نُصِر على الجعفري مرشحا للائتلاف الفائز بالانتخابات
علي الهماشي

تصاعدت في الاونة الاخيرة حملة لا أصفها بالشرسة وإنما بالمغلوطة على مرشح الائتلاف العراقي الفائز بالانتخابات وكأن الانتخابات التي جرت في العراق ليس لها اي أثر في واقع الحياة السياسية العراقية
وانواع الحملة التي انطلقت ضد الدكتور الجعفري ذات دوافع واضحة المعالم اذا ما نظرنا الى اتجاهات مطلقيها وهي

أولا:حملة ذات طابع قومي تتمثل في بعض الكتبة من الاكراد الذين يرون في أي سياسي عراقي لا ينحني لطلباتهم في خانة الاعداء ويحاولون جهد الامكان النيل منه والغاء كل دور سياسي له ايام المعارضة في عقدي السبعينيات والثمانيات والتسعينيات من القرن الماضي الى السنوات الاولى من القرن الحالي ،وقد اعترف مام جلال الرئيس المنتهية ولايته بمعرفته للدكتور الجعفري على مايقارب الربع قرن من الزمان ووصف خلافه بالسياسي ،اما المتحمسون من اخوتنا الكرد فنراهم يشرقون ويغربون في اتهاماتهم
اما مسالة كركوك فهي عائدة للبرلمان القادم الذي سيقرر وضعها بعد تقديم احصائية رسمية للاكراد الساكنين قبل ان يقوم النظام البائد بعملية التهجير وبذلك يتم حل هذه القضية من قبل السلطة التشريعية وهذا ما يعلمه الرئيس المنتهية ولايته
وللاخوة الاكراد التوجه الى السيد مسعود البرزاني في هذا المجال ويطلعون على العلاقة المتميزة بين الرجلين منذ ثلاثة عقود من الزمان ولم تتغير بعد ومايكنه من تقدير للدكتور الجعفري

ثانيا: حمل ذات طابع طائفي تستهدف الرجل لانه السياسي البارز من قبل التحالف والذي يفتخر بانتمائه للعراق أولا ومراجعة أولية لخطبه للعراقيين نقرأ ان الرجل لطالما دعى الى نبذ الطائفية والعمل على الوحدة ،وكمثال لذلك لنا أن نطلع على لقائه مع جامعة الامام الصادق التي يشرف عليها الوقف الشيعي مع ان الطلبة والاساتذة كانوا ينتظرون غير هذا الخطاب الذي توجه به اليهم منطلقا من حركة الامام الصادق (ع) في هذا المجال مع ان الظرف الحالي قد يساعد على خطاب طائفي تحريضي خصوصا مع هذه الجامعة التي تمثل رمزا للطائفة في العراق الجديد

ثالثا:حملة ذات طابع لاديني باعتبار الكراهية لكل من يحمل توجها اسلاميا سياسيا ولايستيغون وصول اسلامي الى الحكم خوفا من اسلمة الحكم مع ان الدستور العراقي الذي اقر لايميل الى هذا التوجه

رابعا:حملة ذات طابع تخوفي تشكيكي من قبل بعض الاسلاميين الذين يرون في اصرار الجعفري على الترشيح سيجعل الاخرين يصطفون في جبهة واحدة ضد الائتلاف وهم يطالبونه بالانسحاب من الترشيح لتجنيب الائتلاف تلك المؤامرة مع ان الامر قد مضى واي مرشح يحمل توجه الجعفري سيواجه نفس المؤامرة
خامسا:حملة ذات طابع سياسي قد تتداخل مع النوع الثاني الا انها تكون مدعومة من قبل جهات دولية في محاولة لزعزعة الواقع العراقي الجديد...0

لماذا نصر على الجعفري؟
ان الاصرار على الجعفري ياتي من احترام الالية التي رشحته لهذا الامر وهي الانتخابات التي جرت بشفافية عالية وباعتراف اثنين من منافسيه و اشادة رئيس القائمة بالعملية التي جرت ..0
واما ان نصف الائتلاف لايرغب بالجعفري وما الى ذلك من كلام فقد بين تمسك اعضاء الائتلاف من كل مكوناته الى التمسك بالجعفري لانه جاء عن طريق الية الانتخاب وليس التوافق التي من الممكن التفاهم على صيغة اخرى باستبدال المواقع
اما استبدال الجعفري تحت اي ضغط فانه سيمثل صدمة للجماهير التي انتخبت مرشحيها لتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية في هذا المجال ولايمكن لهؤلاء خذلان الجماهير في اول تحد يمس جوهر الائتلاف العراقي الموحد باملاء الشروط عليه بعد ان رضت الجماهير بمرونة الائتلاف (الغير طبيعية)سواءا في الانتخابات الاولى أو في هذه الانتخابات والقبول بنتائجها التي اوصلتنا الى هذا الحال..0

وبالعودة الى الاسباب الحقيقة للحملة ضد الجعفري التي يتزعمها الرئيس المنتيهية ولايته جلال الطلباني فهي تعود الى اسباب شخصية نتيجة طموح مام جلال للقفز فوق موقعه التشريفي الذي اقره قانون ادارة الدولة المقر من قبله ومن قبل اعضاء مجلس الحكم المنحل ،كما غذى هذا التناحر وزير التخطيط المنتمي الى حزب الطلباني الذي اراد القفز هو الاخر على صلاحيات رئيس الوزراء الذي افهمه ان منصب وزير التخطيط لا يسمح له بذلك فما كان منه الا ان ذهب في اجازة اختيارية الى لندن!!ولم يعد الا بوساطة من الطلباني وهذا الوزير مازال يترحم على ايام الوزارة مع الدكتور علاوي ويحاول بطريقة واخرى ان ينسب كل تقدم لحكومة الجعفري الى ما قامت به حكومة الدكتور علاوي والغريب ان قضية التحقيق في نزاهة الوزراء نسبها الى حكومة الدكتور علاوي مع ان هذا الامر يتعلق بالوزارة السابقة له ونتساءل لماذا لم تفعل القضية انذاك واين وصل التحقيق فيها؟؟؟

ان التاخير في تشكيل الحكومة يدفع الجماهير الى التشكيك برئيس الجمهورية المنتهية ولايته من انه ينظر للامور بنظرة قومية غير نظرة وطنية وتهمه مصلحة الاقليم على مصلحة الوطن كله من خلال تاخير تشكيل الحكومة بخلق أزمات ليس لها ما يبررها ومن ثم اخراجها بشكل هزيل تحت ذريعة الحكومة الوطنية التي لايكون لرئيس الوزراء الدور الفاعل فيها ومن ثم تكون الحكومة المركزية هزيلة مقابل استقرار الحكومة الاقليمية هو هدف الاستاذ جلال الطلباني (نرجو ان لاتندفع الجماهير الى التصديق بهذا التشكيك مع استمراره بالمطالبة بامر لايملكه )0
اما الطرف الاخر الذي وجد في تعنت الرئيس المنتهية ولايته فرصة للنيل من الائتلاف العراقي بعد ان أفرزت الانتخابات الحجم الحقيقي لهم مع كل ما مارسوه في المناطق الغربية للحصول على أصوات الناخبين وتعهداتهم للامريكان بانهاء (المقاومة)في حال توصلهم لحكم العراق في المرحلة المقبلة من خلال وعود قدمها الطرفان في اسنطبول (اثناء اجتماع السفير زلماي زداة وطارق الهاشمي واخرين)الا ان النتائج خيبت أمالهم وبدأوا الصفحة الثانية من خلال فرض شروط تفوق حجهم الانتخابي ...0
وقد وجدوا في خلاف الرئيس الطلباني المنتهية ولايته مع رئيس الوزراء فرصة لتنفيذ الخطة البديلة والتركيز على شخص الجعفري ليس الا هدفا علنيا لهدفهم الاكبر وهو النيل من الائتلاف كله (وللمزيد يمكن مراجعة شعارات جبهة التوافق الانتخابية)واخر تصريح لعدنان الدليمي زعيم الجبهة السنية فانه يرى في الائتلاف عدو للشعب العراقي واتهام كتلة الائتلاف بتفجير مرقدي الاماميين في سامراء..!-0
وحتى لو تغير الجعفري فهم سيفرضون نفس الشروط التعجيزية المتجاوزة لحقهم وحجمهم الانتخابي مستقوين بالطرف الامريكي في عملية كانت اطراف الجبهة لطالما يعيبون على الاخرين تعاملهم مع الاحتلال!!!0

والطرف الثالث الجبهة العراقية التي مازالت تعيش مرارة النتائج الانتخابية والصدمة التي تعرضت لها من خلال خسارتها لمحافظات كاملة بالرغم من الملايين التي انفقت في هذا المجال
وتسقتوي الجبهة بالجانب الامريكي _كما فعل الدكتور علاوي في نتائج الانتخابات الماضية_لفرض وجودها في تشكيلة الحكومة الحالية أو القفز الى مجلس الحل والعقد ذلك المقترح الخارج عن بنود الدستو ر المقر من قبلهم

وبمراجعة أسباب الاعتراض على الدكتور الجعفري بتفرده بالقرار نقول ماذا يُنتظر من رئيس الحكومة التنفيذية ؟وبمراجعة لقانون ادارة الدولة نرى ان رئيس الجمهورية هو منصب تشريفي وهذا ما لايناسب الدكتور الطلباني الذي طالب في الفترة القادمة بصلاحيات أوسع (باتفاق جنتلمان)على حد تعبيره اي خارج الدستور اذا جُددت ولايته!!اي ان الامر متعلق به شخصيا فقط
من كل هذا ترى جماهير الائتلاف تمسكها بالجعفري لانه اختيارها وعلى الاخرين احترام رغباتهم أو القبول بدور المعارضة في البرلمان ،وهذا ما لايقبله الطامعون بالمناصب الوزراية من المعترضيين


علي الهماشي
[email protected]