السيد محمد حسين فضل الله لـ«الشرق الأوسط»: أمنيا لا تميز أميركا بين السنة والشيعة.. والافتقار إلى القيادة وراء الخلاف على الزعامة والمرجعية بين شيعة العراق

دمشق: علي محمد طه
السيد محمد حسين فضل الله مفكر اسلامي معروف ومرجعية شيعية مرموقة. وكان أول شخصية إسلامية تندد بهجمات 11 سبتمبر(ايلول) الارهابية في اميركا كما كان أول شخصية إسلامية تصدر فتوى بعدم جواز مساعدة أميركا في حربها ضد العراق.
وفي هذا الحوار يتحدث عن واقع المنطقة بعد أحداث العراق الأخيرة وتداعياتها على الأمة وخاصةً الطائفة الشيعية في العراق وما يقال عن خلافات على الزعامة والمرجعية ومدى تقبلهم وجود قوات أميركية قرب المقامات الإسلامية في جنوب العراق.
* كيف تقيمون واقع المنطقة العربية بعد انتهاء الحرب في العراق؟
ـ عندما ندرس المناخ الذي عاش فيه العالم الإسلامي قبل الحرب وفي أثنائها وبعدها نلاحظ مسألة إيجابية في الجانب الشعوري الذي ينفتح على قضايا العالم الإسلامي بعيداُ عن الإقليمية والقومية والعرقية فقد اندفع العالم الإسلامي على مستوى الشعوب في رفضه لهذه الحرب من قبل ومن بعد مما يوحي بأن الأرضية الإسلامية، ولو على المستوى الشعوري ،تعيش هذه الوحدة الإسلامية المنفتحة على وعي سياسي يغلب العام على الخاص. كلنا نعلم من خلال تاريخ النظام في العراق أن هذا النظام لم يستطع أن ينفد إلى وجدان أي مسلم لأنه النظام الذي أعطته أميركا كل القوة ليقوم بالدور الموكول إليه في حرب إيران وفي احتلال الكويت لتحصل أميركا من خلال ذلك على الاستيلاء على المنطقة وشرعنة وجودها فيها. والمسلمون كلهم يعارضون خطط أميركا في المنطقة ويعلمون أنها أرغمت الكثير من الأنظمة لأن تقف معها... ونتفاءل بالمناخ الإسلامي المتعاطف والموحي بأن الأخوة ما زالت موجودة، وأن الإسلام لم يمت بل لا يزال قوياُ. فالجميع رفض احتلال الشعب العراقي ولم يكن رفض مسألة إسقاط النظام العراقي، ولذلك فإننا تابعنا سقوط هذا النظام العراقي وننتظر لنعرف الكثير من أسرار ما حدث ويحدث، قد تدخل في اللامعقول. ولاحظنا الجماهير في كل العالم الإسلامي وحتى في العراق لم تصفق للمحتل وإنما صفقت لسقوط النظام. ولهذه رأينا كل العراقيين يقولون: لا لصدام لا للاحتلال.
لكن يبقى القول ان الخطة الاميركية الآن تحاول التحرك مع القضايا المعلقة للعالم الإسلامي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية تحت تأثير هذه الهزيمة التي اعتبرتها أميركا هزيمة للأمة لا للنظام، ولهذا فإنها تصرفت في طريقتها في إدارة الضغوط ضد إيران وسورية ولبنان من خلال مقاومته وحتى ضد السعودية على أساس أن الجميع أن يدركوا النتائج التي أفرزتها هذه الحرب، وأن عليهم أن يخضعوا لمفاعليها ليقدموا التنازلات هنا وهناك... لا بد أن تفكر كيف تواجه هذه الخطة الأميركية التي تريد أن تتعامل مع العالم الإسلامي على أساس أنه المهزوم. هذه المسألة يجب أن ندرسها جيداُ وخصوصاُ في التصريحات المتلاحقة التي يتوزع فيها المسؤولون الأميركيون الأدوار. وعلى العالم الإسلامي وفي مقدمته الشعب العراقي أن ينزعوا من أذهانهم أن الولايات المتحدة جمعية خيرية وأنها تعمل من أجل تحريرهم ومن الواضح أن هذه الحرب أسقطت النظام ولكن ليس ذلك لسواد عيون الشعب العراقي بل لأن أميركا تحتاج لهذا العراق الذي يملك رصيداُ من القوة على مستوى الثروات وعلى مستوى كفاءات شعبه المميزة ومن الموقع الإستراتيجي، لذلك فانها عملت على أن تملك كل العراق وأن تعين إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر حكومة تنفذ كل مخططاتها. فشعار الديمقراطية عندها هي ديمقراطية السطح والشكل لا ديمقراطية التغيير الحقيقي. وأميركا تتعامل مع دولنا العربية على أساس حرية الكلام لاحرية التغيير ولهذا فإن على دول المنطقة شعوباُ ومسؤولين أن يدرسوا الواقع وماذا لو استقر الاحتلال في العراق وخاصة أنهم أعلنوا أنهم سيؤسسون قواعد عسكرية فيها وربما يكون كل البلد قاعدة عسكرية ليشكل منطقة لانطلاق ضغوطهم على الخليج . إنني أعتقد أن دخول أميركا للعراق قد أربك العالم الإسلامي كله ولذلك لابد أن يتدبر الجميع أمرهم حتى لا تنفذ أمريكا التي تخضع لإدارة متصهينة تدعي أنها مسيحية والمسيحية منهم براء مخططاتها في المنطقة.
