حوار طرشان
تم اللقاء في ظروف غريبة وضمن (حوار طرشان) فحين اتصلت به كان نائما فتحدثت الى زوجته وقدمت نفسي من (البينة) والحق اقول انه برغم الاستغراب فانها ابتسمت مؤكدة انها من محبي ومتابعي (البينة) وطلبت مني الاتصال لاحقا وقبل ان ابادر بادرني هو بصوته وسألني عن (البينة) و (البينة الجديدة) فقلت ان الثانية انشطرت عن الصحيفة الاصلية فقال سبحان الله الشر ينشطر فقلت له هذا ليس في الصحافة فقط بل حتى في السياسة فانتم ايضا انشطرتم!! قال انكم مدحتموني وقلتم انني(حمامة سلام) قلت انت سمعت العبارة ناقصة نحن قلنا انت حمامة سلام بين الكتل التي تحالفت معها الان ولكن في زمن انفلونزا الطيور!! قال (البينة) تتهجم في تصريحاتها بشكل سيئ ومقزز، قلت وانت تصريحاتك لها ذات الطابع على دماء الابرياء الذين تتطاير اشلائهم بالمئات في الشوارع دماءً زكية!!. قال اتفقت مع رئيس التحرير ان نفتح صفحة جديدة قلت باصرار ليس قبل ان نطوي الصفحات القديمة.. قال.. قلت.. قال.. قلت.. وكان هذا اللقاء مع الصديق اللدود!! د. صالح المطلك والحق يقال انه تحمل مني مالا يحتمل برحابة صدر يستحق عليها كل الثناء.

حوار طارق الاعسم :
* كي لايكون حوارنا حوار طرشان هنالك اختلاف في التقييمات في قراءة تاريخنا المعاصر منذ ثورة 14 تموز المجيدة والى 4/9 كيف تقرأ هذه الفترة باختصار رجاء ولاسيما ان الكثير من اصطلاحات الشخوص والحركات والاحزاب باتت تلقي بظلالها في اختلاف وجهات النظر؟
ـ هذا سؤال ممتاز ومهم انا اعتقد ان ثورة 1958 لم يكن فيها النضوج السياسي الكافي كان هنالك بيان ضد حكم ملكي له علاقة بالاستعمار ولذلك فان مجموعة من الشباب قررت عمل انقلاب من دون ان يؤسسوا الى مابعد الانقلاب لذا ترى انه لم يدم لفترة طويلة لعدم وجود برنامج سياسي ولم يخططوا لرؤية مابعد الحدث، لذا فان شخصنة الامور لعبت دورا فعالا تمثل في الصراع بين عبدالكريم قاسم وعبدالسلام محمد عارف واضعف هذا الصراع بين الطرفين وثم جاء حزب البعث وايضا قام بانقلاب على عبدالكريم قاسم وايضا لم يكن لديه نضوج حتى في شخوصه وهم شباب تنقصهم الخبرة لذلك لم يدم لهم الامر سوى (9) اشهر ثم صارت قضية تشرين وانقلب عليهم عبدالسلام وهو رجل عسكري ليس لديه افق سياسي جيد ويميل الى الدكتاتورية وبعده جاء عبدالرحمن عارف وهو ضعيف في الاداء وليس له افق سياسي وبالرغم من انني اعتبر فترته اكثر الفترات ديمقراطية ولكنه كان ضعيفا ثم جاءت حكومة البعث وانقلابهم عام 1968 واعتقد ان مسيرتهم سارت بشكل جيد في البداية وتلاحظ ان الاعدامات في بداية الامر كانت محدودة جدا بالمقابل حصل تطور علمي وارسل الالاف الى الخارج للتعلم وطرق عبدت وقرارات مهمة