النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    Lightbulb الشهيد الصدر مفسراً = مقتطف من كتاب محمد باقر الصدر حياة حافلة ... فكر خلاق =

    [align=justify]لم يعرف عن الشهيد الصدر كونه مفسراً ، ولم يترك أثراُ تفسيرياً ضخماُ كما هو المألوف في الاشتغال بالتفسير التجزيئي، إلا أنه ترك أفكارً مهمة في هذا المضمار وقد كتب عدة أبحاث :
    1- القرآن الكريم واسماؤه.
    2- نزول القرآن الكريم.
    3- كيفية نزول القرآن الكريم على النبي (ص)
    4- أسباب النزول.
    5- المكي والمدني.
    6- إعجاز القرآن.
    7- التفسير والتأويل
    8- حول التفسير ومراحله وتطوره.
    وقد ضمنت هذه الأبحاث في كتاب علوم القرآن لغرض تدريسه في كلية(أصول الدين) في بغداد وأتمه السيد محمد باقر الحكيم.
    9- الحرية في القرآن
    10- العمل الصالح في القرآن هذا فضلاً عن شرح ىرائه في المنهج الموضوعي في تفسير القرآن.




    التفسير، مراحله واتجاهاته



    التفسير اصطلاحا هو: علم يبحث فيه عن القرآن الكريم بوصفه كلاماً لله تعالى.

    وبهذا الاعتبار يتميز عن علم (الرسم القرآني) الذي يعني بكلامه تعالى من حيث انه حروف فيما يتميز عن علم (القراءة والتجويد) بوصفه معنياً بقراءة الكلام الإلهي.


    وكلامه تعالى الذي اشتمل عليه القرآن الكريم وإن كان نزل بلسان عربي مبين، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون العرب متوفرين على فهم كامل وشامل له.
    لأن كون الشخص من ابناء لغة معينة لا يعني إطلاعه عليها إطلاعاً شاملاً، واستيعابه لمفرداتها وأساليبها في التعبير، وفنونها في القول، وإنما يعني فهمه للغة بالقدر الذي يدخل في حياته الاعتيادية، هذا مضافاً إلى أن فهم الكلام واستيعابه با يتوقف على المعلومات اللغوية وحسب، بل يتوقف إضافة إلى ذلك على استعداد فكري خاص، ومران عقلي يتناسب مع مستوى الكلام ونوع المعاني التي سيق لبيانها. كما أن عملية فهم القرآن الكريم لا يكفي في النظر إلى جملة قرآنية، أو مقطع قرآني، بل كثيراً ما يحتاج فهم هذا المقطع أو تلك الجملة إلى مقارنة بغيره مما جاء في الكتاب الكريم، أو إلى تحديد الظروف والملابسات.
    [/align]



    [align=justify]إذا كان فهم القرآن الكريم يومذاك فهماً ساذجاً تعوزه الدقة والتحقيق والتأمل الفكري ، خاصة مع قيمومة النبي محمد (ص) إلا أن حاجة المسلمين إلى فهم القرآن بشكل أعمق سرعان ما تعمقت بعد وفاة النبي محمد (ص) ، خاصة في ظل ظروف التوسع الاسلامي وانتشاره في صفوف الأمم غير العربية الت ي لم تتوفر على أدنى مستوى لفهم القرآن الكريم مضافاً إلى الخبرة الخاصة بالقرآن التي توفر عليها العرب أخذت بالتضخم والنمو نتيجة الشعور المتزايد بالحاجة إلى فهم القرآن ومواجهة المشاكل الجديدة على ضوء مفاهيمه وأفكاره.


    وتلبية مثل هذه الحاجة وتغطيتها تفتقر إلى نوعية، لا تتوافر في (الكادر) القرآني- إن صح التعبير - شروطها ومقدماتها، فإننا لو رجعنا إلى الوراء للتعرف على ثقافة المسلمين يومذاك لوجدنا أنها لا تتعدى حياتهم الاعتيادية . دون أن تبرز اية مظاهر توحي بالنضج الفكري فاقتصر فهمهم للقرآن على ما اصطدم منه بحياتهم، على مستوى اللغة، أو على مستوى الحوادث التي شكلت مناسبة صالحة لنزول عدد من الآيات، فضلاً عن عدد آخر من الآيات في سياق الرد على مظاهر متخلفة شائعة.