* أكدتم أن الوجود الأميركي في العراق هو احتلال وأن للاميركيين أهدافاً هناك فهل سيفرز هذا الاحتلال حالة من المقاومة شبيهة بما حصل في أفغانستان بعد الاجتياح السوفياتي لها؟
ـ في المناخ القريب الذي بدأ فيه الناس يتنفسون الحرية لاحظنا أن الصوت الذي أرتفع عالياً هو الصوت الرافض للاحتلال من الجميع من السنة والشيعة. فالكل رفض الاحتلال والآن هناك صحوة جديدة للوحدة الإسلامية فنجد أن الشيعة يصلون في مساجد السنة والعكس يحصل. هذا المناخ الرافض بالكلمة ربما يتعاظم أكثر عندما تقع أميركا في أخطاء تفصيلية كما حدث في حي الزغفرانية حينما انفجرت الذخائر وقتلت المدنيين، وهدد المدنيون بعدها بالثأر، وأن مثل هذه الأعمال ستشحن الشعب ضدهم وعندها سيتحرك الذين يحسبون أنفسهم على المحتل ويعملون على أساس أنهم جماعة السلطان فإن الصوت سوف يعلو أكثر وربما يتحول إلى مقاومة متحركة والتجربة التاريخية دلت على أن الشعب العراقي لا يقبل بالاحتلال.
* تقول التقارير أن تنظيم حزب الله اللبناني مستهدف في المرحلة المقبلة وأنه قد يطلب حله رسمياً كيف تتعاملون مع هذه التقارير؟
ـ إنني أتصور أن هذه التقارير إعلامية وهي تبسيط المسألة لأن قضية حزب الله والمقاومة الإسلامية مرتبطة بالقضية الفلسطينية ولذلك من غير الواقع أن تتحرك هذه المسألة بشكل حار على الطريقة العراقية وحتى على الطريقة الإسرائيلية. فنحن عندما نفترض أن إسرائيل ستهاجم لبنان لتسقط سلاح حزب الله، فنحن نعلم أنها جربت هذا العمل أكثر من مرة ولم تستطع النجاح بل خرجت مهزومة لأن المقاومة هي مقاومة مقاتلة وقادرة بحسب الخبرة العالية التي قد تتفوق على خبرة بعض الجيوش في العلم العربي ولا يمكن أن تهزم بشكل سهل، لذلك مسألة أن تنقذ إسرائيل تهديداتها لا يخدم السياسة الأميركية لأن أميركا أكثر حاجة الآن للتهدئة لأسباب أهمها أن لقمة العراق لا تزال غير قابلة للهضم، وتحتاج للكثير من العقاقير السياسية والأمنية والاقتصادية لكي تهضم بعضاً منها، هذا من جهة ومن جهة ثانية أميركا تلوح للعالم العربي والإسلامي بخريطة الطريق وتعتمد على الدول العربية في أن يسهلوا لهذه الخريطة أن تنفذ على الأرض بالإضافة إلى أن ضرب المقاومة الإسلامية في لبنان سوف يحدث هزة عربية إسلامية بشكل لا تستطيع أميركا استيعابه لذلك فإني أتصور أن هذه التهديدات للمقاومة هي وقائية حتى لا تنطلق المقاومة بعمليات عسكرية ضد إسرائيل لتصنع أمراً واقعاً لاختلال الأمن في المنطقة هذا ما أعتقده وهناك جذر من الواقع ولا يصل لمستوى الرعب.