كالتأميم وهي تحسب لهم ثم جاء عام 1979 وحصل ما حصل وانقلب صدام حسين على رفاقه وبدأ الامر يأخذ طابعا فرديا وبدأ يحكم بطريقته وضاع برنامج الحزب وبدأ برنامج صدام حسين.. جر صدام حسين الى مجموعة من الحروب داخلية وخارجية وهذه اضعفته وانهكته واعتقد ان بداية الانتكاسة مع صدام حسين هي بدايتان الاولى حين بدأ باعدام رفاقه وثم بالتوجه نحو الحروب مما اضعف البلاد بشكل كبير ووضع صدام بمأزق امام العالم وبدأ الحصار الذي اضعف نسيج المجتمع العراقي وكان هذا تمهيدا لحرب على العراق وعلى صدام حسين واعتقد انه كان مخططا له ان يصل العراق الى هذا الحد كي تستطيع الجيوش ان تدخل بسهولة.. وحصل ماحصل على العراق واعتقد ان ماحصل كان كارثيا واخطأ من تعاون مع الامريكان في التخلص من صدام بهذه الطريقة. انا لم اكن مع النظام وكنت معارضا للنظام ولو سألت المقربين مني فانهم يعرفون مدى انتقادي الحاد والواضح للنظام آنذاك حتى ان البعض كان يخشى ان يجلس معي في جلسة عامة خوفا من ان يكون هنالك تسجيل لما اقوله ويكونون متهمين بالحضور وعدم التبليغ.. حتى ان قسما منهم كان يقول انني عنصر مخابراتي والا لما تجرأت على ماكنت انتقد به الحكومة وشخوصها آنذاك وبعدئذ تبينوا اخطائهم.
* ماذا كان عملك حينها؟
ـ كنت رجل اعمال انا وزملائي نعمل على ثورة زراعية في البلد واستطعنا ان نضاعف انتاج الدونم الواحد الى عدة اضعاف والاراضي اخذناها بالمزايدة العلنية من الدولة.
* كرجل اعمال ومستثمر الا ترى ان من الغريب على من يرتبط بالبزنز ان يدخل نفسه بمشاكل سياسية وامنية مع الدولة بينما المعروف ان هذه مهمة الفقراء الذين لن يخسروا شيئا سوى قيودهم كما يقول اليساريون؟ لذا اسمح لي ان اشكك فيما تقول لان رجل الاعمال من طبعه مهادنة الدولة لانه يحتاجها واما ان يصمت على الاقل كي لا يخسر كل امواله بتقرير صغير يصل ضده الى المخابرات وهذا تناقض واضح الا ترى ذلك؟
ـ اقر لك بان هناك تناقضا ولكن ثق انني كنت اهتم بمستقبل البلد اكثر من المال وانعكس هذا الموضوع اثر سقوط النظام حين دخلت المعترك السياسي وكنت في عمان وقتها واتصل بي احد الاخوان وقال لي ان فلان يقول انك مجنون لانك تستطيع العيش مرفها حتى من دون عمل فلماذا يترك العيش الرغيد ويحشر نفسه في السياسة معرضا نفسه للخطر هو وعائلته فقلت هذا الرجل يفهم واعتقد انني مجنون بسبب حبي لبلدي وانا منذ اليوم الاول لسقوط النظام كنت اعرف ماذا سيحدث في العراق لذا تحركت بسرعة على كل اصدقائي من اصحاب رؤوس المال (!!!) والناس العاديين وقلت لهم سيحصل هكذا للعراق ولهذا مطلوب ان نحرك تجمع جديد يحوي كافة شرائح المجتمع ومن كل المناطق في العراق لكي نخلق نخبة توقف التدهور.