    ولكن شيوع ثقافة قرآنية ساذجة في حياة المسلمين لا ينفي وجود ثقافة قرآنية عميقة وشاملة وناضجة بل الأمر على العكس تماماً، وهو ما يؤكده المنهج التعليمي الذي سار عليه النبي (ص) في تعليم القرآن الكريم وتفسيره، المنهج الذي فرضته طبيعة الأشياء- على رأي الشهيد الصدر - وأوحت به حياة النبي (ص) المثقلة بالأعمال والأحداث في ظرف زمني قصير، فاعتمد (ص) في تعليم القرآن وتفسيره للمسلمين مستوين مختلفين احدهما المستوى العام الذي يفي بالحاة الآنية، ومتطلبات الموقف العلمي في حياة المسلمين. وثانيهما المستوى الخاص الذي اشتمل على تفسير القرآن بأكمله بقصد إيجاد (لنخبة الصالحة) لحمل تراث القرآن الكريم، والمندمجة به اندماجاً مطلقاً، بالدرجة التي تتيح لها أن تكون مرجعاً للأمة الإسلامية في فهم القرآن الكريم.

    ومهما يكن من أمر فقد تأكدت الحاجة بعد وفاة النبي (ص) إلى فهم القرآن الكريم والتعمق فيه على خطى وضع اللبنة الأولى لبناء علم جديد في حياة المسلمين الفكرية ، وهو ما سمي فيما بعد بعلم التفسير.
    [/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    Lightbulb

    [align=justify]ومن خلال قراءة تاريخية لتطور علم التفسير عند المسلمين، يمكن تقسيم المراحل التي مر بها إلى:


    المرحلة الأولى:

    وهي مرحلة الصحابة ، إذ اشتغل عدد منهم عقيب وفاة النبي (ص) في تفسير القرآن الكريم، إشتهر منهم: أبي بن كعب، وعبدالله بن مسعود، وجابر بن عبدالله الأنصاري، وأبوو سعيد الخدري، وعبدالله بن الزبير ، وعبدالله بن عمر، وكان اشهر عبدالله بن عباس، الذي توفر على ثقافة لغوية أهلته للتقدم على اقرانه.


    وقد غلب على منهج الصحابة النقل عن رسول الله (ص) بشكل مسند، وربما في حالات أخرى ، دونما إسناد. ولوحظ على ما نقل عنهم أنه إشتمل على اسانيد ضعيفة ومضامين منكرة، فضلاً عن غلبة المشكلة اللغوية يومذاك.


    ويمكن تحديد المقطع الزمني لهذه المرحلة ابتداء بوفاة النبي (ص) أو قبيل ذلك. بقليل. وانتهاء إلى ما بعد منتصف القرن الأول الهجري.



    المرحلة الثانية:


    مرحلة التابعين، وهي الطبقة التي تلت المفسرين من الصحابة ، وقد اشتهر عدد منهم في هذا المجال، مثل: مجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وضحاك وعدد آخر.


    ويمكن تحديد المقطع الزمني لهذه المرحلة ابتداء من نهاية مرحلة الصحابة إلى منتصف القرن الثاني الهجري.


    وقد غلب على منهجهم النقل عن النبي (ص) و الصحابة مع خلو نقلهم من الأسانيد في أحيان أخرى.



    المرحلة الثالثة:

    وهي المرحلة التي ظهر فيها (المؤلفون) في التفسير من أمثال: سفيان بن عيينه، وشعبة بن الحجاج، ولهل أشهرهم ابن جرير الطبري المشهور، وقد استمرت هذه المرحلة غلى مطلع القرن لارابع الهجري.



    المرحلة الرابعة:

    وهي مرحلة ظهرت فيها التفاسير العلمية، وفقاً لتنوع المشارب المعرفية والاختصاصات الفكرية. وغلب في هذه المرحلة على التفاسير طابع الاهتمام بالعلوم عينها، كالنحو والبلاغة وعلم الكلام، الأخبار، ولعل من أشهر التفاسير في المرحلة تفسير الكشاف للزمخشري والتفسير الكبير للفخر الرازي وتفسير الثعلبي، وتفسير القرطبي وتفاسير أخرى خلطت بين عدة علوم ولم تقتصر على نوع معرفي واحد.



