بغداد / واب / تقرير عمار الصالح : لا نعاني كثيراً في الحصول على احتياجاتنا المنزلية بفضل توفر المراكز التجارية ، بهذه الكلمات وصفت فاطمة حسين (32 سنه) تطور الحياة التجارية في مدينتها البصرة جنوبي العراق .
وشهدت هذه المدينة خلال السنوات الاخيرة افتتاح العشرات من المراكز التجارية التي تميزت بتخصصها فيما تقدمه لزبائنها من سلع وبضائع متنوعة .

وقالت فاطمة لوكالة انباء بغداد الدولية / واب / ، والتي جاءت مع طفليها لشراء الملابس لهما من مركز (ماكس مول) الذي يختص في بيع الملابس والإكسسوارات التركية ، ان " وجود المراكز التجارية سهلت عملية التسوق حيث يمكن ان نزور هذه المراكز في اي وقت نشاء كما ان الاسعار معرفة امام المشترين وهو ما يولد لدينا الثقة في التعامل معها ".

واضافت " في السنوات السابقة كانت تنحصر عملية شراء الملابس او السلع المنزلية والكهربائية على سوق العشار في البصرة وكان يتطلب ذلك ان نخصص وقت معين للقيام بعملية التسوق كونه يغلق مع حلول المساء فضلا عن الجهد الذي نبذله للحصول على الاشياء التي نريدها بسبب التنقل بين محالة ".

شهدت محافظة البصرة منذ عام 2003،افتتاح المراكز التجارية المغلقة تدريجيا، ورغم نمو هذه المراكز وانتشارها في المدينة لكن البضائع التي تقدمها لزبائنها تنحصر بشكل عام على المواد الغذائية والملابس والسلع المنزلية .

وفيما اختتمت فاطمة حسين زيارتها الى ماكس مول بشراء ملابس الصيف لطفليها تقول عن تجربتها في ذلك ، ان " التسوق اصبح له نكهة خاصة ومتعة مميزة بفضل وجود هذه المراكز ".

ويشاطرها الرأي امجد فارس الذي يعمل موظفاً في شركة موانئ العراق ، قائلا " اصبح لدينا الان حرية في الشراء فالتسوق من هذه المراكز اشبه بالقيام برحلة ترفيهية ، حيث في نهاية كل اسبوع اصطحب عائلتي لإحدى مراكز التسوق لشراء ما نحتاج اليه من مواد غذائية وسلع منزلية وهذه الميزة كنا نفتقدها في السابق ".

واضاف لـ / واب / ، ان " إنشاء مراكز ترفيه مصغرة لبعض من هذه لمراكز التجارية كان عاملا مهما في جذب العوائل البصرية للتسوق ".

ونوه فارس الى انه " في بعض الاحيان يتطلب الامر المرور بعدة مراكز لاقتناء حاجيات متنوعة لا تتوفر جميعها في مركز واحد".

ويستعرض عبد الكريم عبد الحسين مدير مركز ربيع البصرة العائلي تجربته في هذا المجال قائلا " عملت على افتتاح المركز قبل سبع سنوات تقريبا وهو يختص في بيع المواد الغذائية والملابس والإكسسوارات النسائية واخذ العمل يتطور تدريجيا لاسيما مع استتباب الوضع الامني في البصرة عام 2008 الذي اتاح لنا فرصة العمل في المركز منذ ساعات الصباح الاولى حتى اوقات متأخرة من الليل ".

واضاف لـ / واب / ، ان " اغلب البضائع التي نوفرها لزبائننا هي تركية المنشئ كونها تلائم ذوق المشترين وتتميز بجودة تفوق البضائع الصينية المنتشرة في الاسواق العامة ".

اما عبد الحسين الذي يسعى حاليا الى توسيع مركزه بإنشاء ملحق مجاور له ، فقد قال ان " حجم المبيعات في مركز ربيع البصرة العائلي يتفاوت حسب المواسم والمناسبات ، حيث تصل المبيعات في بعض الاوقات الى الفي دولار يوميا وتتضاعف في اوقات أخرى ".

لكنه ذكر في تصريح لـ / واب / ، ان " هنالك بعض المعوقات التي تواجه تطوير علمهم اهمها تردي الطاقة الكهربائية وارتفاع اسعار الوقود التي يتطلب توفيرها لتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة بهذه المراكز ".