* من المسلمات عند الناس ان المزارع التي تحدثت عنها هي باسمك ولكنها غطاء لاخرين من عائلة صدام فلماذا برأيك هذا الدخان وهل يعقل ان يكون من غير نار؟
ـ يبدو انه في العراق يمكن ان يكون الدخان من غير نار وعلينا ان نتقبله.. واليك الاتي: هنالك اناس يعلمون انني من اوائل المزارعين والشركات الزراعية التي اجّرت من الدولة قبل ان تدخل عائلة صدام في مجال الاستثمار الزراعي اصلا وتسلمت مزرعة في الصويرة وبعد ان اكملتها بشكل كامل واصبحت مزرعة نموذجية صادرتها الرئاسة ولم اعوض درهما واحدا وكان شركائي آنذاك سامي الشيخ راضي والسيد محسن الشيخ راضي ولم تعوض لاننا اخذنا مزارع دولة وعندما بلغنا بالقرار ضحكنا ولم نتأثر برغم التعب والارهاق وعمل لعام كامل ورضخنا للامر الواقع برغم استغراب البعض من ان الامر من دون تعويض وبعد اربعة ايام زار صدام المزرعة ومزارع الدولة المجاورة وعوضنا حين لاحظ فرق عمل القطاع الخاص وانتاجه العالي عن عمل القطاع العام.
وكان التعويض باراضي زراعية واستطعنا خلال شهر زراعة الارض وعملنا منها مزرعة نموذجية اخرى وكان التمويل من (سامي الشيخ راضي) وبدأنا نتوسع ولم يكن الموضوع فقط جني اموال وانما هواية نمارسها بشغف ودخلت عائلة (صدام) اراض قريبة على اراضينا وكان مشروع الماء ملكنا وتشترك معنا عائلة بنية فكانوا يأخذون مياه الري من دون ان نستحصل على اجور السقي واقمنا دعوة على عائلة الرئيس وكسبنا الدعوة والدعوى موجودة في الصويرة، واقمت انا دعوة على وزير .



الدفاع ووزير الزراعة لانهما اعطوا قسما من الاراضي الى ابن صدام وقد كسبتها وهذا يعني ان هنالك قانون آنذاك!!.
* كيف تبرر لنا وجود قانون وانك كنت تكسب دعاوى ضد ابن رئيس الدولة آنذاك!! فيما ذبح وشرد وقتل الالاف بمحاكم صورية لا تنكرها وبقرقوشيات يستغرب معها الاقتناع بانك كنت من دون العراقيين تأخذ حقك من فم الاسد بالقانون.. اقنعنا ارجوك؟
ـ هذا جزء من التناقض الموجود في الدولة آنذاك احيانا تجد القانون يتم بكل شفافية واحيانا تجد اخطاء شنيعة بشكل كبير وهذا يعود برأيي بالطبقة المحيطة بصدام وبدأت هذه الحاشية تعبث في كل شيء وهو لم يعد يعرف مجرى الامور وبما فيهم ابناؤه واقاربه وعشيرته تلاعبت بالدولة والدولة تدهورت عندما كبر حسين كامل ووضع حاجزا كبيرا جدا بين الناس وبين رئاسة الدولة ثم جاء عبد حمود واساء بنفس طريقة حسين كامل واكثر ولعب هؤلاء دورا كبيرا في خراب البلاد وكذلك الامر مع ابناء صدام وبنفس الخطورة والاتجاه.
* كان البعثيون يقولون اننا ثقتنا على الشعب العربي وان الموريتاني والعراقي هما سواسية في الحقوق ولكن في التطبيق صرنا نحكم من ابناء قرية صغيرة في الدولة التي حكمها هذا الفكر وكان قطب الرحى فيها.. فكيف تفسر ذلك؟
ـ هذه واحدة من الاخطاء التي قادت الدولة الى ما آلت اليه واعتقد ان الخلل بدأ (المرحوم!!) خيرالله طلفاح هو انه بدأ توجيه الدولة باتجاه العائلة وفرضها على حزب البعث واستطاع ان يسيطر هذا الاتجاه في خطّه مفادها ان هذا سياق موجود في الممالك وان العائلة هي خير من يحافظ على الحاكم وهذا كان منحى خطيرا ابتدأ من ذلك الحين.
