من الأخطاء الشائعة أن ترفض المرأة الحامل نصيحة الطبيب المعالج توليدها بطلق صناعي، سواء قبل الموعد المحدد لولادتها الطبيعية أو بعده، وتجهل أن رفضها قد يتسبب في حدوث مخاطر لها أو لجنينها! إن طلب الطبيب موافقة المرأة الحامل أن تولد بطلق صناعي هو محاولة لتوليد الحامل في وقت لا يكون لديها آلام وضع، وقد يكون ذلك إما قبل موعد الولادة أو بعد مرور الوقت المحدد للولادة لأسباب تهم الأم والجنين، ولا بد أن يقوم الطبيب المعالج بشرحها جيداً قبل طلب الموافقة.

إن من أهم الأسباب التي تستدعي إعطاء الطلق الصناعي كمحاولة للولادة هي تعدي الحامل وقت وضعها الأصلي، ويكون في العادة من 7 أيام إلى 12 يومًا من موعد الولادة الأصلي وهي فترة مهمة وتكون عادة مسجلة في ملف المريضة. وأي تأخير آخر لإحداث الولادة سوف يتسبب في حدوث مشاكل صحية معقدة وخطيرة تؤثر على حياة الطفل أولا ثم حياة الأم.

وبعد مرور موعد الولادة الأصلي يقف نمو المشيمة وتتكلس، ومن ثم يقل عملها في تنقية الدم من المواد الضارة وتوزيع الغذاء المناسب للجنين، وهو ما يؤثر في بعض الأحيان على حياة الجنين. أما بالنسبة للولادة بطلق صناعي مبكراً عن موعد الوضع الأصلي فيتم عادة بين 38 أسبوعًا و40 أسبوعًا من الحمل، ويكون لعدة أسباب، منها نقص نمو الجنين، ويتم تشخيصه بالفحص السريري، وباستخدام الأشعة الصوتية، إضافة إلى عمل تخطيط للجنين لمعرفة نشاطه في داخل الرحم. ويكون سبب ذلك إما وجود مرض عند الأم أو في المشيمة أو في الجنين نفسه. ويتم التأكد من السبب بعد خروج الجنين للحياة.

أما إذا حدث ذلك قبل «34 أسبوعًا» وكان هناك خطر على بقاء الجنين داخل رحم الأم، عندها تكون الولادة الاصطناعية ضرورية ويجب عملها في أي وقت عاجلاً.

وقد يكون السبب إصابة الأم الحامل بسكر الحمل، وهنا يبدأ العلاج بالحمية الغذائية أو بواسطة الأنسولين، فإذا كانت الحمية كافية فعادة ما تؤجل الولادة إلى 40 أسبوعًا. أما إذا كانت الحمية غير كافية ويجب استخدام الأنسولين، فعندئذ يتم عمل إحداث الولادة بين 38 أسبوعًا و39 أسبوعًا إذا كان تحليل سكر الدم طبيعيًا. ومن الأسباب التي تستدعي القيام بعملية الولادة الاصطناعية أيضاً حدوث ارتفاع شديد جدًا في ضغط الدم، مع وجود زلال في البول، وأعراض ارتفاع الضغط مثل زغللة في العين، آلام في الجزء العلوي من البطن، وفي بعض الأحيان تشنجات في الحالات الخطيرة. ومن الأسباب أيضاً: بعض الأمراض المزمنة التي تصيب الحامل، سواء قبل الحمل أو في أثنائه مثل: الذئبة الحمراء، أمراض الكلى، أمراض القلب، بعض الأمراض السرطانية «كسرطان الثدي، أو الغدة الدرقية... إلخ».

من الضروري قبل عملية الولادة ( الطلق الصناعي ) التأكد من عدم وجود ما يمنع الولادة الطبيعية، كتضيق الحوض أو نزول المشيمة عن الوضع الطبيعي أو أكثر من عمليتين قيصريتين سابقاً. إن عملية إحْداث الطلق الصناعي للولادة أمر مهم، ويتطلب من الحامل الموافقة لمصلحتها ومصلحة جنينها حتى ينعما بصحة جيدة إن شاء الله.