ويشير فاخر الموسوي /صاحب مركز العائلة التجاري/ الى وجود عوامل ساهمت في نجاح المراكز التجارية في مدينة البصرة " منها اعتماد هذه المراكز على الاستيراد المباشر لتوفير بضائع نوعية فضلا عن رخص اسعار بضائعها قياسا بالأسواق العامة وهو ما شجع على تعامل المواطنين مع هذا المراكز ".

وفيما يجد الموسوي ، ان " المراكز التجارية ستأخذ حيزا اكبر في الحياة بمدينة البصرة مستقبلا ".

ومن جانبه يرى استاذ الاقتصاد في جامعة البصرة هادي عبد الواحد ، ان " هنالك مؤشرات كثيرة على ازدهار القطاع التجاري في المدينة من خلال تمتعها بثروات نفطية وصناعية وتحرك عجلة الاستثمار والأعمار بما ينعكس ايجابا على اوضاعها التجارية فضلا عن استقرارها الامني ".

ونوه الى ، ان " هذه العوامل من شانها ان تساهم بازدهار الحياة الاقتصادية في جميع مفاصلها".

وأضاف لـ / واب / ، ان " ما يشجع نمو المراكز التجارية وتطورها هو تزايد الدخل المادي للفرد العراقي فضلا عما يتمتع به من ذوق رفيع، وشهية مبالغ بها في اقتناء حاجياته التي حرم منها طوال فترة الحصار الاقتصادي على العراق (1991-2003) ".

وقال ان" وجود هذه المراكز التجارية لن يكون لها تأثير كبير في اضمحلال اهمية الاسواق العامة كسوق العشار في البصرة حيث سيلعب عامل المنافسة دورا كبير في هذا الجانب ".

ويعدّ سوق العشار اكبر المجمعات التجارية في جنوبي العراق وتزخر الاسواق الفرعية التي يضمها بمختلف السلع والبضائع المحلية والمستوردة التي تباع بالجملة والتجزئة ، بداءًا من الاجهزة الالكترونية والمنزلية ومروراً بالمصوغات الذهبية والتوابل الهندية ومذاخر الادوية وانتهاءاً بالفواكه والخضر المستوردة من دول الجوار، وكثيرا ما يكون سوق العشار مقصدا للسياح والوافدين الى مدينة البصرة.
اما رئيس لجنة التنمية الاقتصادية في حكومة البصرة المحلية محمود الطعان ، يرى ، بان" البصرة مهيأة لاستقبال العديد من المراكز التجارية الكبيرة ووفق الدراسات العلمية فان السوق المحلي يحتاج خلال السنوات القادمة إلى العشرات من تلك المراكز والملولات التجارية وذلك لسد احتياجات المواطنين من مختلف السلع والبضائع ".

يذكر ان النشاط التجاري الذي تمتعت به المراكز التجارية المغلقة ساهم في توجيه انظار الشركات الاجنبية ورجال الاعمال المحليين نحو انشاء مولات تجارية وفق المواصفات الدولية، حيث منحت هيئة استثمار البصرة موافقتها لعشرة مشاريع يجري العمل على تنفيذها حاليا .

كما خصصت وزارة البلديات مبلغ (25) مليون دولار لانشاء اكبر مول تجاري بمحافظة البصرة خلال المرحلة المقبلة .

الى ذلك اكد المهندس المعماري حيدر الاسدي ، ان " الكثير من المراكز التجارية التي اقيمت في المدينة تفتقر الى الاسس التخطيطية والمعايير التصميمية ".

وقال لـ / واب / ، انه " من الضروري ان يتم التوجه نحو تحديد مواقع تلك المراكز وتباعدها عن الاحياء السكنية وأحجامها ونوعية السلع التي تعرض فيها مع الاهتمام بانشاء مراُب للسيارات قرب كل مركز لسهولة حركة المتبضعين ".

وختم الاسدي حديثه قائلا ، ان " تنظيم المراكز التجارية المغلقة وفق هذا الاتجاه سيضيف جمالية لمدينة البصرة كما انها ستشكل واجهات سياحية وترفيهية فضلا عما تحضه به من اهمية تجارية"./