* دخل الامريكان ولهم حسنات وسيئات وحجم هذا وذاك فيه خلاف كبير بين الفرقاء السياسيين.. وسرعان ما افترفت المصالح مع الامريكان انت كعراقي وانسان هل وقع عليه ضرر كبير على المستوى العام والشخصي؟
ـ انا تضررت كثيرا بشكل شخصي فان كل مزارعي متوقفة ولا استطيع ان اديرها ولكن المهم ان البلد ضاع سواء تتفق معي ام لا وانا لا اغفر للامريكان الدمار الذي قاموا به على مؤسسات الدولة ولا اغفر لهم حل الجيش بهذه الطريقة وتحويلهم الى اناس مضطرين ان يقاتلوا بعدما جاعوا لا اغفر للامريكان التقسيم الطائفي الذي خلقوه في البلد لان زرع بذور الطائفية اخطر من الاحتلال وعلينا ان نعمل جميعا على انهائه كي يتكاتف ابن البصرة والانبار متكاتفين ومتحابين كما كانوا سابقا.
وبالمناسبة انا لا اجد ان هنالك فجوة حقيقية بين ابناء البلد لذلك اذا تخلص السياسيون من مرض التفرقة والطائفية او اذا تخلصنا من هذا النوع من السياسيين فان البلد سيرجع متآلفا وبنسيج اجتماعي واحد ولاسيما ان العراقيين متصاهرون شيعة وسنة.
* اذا لدي تعليقات على جوابك منها، هل ترى ان القضاء على الطائفية من خلال العلمانية؟
ـ انا لست علمانيا انا اصوم واصلي منذ صغري.
* هذا شأنك انا اتحدث عن العلمانية كفصل للدين عن الدولة لا عن صلاتك وصومك كفرد؟
ـ انا افهم العلماني بغير ذلك انا ليبرالي اسلامي افهم الاسلام ببساطة لا بالصورة التي يكفر بها التكفيري الذي يقتل الشيعي والسني هذا عدو لي وللشيعي والامريكان لعبوا دورا في ذلك وعملائهم لان هنالك من لا يستطيع ان يحصل على شيء من دون الاستقطاب. الحقيقة انا زوجتي شيعية وقائمتي فيها كثير من الشيعة ولا فرق عندي بين شيعي وسني.
* اتوقف عند نقطة عملاء الاحتلال، هل تقصد بهم المعارضون الذين لهم تاريخ نضالي كبير وعارضوا النظام والتقوا مع الامريكان عند نقطة اسقاط النظام؟
ـ قسم كبير تضرروا من النظام السابق والفرق اننا عرض علينا ان نسقط النظام بمساعدة قوى اجنبية ورفضنا وكنا نريد اسقاط النظام من الداخل.
* متى كان ذلك، وهل كنتم بكيان سياسي معين آنذاك؟
ـ في التسعينات كنا بعثيين نريد التغيير واشار الطالباني بهذا الموضوع.
* اردتم ان تغيروا النظام بنظام بعث جديد فقط؟
ـ انا ليس لدي اعتراض على مبادئ البعث واعتقد ان ايديولوجيته التي كان يثقف عليها وفق شعار اول من يضحي واخر من يستفيد ونحن نراه انحرف مؤخرا عن المسار.
* انت تتحدث عن انحراف في التسعينات؟ فيما علي ناصر السعدي في الستينات يقول: جئنا بقطار امريكي فالسابقة في التعاون مع الامريكان بدأت مبكرا في حزبكم وانتم لكم باع طويل في ذلك؟
ـ هذه غير مؤكدة وربما هو يشير الى اناس كان عندهم ارتباط مع الامريكان ولو كان ذلك صحيحا لما قسوا عليه بالطريقة التي قسوا بها على صدام والبعثيين الان!!.
* الامريكان قسوا على شاه ايران واذلوه وجعلوه يتنقل من بلد الى بلد وهو مصاب بالسرطان فيما كان هو شرطي الامريكان في الخليج وحليف لهم وقاعدتهم الاستخبارية ولكن تمرد عليهم والتمرد على الاستاذ شيء وعدم العامل معه شيء اخر دعنا يا استاذ صالح نكون اكثر واقعية؟
ـ الفرق ان شاه ايران كان فردا ولكن هم يقسون (الامريكان) على اعداد كبيرة لانهم بعثيون وانا ارى ان الصهيونية لديها مخطط ضد اي توجه عروبي في البلد.
