إذا اكتشفتِ أن زوجك على علاقة بامرأة أخرى، فلا تتركي الغضب يسيطر عليك، بل حاولي أن تستوعبي الصدمة بتفكير منطقي حتى لا ينهار عش الزوجية وتسير رحلة العمر نحو طريق مسدود..
نصيحة من طبيبة علم نفس أمريكية شهيرة لكل امرأة عصرية قد تصادفها مشكلة مماثلة..
ولكن كيف تواصل الزوجة المخلصة حياتها الزوجية مع شريك جرح مشاعرها وسبب لها صدمة قاسية؟ وكيف تسترد الزوجة من جديد ثقتها في زوجها؟
تقول الطبيبة (روزستهايمر) المشرفة على البرنامج الخاص بالدراسات النفسية بمركز كوزيل الطبي بنيويورك: إن الزوجة تجد صعوبة في تقبل خيانة شريكها في الحياة، الذي ارتبطت به، بعد قصة حب بعد أن تكتشف أنه على علاقة بامرأة أخرى، ثم يعقب ذلك موجة الأحاسيس المتضاربة.. عادة ما تهز صاحبتها من الأعماق، يليها رد الفعل من جانبها.
ويختلف رد فعل الزوجة من امرأة إلى أخرى طبقاً لمستواها الفكري والاجتماعي والثقافي، فقد تتفجر الزوجة في ثورة عارمة من الغضب وتطلب من الزوج مغادرة البيت على الفور، وقد تفضل أخرى أن تأخذ أولادها وتغادر منزل الزوجية.. وأحياناً تشعر الزوجة أن المفاجأة قد شلت تفكيرها إذ تعتريها حالة من الاشمئزاز من الزوج قد تصل لحد إحساسها بالغثيان كما حدث لبطلة فيلم (امرأة غير متزوجة الأمريكي المشهور) عندما أبلغها زوجها بعد 15 عاماً أنه على علاقة بأخرى تصغرها بأعوام كثيرة.
وتؤكد الدكتورة روز أنه في استطاعة كل زوجة تمر بمثل هذه الظروف القاسية، أن تبذل المحاولات للتغلب عليها بأن تدرك أن حياتها الزوجية قد طرأ عليها تغيير. وتواصل حياتها الزوجية وعليها مواجهة هذا التغيير بتحد شديد ويكون ذلك بمواجهة المراحل النفسية الناجمة عن هذا التغيير.
وتشير إلى أن الزوجة تمر بمراحل نفسية يمكن تقسيمها لخمسة أجزاء: تبدأ بفترة عدم تصديق أن تقبل الزوجة أن زوجها المحبوب على علاقة بأخرى ثم تليها الغضب بأشكاله المختلفة يعقبها مرحلة توجيه اللوم للزوج أو الزوجة أوك ليهما ورابعاً مرحلة مناقشة الوضع والعتاب وإعادة تقييم الحياة الزوجية وأخيراً مرحلة إعادة العلاقة بينهما واسترداد الزوج لثقة الزوجة.. والزوجة التي تجتاز المراحل الخمس بعقلية متفتحة ستنجح حتماً في اجتياز مشكلتها بسلام.. وعلى الزوجة أن تدرك أن زوجها ليس المسؤول وحده عما تصل إليه العلاقات بينهما، وأنه في بعض الأحوال يكون إهمال الزوجة أو تسرب الملل للعلاقة الزوجية دافعاً لتعلقه بامرأة أخرى كما أنه على الزوجة عدم الاستخفاف بشكوى الزوج بأنه يعاني من إحساس بأن سنين العمر بدأت تترك بصمات عليه.. وأن تكون مستعدة لمناقشة أي مشكلة معنوية أو مادية يتعرض لها بتفهم وتعاطف كبير..
وتحذر الطبيبة الزوجة من اتخاذ قرارات مصيرية فور اكتشاف السر الذي أخفاه عنها الزوج، مما يجعل عملية التراجع صعبة وأحياناً مستحيلة..
وعلى الزوجة عدم الخجل من اعتراف الزوج بأنه سبب لها جرحاً نفسياً عميقاً بفعلته وتطلب إليه أن يشرح لها بصدق الأسباب التي دفعته لإقامة العلاقة مع المرأة الأخرى.. وبمدى حرصه على الاستمرار في حياتهما الزوجية.. وعلى الزوجة أن تتعلم كيف تصبح بنية صادقة حتى تستطيع مواصلة الحياة الزوجية على أسس سليمة.. تعتمد على الصدق في المعاملة والاستفادة من تجربة صعبة طرأت على الحياة الزوجية.