منصب سيادي للتركمان ليس آخر الطموح

حسين ابو سعود

ان تعيين شخصية تركمانية في منصب نائب رئيس الوزراء أمر مفرح في حد ذاته لأنه جاء نتيجة للجهود المضنية المتواصلة للاتحاد الإسلامي لتركمان العراق الذي بات واحدا من أهم الأحزاب التركمانية الفاعلة وأكثرها تأثيرا في الساحة السياسية بدفع من قيادتها الحكيمة المخلصة ، ولكن التوصل إلى تحقيق هذا الأمر ليس نهاية لطموح الشعب التركماني ، ولن يكون آخر ما يسعى اليه الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق فالمشوار ما زال طويلا والجهاد ما زال في أوله ، وتلاحم الشعب التركماني
مع قياداته المخلصة كفيل بمواصلة الجهاد وتحقيق أماني الشعب في الحرية والكرامة والمساواة.
وكان الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق أول من دعا إلى منح منصب سيادي واحد للتركمان بالإضافة إلى وزارتين احدهما خدمية والأخرى سيادية ، وان قبول القليل لا يعني التنازل عن الكثير ، ولكنها الحكمة التي يتحلى بها قادة الاتحاد الإسلامي وتغليب مصلحة الوطن على مصلحة الأفراد، وقد شهد الأعداء قبل الأصدقاء على حنكة الأستاذ عباس البياتي الأمين العام للاتحاد الإسلامي لتركمان العراق وحكمته السياسية المتوافقة مع تعاليم الدين الحنيف في قيادة هذا المركب وسط بحر متلاطم الأمواج وظروف غير مواتية يصعب فيها العمل السياسي ، ولاسيما حالة انعدام الأمن وكثرة أعمال العنف التي ينفذها الظلاميون والمصلحيون .
ولن يكون ذلك اليوم بعيدا عندما نرى التركمان وقد حصلوا على حقوقهم السياسية والثقافية والاقتصادية بشكل كامل وصار لهم تمثيل مناسب في الحكومة والبرلمان والسلك الدبلوماسي والسلم الوظيفي في مختلف دوائر الدولة .
ولن يكون ذلك اليوم بعيدا عندما تستعيد مدينة كركوك مكانتها وتأخذ نصيبها من الاهتمام العمراني والاقتصادي أسوة ببقية المدن ويعيش في ظل رخائها وأمنها الأخوة جميعا من تركمان وعرب وكرد وأرمن وآشوريين وغيرهم ، وان التآخي ومنح الحقوق سواسية للجميع هو ما يدعو إليه الاتحاد الإسلامي ويعمل من اجله على أن ذلك مرهون بوقوف التركمان بجميع أطيافهم إلى جانب الأستاذ عباس البياتي ومؤازرته والنصح له، ليتمكن من الاستمرار في تحدي الصعاب والعمل مع القوى السياسية الرئيسية الأخرى في البلاد من اجل ضمان الحقوق الأساسية للشعب التركماني ، ونأمل أن تأتي نتائج الانتخابات لصالح الأغلبية من أبناء الشعب العراقي وهو حاصل لا محالة حيث ستتمكن القائمة 555 من إحراز أكثرية الأصوات ويستطيع الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق من خلال موقعه المتميز في الحكم من تحقيق أماني الشعب التركماني .


وفيما يخص المنصب السيادي الحالي الذي ستشغله الدكتورة أنيسة اوجي فهو حدث مهم في تاريخ التركمان وان جاء متأخرا خاصة وان الحكومة الحالية على وشك الرحيل ، ومجئ حكومة أخرى تبقى لمدة أربع سنوات ، وكان البعض يرى بأنه كان من المفروض تخصيص منصب رئيس الجمهورية للتركمان باعتباره منصبا شرفيا بحتا وتقاسم رئاسة الوزراء وهي رأس السلطة التنفيذية ورئاسة البرلمان وهي رأس السلطة التشريعية بين القوتين الأعظم الشيعة والأكراد، كما كان من الممكن تقاسم المناصب الثلاثة الكبرى بين العرب والأكراد والتركمان فيكون منصب رئيس البرلمان من نصيب التركمان.
إن مسئولية انصاف التركمان تقع على عاتق الأطراف جميعا عربا وكردا وسنة وشيعة باعتبار التركمان القومية الرئيسية الثالثة في البلاد .
وعلى أي حال فان التركمان سيثبتون كفاءتهم من خلال السيدة اوجي أيضا في القيام بأصعب المهمات وفي أعلى مناصب الدولة وهناك مثال حي شاهده العالم اجمع فضلا عن العراقيين وهو معالي وزير الاعمار والإسكان المهندس جاسم محمد جعفر الذي أشاد بكفاءاته الجميع حيث كسب سبق الرهان في كونه مثالا في الكفاءة والنزاهة وحسن التدبير ، وهل تتطلب الوزارة إلا الكفاءة والنزاهة ؟ ، وقدم الدليل الكافي على كون التركمان قادرين على المشاركة الفعالة في السلطة والقيام بأعبائها على الوجه المطلوب .
ولا شك بان الشعب التركماني يستحق التهنئة على هذا المكسب على أمل تحقيق كامل المطالب في ظل الحكومة القادمة التي ستكون ذات شرعية مطلقة باعتبارها وليدة انتخابات حرة نزيهة يشارك فيها الشعب العراقي بكامل أطيافه.