النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    82

    افتراضي الشيخ الصفارمن الاصلاح إلى الصلح والتحالف الجديد ( الحلقة الأولى )

    الشيخ الصفارمن الاصلاح إلى الصلح والتحالف الجديد

    ( الحلقة الأولى )

    هل تحولت حركة الشيخ حسن الصفار فعلاً من حركة إصلاح إلى حركة صلح ؟ وهل الصلح – إن حدث فعلاً – أدى إلى بروز دور أشخاص هذه الحركة في الساحة الداخلية بعد الانتخابات البلدية المحلية في القطيف والأحساء تحديدا ؟ وهل للرغبة الحكومية السعودية تأثير في خلق تحالفات جديدة مع جزء من الشيعة لتفادي استحقاقات الاصلاح في السعودية الذي يجب أن ينال الشيعة فيه معظم حقوقهم إن لم تكن جميعها وفق ما تعلن عنه الإدارة الأمريكية اليوم ؟ هذه مجرد أسئلة مشروعة ولكنني سأجتهد للإجابة عليها في حلقتين.

    العودة

    منذ عودة جماعة حركة الاصلاح الاسلامية التي يتزعمها الشيخ حسن الصفار بداية التسعينات وهي تحاول أن تبني قواعدها الحركية عبر سلسلة من النشاطات الاجتماعية. بالطبع، لم تكن العودة بهدف إعادة تشكيل الحركة سياسياً في داخل السعودية، وهذا ما ساعدها على تشكيل بعض هذه القواعد التي تمثلت في بزوغ الشيخ حسن كشخصية لها مكانتها الاجتماعية وليس السياسية. إلا أن إسقاط نظام صدام حسين في العراق وبروز الدور الشيعي فيه، برّز الشيعة في المنطقة بما في ذلك السعودية. لقد فرض الظهور الشيعي على الحكومة السعودية ذات الحكم المطلق المتلحف بغطاء ديني وهابي معادي للشيعة، فرض عليها تكتيكاً سياسيا آخر يأخذ في حسبانه الوجود الشيعي في السعودية برغم أنه لا يشكل إلا 25 % من مجمل المواطنين في هذا البلد.

    العراق ودور الشيعة في المنطقة

    ربما كان الاهتمام الأمريكي بالشيعة في العراق كقوة اجتماعية وسياسية لا يستهان بها، أعطى نوعاً من القوة للشيعة في المنطقة بما في ذلك شيعة السعودية التي يعتبر الشيخ حسن الصفار أحد أقطابها الأساسيين. لابد أن الحكومة السعودية تدرك جيداً مكانة الشيخ الصفار الآن بعد التغيرات في العراق في ظل أوضاع سياسية المطلوب فيها من السعودية إجراء إصلاحات تطال من ضمن ما تطال تحسين حقوق الشيعة كطائفة مضطهدة وهابياً. ووفق هذه الأهمية للشيخ الصفار، بدأت الحكومة السعودية تقرّب الشيخ من دائرتها كيما ترسم له دوراً ينمو تدريجياً لإنجاز أمرين:

    أولاً: تقوية المنطق الرسمي القائل بأن الشيعة مواطنون ينالون حقوقهم كباقي المواطنين بدون تمييز. من الناحية المنطقة، إن نمو المنطق الرسمي هذا يضعف بالمقابل المنطق الشيعي الشعبي القائل بأن الشيعة مضطهدون في حقوقهم ويمارس عليهم التمييز الطائفي في كل المجالات. وهذا ما تحقق فعلاً في بيان الشيخ حسن المتعلق بالتقرير الأمريكي للحريات الدينية والذي شكك بمصداقيته وجديته.

    ثانياً: الحد من اندفاع الشيعة في السعودية للتحرك خطوات أكثر مما ينبغي باتجاه المطالبة بالتغييرات التي تحقق لهم ما كانت تنادي به الحركة الإسلامية للإصلاح الشيعية عندما كانت في الخارج قبل التسعينات من القرن الماضي. ولهذا، تركزت الرغبة الحكومية منذ بدء الحوار الوطني على أن يكون الشيخ حسن والأشخاص الذين عُرِفوا بأنهم محسوبون على حركة الاصلاح محل اهتمامها. من هذا المنطلق جرى إدراج الشيخ حسن في أول حوار وطني الذي طرح فكرة التقارب بين المذاهب داخل السعودية. فعلى الرغم من أن ظاهر هذه المقاربة خير، إلا أن باطنها يحمل في الكثير من الألاعيب السياسية التي عُرفت عن نظام الحكم السعودي وأهمها تحييد الدور الشيعي في السعودية أو إضعاف دوره إلى أدنى حد ممكن أثناء عملية الاصلاح المفروض أمريكياً.

