شهادة أب
« لا أحاول أن أفرض نفسي على أحد من أولادي وبناتي .. وعندما ألاحظ منهم بعض الأخطاء لا أنبِّههم إلى ذلك بالقسوة والضّرب ، بل بالايحاء والإيماء والتعابير الخاصّة والكلمات الروحية ، وأخرى القاسية التي لا تجرحهم .
أحبّ لهم أن يعيشوا حياتهم .. وقد ساعدتهم في اختياراتهم في الحياة .. كنت أتركهم يعملون ولا أتدخّل في عملهم حتى يستفيدوا من الخطأ في تجاربهم التي أحاول أن أتحدّث معهم في سلبياتها وإيجابياتها .
أحاول كثيراً أن تكون تربيتي لهم مُنفتحة على إنسانيّتهم وليست تربية فوقيّة.. عشتُ معهم ولاأزال أعيش معهم كصديق.. وقد ربحتُ من هذه الصداقة الثقة ، فأنا أعيش في داخل بيتي جوّاً حميماً مع أولادي الصِّغار والكبار الذين يتكلّمون معي من دون أي تحفّظ ، فأنا أحرص أن لا يكون هناك حاجز بيني وبينهم .
وأرى أنّ على الأب أن يكون مستودَع أسرار أبنائه حتى لا يضطرّهم إلى إعطاء أسرارهم إلى الآخرين .. وأن يفسح لهم المجال في أن يُصادقوه» .
شهادة إبن
«إنّه صديقي ومُرشدي وقدوتي في هذه الحياة .. كان يحرص على أن نكون صديقين ، وأيّة مشكلة تطرأ في دراستي أو عملي كان يقول لي : فلنكن صديقين .. إفتح لي قلبك لنحاول أن نحلّ المشكلة معاً .. ونفكِّر في الحلِّ معاً.. لا يُحاول أن يفرض نفسه علينا .. ويتجنّب القول : أريد منك كذا ، أو يجب أن تفعل كذا ، ويترك لكلّ منّا حرِّية اختيار ما يحبّ ويتصرّف بالشكل الذي يهواهُ ضمن إطار الحلال والحرام .. وإذا كان هناك تجاوز للحرام ، فإنّه يتدخّل بشكل حاسم .. وكان يُراقب عن بُعد ربّما لتقـويم أي خلل في سلوكنا بأسلوب غير مباشر ، فلا يفرض نفسه علينا حتى في كلمة ..
ليست هناك ازدواجيـة بين الخارج وبين الداخل .. ما يتكلّم به الوالد في الخارج يُطبِّقه في الداخل ..
لا يرسم لي مستقبلاً بقدر ما يصوِّب لي اختياري للمستقبل ..
علّمنا أن نطمح لكي نكون أفضل منـه ، بل علّمنا أن نطمح إلى المثل الكامل لكي نصبو إليه » .