أسامة العيسة من القدس: تواصلت اليوم الاستنكارات لاختطاف خمسة من قادة وكوادر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية، فيما اتهمت الحركة المخابرات الفلسطينية بالمسؤولية عن عمليات الخطف. وقال اللواء عز الدين الشريف، محافظ طولكرم، بان السلطة ليست لها علاقة بعمليات الخطف، وأنها لن تسمح بامتداد مظاهر الفلتان والخطف إلى الضفة الغربية.

وعقد مجلس بلدية بيت لحم جلسة طارئة اليوم الجمعة استعرض خلالها تداعيات ما اسماه "جريمة اختطاف عضو البلدية الشيخ حسن حسين مسالمة في ليلة الخميس- الجمعة من بيته الكائن في شارع الصف في المدينة". وأعرب المجلس عن صدمته واستنكاره لما حدث، وأصدر بيانا جاء فيه "في ظل الهجمة الشرسة من قبل العدو الصهيوني والتي تستهدف وحدة شعبنا, تأتي هذه الجريمة الشنعاء والعمل الجبان ليشكل مظهراً قبيحاً من مظاهر المؤامرات على هذا الشعب".

وأكد أن "شعبنا العظيم، وخلال سنين طويلة استطاع إفشال هذه المؤامرات وازداد وحدة ولحمة وصمودا أمام كيد الكائدين ومكر المتآمرين من أعداء هذا الشعب في الداخل والخارج". وأدان المجلس واستنكر بشدة عملية الاختطاف التي وصفها بالعمل "الشاذ والمشبوه من قبل ملثمين جاءوا تحت جنح الظلام مقترفين عملهم الشائن والخارج عن تقاليد شعبنا وأعرافه". وطالب السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية أن تأخذ دورها بحزم في تحمل مسؤولياتها وكشف المختطفين ومحاكمتهم، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه ببث بذور الفتنة وشق الوحدة الوطنية.

وطالب المجلس بالعمل الفوري "على إطلاق سراح الشيخ حسن المسالمة وعودته سالماً إلى بيته وأطفاله". من جانب أخر أصدرت حركة حماس بيانا حملت فيه المخابرات الفلسطينية، بتوسيع ما أسمته "رقعة الفتنة الداخلية". وقال البيان بان جهاز المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية، أقدم على خطف عدد من كوادر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهم: الدكتور رياض الراس من طولكرم عميد كلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية، حيث قامت مجموعة من المسلحين بإطلاق النار في محيط المنزل وداخله وقاموا بخطف الأخ الدكتور من بين أبنائه وزوجته، واعتدوا عليه بالضرب المبرح، وحسن صافي من بيت لحم وهو مرشح فائز وعضو مجلس بلدي، وباسم عبيدو من الخليل، وكمال شاهين من نابلس، وجمال شلبايه من طولكرم.

وجاء في بيان حماس "إن ما قامت به هذه الفئة الحاقدة يشكل ذروة الاستخفاف بأرواح الناس واستمراراً لنهج البلطجة والعربدة، ونرى فيه تصعيداً خطيراً في ذرع بذور الفتنة في كل مدينة فلسطينية".

وحملت حماس "قيادة جهاز المخابرات المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة"، وطالبت "بالإفراج الفوري عن جميع الإخوة"، وثمنت الحركة "وقفة القوى والجماهير والمحافظ في طولكرم والتي أرغمت الخاطفين على الإفراج عن الأخ الدكتور رياض الراس". وقالت حماس، بأنها "حرصت في كافة الإشكالات الداخلية على تطويقها" ورأت فيما قام به "جهاز المخابرات يشكل تأسيساً لفتنة في الضفة الباسلة التي ترزح تحت ظلم المحتل، وفي وقت يشن فيه العدو حملة اعتقالات واسعة في صفوف أبناء حركة المقاومة الإسلامية حماس وكوادرها". وطالبت "جماهير شعبنا إلى نبذ هذه الفئة الباغية، وقيادتها التي تتحمل المسئولية الكاملة عن هذا النهج اللاخلاقي واللاوطني". وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم (كتائب الفاروق عمر بن الخطاب في فلسطين)، أعلنت مسؤوليتها عن عمليات الخطف، الأولى من نوعها في الضفة الغربية.