النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    قلب كل معذب
    المشاركات
    1,093

    افتراضي بعض احتياجات الإنسان في المنطقة الشرقية

    [align=center]
    التلوث الهوائي.. يحصد الأرواح فهل من منقذ؟!


    جعفر محمد العيد * - 18 / 12 / 2005م - 1:41 ص

    • المقدمة:

    قبل أيام فقد أبناء أسرة من الأسر المعروفة في مدينة العوامية والدتهم، وعلى الرغم من أنها في ريعان الشباب إلا أن الورم السرطاني قد تمكن من جسمها وأقعدها، وقبلها بأسبوع واحد فقدت أسرة أخرى من جزيرة تاروت كافلها الوحيد بعد الله.. وثمة مجموعة من المواطنين والمواطنات يتلقين العلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ومستشفيات أخرى لديها عقد مع شركة أرامكو..

    أصبح الحديث عن إصابات السرطان في الفترة الأخيرة في المنطقة الشرقية حديثاً عادياً لايدفعه الناس إلا بالاستعادة من الشيطان، وإظهار تدمرهم من وضع التلوث المتزايد في أجواء المنطقة الشرقية وسمائها.. الصحيح أننا لانستطيع أن ندفع قضاء الله وقدره في عباده ولكن يمكننا أن ندفع بعض الشرور والمخاطر البشرية، والتخفيف من حدة الخسارة في الصحة والأرواح.. من أجل هذا أحببنا الكتابة عن مجموعة من الحقائق والمعلومات نوردها من أجل زيادة الوعي عند الناس عن المخاطر البيئية، والتلوث الهوائي.

    المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية «منطقة البترول الرئيسية» ومن اجل لفت نظر المسؤولين في البلاد لهذه المنطقة الكريمة، التي أهدتنا الكثير من خيرات الأرض، وأحدها وأهمها البترول فهل تدفع ثمن كرمها، وتعاقب بالصخام، وبقتل أبنائها من أجل زيادة المردود المالي المحلي، وزيادة التدفقات البترولية للولايات المتحدة الأمريكية؟[1]





    لقد نمت هذه المنطقة الشرقية بشكل غير مطرد وزاد عدد سكانها بشكل كبير أعقاب استخرج وتدفق البترول بشكل تجاري، وهذا أمر عادي نتيجة لاجتذاب هذه المنطقة للعمالة التقنية وغيرها للمساهمة في استخراج البترول والعمل ضمن ماكينة هذه العملية، إضافة إلى استقطاب شركات أخرى جديدة قامت على أساس تصنيع بعض مكررات البترول كالذي تقوم به أغلب الشركات العاملة في منطقة الجبيل الصناعية «صدف، سابك، حديد.. وغيرها».

    ناهيك عن ماتتحلى به المنطقة الشرقية من مواصفات أولية كونها منطقة ساحلية، وقريبة من مناطق الخليج العربي «قطر، البحرين، الإمارات،الكويت،و العراق» الأمر الذي جعل الكثير من الشركات القائمة على أساس الخدمات أو التجارة، تفتح في هذه المنطقة.. وهذا ماجعل السكان في مناطق المملكة ينظرون بعين الغبطة أو الحسد إلى إنسان هذه المنطقة.

    • ما أهون الحرب عند المسّفر..

    يعاني أبناء المنطقة الشرقية من مجموعة من المشكلات التي تعتبر من الطراز الكبير والتي يمكن أن تطيح بوزراء لو أنها حدثت في أحدى الدول الكبرى، إضافة إلى أنها من الأمور المعتبرة كخرق كبير لحقوق الإنسان التي ضمنها له الإسلام، وضمنتها له شرعة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.. إلا وهي مشكلة التلوث البيئي المتضمن التلوث الهوائي والمائي، ومع أن النتائج الواضحة اليوم كبيرة وسيئة، وتنذر بابتلاء كبير.. ويبدو أن هناك خروقات لحقوق الناس تنتهك بالجملة نأمل أن يلتفت لها من بيدهم الحل والعقد في هذه البلاد.. وثمة من يحاول التستر على هذه الخروقات وعدم إيضاح الممارسات والأرقام الخاصة بهذا الموضوع.

    إن أول مأزق يواجه المتطلع لهذه المشكلة.. هي أن هذه المشكلة أكبر من قدرات الأفراد في هذه المنطقة.. وأن حل هذه المشكلة ليس بيدهم، إنما هي بيد الحكومة المتمثلة في مجلس الوزراء، واللجان المسئولة عن المحافظة على البيئة، ووزارة البترول، التي عرفنا عنها حرصها على عدم تخريب طبقات الأرض وخلطها ولا أعرف لماذا تجفل عن معالجة موضوع تخريب الغطاء الجوي، وتخريب صحة الإنسان في هذه المنطقة، مع العلم بان حياة الناس أهم من طبقات الأرض المخربة، المختلطة أو المتداخلة.. وإذا كان هناك موضوع من هذا النوع فعادة ما يتملص الناس من معالجته لأسباب عديدة.. على افتراض أن الحكومة لديها علم بالأمر.

    • إن عدم ربط الناس بين تأثيرات هذه الملوثات الجوية بشكل مباشر والأمراض التي تصيبهم يجعلها بمنأى عن المناقشة والمقاومة، ولكن ونظرا لمخاطرها المستقبلية قررنا طرق هذا الموضوع على هذه الصفحات.

    من جهة أخرى إذا كانت واضحة لدى بعض الجهات.. فهي عاجزة عن معالجتها لعدم وجود الآلية الحقيقية والصحيحة من اجل علاج هذا الأمر.

    • تتلخص المشكلة في أن مجموعة من شركات البترول والشركات الصناعية الأخرى - وعلى الرغم من حرص المملكة العربية السعودية على متابعة التزامها بالشروط والمواصفات الدولية «التي هي ضامنة لحقوق الإنسان وسلامة البيئة» - لاتلتزم حدودها، وتتخطى الحد المسموح به دوليا ومحليا من نسبة التلوث، الأمر الذي ينتج عنه المخاطرة بأرواح البشر القاطنين ضمن المساحة الجغرافية.. إذ لاتزال هذه الشركات تنفث بسموم الغازات التي لايعلم مدى خطورتها إلا الله سبحانه وتعالى، ففي كل يوم يواجه السكان في المنطقة الشرقية سحبأً من السموم تلبد سمائهم، وكثيرا مانصحت هذه الشركات بوضع عادمات مختلفة من شأنها إبعاد هذه المخاطر عن السكان، أو العمل على توجيه مثل هذه الأدخنة بعيدا عن البؤر السكانية، لكن دون جدوى.

    هذا لايعني أن حل هذه المشكلة يتلخص بهذه الطريقة، إنما هذه أدنى الأمور التي يجب أن تعملها هذه الشركات.





    • الموت.. السريع.. الصامت.

    • ماهي علاقة التلوث بأمراض الربو..الحساسية، وسرطان الدم؟!


    مايزيد الأمر صعوبة هو أن هذه الشركات تحاول استغفال الحكومة والرأي العام.. حيث تشير بعض المصادر العاملة في هذه الشركات من أن بعض هذه الشركات تحاول زيادة دفع هذه السموم مساء حيث يخيم الظلام، بعيدا عن رؤية العين المجردة.

    ليس هناك أرقام معينة، لأن هناك الكثير من الأرقام المغلوطة، فمن الذي يحصى صرعى أخطار التلوث، ثم كم هم الناس الذين كانوا سليمي الأبدان سرعان ما أصيبوا بأمراض الحساسية والربو.. والسرطان أيضاً، إلا أن ماتسرب أو ما تم التعرف عليه من حالات السرطان المسجلة رسمياً شيء مخيف ومحزن، فلقد وصلت إلى أكثر من 500 حالة المبلغ عنها سنوياً من المنطقة الشرقية، هذا بخلاف الحالات المعالجة في مدينة الرياض من أبناء المنطقة الشرقية.

    بالطبع.. هذا الرقم لايدخل ضمنه الحالات المعالجة في الخارج ناهيك عن الحالات المتستر عليها من قبل الشركات.

    فالمصابون في كثير من الأحيان لايخبرون عن نوع مرضهم، وإذا حدث أن اخبروا عن مرضهم فإنهم «عادة» لايخبرون عن أسباب هذا المرض، وقد تقوم الشركة بإرسال هذا الموظف للعلاج في الخارج على حسابها الخاص، ويشعر الموظف «المسكين» بامتنان من قبل الشركة، لكن الشركة عادة ماترسله إلى مستشفيات خاصة، لايمكن بأي حال من الأحوال اطلاعه على ملف حالته «حدث هذا لأكثر من موظف في شركة ارامكو».. سنورد هنا بعض قصص المبتلون، وآخرون لم يمهلهم الأجل حتى يخبرونا بذلك، أو لايعرف الوسيلة التي يمكن أن يتحدث اليها.

    يقول الصحفي ظافر الدوسري من صحيفة الجزيرة «لكل قطاع أو شريحة انتاجية في الوطن معاناتها البيئية الخاصة، والمواطن القريب من بعض مصانع الشركات الكيماوية يعاني من التلوث الناجم عن انتشار الروائح الكريهة في منطقته، حيث تتراكم في رئتي عمال المصانع فيموتون بالسرطان، والجراثيم تنتقل من المريض الى الممرض. انه الموت الصامت.

    وهناك الكثير من العمال يموتون من ضحايا الأمراض المهنية والتلوث الصناعي. ويتعرض العمال في هذه المصانع لروائح عديدة من الأحماض والمواد الكيميائية مثل حمض الفوسفوري وحمض الكبريتي وانبعاثهما التي تؤثر على الجهاز التنفسي. كما يتعرضون لمستوى عالٍ من الضجيج يفوق بكثير من المستويات المسموح بها. وتتزايد في صفوفهم بأمراض السرطان والربو والحساسية وضيق التنفس. وتتكرر هذه الاصابات وتتكاثر من دون احصاءات ودراسات لوضع حد لما يجري. بل انها تتكتم على الأمر بوجود ادارات خاصة بحماية البيئة وتقوم بواجبها!!.

    فكثيراً ما يشعر العمال والموظفون من داخل المصانع بالأخطار المحدقة بهم لكنهم في نفس الوقت يتكتمون على الافصاح والتحدث باسمائهم الصريحة حرصا على لقمة العيش والبعد عن التحقيقات التي ستجرى لهم من قبل المسؤولين بالعمل، وغالبا ما ينكر أرباب العمل أي مسؤولية عن مرض ناجم عن بيئة العمل غير الصحية، وكم من أسرة فقدت معيلها وواليها بهذا الموت الصامت ولم تحصل على تعويض.

    يقول المواطن جاسم بوعلي: لكل مواطن الحق في تنبيه أي مخالف للقوانين التي تصون المصلحة العامة وله الحق في التبليغ عنه لدى المراجع المختصة لاتخاذ الاجراءات المناسبة لكل أغلب الموظفين هناك يتحرجون في الحديث عن هذه القضية.

    ويقول: لقد آن الأوان للانتقال من طرح الشعارات البيئية في المناسبات إلى تعيين أهداف محددة لمعالجة مسائل مثل مصادر تلوث الهواء والماء والفوضى في استعمال الأراضي وتنظيم الصناعة. ثم ينقل هذا الصحفي وضعية مواطن لايمرض الا في الجبيل: فالمواطن أبو عبد الله الذي يعمل في إحدى شركات سابك بالجبيل الصناعية: التلوث في محافظة الجبيل ومحيطها قضية ساخنة وذات نتائج خطيرة وسريعة، فالموت يعيش في المصنع ذاته بل في البيت والسيارة والطريق. وأضاف يقول: لا تزال مآسي العديد من العمال والفنيين والمهندسين والقاطنين في جوار المصنع توفوا نتيجة معاناة لسنين طويلة عملوا خلالها في الأجواء الموبوءة. وهذا يعطي إن المنطقة ستكون منكوبة بيئيا وصحيا وتحتاج إلى استنفار الأجهزة الرسمية والأهلية لمعالجة هذه المسألة التي تأخذ بعدا وطنيا.

    وأضاف يقول متحدثا عن وضعه الصحي: أنا عشت وتربيت في قرية الصمان بالنعيرية ودرست هناك حتى تخرجت من الثانوية، وعندما التحقت بالعمل في إحدى الشركات بالجبيل بعد مدة سنتين تقريبا وجدت نفسي أشعر بضيق تنفس وأصبح الأمر يزداد لكنني لاحظت أنني حينما أسافر لقريتي لزيارة الأقارب أجد راحة تامة ولا أشعر بأي ضيق تماما. وبعد أن أعود لمدينة الجبيل بفترة أجد المعاناة تعود وعندما راجعت المستشفى في كل مرة قالوا لي انك مصاب بربو. فسألتهم ما السبب فرفضوا توضيح ذلك!! فقررت أن أذهب لمستشفى خاص بالخبر الذين قاموا بإرسال عينة وتحليلها في الخارج على حسابي الخاص، وأثبتوا أنني أعاني من ربو من الدرجة الخامسة «يعني من النوع الشديد في علم الطب» ونصحوني بأن أعيش في مدينة أخرى غير مدينة الجبيل. فأصبحت أعيش في معاناة مرضية وأتحمل وأضغط على نفسي من أجل الجري وراء لقمة العيش.

    وأردف يقول: حينما تزوجت وأحضرت زوجتي معي بالجبيل وبعد مرور عدة شهور إذ أجد زوجتي تعاني من ضيق تنفس «مرض الربو» وحينما اذهب بها إلى بيت والديها بمدينة الخفجي ترتاح صحيا بشكل كبير. فعلمت إن الأجواء الموبوءة هي السبب في ذلك.

    واختتم حديثه بالقول إنني أبحث عن عمل في مكان آخر غير مدينة الجبيل وحينما أجده لن أتوانى في الالتحاق بها من أجل العيش براحة وصحة وعافية.[2]

    ثم ماذا بعد أن التلوث يمكن ان يصيب أعز شيء عند الإنسان ولو أن كل شيء عزيز ولكن.. في تحقيق لجريدة اليوم في هذا الصدد أجراه الصحفي علي الغراش[1] حول أضرار التلوث المنبعث من المنتجات النفطية على صحة الإنسان يقول الدكتور علي المؤمن استشاري انف وأذن وحنجرة بمستشفى الدمام المركزي: للمادة الدقائـقـية particulate matter تأثيرات صحية كبيرة على الصحة العامة للإنسان, لأنها قابلة للاستنشاق، وتصل إلى أعماق الرئتين لصغر حجمها، وتأثيرها على وظائف الرئة.

    وأثبتت الدراسات أن زيادة قصيرة في المادة الدقائـقـية العالقة بالجو تؤدي إلى زيادة عدد الوفيات وزيادة حالات أمراض القلب والصدر التي تدخل المستشفيات، بالإضافة إلى زيادة احتياج مرضى الحساسية والربو الشعبي إلى استخدام الأدوية وزيادة حالات انخفاض وظائف الرئة والالتهاب الشعبي المزمن, وأمراض الربو الشعبي، والكحة الناشفة، والصداع، وتهيّج العينين والأنف والحنجرة, ومما لوحظ ازدياد حساسية الأنف والجيوب الأنفية, واحتمال إصابتهم بالمضاعفات للأمراض الجينية والسرطان.





    ويؤكد الدكتور إن التعرض المستمر المتراكم لهذه المادة الدقائـقـية يؤدي إلى زيادة الأمراض عامة وانخفاض متوسط العمر المتوقع. وتستمر المادة الدقائـقـية عالقة بالجو مدة طويلة وتنتقل مسافات طويلة قد تصل إلى مئات الكيلومترات.

    ويضيف الدكتور المؤمن: التلوث الصناعي الضار سبب في حدوث سرطان الدم وأورام الغدد الليمفاوية، كما أنه يثبط نخاع العظام ويعوق نضج خلايا الدم, وان أول أكسيد الكربون الموجود في العادم يؤثر على قدرة الدم في نقل الأكسجين ويعتبر ضارًّا جدا لمرضى القلب, ويضر الرئتين ويهيج العينين ويتسبب في صعوبة التنفس.

    ويضيف: ان الهيدروكربونات تتسبب في حدوث السرطان.. والكثير من عوادم السيارات المستخدمة للديزل أيضا معروف عنها أنها تتسبب في حدوث السرطان.. وقد أوضحت دراسة حديثة أن التعرض المزمن لكميات عالية من الديزل من خلال العمل يؤدي إلى زيادة 40% في إمكانية حدوث سرطان الرئة.

    ويؤكد الدكتور المؤمن: ان اغلب المراجعين هم من الذين يعانون أمراض حساسية الأنف والجيوب الأنفية والالتهاب المزمنة للحنجرة, وبما انه توجد نسبة كبيرة في المنطقة مصابة بالربو الشعبي فالحالات تزداد سوءا بسبب التلوث الصناعي والنفطي ومشتقاته التي تزيد من الحالة المرضية ومضاعفتها لديهم.

    كشفت أحدث الدراسات عن تأثير التلوث النفطي والصناعي على العديد من وظائف المخ مثل التركيز والتناسق العضلي واللغة.

    كما اثبتت دراسات أخرى- أقيمت على الشباب- أن التأثير الضار للرصاص على النمو الإدراكي له تأثير مزمن يؤثر على القدرات الوظيفية والتقدم الأكاديمي للشاب, ويعتبر الأطفال الأكثر عرضة لهذه المادة الخطرة, وذلك بسبب فروق الوزن بينهم وبين الكبار، ولأن الأطفال يمتصون ويحتفظون داخل أجسادهم بكميات أكبر من الرصاص. ينتج عن ذلك دخول الرصاص إلى أجساد الأطفال بنسبة 35 مرة أكثر من الكبار، وإن لتلوث الهواء بمعدن الرصاص تأثيرا مباشرا في الإخصاب عند الإنسان.

    تراجع الخصوبة

    وقال علماء في ايطاليا: إن التلوث الناتج من التلوث النفطي قد يؤثر على خصوبة الرجال من خلال تدمير الحيامن. وبعد دراسة 85 حالة تعمل في بوابات تحصيل الرسوم على الطرق الإيطالية السريعة اكتشف باحثون من جامعة نابولي في جنوب ايطاليا إن كفاءة الحيامن لديهم تقل عن شبان آخرين وعمال إيطاليين في منتصف العمر يعملون في نفس المنطقة, وتوضح الدراسة إن التعرض المستمر للملوثات الناتجة عن التلوث يضعف من كفاءة الحيامن لدى الشبان والرجال في منتصف العمر.

    طريق مشبع بالتلوث

    • الكل يتكتم من أجل.. لقمة العيش

    لقمة العيش على الانسان عزيزة ن ومن حقه أن يحرص عليها.. لكن ما الفائدة اذا كان هذا التكتم، سيؤدي الى فقدان الإنسان حياته، وبدون تعويض يذكر لأفراد عائلته وهذا هو الموت الصامت.. وهل تقف ماكينة التلاعب بأرواح الناس.

    ينقل الصحفي ظافر الدوسري عن مواطن رفض ذكر اسمه قائلاً: قبل سنوات أصيب صديق لي في أحد المصانع بسرطان رئوي بعد أكثر من 15 سنة عمل، وحاول أهله معالجته دون جدوى وتكتم الجميع عن الأمر «أرباب العمل إنكارا للمسؤولية وتكتم العامل المصاب وأهله خوفا من سد باب رزقه والدخول في متاهات القوانين والمحاكم.. ولم تمض فترة شهور معينة حتى أتاه الأجل المحتوم بسبب التعرض لتلوث ما في بيئة العمل، وكثيراً ما تبقى الأسباب خفية أو مخفية ولا تكشف إلا بعد فوات الأوان.[2]

    • الليل الليل.. الليل؟!

    قديما قال الشاعر الكبير البارودي «لي فيك ياليل آهات أرددها.. أواه لو أجدت المحزون أواه» تعتقد بعض الشركات العاملة في الجبيل ورأس تنورة والقطيف.. أن الليل هو ستار العيوب وستار الخطايا، من أجل ذلك وتحت جنح الظلام تقوم بنفث المزيد من السموم، الأمر الذي يفاقم مشكلة البيئة والسكان خطورة.. فالذين يعانون ةمن نوبات الربو، قد تخمد أنفاسهم ليلا.. ويشاهد سكان الجبيل والقطيف وصفوى «الشحار» الغبار الأسود المتراكم على سياراتهم وبيوتهم وحتى الشوارع، ويجد المواطنون بعض النقاط الصفراء الدسمة ن والتي هي عبارة عن تلوثات طائرة في الجو ربما استنشقها الانسان دون أن يشعر، ناهيك عن تكاتف السحاب المزرق والمخضر، الذي يغطي سماء المنطقة في الصباح الباكر، حتى لتشعر أن هذه المنطقة للتو خرجت من الحرب، اضافة الى الروائح الكريهة والخانقة التاي تتولد من المصانع، وتتركز عند الصناعية الثانية ومدخل الظهران، تستمرهذه الروائح مع الانسان حتى يشعر الأنسان انه سيقضى عليه من هذه الروائح.

    ويحكي ابوسالم رؤيته للموضوع من خلال تحقيق الجزيرة فيقول: ان هناك نقطة مهمة جدا وهي في نظري سبب تزايد التلوث أحيانا الذي يظهر جليا في زيادة نسبة الغبار الصادر من المصانع الحديثة هي ان بعض المصانع حينما ترفع من انتاجيتها الاجمالية فانها بذلك تزيد في نسبة التلوث خاصة بعد منتصف الليل بدون رقيب أو حسيب!!

    أما الدكتور مد الله الجوفي مدير مستشفى الجبيل العام: انه لا توجد دراسة خاصة في مدينة الجبيل على وجه الخصوص ولا تعد كل الحالات كانت بسبب التلوث البيئي لكن التلوث البيئي بالتأكيد يعد من أهم الأسباب المؤدية إلى اشتداد أزمات الربو. وعن وجود حالات مرضى مصابين من جراء التلوث البيئي ونصحهم الأطباء المختصون بتغيير المنطقة والمكان، فأكد د. مد الله بأن هناك بعض الحالات تتحسن بتغير المنطقة ولكن عدد الحالات غير معروف، وان هذا هو الربو المسبب بالعوامل الخارجية وتعرف بالتجربة والملاحظة من المريض.[2]

    أما مستشفى الصدر بالدمام فقد كانت إجابتهم بعيدة جداً عن أسئلة «الجزيرة» الخاصة بموضوع التلوث البيئي، واقتصرت إجاباتهم على الإشادة بالدور الذي يقوم به المستشفى في العلاج والوقاية من الأمراض الصدرية وتحفظ المستشفى كذلك عن بعض الأرقام والإحصائيات المطلوبة في موضوعنا.[2]




    صورة جوية لحقل القطيف النفطي والذي يبلغ طوله 50كم وعرضه 10كم


    • القطيف.. وما أدراك ما القطيف؟!

    زيادة في شرح المشكلة نوضح بأن حقل القطيف، ومع أنه فتح اقتصادي كبير لاقتصاد البلاد، إلا أن قصة مشكلاته البيئية كبيرة «أكثر مما نتصور».. فمنذ وضع هذا الحقل تحت الخدمة، ونحن نضع أيدينا على قلوبنا.

    يقول الخبراء في الشأن البترولي، يشيرون بان حقل القطيف من الحقول الممتلئة بالغازات أهمها وأكثرها، وأخطرها غاز الكبريت.

    إذ يتميز غاز الكبريت عادة بأنه لايمكن الشعور به إذا استنشقه الإنسان.. ولايشعر به إلا إذا تشبع جسمه!

    وإذا تشبع جسم الإنسان بهذا الغاز فإنه يكون فارق الحياة.

    وإذا عرفنا أن حقل القطيف،ومصفاته أقرب حقل لتجمع سكاني في المملكة «سكان واحة القطيف»ن بمعنى آخر.. إن أهل القطيف يعيشون على برميل بارود، أصبح الواحد منا يشعر بأن السماء تمطر مطراً لونه أصفر يشاهده المواطنون على سياراتهم وثيابهم وبيوتهم وهذا يعني أنهم يأكلون ويتنفسون هذه المادة.. وهنا لم نتحدث عما يحدثه ذلك من أضرار في المياه والبحار، وكيف أن إنسان المنطقة يأكل أيضا بعض منتوجات البحر الملوثه.. وهل بعد هذه المعاناة معاناة أكبر.

    7. إن الموظفين في شركة ارامكو يتعرضون في معامل الريفانري الى غازات وإشعاعات من شأنها أن تؤثر على صحتهم، إن لم يكن بشكل مباشر، فبشكل غير مباشر.. انهم لايشعرون بها الابعد فترة.. وقد تتخطى هذه المخاطر الأفراد أنفسهم،لتتسرب إلى أولادهم القادمين.

    8. «قطيف.. غير» بعد عدة سنوات لن يجد أهل القطيف مجالا للتنفس، ولا للتنزه، ولن تعود القطيف التاريخية ولا الحالية،لأن الخطط القادمة لدى شركة أرامكو تستهدف حفر مايقارب الثمانمائة حقل لاستخراج البترول، واذا عرفنا أن جميع هذه الحقول تتميز بوجود غازات سامة في طبقات الأرض وقد تسبق هذه الغازات البترول للتنفس من الأرض، وقد تكون المنطقة مهددة بكارثة إنسانية أعادنا الله واياكم منها، لكننا ندعو الى خلق خطط بديلة تأخذ في حسابها أرواح الناس وحمايتها، واستغلال ماأمكن من هذه الغازات بدل جعلها تذهب أدراج الرياح، ولتكن الشركة والقائمين على أمور البترول من الشفافية بمكان لما يتهدد هؤلاء البشر، وليكن هناك خططا من أرباح البترول لتشجير هذه المناطق بدل تصحيرها أو لزيادة المراكز المتخصصة في علاج المصابين من التلوث والعناية بهم بدل تركهم يعانون الأمرين، وتنهشهم الأمراض من جهة، والفقر من جهة أخرى.

    • ماهي النتائج؟

    لاشك إن النتائج جدا وخيمة على مستوى الإنسانية:

    1. انتشار حالات الحساسية الكثيرة في المجتمع، فحساسية العين، وحساسية الأنف، وحساسية الجسم «الحكة».

    2. انتشار حالات الربو عند الكبار والصغار.

    3. إن موضوع التلوث في المنطقة الشرقية لا يقتصر على أبناء المنطقة وإنما يتخطاه إلى الدول المجاورة مثل قطر والبحرين والكويت.

    4. انتشار مجموعة متنوعة من السرطانات لم تكن موجودة في السابق في المنطقة.. ومع إيماننا بان هناك مجموعة من الأسباب.. إلا انه بلا شك ولاريب إن الغازات التي تنفثها هذه المصانع من أهم أسباب انتشار هذه الأمراض.. الى درجة أصبح عدد الذين يتوفون في المنطقة الشرقية بالدرجة الثانية من السرطان بعد وفيات الحوادث المرورية.

    5. انتشار حالات الوفاة مجهولة الأسباب، أو هبوط حاد في عما القلب، أو ضيق حاد في التنفس..الخ.

    6. من النتائج المترتبة على ذلك هو الهدر الكثير في ميزانية الدولة نتيجة لغلاء علاج المواطن الواحد عند استخدام العلاج الكيميائي، والذي يكلف ماقيمته «2660دولار» أي ماقيمته 10 الاف ريال سعودي في الشهر الواحد.

    7. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن هناك نقص حاد في المتابعة العلاجية، والتأمين الصحي.. يصاحبه حالة البطالة المنتشرة في البلاد بعرضها، فإن ذلك يعني أن قسماً من المواطنين يقضي عليهم المرض لتكاثف مجموعة من الأسباب منها ما ذكرناها ومنها لم نذكرها لعدم التشتت في الكتابة.

    • ماهو الحل.. المتوقع؟!

    لم نذكر هذه الأسباب من أجل التسلي، أو من أجل الرغبة في نقد الجهات الحكومية بمقدار ماهو جرس إنذار كبير لما هو حاصل في المنطقة من أجل ذلك نوصي ونتوقع من الجهات المسؤولة، ونظراً لحرصها على أرواح المواطنين وسلامتهم أن تعمل بالتالي:

    1. القيام بدراسات ميدانية وفقا للمنهج العلمي للوقوف قدما على هذه الحقائق ومحاولة علاجها رحمة بالناس ورحمة بالبشرية، مع الحرص على مسألة الحيادية في الجهات التي تدرس هذه الخروقات لضمان عدم مجاملة الشركات العاملة في البلاد.
    2. العمل على زيادة الرقابة الحكومية على هذه المصانع.
    3. العمل على تخفيض انتاجات بعض المصانع من أجل الحفاظ على أرواح الناس وسلامتهم.
    4. العمل على إبعاد بعض المصانع عن التجمعات السكانية.
    5. زيادة المسطحات الخضراء.. مع أخذنا بعين الاعتبار أن ماينفق في الجبيل على المسطحات الخضراء معقول نوعا ما.
    6. إلا أن بقية المناطق كالقطيف وصفوى وسيهات وتاروت وبقية المناطق فهو قليل في قبال ماتتعرض له هذه المناطق من أخطار.
    7. زيادة معاشات العاملين أو المواطنين المجاورين لهذه المخاطر بمسمى بدل خطر.
    8. إيجاد الضمان الصحي لكل مواطن في المنطقة الشرقية، وعدم اقتصارها على العاملين في الشركات الصناعية.
    9. إن موضوع تلوث الهواء من أهم مسؤوليات الجهات المدافعة عن حقوق الإنسان في السعودية.

    المصدر:
    http://www.rasid.com/artc.php?id=9137[/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    714

    افتراضي

    عائدات النفط لهم ونحن لنا السموم والأمراض

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني