[align=justify]





محمد علي جياد

يحتاج الطفل كغيره من افراد الاسرة الى الحب ويتعطش اليه منذ الاسابيع الاولى لولادته حيث انه لا يختلف عن البالغين في بحثهم عن السعادة والكمال عن طريق الحب، ويعد الحب عاملا ضروريا واساسيا لنمو الطفل جسمانيا وفسيولوجيا فحاجته لا تقل عن حاجته الى الطعام والشراب والنوم والتربية والتعليم، والبعض من الاطفال يحتاجون الى الرعاية والاهتمام من خلال توفير الحب والحنان لهم لا سيما الذين حرموا حنان الامومة ففقدوا كثيرا من اوزانهم وساءت صحتهم واضطراب سير نموهم الطبيعي رغم ان جميع حاجاتهم الفسيولوجية مقضية على احسن وجه وذلك لانهم افتقدوا الحب والحنان الابوي.. الامر الذي يتطلب توجيه الاهتمام اليهم والالتفات الى معاناة شريحة الاطفال عموما من خلال تخصيص مربين تربويين للعمل في رياض الاطفال والحضانات والمدارس الابتدائية حصرا..

التعلق بالوالدين والتكيف مع المجتمع


يقول الباحث الاجتماعي محمد المياح ان علاقات الحب التي يكونها الطفل مع امه وابيه ومجتمعه الصغير في البيت مسؤولة الى حد كبير عن تكيفه للمجتمع خارج نطاق الاسرة.. حيث ان الطفل يخرج الى الحياة ومعه ما تراكم في نفسه من آثار تلك الحاجة القوية الى الحب ومدى نجاحه في اشباعها.. وما ترتب على ذلك من شعور بالحرمان والتعاسة او السعادة والرضا.

ويشير المياح الى ان البحوث النفسية دلت على ان الطفل الذي تعلم الحب في سنواته الاولى هو الطفل الذي يسهل تكيفه للمجتمع المدرسي ويسهل عليه تكوين صداقات جديدة مع زملائه واقرانه، اما الطفل الذي افتقد الحب في هذه السن المبكرة فهو في العادة الطفل الذي يجد صعوبة كبيرة في التكيف مع المجتمع المدرسي والطفل الذي يعتمد على غيره والطفل المسيطر والمعتدى والمنطوي على نفسه.

الافراط في الحب يفقد الطفل شخصيته


في حين تؤكد السيدة ابتهال احمد - بكلوريوس آداب/ علم نفس.. ان افراط الام في اظهار حبها وعطفها لابنها وقضاء جميع حاجاته المعقولة وغير المعقولة قد يتسبب في تعلقه بها واعتماده عليها في كل شيء لدرجة تجعل استقلاله عنها في مواقف الحياة التي تتطلب الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية من الامور الصعبة، كما يصعب عليها كأم ان تسلم بحقه في الاستقلال والاعتماد على النفس مبينة ان عملية الفطام السايكولوجي بين الابن وامه من اشق الامور واصعبها على النفس!

وتضيف السيدة ابتهال قائلة: ان التكيف مع الواقع المدرسي الجديد للطفل امر في غاية الصعوبة اذا كان متعلقا بأمه.. اما اذا كانت الام تعتمد اسلوبا وسطيا في اشباع عواطف الطفل وحاجياته الاساسية فأن التكيف مع المدرسة والاصدقاء الجدد يصبح في غاية البساطة واليسر.

الاعتدال ضروري في تربية الابناء

ويشاطر طالب الدراسات العليا - الماجستير - احمد حسين زميلته رأيها.. مؤكدا اهمية الاعتدال في معاملة الاطفال وعدم حرمانهم من الحب الابوي او الاسراف في دلالهم.. مبينا ان لذلك مردودات سلبية في كثير من الاحيان لا سيما على المستوى البعيد حيث تتمحور نفسية الطالب حول ذلك وتأخذ ابعادا متفاوتة خصوصا على المستوى التربوي والتعليمي والمسؤولية والاحساس بمشاعر الآخرين.

للمستوى الاجتماعي دور كبير



اما السيدة شيماء جمعة - ربة بيت حاصلة على بكلوريوس في الاعلام.. فتقول: لا بأس من اشباع الطفل وتوفير الحنان الاموي له لكن مع عدم الافراط ومحاولة تنشئة الطفل باتباع اساليب علمية وحديثة من خلال توضيح الكثير من الامور الحياتية له وشرحها مع عدم الزج به في مفردات واتجاهات حياتية لا يستطيع هضمها لصغر سنه.. مؤكدة ان المستوى الاقتصادي والاجتماعي والعلمي للابويين يلعب دورا اساسيا وكبيرا في خلق نفسية مستقرة وشخصية ثابتة وقوية للطفل..

الاعداد الصحيح هو الاساس
ويتطرق الطالب سمير شايع - كلية الآداب - الى اهمية اعداد الطفل اعداد صحيحا ليأخذ دوره في بناء المجتمع والنجاح في حياته العملية مبينا اهمية اتباع الاساليب العلمية الحديثة في التربية وعدم الافراط في تدليله او الانصياع لكافة رغباته.. مشيرا الى انه تربى مع خمسة من اخوته مع اسرة كبيرة رغم وفاة والده وانه استطاع الوصول الى المرحلة الجامعية بثقة واصرار وان البعض من اخوته واخواته وجدوا صعوبة في التكيف مع الواقع الاسري الجديد الذي عاشوه منذ سنوات بسبب فقدان الاب لكن ذلك لم يمنع تفوقهم دراسيا..
[/align]

المؤتمر