالعكس فان اشتراك القوى السياسية والشخصيات الوطنية في المؤتمر شيء اكثر من مفرح وكانت مفاجاة لي عندما حضرت اول اجتماع موسع للجنة التحضيرية له حيث كان هناك عدد كبير من المشاركين مما دعاني الى اقتراح تصغيرها. اما الدافع الرئيسي لتاجيل المؤتمر فهو السبب الامني.. فبعد احداث الجريمة البشعة في الكاظمية وبعد تزايد العنف وعدم قدرة السلطات الامنية على حفظ الامن ارتاينا انه من غير المعقول ان تحضر الف شخصية وطنية في مكان واحد ويحصل لاسامح الله ما يؤذيها فقررنا ان نتحدث مع القوات المتعددة الجنسيات ومع شركات امنية خاصة وهؤلاء طلبوا منا التريث لحين استكمال اجراءاتهم الامنية لحماية المؤتمر والمشاركين فيه.. ونحن لانريد طبعا ان نجازف بحياة الماطنيين.
    اما بالنسبة للاخوان الاكراد فانهم اغبون بقوة في حضور المؤتمر والمشاركة فيه والاخ الدكتور محمود عثمان (قيادي كردي مستقل عضو الجمعية الوطنية عضو مجلس الحكم السابق) هو احد الاعمدة الرئيسية في اقرار مشروع المؤتمر والتحضير له وشارك في جميع اجتماعاته التحضيرية الاولى مع بقية القادة السياسيين العراقيين.. فالاكراد غير مغيبون على الاطلاق عن المؤتمر ونحن نعتبر القوى الكردية بالنتيجة شريك معنا في الخندق نفسه وهي قوى ليبرالية ديمقراطة تؤمن بمشروع وطني عراقي.. صحيح لها خصوصيتها لكنها بالعموم هي قوى ليبرالية ديمقراطية وطنية ولهذا نحن حريصون على ان يكون الاخوة الكرد معنا ومنذ الخطوات الاولى كان لهم تمثيل في التحضير لهذا المؤتمر.. وهنا يجب ملاحظة ان القائمة الاولى التي نشرت عن المشاركين فيه كانت اولية ولم تضم اسماء جميع القوى والشخصيات.. فعلى سبيل المثال هناك العديد من الاتحادات والنقابات المهنية المشاركة لم تدرج ضمن القائمة وفي اجتماعاتنا التمهيدية يحضر ممثلون عن مختلف الانتماءات من الموصل الى البصرة وكربلاء والنجف منهم الاسلاميون السياسيون ومن كوادر الدعوة وحزب الفضيلة ورجال دين افاضل واسلاميين ديمقراطيين.

    الموعد الجديد للمؤتمر
    * ومتى قررتم عقد المؤتمر؟

    - انا ساعود الى بداد خلال يومين وسادرس الوضع الامني اولا وابت مع القوات المتعددة الجنسيات والشركات الامنية.. ولا اتوقع ان يتجاوزذلك الثلاثة اسابيع اي بحوالي منتصف الشهر المقبل لان جميع التحضيرات قد اكتملت لانعقاده.

    نصائح بعدم العودة
    * ما مدى صحة مايشاع عن قيام اطراف عربية بنصحك بعدم العودة الى بغداد في الوقت الحاضر لاسباب امنية؟

    - لا بالعكس.. ليس من المعقول ان لا اعود الى بغداد.. ونحن اصبحنا نتعامل مع الخطر حتى عندما نكون خارج العراق فنحن نواجه الخطر وانا تعرضت لعدة محاولات اغتيال سواء عندما كنت رئيسا للحكومة او خارجها ولكني شخصيا, يا ابو اشرف، اعتبران الاشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة للعراق وللمنطقة واذا لم ننجح نحن العراقيين بالخروج من عنق الزجاجة فستحصل لاسامح الله تداعيات خطيرة وانا نبهت لذلك في اكثر من مناسبة حتى ان قسما من الاخوة قالوا لي انك(مستعجل) فاجبت كلا.. انا ارى الصورة بشكلها الدقيق لهذا انا اعتقد ان جهودنا وجهود كل القوى في العراق وحتى في خارجه التي تساهم في المعركة وهذه مسؤولية كبيرة على عاتق كل عرقي.. فيجب ان نتعب للعمل من اجل عدم حصول لك.

    ماذا لو فاز الائتلاف الشيعي مجددا
    * ماذا سيكون عليه موقفكم اذا فاز الائتلاف الشيعي في الانتخابات المقبلة من جديد خاصة وانكم حذرتم من ان العاق يتجه نحو كارثة.. وهل تقد بصحة مايقال ان ايران اعتبرت عودتكم الى السلطة خطا احمر ستمل على عدم تجاوزه؟

    - هذا صحيح بالاكيد وانا قد تبلغت من قبل اخوة اعزاء وقادة سياسيين عراقيين من ان بعض الاطراف الايرانية, وانا لااعرف اذا كان هناك موقف ايراني موحد من هذه السألة وعنده اعتراض علي وقالت ان علاوي خطا احمر وهذا حصل قبل الانتخابات الاخيرة.. اما بالنسبة لفوز الائتلاف مهما تكن النتائج نحن نحترم قرار الشعب العراقي وما يريد.. لكني اعتقد ان الائتلاف بسياقاته الحالية هو المتسبب في هذه المسالة ولكن هناك ضعف في الاداء الحكومي ادخل العراق في فوضى عارمة وهذا امر اصبح معروفا للقاصي والداني وحتى المؤسسات التي قمنا بتشكيلها تم حلها مؤخرا.. مثل بعض الوحدات العسكرية التي اسسناها واعدنا لها العسكريين بطلب من عشائرها للحفاظ على الامن وامتصاص البطالة.. كما اننا انشانا وحدات للمغاوير وابلت بلاء غير اعتيادي في بعض المعارك لكنها حلت وسرح شرطتها.. كما تم تسريح 160 من قادة كوادر وزارة الداخلية من الفنيين بحجة ان اعمارهم وصلت الى الخمسين حتى ان احدهم كان مديرا للجنسية اي تكنوقرط وكفوء وتعاون مع المعارضة في زمن صدام.. كما اني عينت 20 مستشارا في مؤسسات مجلس الوزراء وهم جميعا من القوى الديمقرطية الوطنية ومن الذين ناضلوا ضد صدام اومن القوى السياسية الاسلامية في الحكومة الحالية ومنهم وزير الداخلية الحالي (بيان جبصولاغ) الذي عينته مستشارا في مؤسسة الاعمار وباستشنائه اخرجوا جميع الخبراء الاقتصاديين والاعلاميين والامنيين وهؤلاء ليست لهم اي علاقة بالبعثيين ومنهم حتى اسلاميين.. الاجهاز على هذه المؤسسات ادى الى التداعي الحالي وحالة الفوضى والتخبط الذي يعيشه العراق الان.
    نحن مع احترامنا واعتزازنا بالاخوة الذين ناضلوا معنا لسنوات طويلة وقدموا تضحيات كبيرة لكني لحد الان لم اقرا او اطلع على شيء اسمه برنامج حكومي واضح وما يجب ان تقوم به الحكومة الحالية وانما طرحوا برنامجا عاما عبارة عن كلام انشاء تم تقديمه الى البرلمان وحصلت عليه تعديلات كما قدمنا نحن تعديلات مكتوبة لكنه لمي طرح للمناقشة مرة اخرى.. وكل هذا يدل على ان العراق الحالي كانه يعيش في سفينة بلا ربان تسير في بحر هائج.. فلهذا نحن بغض النظرعمن يفوز في الانتخابات المقبلة نعتقد ان المهم هو تجاوز الاخطاء وبناء الدولة العراقية القوية وبناء وتعزيز وتكريس الوحدة الوطنية لان هذه الوحدة مهددة الان وليس هناك شي اسمه وحدة وطنة وانما محاصصات عرقية وطائفية واسماء لم نسمع بها من قبل.. فلا يمكن للبلد ان يبنى بهذه الطريقة او يبنى بواسطة العقاب الجمعي لان هناك الان اقصاء واسع.

