[align=justify]بغداد-12-3 : في محاولة لكسر الجمود في العملية السياسية في العراق عقدت قائمة «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعية اجتماعاً أمس مع «جبهة التوافق العراقية» السنية للبحث في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، وعرض التيار الصدري، الذي يقوده مقتدى الصدر،

على «الحزب الاسلامي» (السني) منصب رئاسة الجمهورية في مقابل تأييد ترشيح ابراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة، ما اعتبره الاكراد «التفافاً» لا يخدم المصلحة العامة.

واجتمع ممثلون عن «الائتلاف» و»التوافق» في مقر «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» في بغداد، للبحث في الازمة السياسية وحل الخلافات التي عرقلت تشكيل الحكومة المرتقبة. وضم وفد «التوافق» 8 من ممثليها برئاسة ظافر العاني وسلمان الجنابي من «الحزب الاسلامي العراقي».وقال عضو «الائتلاف» رضا جواد تقي ان «الاجتماع سيبحث في المقترحات التي قدمتها التوافق الى قائمة الائتلاف رداً على برنامج الحكومة الذي قدم الى جبهة التوافق».

وقال ظافر العاني، الناطق باسم «الحزب الاسلامي» ان «اجتماع اليوم (أمس) هو الثالث منذ احداث سامراء (الاعتداء على المقام الشيعي في 22 شباط الماضي) وتمت خلاله مناقشة اسس ومبادئ حكومة الوحدة الوطنية مع الائتلاف الموحد»

واكد العاني ان قائمة «التوافق» تسعى الى «تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع ويشعرون من خلالها بمشاركة في اتخاذ القرار».

من جهته، صرح عضو قائمة «التحالف الكردستاني» محمود عثمان ان الاجتماعات بين قائمته وقائمة الائتلاف الموحد «متوقفة حالياً». واضاف «لا نزال ننتظر رد الائتلاف في ما يتعلق بمرشحه لرئاسة الوزراء»، في اشارة الى مطالبة الاكراد بتغيير مرشح «الائتلاف» لرئاسة الوزراء ابراهيم الجعفري.

وفي ما يتعلق بدعوة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قادة الكتل السياسية في العراق الى اجتماع في الاقليم، قال تقي ان «الائتلاف الموحد يؤيد فكرة عقد الاجتماع في كردستان، لذلك سيتم الرد عليها قريباً جداً».

لكن نائب رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) عضو «الائتلاف» حسين الشهرستاني أعلن ان «المكان الطبيعي لعقد الاجتماع هو بغداد، ومن الضروري وجود الكتل السياسية في بغداد بسبب الظروف الحرجة التي يمر بها العراق»، ولفت الى ان «الوضع لا يسمح بأن يترك القادة السياسيون بغداد».

وكان بارزاني دعا الجمعة القادة العراقيين الى الاجتماع في كردستان شمال العراق، من اجل تجاوز الازمة الحالية والاتفاق على تشكيل الحكومة.

وتأتي دعوة بارزاني بعد دعوة السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد المجموعات السياسية في البلاد الى التعجيل في تشكيل حكومة وحدة وطنية، مقترحاً عليهم الاجتماع حتى خارج العراق للتوافق على سقف سياسي من شأنه تحريك هذه العملية.

يذكر ان اجتماعاً عقد مساء الجمعة بين ممثلين عن الكتلة الصدرية في «الائتلاف» و»الحزب الاسلامي» اكد اثره الشيخ حسن الربيعي، عضو التيار الصدري، ان الاخير طرح على «الحزب الاسلامي» القبول بالجعفري، الذي يدعمه التيار، رئيساً للوزراء مقابل منح «جبهة التوافق» منصب رئاسة الجمهورية، لا سيما وان الطرفين متفقان على ضرورة ان يكون هذا المنصب من حصة العرب لتعزيز التأييد الاقليمي للحكومة الجديدة.