* وهل استطاعت هذه الصهيونية ان تتغلغل؟
ـ نعم هنالك عشرات المنظمات في العراق.
* هل ستشترك في الحكومة الجديدة؟
ـ انا عرض عليّ الموضوع من قبل الدكتور الجعفري وقلت له انا مستعد ان اعمل كناسا في حكومة توحد العراق ولا اكون رئيسا لحكومة تقسم العراق.
* كلام جميل ولكن دعنا من ذلك فانت لم تقف عند هذا الحد بمقولة جميلة انا اريد مابعدها ام انك قلت هذه الجملة ومشيت؟
ـ لا اعطيت مقترحات في ان نكسر الكتل التي قامت على اساس طائفي هنالك كتلة بنيت على اساس شيعي وكتلة على اساس سني وهذا خطأ فادح بحق العراق وعلينا جميعا ان نصحح فدعونا نربط الاواصر بمشروع وطني يضم الجميع.
* للمظلوميات اسبقيات فلو ان عمال مزرعتك تعرضوا لهجوم واحدهم قتل (10) من عائلته واخر جرح جروحا بسيطة بأيهما تبدأ بعلاج المظلومية؟
ـ لو كنت مسؤولا لذهبت اولا لاعوض الشهداء وابدأ بالمقابر الجماعية ولا اجعل الموضوع شماعة وشعارات ولكنني لن اعطي لمظلوم حقا في ان يتبوأ منصبا من دون ان يكون كفاءة فهذا موضوع ثاني الانصاف في التعويض لا في المناصب القيادية.. وهذا خطأ كبير وكذلك من الخطأ التوجه الى الثأر بدلا من بناء البلد وما حصل ان عمليات القتل والتهجير والعزل السياسي استمرت مما انعكس على الخدمات.
* كيف اقرأ الاقصاء وانت تتحدث عن الاقصاء فيما يحسب لحكومة الجعفري انها عطلت حكومة لخمسة اشهر (وكل عمر الحكومة سنة واحدة) من اجل اشراك الاخرين في العملية السياسية واصرت على ان لا تحكم بمفردها شيعة واكراد فقط ولم تتعامل بلغة الاقصاء في الجمعية الوطنية برغم مقاطعة السنة للعملية السياسية واخذوا مناصب مهمة في كل هرم الدولة؟
ـ هذا مشروع امريكي.
* اذا كانت مشاكلك مع الامريكان كبيرة فماذا عن اخذك لمشروع ضخم في الكهرباء من الامريكان بملايين الدولارات والحقيقة انني انا ايضا مستعد ان آخذ مقاولة من الامريكان كجائزة من تحت الطاولة وفي الاعلام العن سنسفيل اجدادهم؟
ـ الحقيقة انني لم آخذ مقاولة من الامريكان ونشاطي التجاري متوقف منذ دخولي المعترك السياسي.
* لوحظ وجود حوارات بينك وبين الائتلاف ثم بعدها تحولت الى التحالف ما الواقع بالضبط هل هو مسك عصا من الوسط؟
ـ قال بعض قادة الائتلاف ان صالح المطلك وجبهته قدموا طلبا للانضمام الى الائتلاف فهذا كان خطأ وغير صحيح ونحن لم نقدم طلبا وعندما سئلنا من الائتلاف قلنا سنكون جزءا من المشروع الوطني الكبير الذي يجمع هذه القوى ولن ننظم الى جهة من دون جهة وعندما وقعنا مع جبهة التوافق والقائمة العراقية وقعنا لاغراض التنسيق في المواقف واعلنا اننا لن نكون محورا ضد محور بل سنكون محورا لضم المحاور الاخرى معا او لكي نضم انفسنا مع المحاور الاخرى لنشكل المشروع الوطني الاكبر لنقود البلد بالاتجاه الصحيح وعندما تكلمنا مع الاخوة الاكراد قلنا لا نريد فيما لو تحالفنا معكم ان نحسب اننا ضد قائمة الائتلاف بل نريد ان نؤكد المشروع الوطني بين قائمة الائتلاف وبين هذه القوائم.