    منقول من ايلاف

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    418

    افتراضي علاوي: موقفي من الدستور والمرجعية (2/4)

    ملاحظاتي وموقفي من الدستور
    * ماهي ملاحظاتكم على الدستور الجديد ولماذا وافقتم عليه في الجمعية اوطنية وهل تعتقد انه بحاجة لاعادة كتابة بعد الانتخابات المقبلة؟

    - نعم هذا بالتاكيد.. اولا : الدستور بتقديري ليس قرانا وانما عملية تخضع للاعادة والنقاش والتعديل والاضافة بقرارات من البرلمان.. وثانيا : الدستور يجب ان يعبرعن وحدة البلاد ووحدة المجتمع وان لايقسم العراقيين.. ثالثا : يجب ان يكون الدستور وهو ابو القوانين عصريا وحضاريا ويتلاءم مع تطورات الناس.. رابعا: كل الدساتير التي كتبت ليس فيها بالنتيجة غالب اومغلوب فاما ان الكل رابح او ان الكل خاسر وعندي امثلة : جاء الاخوة الاكراد الى اجتماعات الدستور في بغداد مزودين بموقف ومطالب من البرلمان الكردستاني تتعلق بمسالة ملكية النفط والغاز في مناطقهم واستمرت اجتماعات مغلقة لمدة يومين مع بعض القياديين ومنهم الاخوين مسعود البارزاني (رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني) وجلال الطالباني (الامين العام للاتحاد الوطني لكردستاني) فطلبوا حصة فيها لكنهم تراجعوا عن موقفهم لمصلحة وطنية وان كان هذا سيعرضهم الى مشاكل مع برلمانهم فثبتت فقرة في الدستور ان النفط والغازهما ملك الشعب العراقي.. وايضا كان هذا الموقف يتعلق بمسألة المياه وتنظيمها وملكيتها.. فتراجع الاخوة الاكراد ايضا وهذا يدلل على ان كتابة الدستور هي مسالة اخذ وعطاء.. لكن العزاء هو ان كل النواقص في الدستور يمكن معالجتها عندما يكون هناك برلمان متوازن يعكس الوجود العراقي والوضع العراقي خاصة وان كثيرا من النقاط في هذا الدستور تتحدث عن قوانين تسن وتشرع في المجلس النيابي المقبل.. وبالتالي اذا كان المجلس متوازنا سيشرع قوانين متوازنة او يغير بعض فقراته... واذا لم يكن متوازنا فستحصل كارثة في العراق لاسامح الله.
    خامسا : البديل لعدم التصويت بالموافقة على الدستور هو دخول العراق في ازمة وعودته الى منطقة الصفر.. مايعني حل البرلمان واجراء انتخابات جديدة وتشكيل حكومة اخرى وكل هذا سياخذ وقتا ويعرض العراق الى استمرار الدمار والخراب والتخبط والقتل والذبح .. انا شخصيا لو اعطيت صلاحية كتابة الدستور لن اكتبه بهذا الشكل الذي صدر به.. فأنا ارفض مسألة الفيدراليات عدا في كردستان.. فالفيدراليات في الجزء العربي من العراق مرفوضة لان مشروعها خطير وخاصة على ضوء الواقع العراقي حاليا اما في المستقبل بعد خمس او ست سنوات وعند حصول توازن وتقدم في الاوضاع وحصل استقرار ونوع من النضوج السياسي العام بما فيها القوى فحينها يحترم راي الناس اذا ارادوا هذه الفيدراليات.. انا مع اللامركزية ولكن ضدها اذا انتجت كيانات خمسة او ستة في العراق لان هذا سيكون امرا متعبا للبلاد .. فلهذا ان املي ان يقدم مجلس النواب المقبل على اجراء تعديل كبير في فقرات الدستور.
    انا اعتقد بعد ذلك انه في ظروف العراق الخالية فان الدستور ليس هو المحور الاساسي في حياة العراقيين لان المواطن العراقي في الموصل والبصرة وكربلاء والسليمانية يحمل هما كبيرا هو امنه ورزقه وحصوله على الخدمات وتربية اولاده وادخالهم الى المدارس.. فهذه اصبحت قضايا لايتمكن العراقيون من الحصول عليها ولذلك فهذه هي الان المطالب الاساسية للعراقيين : الامن والخدمات والنظام وسلطة القانون.. فالدستور يمكن تعديله لكن الخراب الامني لايمكن تعديله وكل شهيد يسقط لايمكن اعادته الى الحياة.. ولهذا يجب ان ننظر الى الدستور من هذه الزاوية.. وتسالني، ابو اشرف، عن موقفي من الدستور فاجيب اني غير راض عنه وانا قطعت عهدا على نفسي انه اذا حصلت امكانية بعد الانتخابات المقبلة سواء عن طريق السلطة او من خلال عضويتي في مجلس النواب فان اول شيء ساطالب به هو تعديل الدستور ولهذا ليست القضية موافقتنا على الدستور او رفضه.. لكن هناك واقع مفروض علينا ان نتعايش معه ثم نحاول ان نغيره الى الاحسن لمصلحة الشعب العراقي.

