[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/align]
أيها المسلمون جميعاً
هناك عدد من المحللين المفكرين يقول بأن العرب بطبيعتهم دكتاتوريون وسلطويون ويستدلون على كلامهم من خلال حكام العرب فجميعهم جاء بالوراثة أو بالانقلاب . . والذي جاء بالوراثة وغيره لا يعطي المواطن حريته ولا يطور مؤسسات الحكومة بالديمقراطية فهو يعتبر أن كرسي الحكم وكل شيء في دولته هو ملك لهذا الملك وحتى الطير والحجر ولا يؤمن بالتعددية . .
وأضيف على هذا أن كل مواطن عربي هو دكتاتوري ومتغطرس وبالخصوص المواطن الخليجي . . ففي الوطن الواحد خذ السعودية مثلاً تجد هناك تفرقة من منطقة لأخرى ومن قرية لأخرى وكل يفتخر ويتباهى بمنطقته ونسبه وقبيلته مما يؤدي إلى حدوث جرائم أكثرها عنصرية وقبلية . .
فما بال من يختلف بالمعتقدات والمذهب . . تجد العنصرية تتجلى بأزهى مفاتنها وحليها ومخالبها وأنيابها ليس من الكبار فحسب بل صغار المذهب الواحد يعتبر الآخر من كوكب آخر وجنس آخر ليس من البشر . . فهذا المذهب يصف ذاك المذهب بأنه وحش كاسر وتنين غادر وتتكالب الاتهامات وتتسع . . فيقتل العربي أخوه العربي الذي يخرجه من الدين الإسلامي بعد شهادته بالشهادتين التي ضمن الإسلام لمعلنها الأمان والحفظ من القتل حين يرفع السيف على عنقه في الحرب . .
فأي وحدة يمكن أن تكون حين يربي الأب ابنه على بُغض المذهب الآخر وظلاله وأنه ليس بإنسان بل شيطان مُرعب يجب قتله ؟! أليس كل من يسكن بوطن واحد يمثلون عائلة كبيرة مرجعهم هو الوطن الواحد؟ إن كان الوطن هو المسكن لهذه العائلة الوطنية فهل يحق لأخ أن يقتل أخيه بسبب اختلافهم على مبدأ على فكرة على مطلب على طموح ؟! . . ألم يمنع الإسلام قتل الكفار المسالمين والمدنيين منهم وحقق لهم الأمن والأمان والحقوق في أرضهم؟! لماذا وبأي حق نقتل المذهب الآخر حين يكون مسالماً؟ هل أعلن الحرب حتى يتم قتله ؟ هل قتل أخ أو أم أو أب لهذا الذي يقتل المذهب الآخر؟ بغض النظر عن الإعتقادات سواء تكفير أو غيرها . .
إلى الأخوة الذين يريدون الوحدة الحقيقية أطلب منهم جميعاً عليهم بالاعتراف بالحقيقة أولاً ثم يناقشون كيف تكون الوحدة فمن لا يعترف بالحقيقة أولاً فإذاً هو لا يريد الوحدة الحقيقية!! ويمثل العنصرية العربية وعليه أن لا يتدخل في الموضوع منعاً للتعارض والتباعد فنحن نريد الوحدة والتقارب . .
والحقيقة التي نطالب الجميع بالاعتراف بها وطرح الحلول لها لنتمكن من وضع أسس لبناء الوحدة هي مسألة الجانب المكفر للآخر والمؤيد لقتل الطرف الآخر . . فعلى الجميع أن يعترف بمن هو الذي ليس يكفر فقط بل من هو الذي يحرض على القتل من هو الذي يبيح دم الآخر عملياً ويدعوا لهدره فيكون خادماً للتفرقة وليس خادماً للوحدة . . هذا أولاً وبدون دخول في الجزيئات والتعقيدات . . وأن الاعتراف بالذنب فضيلة تعبر عن الندم والتوبة وتؤدي للتسامح والتقارب وأطالب الجميع ممن يريد الوحدة الحقيقية أن يعترف بالحقيقة وأن نطالب جميعاً المشايخ من باقي المذاهب الأخرى بأن يطالبوا بدورهم المشايخ الذين يدعون عملياً للتكفر وإباحة الدم المقدس بأن يعترفوا بخطأهم ويعتذروا ويصححوا كتبهم لأجل بناء وحدة الأمة التي تصبوا لها كل المذاهب . . .
حينها فقط يمكن أن نتحدث وتتحدث هذه الجهة عن الوحدة والتكامل الإسلامي في ظل هذه التعددية المذهبية . . أعتقد أن هناك من سينفعل بهذا الاعتراف ومن حقه ولكن ليس من حقه أن لا يتأمل ويرجع لعقله فيتعصب ويخوض في العصبية والدكتاتورية العربية ويفعل ما يفعل ثم يقول أنه من الداعين للوحدة !!. .
وللحديث عن الوحدة يتطلب الأمر عدة أشياء وتساؤلات منها :
1/ إصدار بيان من كبار المشايخ الذين يمثلون المذاهب أولاً يعترفوا بأن قتل المسلم الذي يتشهد بالشهادتين ويقرأ القرآن ويصلي ويحج محرمٌ في شريعة الإسلام وحكمُ فاعله القتل وجزاءه النار. . وتُنشر للكبير والصغير في جميع مساجد المسلمين . . .
2/ عدم الدخول في جزيئيات المذهب الآخر والحديث عن الاختلافات ( فلا توجد تعددية بدون اختلافات ) وبالتالي الدخول في مناقشات عميقة تنافرية ولا يتنازل أي طرف . . كما تفعله قناة المستقلة.
3/ وضع تعريف لمفهوم الوحدة، والمتطلبات لبنائها، والهدف منها، ومن هم المسئولون عن الخوض فيها والدعوة لتحقيقها ؟ وما الشروط التي يجب توفرها في الداعين لها ؟ وما هي البنود التي تضمن استمرار النقاش حول الوحدة ؟ . .
الحديث متروك لمن يفهم معنى الوحدة ويدعو لها بالطرق الصحيحة . .
تقبلوا تحياتي وشكري ؛ ؛ ؛
---------------------------------------
هذا الموضوع كتبته منذ ثلاثة شهور تقريباً بمنتدى لأخواننا السنة في السعودية وكذلك لأخواننا في فلسطين . . ولكن للأسف ما لقيته منهم هو طردي وإلغاء عضويتي!!!! بدون سابق إنذار!!!