مستقبل الطالب العلمي والمهني مرهون باختياره.. ما دور الاسرة والمدرسة والدولة في توجيه الطالب وتحديد مصيره؟


بغداد - المؤتمر

[align=justify]ينحى الكثير من الاختصاصيين والتدريسيين باللائمة على المؤسسات التربوية الحكومية ويحملونها مسؤولية التقصير او الارباك في مسألة توجيه الطلبة ومساعدتهم في تقرير اختياراتهم الدراسية والمهنية على السواء ولا يعيرون اهمية في كثير من الاحيان لدور الاسرة والمدرسة في توجيه هذا الاختيار او الاسهام في انضاجه وانجاحه ، ومع ذلك فمؤسسات الدولة ممثلة بالوزارات المعنية بشؤون التعليم والجهات الاخرى المرتبطة بها والتي تهتم في مجال دراسة وتقييم المستقبل الدراسي للطلبة يقع عليها العبأ الاكبر من خلال العمل على وضع الدراسات والاسس العملية للتقييم ورسم سياسة واضحة المعالم للاتجاهات والاهداف التي تود تحقيقها للسنوات المقبلة وعلى ضوء العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المؤثرة في المجتمع سواء في الداخل ام في الخارج حيث يتطلب تحقيق تلك السياسة الطويلة الامد.. العمل على وضع الخطوات الاولى لتوجيه التعليم لمصلحة مستقبل البلاد اولا وخدمة الجيل برمته ثانيا..

* احتياجات المرحلة.. والاختصاصات المهنية

يقول الباحث الاجتماعي خالد الميسر ، ان مصلحة العراق تتطلب الاهتمام ببعض انواع الاختصاصات المهنية والعمل على توفيرها من خلال اعداد منهاج عمل شامل وواضح في المدارس بكافة مراحلها وتأهيل كادر تدريسي يستوعب متطلبات المرحلة المقبلة فضلا عن العمل على تهيئة اذهان الاباء ليوجهوا ابناءهم حيث يحتاج ذلك اجراء تعديلات جوهرية في المناهج والاساليب الدراسية المعتمدة حاليا.. مؤكدا ان مهمة الحكومة في هذا الموضوع هي التخطيط اي تحديد الاطار الذي يجب العمل في حدوده حيث يتم توجيه كل فرد حسب امكانياته من خلال تظافر جهود المدرسة والاسرة والحكومة ويشير الباحث الى ان الاسرة والمدرسة يستطيعان ملاحظة الطفل ملاحظة دقيقة لمعرفة ميوله واتجاهاته المعرفية والثقافية عموما حيث يتطلب الامر تنمية هذه الميول في الاتجاه المناسب والصحيح عن طريق تبادل الرأي والمشورة مع المدرسين او المربين الذين على تماس مباشر بالتلميذ..

* معرفة ميول الطالب من خلال الاسرة والمدرسة

وتؤكد فريال حمزة - طالبة ماجستير - ان للمنزل دور اساسي وكبير في توجيه ميول الطفل وبناء مستقبله الدراسي.. حيث يتبادل الوالدان الرأي في مسألة تقييم سلوكه ومستوى ذكائه بناء على ملاحظاتهما له في مختلف المواقف التي يتصرف بها بالاحتكاك مع افراد الاسرة والاخرين من كلا الجنسين وفي مختلف الاعمار حيث يتبين لهما ما يسره وما يغيضه او يثيره وما يهمه وما لا يكترث له.. وما الى ذلك من تصرفات سلوكية وانفعالية وشعورية.. مضيفة ان المدرسة تسهم كذلك في انضاج عقلية الطالب ومعرفة ميوله واتجاهاته اسوة بالاسرة من خلال تبادل الرأي من قبل المدرسين حول مستواه العلمي والدراسي في مختلف المواد وفي سلوكه بالمدرسة لاسيما اثناء النشاطات الحرة في دروس الرياضة والفنية وما شابه من مناهج عملية وتدريبية اخرى حيث يتم ادراج الملاحظات والمتابعة في بطاقة مدرسية مخصصة لهذا الغرض حتى يكون الرأي قد استقر على اختيار انسب انواع التعليم ملائمة له ومنها الفروع العلمية والادبية او الدراسات المهنية بانواعها المختلفة على ان تستمر هذه المتابعة والملاحظة الدقيقة في الدراسة الاعدادية ايضا لكي يتم توجيه التلميذ الى نوع التعليم الذي يلائمه.

* تطبيق اختبارات الذكاء

اما السيد خالد العادلي - مدرس اعدادي - فيشير الى اهمية بذل الجهود المنتظمة لدراسة تصرفات الطالب وميوله عن قرب في الدراسة الاعدادية وبشكل اعمق وادق مما اتبع في المراحل السابقة.. منوها الى اهمية تطبيق بعض الاختبارات السايكولوجية التي تكشف بطريقة موضوعية عن شخصية الطالب واستعداداته الفطرية والقدرات التي اكتسبها في النواحي الرياضية او اللغوية او الموسيقية والفنية وغيرها نتيجة الفرص المتاحة ، والتدريب الذي حصل عليه والخبرات التي استطاع ان يخزنها في ذاكرته طيلة فترة الدراسة السابقة، مبينا ان اختبارات الذكاء العام اهمها واسهلها حيث يمكن اجراءها من قبل المدرسين العاديين بعد ادخالهم في دورات تدريبية مبسطة قياسا الى اختبارات الشخصية واختبارات القدرات التي ينبغي ان يقوم بها اخصائيون.. حيث ان للذكاء اهمية كبرى فمن المعروف ان الشخص الذي يقصر مستوى ذكائه عن حد معين يشعر بالبؤس والشقاء اذا طلب منه ان يؤدي عملا فوق مستواه او اكبر من طاقته والامر ينطبق كذلك على الشخص الذكي اذا كلف بعمل متواضع فانه لا يشعر بالسرور او السعادة.

* الاختيار واستيعاب الجامعات يقرران مستقبل البلد

ويتطرق السيد محمد عبدالرضا - مدرس - الى ماهمية التوجيه مؤكدا ان معناه الاختيار والتوجه الى دراسة المهن التي يقررها الطالب سواء في المعاهد او الكليات مؤكدا ان اختيار الدراسة ودراسة مسألة استيعاب الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية الاخرى تقرر مستقبل البلد فالجامعة تخرج القادة في مختلف الميادين الطب، الهندسة والمحاماة، المحاسبة والاقتصاد والزراعة والتدريس والصحافة الخ.. منوها الى ان التحاق الطالب بالدراسة التي تلائم ميوله ومستوى ذكائه تساهم في الحد من مشكلة الاشتغال باعمال لاتمت للدراسة التي مارسها او درسها الطالب بصلة.

* الاستعداد العقلي والظروف الاجتماعية لهما دور في الاختيار


ويسيق عبدالرضا مثالا على ذلك حيث يقترح توجيه مثلا كليات الزراعة لقبول الطلبة المنحدرين من القرى والارياف بغية تطبيق ما يدرسونه ضمن اطار واقعهم الفلاحي دون تعقيد او تكلف او تكاسل .. ولهم قدرة على الاندماج والانسجام مع القرويين والاختلاط بهم فضلا عن تعايشهم مع الواقع الفلاحي بشكل يومي ومستمر..

مؤكدا ان هذه الصفات اساسية للنجاح في العمل بالرغم من عدم توفرها في جميع خريجي كليات الزراعة.. مضيفا ان ما ذكر عن خريجي كليات الزراعة ينطبق كذلك على خريجي الهندسة والطب ايضا حيث انه يتحتم على كل طالب اختيار الميدان الذي يتفق واستعداداته ومزاجه وظروفه المادية والاجتماعية بحيث يشعر مستقبلا بالرضا ويستطيع ان يبدع وينتج وان يتعاون مع الجميع ويتفانى في عمله الذي اختاره بنفسه.
[/align]