    دور القوى الشيعية والكردية في شكل الدستور
    * هل تعتقد ان القوى الشيعية والكردية بحثت لدى كتابة الدستورعن مصالح انية ولم تضع المصالح الوطنية ومستقبل العراق في مقدمة اهدافها؟
    - كان هناك نوعان من الطروحات.. للبعض كانت فعلا طروحات ضيقة الافق ولكن استطيع التحدث عن القادة الرئيسيين الذين شاركوا في الاجتماعات حول الدستور بالتوازي مع اجتماعات اللجنة التي كلفت بكتابته.. فقد تم تحويل الكثير من النقاط الينا من اللجنة الدستورية كما كانت هناك اجتماعات ثنائية وثلاثية تعقد بين القادة السياسيين والكتل.. غير ان موقف القادة ونقاشاتهم كانت ايجابية ومنفتحة وحضارية واخوية وفيها اخذ وعطاء.. وانا قلتها اني لم اكن اتوقع هذا الموقف مثلا من الاخوين مسعود وجلال من مسالة الغاز والنفط وهي المواضيع الاساسية بالنسبة لهم.. وانا قلت للاخ مسعود انني لم اكن اتوقع موقفك هذا فرد انه لابد من هذا الموقف لان هناك مصلحة وطن وبلد.
    ولابد هنا من الاشارة لموضوع مهم اخر، ابو اشرف، ان الاجواء التي تمت فيها مناقشة هذا الموضوع الحيوي كانت اجواء غير متوازنة فهناك الارهاب والغياب عن المشاركة في الانتخابات الاخيرة وكذلك وجود القوات المتعددة الجنسيات وحالة الانفلات الامني.. فالاجواء لم تكن صحية لمناقشات جادة كما انها تمت على خلفية التراكمات والعقد والترسبات الماضية.. ومع غياب قوة الدولة اخذ كل طرف يبحث عن قضاياه الخاصة ويسعى لتثبيتها حماية لنفسه ولهذا لم ينجز الدستور بالشكل الذي كنا نامل وتاسيسا على هذا اعتقد ان اجراء الانتخابات المقبلة بشفافية ونزاهة للوصول الى برلمان متوازن هو مسؤوولية الحكومة والمفوضية العامة المستقلة للانتخابات.. وهذا اذا حصل وانبثق هذا المجلس فيجب اعادة بحث الدستور وتعديل بعض فقراته.

    * هل انت راض عن تحديد هوية العراق بهذا الشكل الذي نصت عليه مسودة الدستور؟

    - لقد تكلمت مع الاخ عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية قبل يومين وكان له موقف من هذا وللاخوة المسؤولين العرب ولنا ايضا موقف.. فالعراق له امتداد وبعد عربي.. وهذا لم نتوصل الى اتفاق حوله.. ومسالة الالتزام بميثاق الجامعة العربية.. والله فان القول بان العراق دولة مؤسسة للجامعة امر جيد .. وقد وعدني عمرو موسى بزيارة العراق قريبا.. لكن نحن نأمل بعد ان يتم تطبيع الاوضاع وتهدأ العواطف وتسود العدالة في المجتمع وتتكون الدولة وتنضج الحركة السياسية ان يأخذ الدستور منحى واقعيا ويلبي طموحات الشعب العراقي.
    المشكلة اننا كقوى سياسية عراقية الزمنا انفسنا بتواريخ ماكان علينا تقديسها وكان هذا خطأ اساسيا ولكن ماحصل حصل وعلينا تكملة المشوار باقل تضحيات ممكنة ولهذا انا لم اهتم في الانتخابات الماضية مثلا الا باجرائها في موعدها.. وكانت هناك مناطق عديدة موالية لنا لم تعط صناديق الاقتراع الكافية.. ومناطق اخرى كانت فيها مراكز الانتخاب تبعد الواحدة عن الاخرى سفرا باكثر من ساعة ونصف الساعة في السيارة فكيف يتمكن الناس من المشاركة.. اذا هناك مشاكل تسببت فيها مفوضية الانتخابات.. فقد كان هدفي اجراء الانتخابات والمحافظة على حياة المواطنين ولم يكن في اعتباري الفوز فيها.. فهذا كان بالمرتبة الثانية من اهتماماتي.

    العراق والجامعة العربية
    * الستور ينص على ان العراق عضو مؤسس للجامعة العربية وملتزم بميثاقها.. والجامعة منظمة ولكن اذا حلت او الغيت فهل تختفي هوية العراق؟
    - صحيح ان هذا النص غير كاف.. ولكن عندما يقال ان العراق مؤسس وملتزم بميثاق الجامعة العربية فاذن هناك تثبيت للهوية.. ولكن فعلا يبقى النص قاصرا عن الايفاء بالغرض.. والنص الذي نفضله نحن هو : ان العراق ينتمي الى العالمين العربي والاسلامي.

    العلاقة مع مرجعية النجف
    * كيف تقيمون علاقتكم بمرجعية النجف وخاصة بأية الله السيد علي السيستاني.. وما هي اسباب اعتراضكم على تدخلها في السياسة ؟


    - نحن لم نعترض.. وعلاقتنا جيدة مع المرجعية ونعتبر وجودها ومعالجتها للقضايا الاستراتيجية الوطنية مفيدة.. المرجعيات الدينية مسالة مهمة وضرورية ويحضرنا مثلا دورها الرائد في ثورة عام 1920 ووقوفها ضد الاستعمار.. هذه قضايا استراتيجية من المهم تدخلها فيها اما ان تأتي قوى سياسية وتقحم المرجعية وتستخدم اسمها في الترويج لجهات معينة فهذه تضر بالمرجعيات والمراجع بالدرجة الاولى وهذا ماحصل في الانتخابات الاخيرة.. ان مفوضية الانتخابات منعت استخدام اسماء وصور المراجع في الدعاية الانتخابية.. ولكن ماحصل هو العكس.. ولا اعرف لماذا سكتت المفوضية على ذلك.. فقد تم اقحام المرجعية في مسألة هي بعيدة عنها.. المرجعيات وخاصة مرجعية اية الله العظمى السيد السيستاني نحن نحترمها ونقدرها بشكل كبير ونعتبر ان دورها في العراق يجب ان يكون استراتيجيا وان تنأى القوى السياسية بنفسها عن اقحامها في القضايا التفصيلية.. ولكن مع الاسف فان الائتلاف (الشيعي) وفي حملته الاعلامية الانتخابية قال ان عنده 20 حزبا سياسيا ونصف الموجودين فيها شخصيات وطنية وشيوخ.. ثم قال ان هناك في قائمته ايضا ثلاثة من كبار ممثلي المرجع السيستاني.. فليس من المفروض ان تلجأ القوى السياسية الى استخدام اسمه بهذا الشكل.. ولذلك فأن املي في الانتخابات المقبلة ان تكون نزيهة وشفافة ومبنية على البرامج وليس على الشعارات والرموز.. وان تكون اخلاقية بمعنى الابتعاد عن التشهير واستخدام الغرف المظلمة لاطلاق الاشاعات ومحاربة الناس ويجب ان تكون بعيدة عن الصاق تهم الارهاب والكفر بقوى لاتؤمن بتسييس الدين..

    وعلى المفوضية العليا للانتخابات ان تقوم بمعالجة كل المشاكل والاخطاء التي وقعت فيها خلال الانتخابات الماضية وان تقوم الامم المتحدة بالاشراف الحقيقي والمفصل عليها لاني اعتقد ان المفوضية فيها مثالب واخطاء ومشاكل وانا سمعت من بعض اعضاء هذه المفوضية كلاما لايسر.. وهو ما على الامم المتحدة ودول القوات المتعددة الجنسيات ان تساعد على الرقابة اضافة الى دور مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المختصة في ذلك لضمان نزاهة وشفافية وعدالة الانتخابات.. كما اطلب من الحكومة العراقية ان توفر الحماية لكل هذه الجهات لتمكينها من الاشراف على الانتخابات والا وبخلافه لن تخرج نتائج طبيعية.. ثم على السلطات تقع مسولية توفير اقصى درجات الامن في المحافظات ليستطيع جميع الناخبين من المشاركة.

    الاجتماع مع ممثلي السيستاني

    * هل يمكن اعتبار اجتماعكم مع ممثلي السيد السيستاني في لندن قبل ايام بداية علاقة جديدة مع المرجعية.. ماذا بحثتم وعلى ماذا اتفقتم ؟

    - ان علاقتنا جيدة مع المرجعية وانا اول مسؤول زار النجف والمراجع والسيد السيستاني عندما عدت الى العراق بعد سقوط النظام السابق.. وعندما تعالج في احد مستشفيات لندن العام الماضي قمت بارسال وفد رفيع المستوى من بغداد للاطمئنان على صحته .. وحينما عاد الى البلاد اغلقنا الاجواء العراقية ووفرنا كل الظروف الامنية اللازمة لتصل طائرته بامان.. وعندما كنت في لندن قبل ايام بادر الاخوة مشكورين بدعوتي الى لقاء مع العراقيين في مؤسسة الخوئي وحضر اللقاء قادة سياسيون وشخصيات معروفة منهم الاخ عدنان الباجة جي (زعيم تجمع العراقيين الديمقراطيين) والاخ ليث كبة (الناطق الرسمي باسم الحكومة الحالية) والسيد اياد جمال الدين (المفكر الاسلامي ) اضافة الى مواطنين اخرين.. ثم بعدها دعيت الى اجتماع وندوة مفتوحة في احدى موسسات السيد السيستاني التي يرعاها السيد جواد الشهرستاني والسيد محمد فاضل بحر العلوم اضافة الى رجل اعتز به واحترمه واقدره كثيرا لان فكره نير وسمعته عطرة هو السيد فاضل الميلاني (أية الله).. فجرت احاديث ايجابية عن الوضع العراقي ووجهت لي استفسارات عن المرجعية ودورها وكانت اجاباتي كما ذكرتم لكم، ابو اشرف.. قبل شوية.. وفي نفس اتجاهها حيث اكدت على ضرورة ابقاء المرجعيات للمسائل الاستراتيجية وعدم اشغالها بالقضايا البسيطة.. ولهذا فأن من الخطأ ان يحتمي حزب ويطلق اعلانات تحتمي بالمرجعية وتستغل اسمها.. وفي العالم لم يحصل ان استغلت الاحزاب اسم البابا مثلا.. فلم يتم استغلال اسمه في الدعاية الانتخابية.. فلم يستغل الحزب الديمقراطي الالماني اسم البابا في الدعاية الانتخابية.. كما لم يستغل حزب المحافظين في بريطانيا اسمه ايضا.. ولذلك فان من المهم والضروي ان لاتقحم المرجعية في مثل هذه الامور.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    418

    افتراضي علاوي: افتحوا جميع ملفات الفساد(3/4)

    علاوي وملفات الفساد
    * ماهي برايكم الدوافع الحقيقية وراء الحملة الحالية التي تتهم حكومتكم السابقة وبعض وزاراتها بالفساد الاداري والمالي؟


    - انا استغرب ان يقوم مسؤولون مهمون ووزراء بفتح هذا الموضوع في الاعلام مع انهم يمثلون سلطة تنفيذية ويستطيعون اتخاذ اجراءات.. وكما هو معروف في القضاء المستقل والديمقراطيات في العالم فانه حين يتهم اشخاص في الصحف وبقية وسائل الاعلام فانهم لايحاكمون بعد ذلك وتبطل محاكمتهم اصلا.. فانا استغرب ان يقولوا ان ذلك حصل في حكومة علاوي كانما يحشرون اسمي حشرا في القضية في وقت يتناسى هؤلاء الاخوة الذين يصرحون بهذا الكلام انه انا شخصيا الذي بدأت بتعقب مسالة النزاهة واحلت ملفات وزارات مهمة للتحقيق وكلفت الاخ نائب رئيس الوزراء انذاك برهم صالح وطلبت منه عدم تسييس هذه المسالة وان لايذكر اي اسم لشخص او وزارة واذا حصل خلاف ذلك فاني ساحاسب المتسبب به لان هذه قضية قضائية.. والمتهم بريء حتى تثبت ادانته.. وفعلا كنا نستعد لمعالجة الامور قضائيا بهدوء بعد ان تثبت التهم..واذا كانت هناك دولة تحترم نفسها ومجتمع يحترم نفسه فانه يجب تجنب اطلاق التهم جزافا.. صحيحة كانت ام خطأ لان اطلاق هذه التهم في الاعلام يربك الدولة ومؤسساتها.. وامس كنت اشاهد فضائية فظهر على شاشتها معلق وهو غير عراقي ويتكلم عن لصوص وسرقات من دون ان يقدم اي وثائق او مستندات وبطريقة تشكل سبة لكل العراقيين.. فلماذا لايتكلمون عن خراب حصل وتسبب فيه وزراء كانوا موجودين في عهد بريمر وهم وزراء في الحكومة الحالية ايضا حيث حصلت فضائح خطيرة انذاك وسرقات بالملايين..

    وعندما لم تكن هناك رقابة على الصرفيات وهي رقابة انا الذي فرضها بعد استلام حكومتي للسيادة (28 حزيران "يونيو" عام 2004) واحييت جهاز الرقابة المالية واسست مفوضية النزاهة وشاركتهما في اجتماعات الحكومة وطلبت من جميع الوزراء التعاون معهم.. وانا الذي فتحت التحقيق بنفسي انذاك.. والاخ برهم صالح وبعض الوزراء موجودين حاليا ويشهدون على كل ما اقول.. كما ان كل هذا مثبت ايضا في محاضر جلسات مجلس الوزراء.
    انا عندي معلومات عن وزراء في الحكومة الحالية عملوا وزراء مع بريمر واستباحوا اموال الدولة.. فلماذا لايحققون معهم "هل لان مياههم عالية وامورهم زينة ولايستطيع احد محاسبتهم؟" عليهم فتح جميع ملفات الفساد وليس ثلاث او اربع وزارات فقط في فترة سبعة اشهر توليت خلالها رئاسة الوزارة.
    ودعني اقول لك "ابو اشرف" بصراحة.. ان الاناء ينضح بما فيه ونحن اذا اردنا ان نكشف الامور فان كل واحد معروف.. ولدينا تاريخه.. وماذا نهب.. وهناك قضايا مثبتة في المحاكم..واذا كانوا يريدون الان اتهام وزراء سابقين ويفحمون حكومةعلاوي باي شكل من الاشكال بهدف الاساءة اليها فان عليهم الان االبوح بالاسماء الحقيقية.