* الوجود الأميركي في العراق سيفرض واقعاً ثقافياً وأخلاقياً يتصادم مع الثقافة الإسلامية هل سيمثل هذا خطراً على الهوية الإسلامية في العراق؟
ـ بينما يتصل بالجانب الثقافي والاجتماعي في تصوري أن العراق يمثل قاعدة للإسلام بجناحيه السني والشيعي كما أنه يمثل الحوزة العلمية التي خرّجت أكثر علماء الشيعة في العالم ولذلك فهي تتحرك إلى جانب المعاهد الموجودة عند أهل السنة هناك... إن القاعدة الإسلامية في العراق عامة تعمل على أسلمة العالم، ولذلك فأميركيا لن تستطع أن تغير هذا المخزون الإسلامي الثقافي وهذه القاعدة الإسلامية الواسعة التي تحاول أن تنفتح على العالم، كما أن الذين تضعهم اميركا في الواجهة ليسوا في المستوى الذي يملكون فيه قاعدة قوية تستطيع أن تترك تأثيرها.
* نلاحظ أن علماء الإسلام في هذه الفترة ينقسمون في فتواتهم فقسم يرون في الوجود الأميركي للعراق تحريرا ًوجزء آخر ينظر إلى ما يحدث بريبة. أنتم كيف تنظرون لهذا الأمر؟
ـ إنني أتصور أن أي عالم يحترم إسلامه وأمته لا يمكن أن يعيش في ذهنه أن الذئب يمكن أن يحرر الحمل وأن الأستكبار العالمي يمكن أن يحرر المستضعفين» لأن المسألة هي أن القرآن الكريم يتحدث عن مسألة المستكبرين بشكل حاسم ويحدث المستضعفين بما يقدم لهم من صورة الموقف في الدنيا والآخرة، وينذرهم بأن المستكبرين لا يمكن أن يحملوا أي مسؤولية لا في الدنيا ولا في الآخرة، لذلك يا أخوة الإيمان فنحن في دراستنا للواقع لا نثق بأميركا ولا نعلم نواياها... لأن أميركا تكذب حتى على حلفائها وهي التي تتحدث عن الديمقراطية تصرح الآن بأنها ستعاقب كل من رفض الحرب ولم يعطها الشرعية وأميركا تجد أن من حقها إستخدام الفيتو لصالح إسرائيل ولا تجد من حق أي دولة أخرى استعماله للحفاظ على النظام الدولي وقراراته لذلك أقول نحن لا نصدق أميركا. الآن الشعب العراقي يعيش سعادة سقوط نظامه، لكنه لا يرى ذلك يعطي لأميركا الحق في السيطرة على العراق وعلى مقدراته... ولا أدري لماذا ينسى الذين يصفقون لأميركا ويعتبرونها محررة لماذا ينسون الشعب الفلسطيني وينسون أميركا التي أعطت إسرائيل كل القوة والتي صرح مسؤولوها كما صرح مسؤولو إسرائيل بأن حرب العراق أبعدت خطراً كبيراً عن إسرائيل وأنها أنقذتها منه لا من جهة سقوط صدام ولكن لأنه لا يسمح أبداً بأن يكون العراق قوة توازي قوة إسرائيل... أنا أدعو لنكون واقعيين أكثر ونبتعد عن المثالية لأنه لا وجود لها في عالم السياسة .
* هل تتوقع أن أحداث العراق قد تحدث تقارباً كبيراً بين السنة والشيعة؟
ـ أرجو ذلك وأنا من دعاة الوحدة الإسلامية التي لا خلاص للمسلمين ليكونوا قوة إلا بها لذلك هذه الحرب استطاعت أن تعطي للمسلمين وعياً بأنه لا أحد يمكن أن يقلع شوكتهم وعلى المسلمين نبذ خلافاتهم القديمة والعمل معاًً لتجميدها والعلم أننا أمة واحدة يعمل أعداؤنا على تهميشنا ولا يختلفون إلا على تقاسم ثرواتنا .
* تكملة للسؤال السابق هل تعتقدون أن زمن الخوف من إيران والثورة الإسلامية قد تلاشى؟
ـ أنا لا أتصور أن ما أثاره كثيرون عند إنطلاقة الثورة الإسلامية في إيران من أنها تتحرك على أساس تصدير الثورة ليس واقعياً بالتأكيد هي أسقطت عرش الطاووس وجردت أميركا من بعض مواقعها ولم تكن إيران تملك الآليات التي تستطيع فيها تصدير الثورة لأن الثورة لا تصدر لأنها تنبع من نفس الشعب... إيران تصالحت مع كل جيرانها ودخلت في معاهدة أمنية مع السعودية وعاشت أوضاعاً سلمية متعاونة مع دول الخليج والمنطقة وهي قديماً طرحت مسألة أن أمن الخليج للخليجيين.
* هل يزعجكم لجوء بعض رموز الشيعة والسنة إلى أميركا أو بريطانيا طلباً للدعم السياسي ضد أنظمة الحكم في بلادهم؟
ـ أنا معارض لأي تعاون مع أميركا وكنت أول من أصدر فتوى بعدم جواز مساعدة أميركا في ضرب الشعب العراقي وفي تمكينها من السيطرة على مقدراتها السياسيه والإقتصادية والأمنية وقلت أن على كل شعب إسلامي حل مشاكله بنفسه دون الخضوع للآخرين في الوقت الذي كنت أول شخصية إسلامية استنكرت ما حدث في 11 سبتمبر(إيلول) لأننا لا نخلط بين هذا وذلك لأننا نعتقد أن ما حصل في ذلك اليوم بغض النظر عن نوايا أصحابه غير مبرر مع العلم أننا لا نستطيع أن نحكم حكماً مبرماً أن منفذيها هم من تتهمهم أميركا فربما يكون هنا شيء يهودي مما أثير في مرحلة سريعة ثم طوي بفعل ضغط اللوبي اليهودي. وأعتقد أن من يذهب إلى بريطانيا أو أميركا ويدعوها لبلده لتحل له مشكله كالذي يدعو الدب إلى كرمه.
* في إحدى المقولات لأحد رموز الشيعة المقيمين في لندن أن أميركا وأوروبا لا ترى في الشيعة خطراً عليها. هل توافق على هذه المقولة؟
ـ المسألة ليست أن يكون العنف شيعياً أو سنياً بل هي مسألة ما لدى المظلوم عندما يريد أن يتهمه الظالم ويخنق أنفاسه والحقيقة أن السنة والشيعة معاً لا يرغبون في العنف على أساس العقدة أو روحية التدمير ضد الآخرين ولكنهم يتحركون على أساس رد الفعل لأي مصادرة لحياتهم ولحريتهم واستقلالهم لقد كان الاستكبار العالمي وفي مقدمته اميركا يتحدثون عن إرهاب شيعي في إيران ولبنان وبعض التطورات الأخيرة بدأوا يتحدثون عن إرهاب سني حتى أن بعض السفراء الأوروبيين عندما تحدثوا معي عن أحداث 11 سبتمبر. وقالوا لي إن الحرب الآن ليست ضدنا لأن الإرهاب سني، قلت لهم: لقد أخذ الشيعة حصتهم من الاتهام بالإرهاب ويراد أن تكون الحصة الآن للسنة حتى تدجنوا العالم الإسلامي كله حتى تجعلوا سيف الاتهام بالإرهاب مسلطاً على رؤوسهم ولكنكم سوف تصنعون إرهاباً أكبر ليس لأنهم يحملون روحيه الإرهاب بل لأنكم تفرضون أنفسكم عليهم.
* يتحدث كثير من المحللين عن أن الضربة القادمة ستوجه للشيعة خاصة أن إيران إحدى الدول التي تتهم بأنها مارقة وتدعم الإرهاب وتمثل محوراً للشر هل ترون واقعية لهذه التحليلات؟
ـ لا أتصور أن هناك شيئاً اسمه الشيعة أو غير الشيعة في المسألة الأمنية لأن قضية أميركا من جهة وحلفائها من جهة أخرى تتحرك بالعنف أو بغير العنف حيث تتحرك مصالحها، ولذلك فإني لا أجد هنالك أية معطيات واقعية لضرب الشيعة وحدهم أو السنة وحدهم لأنهم يعيشون معاً في كل البلاد الإسلامية. أما إذا كان الحديث عن إيران فإن جميع المحللين السياسيين يؤكدون على مستوى مائة بالمائة أنه لا يمكن لأميركا أن تدخل في أي حرب عسكرية ضد إيران.
* هل سيتقبل الشيعة وجود القوات الأميركية داخل كربلاء والنجف لفترة طويلة؟
ـ نحن كما نحترم الآخرين ودياناتهم نريدهم أن يحترموا مقدساتنا ولكننا نعتقد أن الإنسان المسلم أكثر احتراما من المؤسسات الدينية، ونحن لا نرضى لأي محتل أو ظالم أن يسيطر على مقدساتنا الإسلامية أو أن يقترب منها ولكن اعتبار أن مجرد عدم دخول المحتل إلى قرب المقدسات في مقابل الموافقة أن يحتل المنطقة التي تعيش فيها هذه المقدسات أمر خاطئ... وحرية المسلمين تبقى لها القيمة الكبرى ولا نرضى بالمساس بها.