* وعن ترشيح رئيس الوزراء هل رشحتم احدا؟
ـ كلا.. برغم ان هذا من حقنا حالنا حال الائتلاف ولكن هذه هي مناورات للوصول الى المشروع الوطني الذي نتكلم عنه.
* هل ان مشعان الجبوري لوحده ام معكم؟
ـ لا ادري... (المحرر: هنا تدخل احد اعضاء جبهة المطلك وقال صرح امس مشعان الجبوري في الخارج ان لديه ثلاثة مقاعد يضعها في خدمة جلال الطالباني!!!).
* لماذا تعترضون على اداء وزارة الداخلية؟
ـ لانها اثبتت فشلا في الاداء وبرغم حبي للاستاذ بيان جبر وعلاقتي الخاصة معه ولكني عندما ارى افعال الداخلية اصطدم حتى بهذه المحبة معه لانها تحولت الى عصابات وحتى الوزير لا يعرف ماذا يجري فيها وهم يعتقلون ويساومون على المعتقلين.
* ولكنه ذكر ان الوزارة مخترقة ومن دون قاعدة بيانات عندما تسلمها ثم ان هذه عصابات كبيرة تطاردهم الداخلية وهم نجحوا في الحد من الكثير من هؤلاء المجرمين والارهابيين ويخرج علينا من يطالب باطلاق سراح كل المعتقلين هل هذا منطق؟
ـ هم قالوا البريئون منهم.
* هذا بعد اسبوع ولكن خلال الاسبوع الحديث يجري عن الكل فكيف لا تضعف هذه التصريحات منكم اداء الوزارة؟
ـ نعم ولكن الداخلية القت القبض على امام جامع وقالت انه يمارس (اللواط) وهذا حتى لو كان صحيحا لا يمكن اظهار رجل الدين بهذه الطريقة وثبت مؤخرا انه بريء وهو موجود حاليا في الموصل.
* للحق اقول انا التقيت قائد قوات حفظ النظام وسمح لي بمقابلة السجناء عنده ورأيت وضعهم ومطالبهم وكان وضعهم معقولا ومع ذلك انا اسجل ان هذا اللقاء حديث ولا اقول عن مكان او فترة سابقة؟
ـ انا شخصيا تعرضت الى محاولة اغتيال بموكبي برغم اننا افهمنا سيطرة الحرس الوطني قرب تقاطع الداودي اننا موكب وهذه هوياتنا ولكن ما ان اجتزنا حتى امطرونا بالرصاص وكان استهدافي في السيارة مباشرة هذا عدا الشتائم من سيطرة الحرس الوطني واتصلت بوزير الدفاع وكان يائسا من ان يعمل اي شيء وقال سارسل مجموعة لتتقصى الحقيقة ثم بعد ساعتين اتصل وقال هل وصلتك لجنة من قبلي.. فقلت كلا فتصور ان وزيرا يشكل لجنة لا تنفذ امره فاي وزير هذا وهذا الحادث منذ عشرة ايام وحتى الان انا انتظر التحقيق وانا اتهم اجهزة الدولة باستهداف اغتيال صالح المطلك وهي ذات الاجهزة التي داهمت مقري قبل ثلاثة اشهر ورموا اطلاقات واصابت ابن اخي وهجومهم كان من دون الامريكان وقد اعترض قائد قوات بغداد على الموضوع وطالب باطلاق سراح المعتقلين من المقر مهددا بطرح الموضوع عبر قناة الجزيرة فصدر امر بنقله من قائد فرقة الى امرة الادارة في وزارة الدفاع.
* كل هذه الاشارات ومحاولة الاغتيال هل سكت عنها ام حاولت الاستفسار من مراكز اعلى حتى من وزير الدفاع وانتم في طور تشكيل حكومة قد تكونوا جزءا منها وقد تستلمون وزارة امنية مثلا؟
ـ بصراحة كان المطلوب تصفيتنا جميعا قبل الانتخابات ولم يحصل هذا الموضوع.