    اتهامات لاغراض انتخابية
    * هل تعتقدون ان هذه الاتهامات هي بداية للحملة الدعائية للانتخابات المقبلة؟


    - والله بالتاكيد فهم يعتقدون ان هذا الموضوع يتناسب مع المرحلة الحالية.. ووزير المالية الحالي (علي علاوي) يقول ان قضية الفساد المثارة حاليا موجودة على مكتب رئيس الوزراء الحالي (ابراهيم الجعفري) منذ ايار (مايو) الماضي.. طيب نحن الان في اواخر ايلول (سبتمبر) فلماذا لايسالونه وهو وزير المالية لماذا لم يتحدث منذ ذلك الوقت؟ وللعلم فان وزير المالية في حكومتي (عادل عبد المهدي) وهو الان نائب رئيس الجمهورية.. وموجود الان وهو رجل شريف ويعرف جيدا انه عندما جاء بريمر عند تسليم السيادة ليعطينا وثائق العقود التي وقعت في عهده رفضنا استلامها.. وقلت للاخ عادل لاتستلمها انت كوزير مالية ولن استلمها انا كرئيس للوزراء لانها لا تتضمن تفصيلات ولايمكن معرفة اين ذهبت الاموال المذكورة ارقامها فيها.. فلماذا لايحققون مع اولئك المسؤولين الذين سبقوا استلامنا للسيادة.. هناك تشكيك غير مبني على واقع ويعكس نفوس ضعيفة وارتباك هؤلاء النفر وعدم دقة وممارسة بعيدة عن القانون وسيادته واستقلاله بشكل كامل.

    لماذا وزارة الدفاع؟
    * ولماذا تركيز الاتهامات على وزارة الدفاع؟

    - من اجراءاتي التي اتخذتها عندما توليت رئاسة الحكومة ومن اجل تقليص الهدر في المال العام الذي سبقنا كان تكويني لهيئة اسمها اللجنة الاقتنصادية العليا وتضم في عضويتها عددا من الوزراء منهخم عادل عبد المهدي وزير المالية وسنان شبيب محافظ البنك المركزي ومهدي الحافظ وزير التخطيط واخرين وهي براستي.. ونائب رئيس الوزراء برهم صالح نائبا لي فيها.. وكنت احضر قسما من اجتماعاتها واصدرت قرارا بان صرف كل مبلغ يعادل خمسة ملايين دولار لايتم الا بعد موافقة هذه الهيئة وبعد تقديم الوزارة طلبا اليها بذلك وما يقل عن هذا المبلغ تقرر صرفه لجنة داخل الوزارة للمصادقة النهائية..
    وبالتاكيد هناك وزراء خالفوا علما ان ميزانية وزارتنا لم نستلمها الا بعد استلام السيادة باشهر لانها تصدر في الشهر الاول من كل عام.. فعندما اتينا الى السلطة لم تكن هناك ميزانية.. فالوزير الذي يوقع عقدا يتجاوز خمسة ملايين دولار سيكون عرضة للمساءلة المالية والادارية.. والاجراء الثاني الذي اتخذته كان تعزيز دور ديوان الرقابة المالية ولبيت كل ماطلب رئيسه وهو رجل فاضل من من موظفين وميزانية.. والامر نفسه مع هيئة النزاهة التي عقدت اجتماعات عدة مع رئيسها ودعمته كثيرا.. فعندما احلت ملفات بعض الوزراء الى التحقيق ومنها وزارة الدفاع كان احد الاسباب الرئيسية لذلك هو صرف مبالغ تجاوزت خمسة ملايين دولار من دون الرجوع الى اللجنة الاقتصادية.. ولكن الوزير معه مستشارين وموظفين.. ولهذا طلبت من اللجنة ان تبدا بعمليات جرد والتصرف بالاموال والتحقيق في المشاكل المالية والادارية ولكن اكدت في الوقت نفسه على ان يبتعد هذا الموضوع عن التسييس وعن الاعلام وضمن مبدا المتهم بريء حتى تثيت ادانته وان نعالج الامور بهدوء حتى لاتحدث انعكاسات على الوضع العراقي.. لانه كانت هناك اصلا اتهامات موجهة لعهد بريمر بنهب وسرقات في مؤسسات ووزارات كثيرة.. فابتدا التحقيق وابلغت اللجنة انه اذا كانت هناك حاجة لمنع سفر اي مسؤول الى الخارج فيجب اتخاذ موقف بذلك.. وانا منعت فعلا وزيرا من السفر ولن اذكر اسمه.. وهذا مثبت في كتب رسمية.. كما منعته من توقيع عقد مع دولة اجنبية بعد ان تاكدنا وجود خلل في العقد المزمع توقيعه وامرت باجراء تحقيق في الوزارة.. ولكني رفضت تعريض الناس للتشهير قبل اثبات التهم عليهم.. وبعدها جرت الانتخابات واختير رئيس حكومة جديد والمفروض ان يستكمل هو مابدات به انا.. وهذا كله مثبت بوثائق اذا لم يتم اتلافها فيما بعد حيث اصبح هناك الان ستار حديدي حول هذه الوثائق ولا نعرف ما حل بها ونخشى ان تكون قد اتلفت .

    مقتل المفتش العام لوزارة الدفاع
    * بعثتم قبل ايام برقية تعزية بمقتل المفتش العام لوزارة الدفاع المرحومة ليلي المختار الى عائلتها.. وذكرتم فيها انها قتلت في حادث مؤسف.. فهل تعتقد ان وراء مقتلها علاقة بمزاعم الفساد الموجهة لوزارة الدفاع؟


    - لقد تم اعتقال المرحومة ليلي وتم التحقيق معها وبعد اطلاق سراحها وجدت مقتولة بطلقة رصاص داخل المنطقة الخضراء.. وحصلت شكوك بان تكون قد حصلت عملية تصفية جسدية لها.. وهذا امر عجيب يجب التحقيق فيه وكشف نتائجه.. لانه قد يراد من عملية القتل تغييب شهود واخفاء معلومات.. ولانها موظفة برتبة مرموقة في وزارة مهمة كان من المفترض على الدولة ان تحميها وتحافظ على حياتها.

