لا مكان لعودة البعث في العراق الجديد(3)

[email protected]
[email protected]
http://www.al-kawther.net/6lee3a/index.htm
حزب الطليعة الإسلامي

أمهلت مفوضية الانتخابات العراقية القوائم لاستبدال مرشحيها البعثيين ، جاء ذلك في بيان نشر في 15/1/2006م ، حيث أعطت المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات فرصة للقوائم لإستبدال البعثيين بأشخاص جدد يحلوا محلهم في المجلس النيابي القادم.

مفوضية الانتخابات العراقية أمهلت الكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات مهلة يومين لاستبدال مرشحيها المشمولين باجتثاث البعث. وقالت المفوضية في بيان لها: "يدعو مجلس المفوضية كافة الكيانات السياسية إلى استبدال أسماء مرشحيها المشمولين بإجراءات إجتثاث البعث (...) وإرسال أسماء مرشحيها البدلاء خلال يومين فقط". وفي حال إنقضاء المدة، أوضح البيان أن المفوضية ستقوم بعملية الاستبدال فتختار "مرشحين مدرجين على القوائم نفسها" على أن يكونوا من الذين صادقت هيئة إجتثاث البعث على أسمائهم.

يذكر أن عادل اللامي أحد مسؤولي المفوضية أعلن في 24 ديسمبر الماضي أن مئة مرشح للانتخابات التشريعية التي جرت في 15 ديسمبر سيتم إستبعادهم لارتباطهم بحزب البعث من دون أن يكشف الأسماء واللوائح المعنية.

ويفرض القانون الانتخابي في العراق على المرشحين أن لا يكونوا شغلوا مناصب مهمة في حزب البعث وأن ينفوا ذلك خطيا، ويضيف النص أنه في حال أثبت القضاء كذب مرشح بعد إنتخابه، فسيتم إستبعاده من البرلمان.

وكانت الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث قد أعلنت في 12 من ديسمبر عن أسماء 80 قائمة إنتخابية تضم مرشحين بعثيين أبرزها "القائمة العراقية الوطنية" التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي وقائمة "جبهة التوافق العراقية" التي تعتبر أكبر القوائم التي تمثل العرب السنة.

بادرة جيدة من المفوضية العليا للانتخابات وبادرة طيبة أخرى من هيئة إجتثاث البعث ونحن في حزب الطليعة الاسلامي نشد على أيدي الأخوة في الهيئة التي سعت وتسعى لاستبعاد أزلام النظام السابق من العودة الى الحياة السياسية عبر مسميات جديدة.

وقد حذرنا مرارا الحكومة العراقية والنظام الجديد من مغبة عودة أعداء الشعب العراقي من القتلة والمجرمين خصوصا أزلام البعث ورجال مخابراته الذين أذاقوا شعبنا الويل والثبور وأيتموا الملايين من أبنائه وأعدموا ملاييين البشر من هذا الشعب الذي تكالبت عليه كل قوى الشر منذ أن جاء حزب البعث المنحل على السلطة عبر الانقلاب العسكري عام 1968م .

لقد تمت عملية الانتخابات النيابية في العراق بنزاهة تامة ، بينما لوح الخاسرون في الانتخابات عن تزوير الانتخابات لمجرد أنهم خاسرون ، وأصر البعض منهم على التلويح بإستخدام لغة العنف ، لتحقيق مكاسب سياسية.

ومعظم الذين قادوا الحملة في قضية تزوير الانتخابات ، كانوا من أركان النظام السابق ، وأتهموا المشاركين في العملية السياسية بأنهم عملاء جاؤا على ظهر دبابة أمريكية. أما أذناب النظام السابق فهم اليوم يبحثون لهم عن مكان داخل الدبابة أو على ظهرها فلا يجدوه وتراهم يركضون خلف الدبابة ، عبر القوى السنية والليبرالية العلمانية .. واللهم لا شماتة.

نعم إنهم أؤلئك البعثيين الذين وافقوا على أن تقوم الولايات المتحدة بالايعاز الى صدام حسين والذي كان يومها نائبا لرئيس الجمهورية بالانقلاب على أحمد حسن البكر وإقصائه من السلطة مع رفاقه ، وسجن من سجن وأعدم من أعدم.

وهم الذين وافقوا على مجيء صدام المجرم بمباركة أميركية لكي يقوم بشن بحرب مفروضة ضد الجارة إيران دامت أكثر من ثمان سنوات أحرقت الأخضر واليابس وأيتمت مئات الألوف من أبناء شعبنا العراقي ، وهم الذين ساعدوه في غزو الكويت وما نتج عنه من تداعيات خطيرة للشعب العراقي حصدت مئات الألوف من أبنائه.

البعثيين عليهم أن لا يتشدقوا بالوطنية والعروبة ، فهم الذين كانوا حلفاء الولايات المتحدة في حقبة الثمانينات ، وهم الذين إشتركوا مع الرجعية العربية في إصطفاف سياسي وإعلامي وعسكري ضد شيعة العراق وشيعة إيران لكي يسقطوا نظام الجمهورية الاسلامية الفتي بمباركة أميركية.