    على هذا الأساس، كما يبدو، انصبت الرغبة الحكومية على إبراز الشيخ حسن وتحويله إلى شخصية محايدة أو غير محسوبة على الخط الشيعي الذي صنفته الدوائر الأمنية السعودية بأنه متطرف، كحزب الله الحجاز. بينما صُنّف الشيخ حسن ورجاله بأنهم معتدلون ومن ثم التعامل معهم وعزل غيرهم. وبرغم أن الشيخ يدرك في الغالب هذا التوجه الحكومي إلا أنه لم يتمكن من تلافي الآثار التي ترتبت على هذا الفصل الحكومي المتعمد بين القوى الشيعية في القطيف بالتحديد لأنها بؤرة التواجد الشيعي في السعودية. لهذا حاول الشيخ حسن لملمة عدد من المشائخ من المحسوبين على مقلدين مرجعية مختلفة أو المحسوبين على تيارات سياسية محددة ( حزب الله ) وذلك ضمن اجتماع اسبوعي دوري بهدف تدارك النتائج السلبية لعملية الفصل تلك. إلا أن تركيز الحكومة السعودية على الشيخ كشخصية معتدلة واعتبارها مخلصة وطنيا ولا تشجع المنطق الطائفي حتى في أبسط صوره، جعل من الشيخ في وضع أكثر تمسكاً بموقفه المهادن والمستسلم للواقع الذي استمالته إليه الحكومة السعودية. وبالنتيجة بدت خطوات الشيخ باتجاه القضايا الشيعية المختلفة مرتبكة بين أن يلبي الدعوات الرسمية في خطابها له وبين أن يلبي الرغبة الشعبية الشيعية التي تطالبه بأن يكون رجلاً أكثر ثباتاً وقوة لكي يحمل هموم الشيعة بصدق وحزم.

    في الواقع تمكّنت الحكومة السعودية من تحييد موقف الشيخ حسن. لذلك لم يتمكن من استثمار كونه أصبح حاجة حكومية. أو بكلمات أخرى، لم يوظف الشيخ حسن كونه أصبح وسيلة إعلامية تحتاجها الحكومة السعودية لتقول للعالم وللولايات المتحدة الأمريكية بالخصوص أن الشيعة مواطنون لا يمارس ضدهم التمييز الطائفي وهم يحظون باهتمام الحكومة السعودية كسائر المواطنين. كما لم يتمكن الشيخ الصفار من استثمار الحدث العراقي استثماراً سياسياً لتعزيز الموقف الشيعي في داخل السعودية. بل على العكس من ذلك، كرّس الشيخ دوره الاجتماعي والديني المعلن بدلا من السياسي المعلن. فتحول دوره إلى داعية للمصالحة بين المذهب الشيعي والمذهب الوهابي ضمن منطق الحوار الوطني في ظل غياب أدنى تحرك جدي للحكومة السعودية تجاه الاصلاح أو تجاه إعطاء الشيعة حقوقهم. وقد زكّى الإعلام السعودي الرسمي موقف الشيخ حسن إزاء محاولاته التقريب بين الوهابية ( المعتدلة ) والشيعة ناعتاً إياها بالرجل الوطني ذي المواقف الكبيرة وطنياً. وربما كان بيان الشيخ حسن بخصوص تقرير الإدارة الأمريكية عن الحريات الدينية في السعودية، جاء منسجماً تماماً مع نعت الإعلام السعودي له على اعتبار أن الشيخ قدّم خدمة دعائية جليلة للحكومة السعودية يعينها في خطابها الإعلامي الموجه للأمريكيين والغرب بشكل عام والمفنّد للاتهامات الأمريكية في تقريرها المذكور والذي يتهم السعودية علناً بانتهاكها للحريات الدينية والمذهبية. من غير شك أن مواقف الشيخ الصفار الطيّعة مع الحكومة السعودية قد أتاح لها فرصة ممتازة لاستثمارها لإثبات أنها لا تمارس اضطهاداً ضد الشيعة ولا تمنعهم من الحديث عن أنفسهم في وسائل الإعلام مادام الشيخ يتحدث علناً في الإعلام بدون أن تمارس بحقه إجراءات منع أو مضايقة.

    هل يُعتبر ظهور الشيخ الصفار على مختلف وسائل الإعلام مكسب حقيقي للشيعة أو أنه وسيلة تؤكد نزاهة الحكم السعودي تجاه الشيعة في السعودية ؟ وهل تمكن الشيخ من استثمار حاجة نظام الحكم للنزاهة تجاه الشيعة في زمن بدأ الإعلام العالمي يتهم السعودية بالإرهاب الوهابي الذي يضطهد اصحاب الديانات والمذاهب الأخرى ؟ وهل فعلاً هذا الحكم في حاجة لجزء من الشيعة يستثمرهم للرد على الحملات الإعلامية التي تتهم السعودية بالتمييز الطائفي أو أنه في حاجة لجميع الشيعة بدون استثناء ؟ وهل كافأت الحكومة السعودية جزء من الشيعة ممثلة في دائرة الشيخ الصفار لكونه أثبت اعتدالاً بالمقاييس السعودية الرسمية ؟ وهل الصلح القائم الآن بين الشيخ الصفار وتياره لعب دوراً في نتائج الانتخابات البلدية ؟ وهل هذا الصلح وفوائده العائدة على الشيخ وتياره يمثل إيذاناً بتشكل تحالف جديد بين جماعات شيعية والحكومة السعودية ذات التوجه الوهابي المعادي للحريات والديموقراطية ؟ في الحلقة القادمة سأتوقف عند هذه الأسئلة لنتعرف على إجاباتها بالتفصيل.

  2. افتراضي

    [blink][align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ممتاز الله يعطيك العافيه[/align]
    [/blink]
    لعمرك مالانسان الا بدينــــــــه

    فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب

    فقد رفع الاسلام سلمان فارس

    وقد وضع الشرك الشريف ابا لـــهب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    قلب كل معذب
    المشاركات
    1,093

    افتراضي

    السلام عليكم

    شكراً لك أخي قطيفي . . ونحن في انتظارك!

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني