النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    151

    افتراضي الغريب... القصة الفائزة الاولى في جريدة صوت المعلم

    الغريب

    القصة الفائزة بالمرتبة الأولى في جريدة صوت المعلم

    قصة قصيرة جواد المنتفجي

    قال المضّيف جالسا قبالة ضيفه القادم إلى القرية من تيه بعيد..
    -يبدو أنها زيارتك الأخيرة لنا،فخذ راحتك، وتكلم ما يحلو لك!!
    تمضي فترة...
    يرتشف الغريب قهوته متظاهرا بنفض عنه غبار السفر.
    تمضي أخرى...
    تستبد به كمّ من الأسئلة ،أسئلة مقيتة توّجر شكوكها زجر جدال المتوافدين بلهفة على صنوان المضيف المزدحم، إذا ذاك ساورته وساوس كانت تشاغله منذ دخوله ، فيسأل نفسه...
    - ما الذي يجري؟ لماذا لم تعد الأشياء في مكانها؟
    يقينا... كان يبدو تائها كلما راح يفتش في وجوه الذين من حوله، كانت ثمة رؤى لأشياء ظلت منفية لعقود خلت، ومنها... شعشعت الآيات القرآنية التي راحت تزينها بسملتها على شاخص البيوت الطينية الطامسة،أما على اليسار فقد انبهرت ألوان بيارق الذكر الذبيحة...البيارق التي كانت مغيبة فها هي تبزغ مشرعة برفرفتها من جديد على مجد المضيف العتيق، والذي كان هو الأخر معتما منذ أن زار القرية أخر مرة.
    تمضي فترة...
    يشب فيه الإعياء ، يحس أن رميات أنصاف العيون، بل تجتاحه كل العيون التي قيل عنها أنها هاجرت إلى المنفى ، فتنثال علامات صداع مدمر، يتداعى ، يهذي مكلما نفسه...
    - أين يا ترى حطت تلك الرؤوس التي شاركته دسائسه؟ وهل نسيت وعودها التي قطعتها له ،أم يا ترى لم تخلف له سوى آمالا مبدده؟
    - ولماذا تخلوا عنه هكذا بلمح البصر ولم يخبروه بكل شيء قبل وقوعه بمثل هذه الكارثة؟
    يصحو لحظة...
    يهزه خوفا شديد عندما همّ ذلك الجبل الأشم، والذي أطلق يدوس غوائل الأرض بقدميه،يلم قبضته تارة،ثم يهب كالرعد ملما سبابته...
    - لماذا أنت ساكت ؟ هيا عجل ، اجز ما في جعبتك!!
    تنصت المجامع البشرية بدهشة ، يحجم هميّ الأصوات الصادحة، وهناك في تلك الرقعة المركونة ، هناك حيث بدأت فيها المعركة الفاصلة،إذ ذاك تلاحمت قامتهم الشامخة،مترقبة ما سيفضه المضّيف في الخاتمة...
    - هيا ... افصح عن مآربك،فصبرنا بدأ ينفذ!!
    يتلبس الغريب هلعا مخيفا ، يحاول جمع أعصابه ليبدو للجميع انه لا زال هادئا ، فيدس أصابعه المحمومة في حقيبته المطروحة بين ساقيه مخرجا حزمة أوراق، قائلا لمضّيفه...
    - هدأ من روعك يا صاحبي ، فصراخك هذا سوف لم يدم طويلا خصوصا إذا ما عرفت مغزى هذه الأوراق التي فيها ما سيذهلك!!
    يرده المضيّف بقوة ، وهو جالس مرة أخرى أمامه...
    - ويلّ لك أيها المرائي ، فأنا لست بصاحبك ، ووفر كل ما تحتفظ به
    للذين قايضوك مسبقا !
    - لن تصمد!
    - بل سنصمد وسننتصر، ولن تتجاوز خطك الأحمر مجددا.
    - سأحسدك أن كان ذلك صحيحا!
    - اخرس ، وكف عن سخريتك ، وإلا سيكون قدرك مثل الذين لم تجد لهم اثرا
    - وهل تبرهن ما ادعيته ؟
    - نعم، فقد وحدنا شمّلنا ، ولن نضاهي أحدا حتى بأحزاننا.
    - اثبت ذلك!!
    يلتفت المضيّف إلى الجمع المكتظ بهما ، يتلمس صدره ، يهتف صارخا بهم...
    - تعالوا... هلموا... اكشفوا عن ندوبكم الدامية ليشهد شغاف الصدوركيف صارا للحب فيها موطئ قدم.
    يرتج الملأ ، يكبّر المسنون المنزويين قرب سديم المواقد المشتعلة، وراح الكل يشمر عن عريّ صدورهم الصلدة ، بينما اسرج صرير حناجرهم مدويا بأهازيج ملتهبة...
    - هيا... تعال وانظر... تلمس ندوبنا ثم ارحل.. ارحل...أر..........
    يرتبك الغريب طاويا أوراقه الثبوتيه ، ويتقدم حاملا حقيبته بسرعة نحو باب المضيف الكبير
    تمضي فترة...
    فيتلاشى سراب الغريب بين مدد القامات الشامخة !!

  2. #2
    الصورة الرمزية دجلة الخير
    دجلة الخير غير متواجد حالياً مشرفة واحة التجارة والاقتصاد
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    2,033

    افتراضي

    [align=center]احسنتم اخي جوااد المنتفجي
    نتمنى لكم الموفقية
    [/align]
    *·~-.¸¸,.-~*وبَشــــــــِّـــــــــــــــــر الصـــــــــــــــابرين*·~-.¸¸,.-~*

    [align=center][/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني