[align=center]مونيكيه : الاحتجاجات على الرسوم جزء من خطة للإخوان المسلمين [/align]




تقارير المركز الأوروبي للاستخبارات والأمن الاستراتيجي، الذي يتولى رئاسته الصحافي المخضرم كلود مونيكيه، تركز على أن حركة الاحتجاج على الرسومات الكاريكاتيرية للرسول الكريم محمد(ص) تشكل جزءا من خطة للإخوان المسلمين تهدف إلى إحكام سيطرتهم على جماهير العالم الإسلامي، بما فيها الجالية الإسلامية في أوروبا. عندما بدأت هذه المقابلة ، وصلت أولى الأخبار حول هجمات ضد سفارات الدنمارك وبلدان أخرى في سوريا، الأمر الذي يؤكد، من وجهة نظره، صحة أطروحاته حول الدور المزعوم للإخوان المسلمين: «حشد تظاهرة في دمشق ليس بالأمر الهين، لكن الإخوان المسلمين في سوريا يمثلون أهم منظمة معارضة».


صحيفة «إيه بي سي» الاسبانية التقت المسؤول الأمني الأوروبي في بروكسل أخيرا وأجرت معه الحوار التالي:


* مايحدث هذه الأيام ربما يبين لماذا تأخر رد الفعل كل هذا الوقت بعد نشر الرسومات..


ـ صحيح، فهذا أمر غامض جدا، لأن الرسومات نشرت في 30 سبتمبر الماضي وعلى الفور، في غضون أسبوع، حدثت تظاهرة صغيرة الحجم خرج فيها خمسة آلاف مسلم في كوبنهاغن وكانت تظاهرة عفوية وسلمية. في شهر ديسمبر كله وشهر يناير أيضا لم يحدث شيء. وحسب ما قالته لنا وكالات الاستخبارات الأوروبية وغير الأوروبية، قام الإخوان المسلمون، خلال هذين الشهرين، بتعبئة ما لديهم من كوادر سرية تمهيدا للقيام ببعض التحركات، ولقد بدأت هذه العملية عمليا عندما تم إقرار قانون الحجاب في فرنسا، وبعد شهر أو شهرين حدثت مظاهرات في العالم كله وقيل حينئذ ان الاخوان المسلمين هم من قام بتنظيم تلك الاحتجاجات. اليوم لدينا ذلك النموذج نفسه، منظمة سرية تستخدم ذريعة الرسومات من أجل توفير دافع لتهييج الجماهير.




* هل لاختيار هذه اللحظة أي علاقة بنصر حماس؟


- على علاقة بحالة متنامية من القلق والضيق. منذ أن بدأ ما نعرفه على أنه حرب ضد الإرهاب، تم تفسير الأمر بين المتشددين وكأنه هجوم ضد الإسلام كله،ذلك أنه من الجيد لهؤلاء المتشددين في يومنا هذا رفع وتيرة الانقسام بين العالم الاسلامي والعالم غير الاسلامي. ولقد أصبح لدينا في الأشهر الأخيرة عناصر محفزة، مثلما كان انتصار حماس في فلسطين، لكن هناك أيضا حالة الاستنفار التي أحاطت بالتطلعات النووية الإيرانية.وهناك حركة في العمق شوهدت كذلك في أوروبا عقب اعتداءات مدريد ولندن. قصة هذه الرسومات الكاريكاتورية، التي تبدو لي بائسة، تجيء في أوانها بالنسبة لتشجيع أطروحاتهم.


* ما الذي يريده الاخوان المسلمون؟


ـ لديهم برنامج للاستحواذ على زمام المبادرة في المجتمعات الإسلامية في سائر أنحاء العالم. لديهم خطط للبلدان التي يتطور فيها العمل المسلح، فمن الواضح أنهم يدعمون المتشددين هناك ويقومون بحملات دعائية في البلدان التي لا يوجد فيها عمل مسلح، بشكل ملموس في أوروبا،والتي يحاول فيها فصل المجتمع المسلم عن المحيط غير المسلم للحيلولة دون الاندماج والحكم هنا بقوانينهم ومبادئهم الدينية.

* هل يمكن أن تنتقل عدوى تظاهرات الاحتجاج إلى أوروبا جراء حالة الرسومات؟


عمليات النشر ستتواصل لبضعة أسابيع على أقل تقدير، ومن الواضح أن هناك خطراً جدياً من أن تحدث تلك الاحتجاجات في أوروبا أيضا. وبالنسبة لنا هناك مخاطر عدة: الخطر السياسي المتمثل في أن المسلمين سيستغلون هذه المسألة للسير قدما في أجندتهم السياسية ومن ثم هناك خطر عنف مزدوج.


والأكثر وضوحا هو أن تقع حوادث عفوية أو فردية، مثلما حدث في أمستردام عندما قتل ثيو فان غوخ ، فالمناخ الآن قد يكون مشجعا لقتل صحافي أو رسام على سبيل الانتقام. وأنا أعتقد أن ذلك خطر جدي جدا. ومن ثم هناك خطر غير مرئي كثيرا، لكن يمكن أن يحدث حسب ما لدينا من معلومات وهو أن تقوم «القاعدة» بتولي الموضوع كراية لعمليات التجنيد التي تمارسها، مثلما حصل مع فضيحة سجن أبو غريب. أما ما نحن متأكدون منه فهو أن هناك إمكانيات كثيرة لأن يتواصل وقوع أحداث عنيفة في الأسابيع المقبلة وربما الشهور المقبلة. فالوضع جدي للغاية
.


ترجمة: باسل أبو حمدة عن «إيه بي سي» ـ اسبانيا