وقال الربيعي «كل شيء ممكن في العملية السياسية. ونحن نتفق مع الحزب الاسلامي الحليف على امور عدة ما ساعد في طرحنا الجديد هذا» واضاف ان «الأكراد ابدوا تفهماً كبيراً لحقنا في ترشيح ابراهيم الجعفري يمكن ان يترجم الى قبول نهائي في حال قبول التوافق السني». ولفت الى ان «قوة التحالف الشيعي الكردي لن تفيد الا بمشاركة السنة، وكل جانب يسعى لإقناع الجانب الآخر بمشروعه السياسي».

واعتبر اياد السامرائي، القيادي في «الحزب الاسلامي» ان حزبه و»جبهة التوافق» على حد سواء لا يقبلون المساومة على المناصب، وقال: «لا نساوم على الوحدة الوطنية او المشاركة بصنع القرار، ولن نرضى برئاسة الجمهورية مقابل ترشيح كفة الجعفري»، ولفت الى ان «الائتلاف لا يقدم التنازلات المطلوبة لتشكيل الحكومة» مشيراً الى ان «دخول التوافق في مفاوضات مع الائتلاف من باب الرجوع الى طاولة المفاوضات بعدما قاطعناها فترة طويلة» وأكد ان «رفض الجعفري لا يندرج في إطار المفاوضات على المناصب (صفقات سياسية) وانما هو رؤية مشتركة (رفض) لجميع الكتل السياسية».

من جانبه، اعتبر عبد الخالق زنكنة، القيادي في «التحالف الكردستاني» اثارة «الائتلاف» مسألة «تغيير المرشح لرئاسة الجمهورية التفافاً لن يقدم خطوة ايجابية في مجال تشكيل الحكومة» وقال ان «القيادات الكردية عموماً والرئيس طالباني خصوصاً اعلنوا مراراً عدم تمسكهم بهذا المنصب او أي منصب آخر، بل ان طالباني اكد تخليه عن رئاسة الجمهورية اذا ما طلب منه ذلك».

الى ذلك نقلت وكالة «رويترز» عن عضو البرلمان العراقي السابق عن «الائتلاف» علي الدباغ «ان طرح بديل آخر لرئاسة الجمهورية غير طالباني غير مطروح تماماً» موضحاً ان «التحالف بين الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني لا يمكن ان يسمح بطرح بديل لطالباني لمنصب رئاسة الجمهورية».

وأشار الى «امور كثيرة قابلة للنقاش» بين «جبهة التوافق» و»الائتلاف»، وان الاجتماع بين الطرفين سيتطرق الى «تشكيل حكومة وطنية تستند الى نتائج الانتخابات ومشاركة اطراف اخرى والبرنامج السياسي لهذه الحكومة» واستبعد البحث عن بديل للجعفري لرئاسة الحكومة، واعتبر «ان ترشيح مرشح آخر غير الجعفري لرئاسة الوزراء هو بمثابة انتحار سياسي للائتلاف».

واعتبر اياد علاوي، رئيس «القائمة العراقية» ان «حكومة الوحدة الوطنية هي الخيار الوحيد لانقاذ العراق» وودعا الى «الاسراع في تشكيل هذه الحكومة بعيداً عن الخطوط الحمراء وسياسة الاقصاء واجتثاث البعث»، معتبراً ان «هذه الأمور في حكومة الجعفري الانتقالية قادت سياسة الدولة نحو الطائفية والانقسام واهملت الخدمات الانسانية والتقدم الاقتصادي».

وكانت «جبهة التوافق» وقائمة علاوي و «جبهة الحوار الوطني» بزعامة صالح المطلك اجتمعت مع اشرف قاضي، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق أول من امس، وسلمته رسالة تطالب تدخل الامم المتحدة لإصدار قرار دولي تشكل بموجبه حكومة انقاذ وطني تذيب الاحتقان الطائفي.

المصدر : الرافدين

12-03-
[/align]