* هل سيقبل علماء الحوزة الشيعية بقيادات علمانية أتت من اميركا وبريطانيا تولى شؤون البلاد؟
ـ إنني أتصور أن البعض يفكر عندما يطرح دولة ديمقراطية تعددية فإن الجميع سيقبل بهذا اضطرارا لأنه لا مجال لأي حكم إسلامي بسبب ظروف الحرب، ولذلك نحاول أن نحصل للإسلام على أكبر قدر ممكن من المصداقية في هذا الوقت لأننا لو طرحنا الإسلام، وخاصة في ظل حديث البعض بأن هناك أكثرية شيعية وأنهم يريدون نسج دولة على المنوال الإيراني لصادقوا على اتهامهم ونحن نتحدث على أننا يمكن أن نتعايش مع الباطل ولا نعترف بشرعيته وعلى أساس أنه لا بد للناس من أمير حق أو باطل ليحفظ النظام. نحن كاسلاميين لا نقبل بغير الإسلام لكن إذا فرضت علينا الظروف القاسية والقاهرة نظاماً غير إسلامي فإننا نحاول العمل معاً على أن نحصل للإسلام في قيمه كالعدل والمساواة على أكبر قدر ممكن مع إعلاننا أن هذا النظام لا يمثلنا.
* لماذا دائماً يشكك في ولاء شيعة العراق ويحسبون دائماً على إيران؟
ـ هذا جزء من الحرب الإعلامية ضد الشيعة وخصوصاً عندما انتفضوا ضد النظام العراقي عام 1991 وقمعت انتفاضتهم من قبل الأميركان ومع ذلك فإن إيران تمثل الدولة ذات الأغلبية الشيعية ومن الطبيعي أن يحدث تعاطف بين أبناء المذهب الواحد في العالم لكن المسألة السياسية قد تختلف.
* بعد سقوط بغداد لوحظ ظهور خلافات بين أبناء المذهب الشيعي في العراق وكأنه خلاف الزعامة والمرجعية وصراع بين المتشددين والمعتدلين أنتم كمفكر إسلامي شيعي كيف تقيمون الوضع هناك؟
ـ لا يوجد هناك خلافات والزعامة الشيعية بالمعنى الفقهي تحمل معها التعددية المرجعية. أما على المستوى السياسي فالعراق كله يفتقر إلى قيادة ولا أتصور أن هناك أزمة بين المتشددين والمعتدلين بل هناك تيارات منها ما يدعو للانطلاق في مواجهة الواقع السياسي كالاحتلال، وهناك من يرى عدم تدخل رجال الدين في السياسة. ومن الطبيعي أن الساحة عندما تكون واحدة تكون في مستوى الأزمة كما هو الواقع في العراق عندما يتحرك الفريق الذي يريد دخول الواقع السياسي تحت الشعار الديني من الباب الواسع لا بد أن تحدث الخلافات وهي بسيطة وليست كما ضخمت إعلاميا.
* يعني ألن يغضب أفراد الزعامات الشيعية المعارضة من إخراجهم من لعبة القيادة الجديدة؟
ـ أميركا في كل لقاءاتها مع المعارضة كانت تطلب الحصول على شرعية عراقية تبرر لها حربها في العراق تحت عنوان إسقاط النظام وهو مطلب عراقي وخصوصاً أنها كانت تركز على أن تأخذ حربها شرعية إسلامية من خلال رجال الدين الذين حضروا اللقاءات والهدف الاميركي قد تحقق وما تفعل أميركا الآن هو البحث عن شخصيات أخرى خاصة أنها تدعو لدولة علمانية على الطريقة التركية.
* يقال بأنك ستزور النجف قريباً هل هذا صحيح؟
ـ ليس عندي مخطط حالياً لزيارة النجف مع أنها بلدي الأول وفيها ولدت وتكونت عناصر شخصيتي من داخل ثقافتها وسيادتها وشخصياتها ولا أزال وأنا خارج النجف أعيش بها بأحاسيسي ولكن الظروف الموجودة ولا سيما بقاء الاحتلال الأميركي يمنعني من الذهاب اليها لأنني لا أدخل عراقاً محتلا.
* ما صحة ما نقل على لسانكم من أنكم اتهمتم حزب الله بأنه ينفذ عملية اغتيال معنوية لك بالتعاون مع إيران؟
ـ في الحقيقة بعض الوكالات الدولية حرفت كلامي فما قلته ان هناك محاولة اغتيالي معنوياً، وعندما سئلت هل هذا الاغتيال من قبل حزب الله قلت لا أقصده وحرف كلامي على حزب الله.