بسم الله الرحمن الرحيم
تأثرت وانا اقرأ كلمة السيد الدكتور ابراهيم الجعفري , التي القاها في مؤ تمر القاهرة ... فقد ذكرني بشيخ شهداء العراق - الشهيد - عبد العزيز البدري - رحمه الله , وهذا جرني الى قائمة من العلماء الاعلام الذين اغتالتهم سلطة البغي والظلم والاجرام .. سلطة البعث المقبور ..وكدنا ان ننساهم , في وقت كان علينا تخليدهم واحياء علومهم ومواقفهم ... .... ومن هؤلاء الشهيد الشيخ - ناظم العاصي - , قدس سره , والذي لايمكن لذاكرتي ان تنساه بيد ان الام الغربة , وهموم ومصائب الحياة ابعدتني عن ذكراه ... ... ....
وقبل الحديث عن هذا الشيخ , اود ان اسجل هنا شكري وتقديري لفخامة رئيس الوزراء العراقي الدكتور الجعفري , على كلمته القيمة في مؤتمر القاهرة ... هذه الكلمة التي زينت المؤتمر , وامدت الجامعة العربية بروح جديدة , جريئة وسامية , لم تألفها من قبل ... ولن تألفها الا بوجود هكذا نموذج عراقي رسالي متفتح ... فجزاه الله عن الاسلام ... والعراق ... والشعب العراقي المظلوم كل خير .....................

.................................................. ..............................................
الشيخ الشهيد ناظم العاصي العبيدي ...

ربما لم يسمع الكثير من الشعب العراقي باسم هذا الشيخ العظيم , الذي كان يسكن في قضاء الحويجة , التابع لمحافظة كركوك ..والذي كان اخر لقائي به في اواخر السبعينات ..( يومها كان عمره قد تجاوز الخمسين ,) كان للشيخ معهد اسلامي أسسه , وأخذ يدرس قيه العلوم الدينية ...ويعتبر الشيخ العاصي مؤسس ومبلور الفكر الصوفي السلفي في العراق .. بعدما سادت قيه الطرق الصوفية البالية والمنحرفة ..والتيلاتعتمد الا على- الدروشة وضرب الدفوف - ةالتي معظم اصحابها من الناس الحهلاء والعاطلين .. وحتى المنحرفين والمحرمين !! , وعلى رأسهم المجرم المقبور - عزت ابراهيم - وممن هم على شاكلته العفنة ... اما شيخنا العاصي ؛ فقد اسس مدرسة فكرية عبادية قائمة على التصوف السلفي , معتمدا بذلك على صحيح الادلة النقلية , وسليم الادلة العقلية ... رافضا من خلال ذلك الاساليب التب كانت سائدة في الطرق الصوفية ... والتي لاتهتم الا بأقامة المأدب وحفلات المواليد في اجواء غير سليمة , تشمأز منها النفوس الزكية ...والتي ادت بالتالي الى تشويه العديد من المفاهيم الاسلامية ... ان مجالس الشيخ العاصي , كانت مجالس خالية من ممارسات وأساليب الدروشة ... كانت مجالس علم ومعرفة , مجالس عشق الهي وعبادة ...
وفي الوقت الذي كان يتلعثم شيوخ الطرق الصوقية في الاحابة على اي سؤال فقهي او عقائدي , كان الشيخ العاصي يناقش اساتذة الجامعات من العلماتيين ويفحمهم وينتصر عليهم , ولا يلبثوا ان يصبحوا من مريديه وطلبته ! ... .....
هذا وان كل مريديه وطلبته كانوا من الطبقة المثقفة واعرف من بينهم العديد من المهندسين والاطباء واحد اساتذة الجامعة ممن درس في المانيا . وكذلك اعرف من بينهم ضابطا برتبة مقدم ... والعجيب بالامر , أن كل من يصبح من مريدي الشيخ , كان يرتدي زي الشيخ -الجبة والعمة - باعتباره الزي الاسلامي .. ولم تكن وظائفهم تعيقهم عن ارتداء ذلك الزي , ولعل طلبة جامعة الموصل يتذكرون ذلك الاستاذ الجامعي الذي كان يرتدي زي العلماء , من هنا بدأت مضايقات البعثيين لهؤلاء , وقاموا باعدام زوج ابنة الشيخ العاصي المرحوم الشهيد المهندي عبد المجيد محمود ثابت .. الذي اعدم بسبب دفاعه عن الامام الخميني (قدس سره ) بعدما سبه امام مأجور في خطبة الجمعة في مسجد الكواز - على ما أذكر - بالبصرة , ثم تصفية الاخرين وبالتالي تصفية الشيخ عن طريق دس السم له ,,
هذا ومن الجدير بالذكر ان الشيخ العاصي رحمه الله كان مؤيدا للثورة الاسلامية في ايران ويحترم الامام الحميني
... وقد نقل لي احد االثقات ان الشيخ الشهيد كان قد التقى بالشهيد السعيد - سيد شهداء العراق - الفيلسوف العظيم مجمد باقر الصدر -قدس سره - وانه كان على درجة كبيرة من الاهتمام بمذهب اهل البيت -عليهم السلام -....

طلال صابر النعيمي
المانيا -