    احتضان البعثيين
    * ياخذ عليكم البعض من منافسيكم احتضانكم للبعثيين وسط مخاوف من تسللهم الى مرافق السلطة من جديد..فماهي حقيقة ذلك؟

    - لم يحصل اي احتضان بهذا الشكل الذي يصوره البعض.. واحدة من الاشاعات التي اطلقت قالت ان اياد علاوي عين بعثيين.. وقبل ايام قرات على احد مواقع الانترنيت شخص يقول ان علاوي عين الاف البعثيين.. انا لم اعين سوى 20 مستشارا في مجلس الوزراء وفي جهاز الاعلام ولم يكن بينهم اي بعثي مطلقا.. ثم اني اعتبر ان البعث اصبح جزءا من التاريخ وقد انتهى ولن يعود.. فالشيوعية انتهت ولن تعود بالشكل الذي كانت عليه.
    ان حزب البعث المنحل في العراق كان يضم ثلاثة انواع من الناس: هناك مجرمين وقتلة اساءوا الى الشعب العراقي وهؤلاء يجب ان تشكل لجنة لمتابعة قضاياهم وتقديمهم الى العدالة فورا.. وهذا ليس لدي اي تراجع فيه او شك لان هذا موضوع يجب ان يحصل حتى يكون درسا لكل من يريد ان يؤذي الشعب العراقي.
    وهناك ثانيا ناس امنوا بفكر وقضية قد نتفق معها او نختلف ثم تركوا الحزب من 20 و30 عاما هذه مسالة اخرى.. ولكنهم لم يسيئوا الى احد وبالتالي لاتستطيع ان تعاقبهم.
    النوع الثالث هم الذين اضطروا الى الانتماء لحزب البعث لاسباب معيشية وهم يشكلون الاغلبية الساحقة (من البعثيين) وهم بمئات الالاف.. انتموا الى الحزب لكي يستطيعوا ان يعملوا وان يعيشوا.. واذكر عندما كنا في مجلس الحكم (2003 – 2004) توقفت في احد الايام باصات عند المنطقة الخضراء ونزلت منها مئات النساء عرفنا فيما بعد انهن معلمات في النجف وكربلاء والديوانية تم طردهن من وظائفهن على اساس انهن كن بعثيات حتى ان واحدة منهن تسائلت: لماذا فعلتم بنا هكذا ومن اين نعيش هل تريدونا ان ننحرف؟ ولهذا فان قطع ارزاقهن غير صحيح لانهن اردن من الانتماء للبعث تامين معيشتهن وعوائلهن فقط من هذا الانتماء.. ومن هذا المنطلق عملت انا شخصيا على ترشيد هذا الموضوع.. ولذلك من المهم ان تتحول هيئة اجتثاث البعث الى لجنة قضائية لملاحقة القتلة والمجرمين الذين هرب معظمهم والقي القبض على القليل.. فوقعت العقوبات على ولد الخايبة (البسطاء).. وفي هذه القضية يجب توفير الكادر السياسي والقضائي من خلال لجنة لالقاء القبض على المجرمين وهم معروفين.. كما ان هناك عناصر مجرمة ولكن غير بعثية ارتكبت جرائم حتى بحق البعثيين.. فلهذا فان القبض على المجرمين والقتلة ومحاكمتهم ومعاقبتهم وفق الاسس القضائية الصحيحة اصبح مسالة اساسية من اجل الفصل بينهم وبين الاخرين الذين لم يسيئوا وحتى يستطيعوا ان يعيشوا حياة طبيعية.
    اما ان يعود حزب البعث فهذا موضوع منته.. وانا لم احتضن البعثيين.. ولكن هناك ناس ناضلوا معي بقوة ضد صدام حسين (الرئيس العراقي المخلوع) منذ عشرات السنين وكانوا من اصول بعثية وفي مواقع قيادية في السلطة اضافة الى اخرين.. ونحن اذا اردنا ان نحصي عدد الذين اعتقلوا وقتلوا في عهد صدام من البعثيين فسنجد انهم بالمئات.. وبالمقابل هناك قتلة ومجرمين مثل عناصر فدائيي صدام والاجهزة الخاصة والامن الخاص وحاشية صدام.. فيجب ان يواجه هؤلاء العدالة وينالوا جزاءهم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    418

    افتراضي علاوي: الجوار متخوف من الفراغ في العراق (4 – 4)

    التدخل الايراني في شؤون العراق
    * يثار بين حين واخر موضوع تدخل ايران في الشؤون العراقية الداخلية وبشكل سافر.. ماهو تقييمكم لمخاطر هذا التدخل وسبل مواجهته؟

    - عندما توليت رئاسة الحكومة عملت على تكريس سياسات حسن الجوار مع جميع دوله.. ولذلك جردنا اعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من اسلحتها وقلنا لهم مرحبا بكم في العراق ولكن نشاطاتكم الاعلامية والعسكرية والاستخبارية ضد ايران غير مقبولة كدليل واشارة على اننا لانريد لعلاقاتنا مع ايران ان تسوء وبعدها سعيت لتطوير العلاقات معها وارسلت وفودا اليها وكنت اخطط لزيارة دول اسلامية بعد انتهاء زياراتي للدول العربية لكن الظروف لم تسمح بزيارة تلك الدول وهي ايران وتركيا وباكستان.. ومع ذلك فتحت برنامج اتصال مع الاخوة في ايران وارسلت نائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزير الداخلية فلاح النقيب الى طهران لكننا لم نتوصل معهم الى اتنفاق نهائي حول الموضوعات التي كان مفترضا ان تبحث بين البلدين وكان هذا كله منطلقا من الاعتزاز بالجار.. ولكن مفاجأتي كانت كبيرة عندما علمت ان بعض الاجهزة الايرانية قالت ان علاوي خط احمر في الانتخابات فاعتبرت انا ذلك تدخلا في الشان العراقي واستدعيت القائم بالاعمال الايراني في بغداد فابلغته ان مثل هذه التصرفات غير صحيحة للتدخل في شؤون العراق بهذا الاسلوب.. لكنه انكر ان تكون لديه معلومات رسمية بهذا الخصوص.. ولكن معلوماتنا حول الامر وصلتني حتى من وزراء عراقيين وكان احد الاخوة المسؤولين التقى مع وزير خارجية ايران كمال خرازي في احدى الدول الاوربية ثم رفع لي تقريرا بعدها وقبيل الانتخابات الاخيرة بثلاثة اسابيع يقول ان خرازي اكد ان فوز اياد علاوي في الانتخابات خط احمر سنعمل على عدم تجاوزه.. وهذا امر عجيب ان يحصل الامر بهذا الشكل.. فابلغت القائم بالاعمال ان هذا التصرف مضر بالعلاقات بين البلدين.. واذا تكون له بداية فلن تكون له نهاية.. فللاسف ما كان يجب ان يحصل هذا.. وحتى اذا كان لديهم تحفظات ضدي فلايجب ان تتم بهذه الطريقة العلنية السافرة في الوقت الذي لم يبدر مني مايسيء لايران بقدر ما كان حرصي على خصوصية العراق وكرامته.. فانا احترم واتعامل مع الجار وفق المصالح ولكن من دون التدخل في الخصوصيات .

    فاذا استمرت ايران بهذا النهج فانها ستؤذي نفسها وتؤذي المنطقة ايضا.. وقد ثبت ان التدخلات لاتعالج المشاكل وانما تزيدها وتوتر الاجواء وانا شخصيا اتامل وساعمل على اقامة علاقات متوازنة وممتازة مع ايران تقوم على احترام الخصوصيات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.. وهذا ما التزم به ومؤمن به كمواطن عراقي وكعضو في الجمعية الوطنية (البرلمان).

