ناصر الصرامي من دبي: ذهول اقرب إلى الصدمة الكبرى يعيشها الراى العام السعودي المتسم بالمحافظة والتدين في غالب شرائحه، جراء تكرار حوداث غير مسبوقة خلال الاسابيع الماضية تمثلت في حرق مساجد، في فعل يوحي بانه مقصود ومتعمد.ففي بلد إسلامي بالكامل مثل السعودية تنتمي فئات مواطنيه كافة الى الدين الاسلامي، وهو مالا يتوفر الا في دول مجلس التعاون الخليجي الذي تعتبر المللكة العربية السعودية ابرز واكبر دولة.

مؤخرا تعرضت ثلاثة مساجد بمدينة الدوادمي وهي الجامع الكبير وجامع السلام وجامع زيد بن حارثة لاشعال النار بعد أن دخلها مجهولون وقاموا بسكب كمية من الكيروسين داخلها واشعال النار فيها قبل صلاة الفجر.طبقا لمصادر متنوعة في روايات عدة تواترات في روايتها الصحف وابرز مواقع الانترنت واكثرها شعبية في السعودية.
وعطفا على الرواية الصحفية التى اوردتها جريدة الرياض السعودية الواسعة الانتشار فقد اوضح امام الجامع الكبير الذي تعرض للحرق الشيخ بدر الضويان انه و قبيل صلاة الفجر قام مجهولون بالدخول إلى المسجد بعد أن فتحوه بطريقة غريبة حيث كانت الابواب مغلقة وتوجهوا إلى المحراب وسكبوا كمية من الكيروسين والقوا عود الثقاب مولعاً عليها ثم ولوا هاربين وعند حضور المؤذن إلى المسجد للاذان لصلاة الفجر تفاجأ بباب المسجد الخارجي مفتوحاً وعند الدخول إلى المسجد شاهد ناراً منبعثة من المحراب.
وتضيف الصحيفة وبعد أن قام باضاءة المسجد شاهد دخاناً كثيفاً قد غطى المسجد بكامله ، فقام باطفاء النار وبعد الانتهاء من الصلاة تفاجأ الجميع بتغيير ألوان ثيابهم وأيديهم من جراء الدخان المنبعث من المسجد بسبب احراق الفرشة(!!).

ممايثير انتباه ودهشة الراى العام السعودي، الذي يحافظ معظم مواطنيه على تادية الصلاة جماعة في المساجد ، تكرار الحادثة بعد حادثة اشعل مجهولون للنيران في أحد المساجد شمال الرياض ظهر بعد ان قاموا بسكب كميات من «الكيروسين» داخل المسجد واشعال النار به من احد النوافذ.
وفي التفاصيل كما يرويها شهود عيان كانوا قريبين من مسجد «عبدالله بن جدعان» في حي الملقا فقد قام الاشخاص بالدخول للمسجد والتوجه الى الزاوية الشمالية والقرب من أحد النوافد وذلك بسكب كميات كبيرة على سجاد المسجد من الكيروسين وخلع النافذة حتى يتمكن من اشعاله من النافذة.
شهود عيان الحادث ابلغو انه قبل موعد اذان صلاة الظهر وعندما اراد المؤذن أن يستعد للاذان تفاجأ بدخان كثيف متصاعد قد حجب الرؤية داخل المسجد والذي لم يدر بخلده أن يصل الأمر الى اشعال النيران.
بعدها استنجد بالاشخاص القريبين والعمالة لإطفاء النار ومن ثم الاتصال بفرق الدفاع المدني التي هرعت على الفور وقامت باطفاء الكهرباء واطفاء النيران.
النيران التي اندلعت بالمسجد تسببت في الحاق خسائر كبيرة للمسجد منها اتلاف السجاد الذي غطته الأدخنة كذلك تحطيم احد ى النوافذ اضافة إلى أن جدران المسجد قد تحول لونها إلى الأسود من الادخنة.
الامر اذي قاد جماعة المسجد الي تادية صلاتهم في ساحات المسجد حتى يتمكنوا من اصلاح التلفيات التي لحقت به.

قبل ذلك الحادث كانت عدد من مساجد الرياض العاصمة قد تعرضت مؤخراً للحرق والعبث بها.ولا توجد احصائية دقيقة في هذا الشان الا ان مصادر غير مؤكدة اشارت الى ان المساجد التى تعرضت للحرق تشمل مسجد الجوهرة النعيمي – بحي الخليج ، شرق الرياض .للحريق، واللافت ان المسجد سبق ان واجه نفس الحادثة في وقت سابق. اضافة الى مسجد سيد الشهداء – بحي الخليج ، شرق الرياض . وقد اعتدي عليه بصب البنزين من أحدى نوافذ المسجد واحراقه. وجامع سلمان الفارسي رضي الله عنه – بحي الخليج ، شرق الرياض .تم حرق احد ابوابه . وجامع القدس : بحي القدس ، شرق الرياض . مسجد عثمان بن عفان رضي الله عنه – بحي النهضة ، شرق الرياض . طبقا لتللك المصادر.
وفي ذات السياق كانت جريدة الرياض السعودية قد اوردت مؤخرا ان مجهولون يعتقد انهم من فئة المراهقين (!!) وضعت كتابات معادية للمتدينين (المطاوعة) على جدران احد المساجد مما استدعى جماعة المسجد ان يزيلوها ويبلغوا الجهات الامنية التي بدورها اخذت تتقصى عن هذه الحادثة .

يذكر أن إحداثا مؤسفة استقبلها الشارع بذهول اقرب الى التكذيب، خصوصا وان الضحية هو المسجد الذي كان على الدوام رمزا للتسامح والسلام والإيمان.

المتتبع لمواقع الانترنت ذات الشعبية الاكبر في السعودية وبخاصة تلك التى تقدم مساحات للحوار والتفاعل سيرصد سخطا كبيرا من اطياف مختلفة من المجتمع السعودي، سخط هو اقرب الى التهديد والوعيد والمطالبة بتقديم الفاعلين الى القضاء الشرعي وتنفيذ حد السيف فيهم.

بل وصل الامر الى اتهامات معلنة لللجهات الامنية بالتقصير في تدارك هذاه الحوادث، مع الاشارة الى ان المساجد في السعودية كانت ولا تزال بعيدة عن اى نشاط او حراسات امنية، نظر لقدسية المكان وموقعه عند الغالبية العظمي من الشعب السعودي.

درجة التفاعل وصلت ليقدم البعض هبات وهدايا تشجيعيه لمن يكشف او يساعد في الكشف عن هوية الجنات، بل ذهب كاتب صحفي سعودي الى الاعلان عن دفعه لعشرة الاف ريال سعودي لمن يساعد في كشف الجناة.

عمليات الحرق لازالت غامضة بالرغم من الاجتهادت والاتهامات الغير مبررة للعمالة الاجنبية في السعودي. ويعلق اعلامي سعودي بالقول( اذا كانت العمالة غير المسلمة هي من قام بذلك، فلابد ان يكون لهم دوافع- ليست عرقية او كراهية- ولكنظلم من مشغليهم او نحو ذلك...اما ان كان "مراهقيين او مواطنيين سعوديين" فاستكون هذه الحوادث الغربية في المجتمع السعودي، نوع من الخيال لدي الاسر السعودية المحافظة.

اعلامي اخر رفض ذكر اسمه قال في تعليق مقتضب" في السعودية فارق اجيال غير عادي، لا يدركه الا القليل، لكن هذا ليس عذر،- لكن ان فعله مراهقين سعوديين فهذا سيكون فعل غير مسبوق ومؤشر خطير وجدي على مستجدات خطيرة في المجتمع السعودي، يجب النظر اليه بروية واهتمام بالغ، ووضعها تحت المعالجة والفحص الدقيق).

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politi...6/1/123265.htm