* ولكن لم يتعرض طارق الهاشمي او خلف العليان او عدنان الدليمي لاية محاولة. ولننتقل الى محور اخر كيف تنظر الى الدستور وماذا عن تقاطعات برنامجكم مع برنامج الائتلاف؟
ـ هنالك محاولة الى تكريس دستور لتقسيم البلاد ولا تقل لي ان الدستور منتخب لانه مرّر بالتزوير والتزوير كان سنة وشيعة كل الاحزاب زوروا وهذا فيما يخص الانتخابات ونحن بالذات وقع علينا التزوير بشكل كبير في الانبار وبغداد والموصل واحصاءات المعاهد الامريكية قبل الانتخابات كانت تقول اننا سنحصد 70% من المقاعد في البرلمان!!
* ارجو ان تكون واقعيا يادكتور في اي معطيات تأخذون 70% ولاسيما انكم كنتم في خلاف حتى مع جماعة العليان والدليمي والحزب الاسلامي فهل من المنطقي ان تتخيلوا ان تأخذوا مالم تحصل عليه كتل كبيرة كالائتلاف؟
ـ الشارع ليس مع الائتلاف ولا مع جبهة التوافق، الشارع مع المشروع الوطني والسنة العرب بقوا محافظين على هويتهم الوطنية قبل الهوية الطائفية الى ماقبل (3) ايام من الانتخابات خوفا واصطفافا ضد الاصطفاف الشيعي وهذا خطأ شنيع الوم كل من قام عليه واعذرهم لان عامل الخوف من الابادة!! دفعهم الى الاتجاه الطائفي. وهذا ما ظلمنا فيه كجبهة حوار وطني والان سترى ان السنة والشيعة من الناس نادمون لانهم انجرفوا في المشروع الطائفي والمشروع البديل ان نخلق تيار وطني يشارك فيه الجميع.
* لماذا تشير في اجوبتك وكأن الوطنية والحس الوطني محصور فقط في المناطق الغربية او المناطق الاربع موصل وتكريت والرمادي وديالى وبالمناسبة هي ذاتها المحافظات التي لم تشترك في انتفاضة عام 1991 بل واسهم الكثير من ابناء هذه المحافظات في قمع ابناء الجنوب؟
ـ انا لا افكر في هذه الطريقة فالوطنية في العشرينات بدأت من الجنوب وكيف احصر الوطنية بهذه المحافظات؟ هل بدأت ثورة العشرين في الانبار ام الموصل، ابداً، الثورة بدأت في الجنوب اما عن احداث 1991 فثق لو ان الامر استمر اياما اخرى لاشتركت المنطقة الغربية ولكن عندما ظهرت شعارات (ماكو ولي الا علي وانريد حاكم جعفري) انكمشت هذه المناطق واعتبرت ان الموضوع فيه تدخل ايراني ونفس طائفي.
* ما اعتراضكم على الفيدرالية؟
ـ انا ضد الفيدرالية سواء في الشمال ام الجنوب وعندما شاركنا في كتابة الدستور تكلمنا عن خصوصية كردستان وليس عن الفيدرالية وعندما رأينا ان كل الاطراف وافقوا عليه قلنا فيدرالية الشمال بحدود 2003/3/19 لكي نخفف الضغط لا لكي نعترف انا ميال الى ان يعيش الاكراد مع اخوانهم العراقيون بحكم ديمقراطي يمارس فيه الكردي حقه وما عليه من واجبات... وحينها لن يكون الكردي مظلوما وبما ان الاكراد مصرون على هذا الامر وهو امر واقع لا نريد ان نتخطاه الان وهذا بالمناسبة كان باصرار من الائتلاف وقالوا نحن قاتلنا معهم وجزء منهم ونريد ان نعطيهم الفيدرالية لذا لم نمانع كثيرا لكن هذه الفيدرالية يجب ان لا تكون بداية لتقسيم العراق لان الاكراد قومية ولهم خصوصية ولكن يبقى العراق قومية واحدة وكلنا عرب