وهذه الأيام نسمع من هنا وهناك نداءات ودعوات للبعثيين للعودة الى السلطة من جديد ففي مؤتمر القاهرة تم التمهيد لعودتهم وهناك مؤتمر للحوار الوطني آخر يريدون به مصالحة وطنية تمهيدا لعودة القتلة والمجرمين للمشاركة في الحياة السياسية ، وهناك ضغوطات أميركية لعودتهم من جديد،وقد حذرنا وحذر معنا كبار العلماء في الحوزة العلمية في النجف الأشرف من عودة البعثيين الى مراكز القرار تحت ستار الاسلام وكذلك حذرنا جميعا الى مراقبة البعثيين الجدد المتزينين باللباس الاسلامي ممن يحتضون الارهاب في بغداد والمحافظات وتفويت الفرصة على مخططاتهم الرامية للعودة الى مراكز القرار.

وإننا في حزب الطليعة الاسلامي نحذر من عودتعم ولو تلبسوا بلباس الدين وجائت بهم القوى الليبرالية أو بعض القوى السنية لتحشرهم في الساحة السياسية مستفيدة من خبراتهم وتاريخهم السياسي ، لأنهم مجرمين وقتلة ولا يمكن أن يراهم الشعب العراقي وهم يجلسون على مقاعد الجمعية الوطنية أو يتصدون لمناصب إدارية مهمة.

وقد أكدنا مرارا وتكرارا وشددنا على ضرورة تشكيل حكومة مشاركة وطنية بالاعتماد على نتائج الانتخابات التي دلت حتى الآن على تقدم كبير للأغلبية الشيعية في العراق. وإننا في حزب الطليعة الاسلامي ندعو الى تشكيل هذه الحكومة وفق الاستحقاق الانتخابي وإحترام آراء الناخبين وعدم ممارسة أي تجاوز عليها ولن نسمح بإفشال العملية السياسية بقيام حكومة توافق.

فلماذا اليوم أصبحوا هم الوطنيين وأصبح غيرهم عملاء للأجنبي ؟؟!!

البعثيين سفلة حقراء أتباع الشيطان وأتباع أجدادهم بني أمية وبنو العباس الذين كان همهم الحكم والسلطة والتآمر على البيت العلوي وأتباع أهل البيت عليهم السلام ، وقد كرروا مآسي التاريخ الغابر وزادوا عليه بقتل وذبح شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وسجونهم ومعتقلاتهم الرهيبة ومقابرهم الجماعية وتسفيراتهم القسرية خير شاهد ودليل على بغضهم لشيعة أهل البيت والانتقام منهم ، فهم ليسوا من الاسلام والانسانية في شيء ، ولا يمكن أن نطلق عليهم أنهم من طائفة أو مذهب معين ، إذ أن أفكارهم كانت شوفينية عنصرية تخالف كل تعاليم السماء.

ولذلك نحن في حزب الطليعة الاسلامي وقفنا وقفة تاريخية مشرفة بعد سقوط الصنم في إستئصال جذورهم في محافظات الجنوب العراقي ، مما أدى أن تثني المرجعيات الدينية على ما قمنا به من عمل جبار لحفظ وإستتباب الأمن في هذه المحافظات ، فقد ثمن آية الله العظمى الشيخ اليعقوبي أحد أبرز مراجع النجف الأشرف والمرشد الروحي لحزب الفضيلة الذي حصل على أكثر من ثلاثين مقعدا في البرلمان الجديد على نشاط حزب الطليعة الاسلامي أيام النضال والجهاد قبل سقوط الطاغية وبعد السقوط حيث كان لشباب الطليعة الرساليين الفضل الكبير في معالجة جيوب البعثيين ورجال أمنهم وإجتثاثهم ، ولو لا تلك المبادرة الشجاعة من حزب الطليعة الاسلامي لما إستقر الجنوب العراقي ولأصبح كغيره من المحافظات وعلى رأسها بغداد يعاني من أزمات أمنية وإرهابية خانقة.

ولماذا نطالب بعدم عودة البعثيين الى الحكم والساحة السياسية من جديد؟!!

إننا نصر على ذلك للأسباب التالية:

1- إن كل من أخفى إنتماءاته وإرتباطاته السياسية والحزبية يعاقب بالاعدام ولابد أن يكون كل إنسان عراقي منتميا لحزب البعث العربي الاشتراكي.

2- ولذلك فإن مفهوم الحزب عند البعثيين يعبر عن رمزية صارخة للقتل والإلغاء وإستعباد الانسان ، فديمقراطية الحزب هي ديمقراطية الرصاص والاعدام والالغاء ومن لم يكن معنا فهو ضدنا.

3- إن حزب البعث المنحل يخالف تماما تعاليم الوحي والرسالات السماوية ، فنظرياته تلغي ما هو دين ، وكل نظرياته إنتقائية بعيدة كل البعد عن جوهر الدين والانسانية.

4- إيمان البعثيين بأفكار قومية عنصرية شوفينية إنتقائية وبغضهم الشديد لأتباع أهل البيت ، وأعانهم على ذلك بعض الحكومات الرجعية العميلة في حقبة الثمانيات حيث وقفت الى جانبهم وساندتهم للقضاء على الحوزة العلمية في النجف الأشرف والقضاء على المرجعية الدينية بإعدام آية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى رضوان الله تعالى عليهم ، وخيرة من العلماء والشخصيات العراقية من آل الحكيم وبقية البيوتات الدينية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمين.

5- قيام البعثيين بحملة مجازر وإعدامات طالت الملايين من أبناء شعبنا العراقي ، فكل بيت فجع من ظلم نظام صدام وزمرته ، ولا يمكن أن يرى الشعب العراقي رموز النظام البائد يشغلون مناصب حكومية في الدولة ، خصوصا في البرلمان والحكومة الجديدة ومؤسسات الدولة.

6- عداء حزب البعث المنحل للدين الاسلامي ولشيعة أهل البيت لم يتوقف عند حدود التنظير الفكري وانما أكثر من ثلاثين سنة من عمر هذا النظام الفاشي إنصب جام غضبه وحقده الدفين من أجل القضاء على التشيع والحوزة العلمية في النجف الأشرف التي تأسست لأكثر من ألف سنة ، وقام بتحديد نشاط المرجعيات الدينية والمؤمنين وزج بهم في غياهب السجون والمعتقلات الرهيبة بتهمة الانتماء الديني للأحزاب الاسلامية.

7- حزب البعث المنحل كان نظاما طائفيا سياسيا إذ حارب الشعائر الاسلامية ذات الطبيعة العامة والشيعية وحارب الدين والمتدينين والمرجعية التي تشكل الامتداد الطبيعي لحركة الأئمة المعصومين ، والمرجعية الدينية للشيعة في العراق تعتبر موقعا مقدسا للعراقيين لا يقبل المساس به ، ولكن البعثيين قاموا بالتجرأ على المرجعية والعلم والعلماء وإغتالوا آية الله السيد حسن الشيرازي في بيروت والعلامة السيد مهدي الحكيم في السودان ، وفي داخل العراق وفي بداية أيامه الاولى للحكم شن حزب البعث حملة واسعة ضد المرجعية إبتدأها بالضغط على الامام السيد محسن الحكيم رضوان الله تعالى عليه وطارد وأعدم الألآف من العلماء وطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية وطارد وكلاء العلماء في المحافظات العراقية وأعدم من أعدم وسجن من سجن وعذب من عذب لأنهم يبلغون لمذهب أهل البيت ويحييون الشعائر الاسلامية والحسينية . ومن جرائم صدام وحزب البعث التي لا تغتفر إغتياله الآثم للمرجع الديني المجاهد آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر ونجيله لأنه لم ينصاع الى أوامر صدام الصنم وتعليمات الحكومة البعثية الحاقدة.

8- إن البعثيين الحقراء السفلة لا دين لهم ، فهم أتباع الخوارج وبنو أمية وحياتهم القتل والاغتيال والذبح والتنكيل ، فلا يمكن للنظام الجديد إستيعابهم وهم الارهابيين الذين يقتلون ويذبحون يوميا أبناء الشعب العراقي في مختلف محافظات العراق وبغداد واللطيفية والمحمودية والمقدادية والاسكندرية وجرف الصخر في منطقة تمسى "مثلث الموت" بالتحالف مع القوى الضلامية للوهابيين والتكفيريين النواصب.

9- إن حزب البعث حزب علماني إنتقائي يحمل نظريا وعمليا عداء مبطنا للدين الاسلامي الحنيف ، وقد عمل منذ تسلمه السلطة على تصفية الوجود الشيعي في العراق وعمل على تحويل الولاء العقائدي للكثير من أتباع أهل البيت الى الأفكار والنظريات البعثية العفلقية وخرب نفوس الكثيرين بأفكاره الهدامة.



وهناك أمور أخرى لا تعد ولا تحصى من جرائم البعثيين الصداميين الحقراء ، فلذلك وبعد خروجهم من الساحة السياسية ، يريدون أن يرجعوا اليها من جديد عبر بعض القوى السياسية التي ترى في إرجاعهم سندا لها مثل جبهة التوافق وحركة الوفاق الوطني العراقي وبعض القوى السنية.

كذلك لابد من التحذير من شرهم وخبثهم فهم وإن قد خرجوا من بوابة السياسة الا أنهم يسعون جاهدين للدخول الى الساحة السياسية من بوابة الاقتصاد ، ولذلك تراهم يوظفون أموال الشعب العراقي المنهوبة في الخارج وفي حساباتهم وحسابات عملائهم من أجل الدخول عبر تأسيس شركات قابضة برؤوس أموال نجومية تبلغ مليارات الدولارات في الاردن ودبي وأبوضبي وبقية بلدان العالم من أجل العودة والانقضاض على الحكم من جديد,

لذلك فإن حزب الطليعة الاسلامي ومعه القوى الاسلامية والوطنية الشريفة لن تسمح بعودة هؤلاء الخونة والسفاحين الى الساحة السياسية ، ولا أقل سوف نسعى في الوسط والجنوب العراقي على العمل من أجل أن لا يعودوا الى السلطة والحكم.