    تحذيرات السعودية من التدخل الايراني
    * ماهو تقييمكم لتحذيرات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل من تدخل ايران في شؤون العراق وقوله ان سياسات الولايات المتحدة في العراق تسلمه الى ايران؟

    - لقد كنت في جولة عربية قبل شهرين والتقيت بالكثير من القادة العرب وانا على اتصال بقادة اخرين مهمين في الدول الاسلامية وفي مقدمتهم الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف وبيننا حديث اسبوعي .. وقد دعيت جميع القادة الذين التقيتهم الى ضرورة زيارة العراق كما تحدثت مع الاخ عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية حول اهمية رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي وارسال سفراء الى بغداد وفتح سفارات عربية فيها.. وفعلا اوعز فخامة الرئيس المصري حسني مبارك بهذا الشيء ولكن مع الاسف وبعد ايام من وصول السفير المصري المرسل قتل وهو رجل شريف وشهيد.. فدعوتي للاخوزة القادة العرب والمسلمين هذه عدا عن الهدف منها اعادة العراق الى حاضنته العربية والاسلامية وبيئته الطبيعية فانها تهدف الى مساهمة الكل في دعم الشعب العراقي من دون مشاكل وشروط وحتى يحصل توازن في الوضع العراقي.. وعندما سعيت لعقد مؤتمر شرم الشيخ حين كنت رئيسا للوزراء استجابت ثلاث دول عربية ودول الجوار والولايات المتحدة وانبثقت منه هيئة كان من المفترض ان تاخذ ابعادها حتى تستطيع مناقشة مشاكل المنطقة لكن هذا لم يحصل ولم تفعل.

    لهذا عندما يحدث فراغ في العراق مثلما هو حاصل الان تحصل عمليتين في أن واحد: الاولي: هو تخوف دول الجوار من هذا الفراغ وانعكاساته على امنها القومي وخشيتها من ان يتحول هذا الفراغ الى ارضية تنطلق منها اعمال معادية لهم.. وهذه المخاوف افهمها وكلمت الرؤساء بوش ( الاميركي) وبلير (رئيس وزراء بريطانيا) و برسكوني (رئيس وزراء ايطاليا) حولها.. وكان جزء من اهداف مؤتمر شرم الشيخ تطمين دول الجوار بان العراق لن يستخدم ضدها.. الثانية: ان المخاوف تقود الى تدخلات واذا هذه التخوفات لم تقف عند حدها ستتعمق المخاوف وتاخذ بعدا خطيرا.. ولهذا لم يكن امام مجلس الحكم عندما كانت هناك حاجة لقوات اسلامية لحفظ السلام الا ان يقرر بان تكون هذه القوات من كل الدول الاسلامية عدا دول الجوار وهذا بحد ذاته دليل على انه اذا تدخل الجوار عسكريا او سياسيا او امنيا او اعلاميا فان الوضع العراقي سيقاد الى مخاطر.. لهذا انا ادعو دول الجوار ومنها ايران الى عدم التدخل في خصوصيات العراق بلدا وشعبا.
    انا لذلك اعتقد ان حديث الاخ سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لم يكن مبنيا على وهم.. فالتحذير مطلوب من جميع التدخلات الخارجية في شؤون العراق ومن حيث ما اتت.. ودعوة الاخ فيصل هذه تحمل في الحقيقة دعوة للجميع بعدم التدخل في الشان العراقي.. ويجب ان يكون الدخول لبناء العراق وترصين وحدته وتحصين حدوده وضبط عمليات التسلل ودعمه ومساعدته وعدم التدخل في خصوصياته.. وهذا هو المطلوب من كل دول الجوار من دون استثناء.


    دور احزاب عراقية في التدخل الايراني
    * الى اي مدى تعتقدون ان احزابا وقيادات شيعية ضالعة في هذا التدخل الايراني في شؤون العراق.. وماهي اسباب ذلك؟

    - لااستطيع ان اربط هذا بقضية شيعة وسنة.. وفي احداث الفلوجة العام الماضي اعتقلنا اشخاص لهم علاقة بالاجهزة الايرانية وفي وقتها قالت بعض المعلوملت الامنية انهم يؤكدون انهم جاءوا للتعرف على الاوضاع هناك وتداعياتها فاطلقت سراحهم وطلبنا من الايرانيين عدم التدخل برغم انه كانت تصلني تقارير مستمرة من وزيري الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات الوطني العراقي عن ذلك.. فانا لااستطيع ان اتهم جهات او اشخاص بقدر ما استطيع ان اؤكد ان هناك شيء ملنوس على الارض من التدخل وهو تدخل غير مشجع وغير مريح.. نحن لانريد للعراق ان يكون بؤرة للتحريض ضد احد ولا مكان لخلق مشاكل للاخرين بقدر مانريد للعراق الاستقرار.. مسالة الشيعة والسنة هذه مفردة ادخلت على العراق في عهد صدام وخاصة بعد انتفاضة عام 1991 وبدات تستفحل حتى بعد سقوط النظام.. والان اصبح الحديث عن شيعة وسنة هو الطاغي وهذا موضوع غريب على العراقيين لاننا نقف مع المظلوم سواء كان من سامراء (السنية) او من النجف (الشيعية) فلهذا وللاسف الان هذا هو الوضع.. ولذلك نحن نؤكد على الحاجة الى الوحدة الوطنية لان طرح القضايا الطائفية اصبح طرحا محوريا وكذلك الطرح العرقي وهذا لايخدم الوضع العراقي الحالي ولا مستقبل العراق..فعلى جميع القوى السياسية سواء كانت شيعية او سنية عربية او كردية او تركمانية مسلمة او مسيحية ان تعمل من اجل انقاذ العراق من هذه الطروحات.

    تخوف القادة العرب من حرب اهلية عراقية
    * ماهو تقييمك لاتصالاتكم الاخيرة مع قادة وحكومات المنطقة وما هو موقفها من اوضاع العراق ومدى تخوفها من اندلاع حرب اهلية طائفية في العراق؟