    ويمكن الاشارة غلى أن مراحل التفسير عند المسلمين الشيعة تحتلف عما عليه عند أهل السنة، إذ استمرت مرحلة النقل عن الأئمة (ع) نحواً من ثلاثمائة سنة وفرت لهم أحاديث كبيرة جداً، تنتمي سنداً . في النهاية إلة رسول الله (ص) وهو حصيلة الاتجاه الخاص في التعليم الذي اتبعه (ص) لتعليم أهل بيته (ع). وقد تلت هذه المرحلة مرحلة أوائل المفسرين وهي مرحلة غلب عليها النقل عن رجال المرحلة الأولى التزاماً بالاسانيد، ثم ما لبث فيما بعد أن ظهرت التفاسير العلميةكما هو عند أهل السنة.


    ومهما يكن من أمر فقد بدأ التطور ، بشكل عام واضحاً وجلياً في حركة التفسير تمخض عنه تراث فكري كبير أغنى المكاتب القرآنية ، وبدا لاتنوع حقيقة ثايتة املأها هذا التطور على مستوى المنهج والمضمون.
    [/align]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    Lightbulb

    [align=justify]الشهيد الصدر يتابع معطيات هذا التطور فيقول: " لاشك في تنوع التفسير واختلاف مذاهبه، وتعدد مدارسه، والتباين في كثير من الاحيان بين اهتماماته واتجاهاته فهناك التفسير الذي يهتم:


    [list]
    بالجانب اللفظي البلاغي من النص القرآني.

    وهناك التفسير الذي يهتم بجانب المحتوى والمعنى والمضمون.

    وهناك التفسير الذي يركز على الحديث ويفسر النص القرآني بالمأثور عنهم (ع) أو المأثور عن الصحابة والتابيعن.

    وهناك التفسير الذي يعتلج العقل أيضاُ كأداة من عمق التفسير وفهم كتاب الله سبحانه وتعالى.

    وهناك التفسير المتحيز الذي يتخذ مواقف مذهبية مسبقة، يحاول أن يطبق النص القرآني على اساسها.

    وهناك التفسير الغير متحيز الذي يحاول أن يستتنطق القرآن نفسه ويطبق الرأي على القرآن، لا القرآن على الرأي.[/list]
    إلى غير ذلك من الاتجاهات المختلفة في التفسير القرآني.



    إن هذه الإتجاهات المتباينة والمتنوعة بغض النظر عن مدى مصداقية بعضها، جائت في سياق حركة دؤوبة، وتواصل مستمر مع كتاب الله تعالى/ إلا أن هذا التطور سرعان ما كف عن الاستمرار ، وعجز عن مواصلة المشوار مع تفاقم الحاجة إلى فهم جديد للقرآن في ظل بروز المعطيات الفكرية الجديدة للانتصارات التي حققتها المناهج المعرفية الحديثة، ونأى عنها المسلمون ، ونأت عنهم.


    لقد توقفت حركة التفسير عن الابداع والتمست طريقاً دائرياً لا يفضي إلى نتائج عقيمة وخطيرة . وبدأ المفسر اليوم إما شارحاً أو خطيباً على حد تعبير بعض الباحثين المعاصرين.


    وفي ظل هذه الأجواء طرح الإمام الشهيد الصدر (منهجاً ) جديداً لتثوير حركة التفسير من جديد وانشالها من الأزمة ذلك هو المنهج الموضوعي في التفسير. ولم يعط الشهيد لاصدر الفرصة الكافية لكتابة هذه الأفكار وتعميقها وتطويرها، فاستشهد وهي مسجلة بصوته على اشرطة صوتية نقلت حرفياً ثم طبعت لتكون في متناول العلماء والباحثين. وهي عبارة عن محاضرات ألقاها عام (1979 م /1399) على كبار العلماء في النجف الأشرف من تلامذته وغيرهم.


    ننبه أن عداً من الكتابات ظهرت منذ وقت مبكر حاولت التعرف على مفاهيم قرآنية من قبيل ( الانسان في القرآن الكريم)و (أسلوب الدعوة في القرآن) ومعالم الحكومة الاسلامية) و.. إلا أن هذه الكتابات لم تكن منهجاً في التفسير بقدر ما كان منهجاً في الثقافة الاسلامية طمحت إلى الرد على تحديات الفكر الوافد. ولذلك بقيت خارج إطار (علم التفسير) بالغم من ظهورها المبكر نسبياً .



    وعلاقة الشهيد الصدر بالتفسير الموضوعي مبكرة سبقت العام الذي وضع فيه (الهيكلية) العامة للتفسير الموضوعي، فضلاً عما طرحه مبكراً في كتاب (فدك في التاريخ) ودراسته حول ما اسماه بغرث المال في القرآن الكريم، وإرث النبوة، وقد كتب الشهيد الصدر عدة مقالات في السياق نفسه حيث كتب الحرية في القرآن) و (العمل الصالح في القرآن).


    وقد اشار إلى التفسير الموضوعي بشكل واضح وصريح فيما كتبه كمقرر لمادة علوم القرآن لطلاب كلية أصول الدين ببغداد، أتمه تلميذه السيد محمد باقر الحكيم، وقد نشر في مجلة رسالة الاسلام، ثم نشر مؤخراً بعنوان (دروس في علوم القرآن) وهذا الفصل الذي عنون بـ (التفسير الموضوعي) وإن كان كتب ، كما يبدوا بقلم السيد محمد باقر الحكيم إلا أنه من وحي أفكار أستاذه الشهيد الصدر.



    الشهيد الصدر رصد حركة علم لاتفسير وتطوره، ووجد أن التفسير على الرغم من تنوعه وتباين اتجاهاته، إلا أنه من زاوية منهجية . ظل أسير منهج واحد أسماه بالمنهج التجزيئي ، ويريد به( المنهج الذي يتناول المفسر ضمن إطاره القرآن الكريم آية فآية، وفقاً لتسلسل تدوين الآيات في المصحف الشريف). ويلاحظ ن المفسر في إطار هذا المنهج يسير مع المصحف ويفسر قطعاته تدريجياً بما يؤمنه به من أدوات ووسائل للتفسير ، من الظهور أو المأثور من الأحاديث ، أو بلحاظ الآيات الأخرى، التي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم، بالقدر الذي يلقي ضوء على مدلول القطعة القرآنية التي يراد تفسيرها مع أخذ السياق الذي وقعت تلك القطعة ضمنه بعين الإعتبار من كل تلك الحالات.

    ولك يكن المنهج التجزيئي وليد ساعة، حيث مر بمراحل عديدةو " تدرج تاريخياً إلى أن وصل إلى مستوى الاستيعاب الشامل للقرآن الكريم.. وكان قد بدأ في عصر الصحابة والتابعين على مستوى شرح تجزيئي لبعض الآيات القرآنية وتفسير لمفرداتها وكلما امتد الزمن ازردادت الحاجة غلى تفسير المزيد من الىيات إلى أن انتهى إلى الصورة التي قدمه فيها ابن ماجه والطبري، وغيرهما ممن كتب التفسير في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع، وكانت تمثل أوسع صورة للمنهج التجزيئي في التفسير.
    [/align]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    Lightbulb

    [align=justify]وبشأن العوامل التي أسهمت في شيوع الاتجاه التجزيئي للتفسير يقول الشهيد الصدر : " ومما ساعد على شيوع الاتجاه التجزيئي للتفسير وسيطرته على الساحة قروناً عديدة النزعة الروائية والحديثة للتفسير، حيث أن التفسير لم يكن في الحقيقة وفي البداية إلى شعبة من الحديث بصورة أو أخرى ، وكان الحديث هو الأساس مضافاً إليه بعض المعلومات اللغوية والأدبية والتاريخية، كان هو الأساس الوحيد مضافاً إلى بعض المعلومات التي تعتمد عليها التفسير طيلة فترة من الزمن . ثم ما لبث أن تطور التفسير التجزيئي على خلفية تعقد اللفظ وغموضه بمرور الزمن وتقادمه، فضلاً عن ازدياد الفواصل الزمانية وتراكم الفترات والتجارب البشرية.


    ومهما يكن من أمر فقد توقف التفسير التجزيئي في حركته التطويرية وكف عن تجديد نفسه، وبدا يستنفد أغراضه ويعلن (نهاية) سيادته. أما الأسباب التي أدت إلى هذه النهاية فيمكن استنتاجها من مطاري (حديث) الشهيد الصدر والإشارة إليها على نحو الإجمال، فيما يلي:

    1- لقد نشأ التفسير في ظل سيادة الحديث نشأة تبعية وارتبط بما أثر عن الرسول (ص) والأئمة والصحابة والتابيعن ارتباطاً وثيقاً ، عجز التفسير على خلفية هذا الارتباط .عن الانطلاق وطي خطوات كبيرة وأشواط بعيدة على طريق الابداع والاجابة على تساؤلات خارج حدود المأثور فقد كان التفسير خاصة في بداياته تفسيراً لفظياً لا يطمح إلى أبعد من التعرف على المدلول اللغوي واللفظي للكلمة وفهم بعض المصطلحات والمفاهيم ذات الارتباط العميق بهذه المداليل
    [/align]


    [align=justify]2- ومما أعاق حركة التفسير عن مواصلة التطور غلبة الأهداف التجزيئية في حياة (المفسر) الذي وقفت رغبته الفكرية عند حدود هذا الجزأ أو ذاك من النص القرآني بقصد الكشف عن المدلول اللفظي الذي يحمله هذا النص أو ذاك، وهو وإن لم تستغن في فهمه لهذا الجزء أو ذاك عن أجزاء أخرى من القرآن ، إلا أنه لا يعنى بها إلى في حدود الجزء موضوع بحثه، دونما رغبة في الحصول على تركيب نظري وعضوي لمجاميع فكرية تكشف عن الرؤى القرآنية في مجالات الحياة، بما لهذه الرؤى من قيمومة على الحياة.

    وإن اتفق حصول المفسر على مركب نظري ما فإنه ليس مستهدفاً بالذات في ظل سيادة المنهج التجزيئي ، واتصرافه إلى نمط خاص من التفكير يعني بالمفردات هنا أو هناك.

    3- ومما شكل مفارقة كبيرة في حركة التفسير (التجزيئي) ظهور التناقضات المذهبية العديدة في الحياة الاسلامية، التي ساعدت عليها طبيعة المنهج التجزيئي ، الذي سمح لكل مفسر أن يفتش عن الايات التي تعضد اتجاهه الفكري دونما الالتفات إلى الآيات الاخرى، بغية تحقيق مكاسب فكرية تسعفه في معركته مع الخصوم.

    4- ومن أخطر ما أفرزه المنهج التجزيئي اختفاء قيمومة التصورات القرآنية على مجالات الحياة الانسانية لجهة تضخم البحث النظري في التفسير وعناية المفسر بمشاكل لغوية أو كلامية، مع غياب الاهتمام بالمشاكل الانية التي تواجه الانسان المسكل ويفتش عن حلول لها، ومع ملاحظة المقطع الزمني الذي ساد فيه المنهج التجزيئي في تفسير القرآن (خلال ثلاثة عشر قرناً تقريبا) ندرك مدى الخطورة الحقيقية لهذا الافراز.


    يقول الشهيد الصدر " ساعد انتشار الاتجاه التجزيئي في التفسير على أعاقة الفكر الاسلامي القرآني القرآني عن النمو المكمل وساعد على اكتسابه حالة تشبه الحالات التكرارية حتى نكاد نقول ان قروناً من الزمن متراكمة مرت بعد تفاسير الطبري والرازي والطوسي لم يحقق فيها الفكر الاسلامي مكاسب حقيقية جديدة... وظل التفسير ثابتاً لا يتغير الا قليلا خلال تلك القرون على الرغم من ألوان التغير التي حفلت بها الحياة في مختلف الميادين.
    [/align]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    Lightbulb

    [align=justify]التفسير الموضوعي:[/align]

    [align=justify]ما البديل إذن ؟ للخروج من الأزمة المنهجية في تفسير القرآن الكريم، وتنوير كتاب الله في حياة الانسان المسلم من جديد؟[/align]
    [align=justify]

    للاجابة على هذا التساؤل طرح السيد الشهيد منهج التفسير الموضوعي أو التوحيدي ويعني به أن المفسر ( يبدأ من الموضوع والواقع الخارجي ويعود إلى القرآن الكريم) وهو توحيدي" باعتبار أنه يوحد بين التجربة البشرية وبين القران الكريم لا بمعنى أنه يخضع القرآن للتجربة البشرية بل بمعنى أنه يوحد بينهما في سياق بحث واحد، لكي يستخرج نتيجة هذا الشياق الموحد من البحث، المفهوم القرآني الذي يمكن أن يحدد موقف الاسلام تجاه التجربة أو المقولة الفكرية التي أدخلها في سياق بحثه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يسمى موضوعياً باعتبار أنه يختار مجموعة من الايات تشترك في موضوع واحد وهو توحيدي : باعتبار أنه يوحد بين مدلولات هذه الايات ضمن مركب نظري واحد ليخلص بالتالي إلى تحديد إطار نظرية واضحة ترسها لك المجموعة القرآنية ككل، بالنسبة إلى ذلك الموضوع.

    والتوفر على صيغة نظرية قرآنية أمر بالغ الأهمية إذ هناك اليوم ضرورة أساسية لاستخلاص وتحديد هذه النظريات ولا يمكن أن يفترض الاستغناء عن ذك. إذ أن النبي (ص) كان يعطي هذه النظريات ولكن من خلال التطبيق من خلال المناخ القراني العام الذي كان بينه في الحياة الاسلامية، وكان كل فرد مسلم في اطار هذا المناخ يفهم هذه النظرية ولو فهماً إجمالياً ارتكازياً لأن المناخ والاطار الروحي والاجتماعي والفكري والتربوي الذي رسمه النبي (ص) كان قادراً على أن يعطي النظرة السليمة والقدرة السليمة على تقييم المواقع والمواقف والاحداث.

    وقد غابت هذه الأجواء وتغيرت معالم هذا المناخ على خلفية التقادم الطويل حيث لا يوجد ذلك المناخ وذلك الاطار ، تكون الحاجة إلى دراسة نظريات القران والاسلام حاجة حقيقة ملحة خصوصاُ مع بروز النظرية الحديثة من خلال التفاعل بين إنسان العالم الاسلامي وانسان العالم الغربي بكل ما يلمك من رصيد كبير وثقافة متنوعة في مختلف مجالات المعرفة البشرية وحيث وجد الانسان المسلم نفسه أمام نظريات كثيرة في مختلف مجالات الحياة فكان لابد لكي يحدد موقف الاسلام من هذه النظريات أن يستنطق نصوص الاسلام ويتوغل في اعماق هذه النصوص لي يصل إلى الحقيقة إيجاباً وسلباً. لكي يكشف نظريات الاسلام التي تعالج نفس هذا الموضوع التي عالجتها التجارب البشرية. والتفسير الموضوعي هو وحده القارد على الاجابة والرد على تحديات الفكر المعاصر بما يتوفر عليه من منهج متكامل وهدف كبير غير محدود في اطار مقطع قرآني واحد.
    [/align]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center]مقارنة[/align]
    [align=justify]ولعل بيان أوجه الافتراق بين المنهج الموضوعي والتجزيئي تعزز ما انتهى إليه الشهيد الصدر بصدد قدرة النتهج الموضوعي على الوفاء بمتطلبات الحياة المعاصرة.

    وقد حدد الشهيد الصدر أوجه الافتراق بين المنهجين، في نقطتين أساسيتين نذكرهما على نحو الاجمال:

    1- غلبة الطابع السلبي على دور المفسرين وفقاً للمنهج التجزيئي لأنه يبدأ بتناول النص القراني دون اي افتراضات سابقة ويجاول أن يحدد المدلول القراني على ضوء ما يسعفه به اللفظ، مع ما يتاح له من القررائن المتصلة والمنفصلة، ويعتقد السيد الصدر أن دور النص القراني في هذه العملية دور المتحدث ودور المفسر ، دور المصغي، يكتفي فيه المفسر بالاصغاء ، فيما لا يكتفي المفسر وفقاً للمنهج الموضوعي بهذا الدور ولا يقتنع به ، بل يرقى إلى درجة أرفع، يدخل معها في حوار المجال، وهو يستهدف من ذلك أن يكتشف موقف القران من الموضوع المطروح والنظرية التي بامكانه ان يستلهمها من النص من خلال مقارنة هذا النص بما استوعبه الباحث عن الموضوع من افكار واتجاهات.


    2- كما يكتفي المفسر وفقاً للمنهج التجزيئي باكتشاف المدلولات التفصيلية وابرازها دونما عناية بما وراء هذه المدلولات، فيما يطمح المفسر وفقاً للمنهج الموضوعي إلى اكتشاف ما هو ابعد من ذلك من خلال تركيب عضوي لعدد من المدلولات الفكرية فيما يعرف بالنظرية اليوم ينطلق المفسر في مرحلته الفكرية من الواقع إلى القرآن ومن القرآن إلى الواقع مرة أخرى في عملية لإعادة قيمومة الكتاب الكريم على حياة الانسان المسلم.
    [/align]
    [align=justify]المنهج الموضوعي الذي طرحه السيد الشهيد الصدر ثورة منهجية رائدة ومسؤولة في وقت واحد لا تتوقف آثارها عند حدود الفكر بل تتعدى إلى الواقع العملي في حياة المسلمين. وهذه الاثار تكفي وحدها لتعزيز أهمية هذا الاتجاه على المستوى الفكري والحياتي بشكل عام.[/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني