العراق ينوي التفاوض بشأن ديون الخليج
بغداد – عبدالواحد طعمة الحياة - 29/01/06//

أكد سنان الشبيبي، محافظ البنك المركزي العراقي، ان الحكومة العراقية مصممة على التفاوض مع دول الخليج في شأن ديونها على العراق شريطة اجراء مطابقات بعد جمع معلومات عن حجم الدين وماهيته. وذكر في مؤتمر صحافي عقده في بغداد ان «ليس من المعقول ان نتفاوض على أمور ليست لدينا اي معلومات عنها، وان كل ما هو متوافر الآن أرقام تناقلتها وسائل الإعلام عن وجود دين في ذمة العراق لمصلحة بعض دول الخليج العربية». وأشار الى «ان نادي باريس رفض إجراء أي مفاوضات إلا بعد التأكد من صحة الادعاءات، وان هذه المفاوضات أثمرت عن إطفاء 80 في المئة من حجم الديون المترتبة على العراق».

وأضاف: «في حال بدء مفاوضات مع دول الخليج يجب ان تكون هناك مطالبات للخفض بالنسبة نفسها (اي نسبة خفض نادي باريس). واشار الشبيبي الى أن مصادقة صندوق النقد الدولي على الترتيبات الائتمانية قد أفسح المجال في استخدام هذه الأموال في اجراء إصلاحات مالية ونقدية من شأنها إعادة العراق للاندماج مع المجتمع الدولي والاقتصادي والعالمي، لافتاً الى ان العراق حالياً لا يستطيع تطوير نفسه بمعزل عن الاقتصاد الدولي واللحاق بركب العولمة وتسخيرها لتطوير وتعزيز إمكانات البلد وتوفير موارده.

واعتبر الشبيبي أن شروط صندوق النقد الدولي على العراق «تصب في مصلحته وتدفعه الى استحداث نظام مدفوعات متطور أسوة ببقية الدول المتطورة واستخدام أسلوب التقويم في الحسابات بحسب المعايير العالمية وبشكل شفاف».

وذكر محافظ البنك المركزي العراقي أن «هناك شروطاً متعلقة بتطوير وتوسيع القطاع النفطي والخدمات العامة وإيجاد شبكة حماية اجتماعية»، مضيفاً القول ان المفاوضات مع الصندوق حققت ترتيبات بمعدل النمو في الاقتصاد العراقي لعام 2006 بحدود 10 في المئة.

وكشف عن خطط لخفض مستوى التضخم إلى 15 في المئة خلال العام المقبل، واتخاذ إجراءات لزيادة حجم الاحتياط المالي والدولي بهدف استعادة القوة الاقتصادية داخل المجتمع الدولي، مشيراً الى ان مصادقة صندوق النقد على الإصلاحات الاقتصادية في العراق فتح الطريق لتحصيل 30 في المئة أخرى من نسبة خفض الديون وبحسب اتفاق نادي باريس 2004 الذي نص على إجراء الخفض على ثلاث مراحل، وهي «أحسن صفقة في العالم حصلت عليها دولة وتعد سابقة فريدة من نوعها مما يعني ان العراق استفاد من خفض الدين من ست مرات مقدار الناتج المحلي الى مرة واحدة».

وأعرب الشبيبي عن أمله بأن تصبح ديون العراق بحلول العام 2008 نحو 30 بليون دولار فقط، بعد ان وافقت غالبية دول نادي باريس على خفض الدين ما عدا روسيا. وبخصوص الدائنين التجاريين ذكر ان التفاوض معهم جار وانهم قبلوا بحصولهم على 20 في المئة من حجم المديونية. اما النسبة المتبقية فتحول الى سندات.

وأوضح محافظ البنك المركزي العراقي ان العراق سيدخل سوق الأوراق المالية الدولي بعد ان يتم تقويمه اقتصادياً. وحول مطالبة ايران بتعويضات عن الحرب قال ان العراق يتعامل مع الديون المسجلة فقط في الوقت الحاضر ومن خلال صندوق النقد الدولي واي شيء خارج هذا الإطار لا يمكن التعمق به.


http://www.daralhayat.com/business/0...71a/story.html