    - نعم هناك مخاوف كبيرة وقلق هائل وغير اعتيادي من قبل القادة العرب واصرار منهم على الرغبة في مساعدة العراق.. ومثلا فخامة الرئيس المصري مبارك.. فقد اجتمعنا مطولا على انفراد وكان من همومه اضافة الى الهموم المصرية والفلسطينية هو الهم العراقي الذي يقلقه بشكل كبير واكد لي بصراحة انه مستعد لكل شيء يخدم العراق واستقراره.. وهذا هو موقف مصر الوطني والقومي المعروف عنها خاصة وانه ينطلق من هذا الرجل الفاضل الذي افنى حياته في خدمة قضايا بلاده والمنطقة.. وهذا كله يعكس مدى القلق .. وحتى قبل ان اصبح رئيسا للوزراء وعندما احتجنا الى اسلحة اتصلت انا بقادة عرب فبعثوا لنا باسلحة مجانا وكان منهم المرحوم الشيخ زايد (رئيس دولة الامارات) والملك عبد الله (العاهل الاردني) وبالرئيس المصري نفسه فارسلوا لنا مدرعات وطائرات استطلاع وزوارق بحرية مجانا.. وهذا كله دليل على اهتمامهم باوضاع العراق.. حتى الرئيس بشار الاسد (السوري) الذي التقيته عدة مرات ومنها بعد خروجي من رئاسة الحكومة كنت عرضت عليه المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ فوافق وارسل وزير خارجيته (فاروق الشرع).. كما اقترحت عليه تشكيل لجنة ثلاثية عراقية سورية اميركية فوافق على ذلك..وهذا الحوار والحديث بالتاكيد يؤدي الى نتيجة وشيء ملموس بمحصلته النهائية.. وطبعا هناك شيء اخر فان القادة العرب وبدون استثناء مقدرين ان اي تداعيات في العراق ستنعكس عليهم ولن تبقى محصورة بين حدود العراق.. فكانت لقاءاتي معهم وماتزال وساستمر بها لاني اخشى على العراق وعلى الاوضاع فيه.. وعندي لقاءات خلال الاسابيع المقبلة مع قادة عرب ومسلمين.. والذين لاتسمح الظروف بلقائهم لانشغالاتهم فان بيننا احاديث هاتفية مستمرة.

    الحدود السورية العراقية والنقاش مع الاسد

    * هل اثرتم مع الرئيس الاسد مسالة الحدود المفتوحة مع العراق وما يقال عن عبور مسلحين منها لتنفيذ عمليات مسلحة على الاراضي العراقية؟

    - انا طرحت على الرئيس الاسد ثلاث مسائل عندما كنت رئيسا للحكومة.. مع العلم ان سوريا ساعدتنا كثيرا عندما كنا في المعارضة وهذا ما اشار اليه الاخ رئيس الجمهورية جلال الطالباني قبل ايام.. نختلف مع سوريا في بعض المواقف السياسية هذا حصل.. اختلفنا مع الاخوة في سوريا ومع القيادة السورية هذا حصل.. لكن مكاتبنا ظلت مفتوحة في دمشق. لقد طرحت على الرئيس الاسد ثلاثة نقاط: مسالة الامن والحدود.. والاعلام الذي يدعم المسلحين ويسميهم مقاومة.. ثم مسالة العناصر العراقية المقيمة في سوريا والتي تسيء الى حسن ضيافتها وتعمل على ايذاء العراق.. هناك اخوة اقاموا في سوريا ولكن من دون اي تصرفات ضد العراق.. ولكن هناك اخرين يعملون ضد العراق.. وقد وصلنا في الحوار مع الرئيس الاسد والاخوة السوريون الى مراحل متقدمة وممتازة من التنسيق والتعاوم ومنها تشكيل اللجنة الثلاثية العراقية السورية الاميركية وموقف الاعلام السوري من الترويج للعمليات المسلحة وشرعنة عمليات القتل والاعتداء.. ويفترض ان يستمر الاخوة في الحكومة العراقية الحالية في هذا الحوار لاني كنت سلمت الاخوة السوريين اسماء لناشطين ومعلومات عما يقومون به ضد العراق بناء على ما حصلنا عليه من اجهزتنا الامنية في المخابرات ووزارة الداخلية.. نحن غير مهتمين بوجود العراقيين في سوريا بشكل عام ولكن مهتمين بالعتاصر التي نمتلك ضدها وثائق تؤكد نشاطهم ضد العراق.. وقد تجاوب الاخوة في سوريا في هذا المجال بشكل واضح حتى ان بعض الذين كانوا مقيمين في سوريا او لبنان من هذه العناصر قد غادروهما الى الخارج الى دول اخرى.. لقد كانت سوريا متفهمة للكثير من المسائل المطروحة على المسؤولين فيها.

    الفوز في الانتخابات وتاثيره على تحقيق الامن
    ... كنتم بداتم اتصالات مع بعض مجموعات المسلحين او من القريبين منهم.. اين وصلت هذه الاتصالات وهل تعتقد ان فوزكم في الانتخابات المقبلة سيؤدي الى الحد من عملياتهم وتهدئة الوضع الامني؟

    - نعم بالتاكيد.. لقد كان واضحا عندي ان التمردات التي حصلت في العراق كان لها ثلاث حلول متلازمة: استعمال القوة.. الحل السياسي بالحوار.. معالجة الاوضاع الاقتصادية المتردية.. وهذا ما عملت من اجله.
    لفد تحاورت مع من لهم صلة بالمتمردين سواء الذين تضرروا من التحولات التي جرت في العراق او من العناصر التي عملت مع صدام واستمرت في محاولة ايذاء الشعب العراقي.. وقد تكلمت معهم بصراحة وقلت لهم ان صدام حسين قد انتهى واعتقل في حفرة تحت الارض ,.. فاعادة صدام والبعث امر قد انتهى.. وان تاتون بشخص مثل بن لادن والله سنحاربكم من غرفة الى غرفة.. اما تقبلون بالعملية السياسية وتطالبون بسحب القوات المتعددة الجنسيات فاهلا وسهلا.. ادخلوا في العملية السياسية وفوزوا وحققوا اهدافكم وليست لدينا مشكلة في هذا الامر.
    وفعلا افلحت هذه الحوارات وقسم منهم دخلوا الى العملية السياسية.. وعلى سبيل المثال الاخوة الاعزاء في مجلس الحوار الوطني والذين استضفتهم في منزلي زيادة في اطمئنانهم.. فشعارنا في هذه المسالة هو القوة مع الحوار لان القوة وحدها لاتنفع.. وهو امر اكدته وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس خلال زيارتها الاخيرة للعراق حين قالت ان القوة وحدها لاتكفي لتحقيق الاستقرار في العراق وانما يجب ان يكون العمل السياسي ملازما لها.. وهو برنامج يجب ان يطبق لمواجهة التحديات القادمة لان القوة وحدها ستولد قوة مقابلة.
    ولهذا يجب معالجة القضايا الاقتصادية وتحقيق الوحدة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة القوية القادرة على توفير الامن والخدمات والاقتصاد وهي استراتيجية يمكن ان تحل مشاكلنا لان هناك البطالة الواسعة التي تعتبر حاضنة الارهاب.. وعندما نبتعد عن الثار ونلجا الى القانون فان كل هذا يمنح العراقيين اطمئنانا.. وانا خلال فترة السبعينات عندما وجدت ان صدام واجهزته تؤذي المواطنين والبعثيين وقفت ضد ذلك برغم ان صدام حاول قتلي.. ولذلك فانا ارى ان الدستور ليس اساسا في حياة المواطنين حاليا وانما امن المواطن واستقراره وتامين معيشته وتعليم اولاده وحصوله على الخدمات.. وهو ماتحدثت به خلال لقائي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في لندن قبل ايام.. فكل هذا لن يتحقق بالقوة وانما بالحوار السياسي وبالقانون.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني