News Feed




موت النشيد الرافديني د. شوقي عبد ألأميــــــــر الحمداني Chawki Abdelamir







قصيدة
موت النشيد الرافديني
بين زقورة أور وساحة التحرير في بغداد
" مقتطفات من نص طويل "
نَحْنُ
الراحلينَ عن بلادٍ بين نهرين
الهالكينَ على أرصفة القوافي
المزدهين بأردية المطلقِ والعراء
المعلّقين من الحناجر باشعةِ شمسٍ غاربة
الجوّالينَ بين المراثي والهوسات والمنابر
خرافَ الجنان وأسرابَ طيور النشوة
النائمين على صدور القصائدِ
نرضع حليب الإقامة وكرْمَ الدهشة
الحاملينَ نعوشَنا على الشفاه
المدفونين في أسرّةٍ كالأرض الموعودة
عناقيدَ المرارات وأقداحَ الغياب
سلالةَ النشيد الرافديني الذي يموت بين أيدينا الان
نَحْنُ ..لا مثوىً لهذا الراحل الكبير
الذي أنجب شعباً من الفلاحين والجنود والسبايا والفاتحين
الشعراءوالاباطرة ، اللصوص والآلهة
هذا الذي أنشب في السماء
عيون مفترسٍ للغيب
وفي الارض اقدام منتعلٍ للفصول
بنى مأوىً للقمر
ورفع مآذن وابراجاً للآيات والمزامير
صنع من سقوف الجنان أسرّةً للأنهار
وفغرَ أفواهَ الصلصال
بسط تحت اقدام الفلاحين المتشققة
غابات نخيل لا تعرف القحط وعرائش كروم
ملأتْ أقداحَ البدايات
درّبَ الآلهة على إجتياز مهاوي الجنون والعشق والجمال
لوّنَ الغربان بالاسود ، الحمائمَ بالابيض
والماضي بالحنين
كان صوتاً لا حدَّ لَهُ في أرض
ولا سقفَ لَهُ في سماء
قبل ان يقتادوه في عربات السبي
.......................،
نشيد الأناشيد الرافديني
يموت اليوم بين نهرين
غسلت عشتار بهما اقدام القمر وجبينَ الآلهة
نهران يقتتلان
ضفّةً ضد ضفة
سَورةً ضد سَورة
وسنبلةً ضد سنبلة..
هذه الصورة التقطها الصديق عادل اللامي
يوم الجمعة المنصرمة 16/1/ 2016 في ساحة التحرير








LikeCommentShare