بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عوامل نجاح الحركة الإصلاحية للشهيد الصدر الثاني
لقد كان السيد الشهيد الصدر "قد " قائداً ناجحا على اكثر من صعيد فقد استطاع بفضل تبارك وتعالى إيصال صوت الهداية والأيمان إلى أقصى مكان وقلل من الانحراف والجريمة بدرجة كبيرة خصوصاً في وسط وجنوب العراق التي أقيمت فيها صلاة الجمعة أعاد الحركة الإسلامية نشاطها وحيويتها بعد أن جمدت روحها في الثمانينيات بعد استشهاد السيد الصدر الأول وهز أركان النظام الطاغوتي وأسياده ، وادخل عليهم الرعب وشد الجماهير أليه ودخل قلوبهم إلى حد العشق والفناء ، فما السر في ذلك وما هي العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا النجاح ؟.
عند تحليل شخصية السيد الشهيد وهي في الحقيقة أسس نجاح كل يريد أن يتصدى للإصلاح الآمة :-
1- تهذيبه لنفسه وسيطرته على غرائزه وانتصاره على ذاته بحيث اصبح هو يملك زمام نفسه وليست هي تتملكه وكان معروفاً بنكران الذات وطالما كان يكرر انه يدوس ذاته بقدميه ونجح بدرجة كبيرة في الجهاد الأكبر مما سهل عملية النجاح في ساحة العمل الاجتماعي وهو الجهاد الأصغر ومن كلماته رضوان الله عليه " أن النجاح بالجهاد الأصغر لا قيمة له إذا لم يقترن الانتصار بالنجاح الأكبر ".
2- ارتباطه بالله تعالى وإدامة ذكره وجعله الهدف الوحيد الذي يسعى من اجله ، وقد انتقد في إحدى خطب الجمعة مما فعله أئمتها من الاكتفاء بسطر واحد آو اقل من الحمد والثناء على الله تبارك وتعالى ثم الخوض في موضوع الخطبة آما هو فقد كان ينقل مقطع من دعاء آو آيات قرآنية آو خطبة لاحد الأئمة " ع" تعمق الصلة بالله تبارك وتعالى وتعرف بصفاته الحسنى وتبين حاجتنا وفقرنا أليه سبحانه .
3- معايشته مع القران وتفاعله مع مضامينه ففي وقت مبكر من حياته كان له دفتر يسجل فيه ما يقدح في ذهنه من نفحات أثناء تلاوته القران ويثبت فيه الآيات التي توحي له بخلق قراني إزاء حال معين آو سلوك عليه أن يطبقه .
4- دراسة سيرة الأئمة "ع" بدقة وعمق وشمولية لمعرفة أدوارهم التي أدوها والمسؤوليات التي قاموا بها وكيف كانوا يتخذون المواقف المناسب اتجاه مختلف القضايا ومن حكمة الله تبارك وتعالى وعظيم مننه على الآمة وجعل أدوارهم منوعة وظروفهم مختلفة ومدة إمامتهم طويلة لتنضج بحركة الآمة وتحصل كل ما تريد من سيرتهم المباركة .
5- الجد والاجتهاد في تحصيل العلوم لان العلم من الركائز الأساسية في بناء شخصية القائد حتى بلغ اسنى درجات ونال ملكة الاجتهاد كان يقول أنني اشتغل حوالي 18 ساعة في اليوم بالدراسة والتدريس والكتابة والتأليف .
6- عدم انفصاله عن واقعة وما يجري فيه ومواكبته ، فتراه مثقفاً بثقافة العصر ويتابع تطوراته العلمية والسياسية والاجتماعية .
7- نزوله إلى المجتمع ومخاطبته للجميع الناس بما يناسبهم وعدم الابتعاد عنهم فقد كان إلى حين تصديه إلى المرجعية يذهب بنفسه إلى السوق ليوفر حاجات المنزل وكان يحب أن يطلع على الآلام المجتمع وهمومه أماله دون أن يتخذ خادماً آو سكرتير .
8- استثماره لطبيعة العلاقة مع السلطة الحاكمة التي شعرت بعد انتفاضة الشعبانيه المباركة وامتداد الحركة الإسلامية في العراق بالحاجة إلى الحوار مع المرجعية الشريفة والانفتاح عليها وتخفيف القبضة عليها .
هذه العوامل وغيرها هي التي كانت سبباً في نجاح التجربة الثورية في العراق وهي ملامح عامة للشخصية المسلمة على كل قائد أن يتحلى بهذه الصفات حتى يكون قائد فعلي والنائب الحقيقي عن الأمام "عجل الله فرجه "

اية الله الشيخ
محمد اليعقوبي