على الرغم من أن العرب أولت اهتماما" كبيرا" بعلم النسب إلا أنها وقعت بالكثير من الأخطاء القاتلة التي ترمي إلى طمس القيم العربية الأصيلة وزرع التفرقة بين أبناء الأمة الواحدة وبالتالي تكون هذه الأمة خاوية وضعيفة وتعتبر صيدا" سهلا" لباقي الأمم والشعوب .
وجاءت هذه الأخطاء من تدوين الأقلام الدخيلة على العرب والأمة الإسلامية ، وهذه المعادلة قائمة منذ بدأت الخليقة على وجه الأرض ، حيث هناك طائفة للخير وبالمقابل طائفة للشر ، وهذا الصراع مستمر إلى يومنا هذا .
ويهود الأمس هم يهود اليوم لا فرق أبدا" ، حيث دخلت في كل ضرب من ضروب العلوم وفي مختلف الاختصاصات وخصوصا" في علم النسب .. فقد جنّدت الكثير من رجالها والمأجورين من الذين ارتضوا لأنفسهم الذل والهوان .
حيث دسّت رواياتها المسمومة في قلب هذا المجال من التاريخ النسبي للعرب لأنها كانت تعلم علم اليقين من خلال كتبها السماوية أنه في آخر الزمان سوف يولد خاتم الأنبياء محمد  النبي العربي الهاشمي القرشي العدناني . من هنا بدأت ترسل خيوطها من خلال دُخلائها على العرب وجعلت العرب ثلاث طوائف هم :-
1- العرب البائدة .
2- العرب العاربة .
3- العرب المستعربة .
من هم العرب المستعربة ؟!! حين تسأل أي أحد يقول :- هم العرب العدنانية ، أي نسبْ أشرفْ وأحبْ خلقه إليه محمد  ، و هل هذا معقول !!؟ انظر ما فعلت اليهود ،لأنها تعلم أن العرب قديما" وحديثا" شديدو التمسك بنسبهم وكانت القبائل كالفيالق في القتال اليوم ، لكل قبيلة علم يميّزها عن الأخرى والقائد هو رئيس القبيلة .
فجعلتهم عرباً عاربة ومستعربة وكتب عن هذا الكثير ويتناقل هذا الأمر في الكتب إلى يومنا هذا يا للأسف .
الرسول الأعظم خاتم الأنبياء والرسل  من العرب المستعربة ، والله تعالى اصطفاه من خلقه وهذا النبي العربي* الذي كانت معجزته القرآن الكريم لغة الأعجاز التي وقفت أمامها لغة العرب عاجزة عن صياغة آية واحدة منه . فكيف يُعقل ذلك ؟!!.. إذن هناك من مهّد لذلك طويلا" ووضع الأسماء وحرّف ودسّ لقلب الحقيقة الناصعة ووضعها حيث يريد ، وبالتالي القضاء على العرب والإسلام خصوصا" .
إذن لماذا كان رسول الله  يصل إلى عدنان ويُمسك ويقول:-كذب النسّابون. لأنه كان يعلم ما فعل اليهود بهذا المجال وهو لا ينطق عن الهوى ، وقد أثبت العلم الحديث أن عمر الدنيا مليارات السنين وذلك لأنهم وجدوا جماجم تعود إلى هذه الأزمان البعيدة وصدق الله ورسوله . وهذا هو سبب الكراهة في رفع النسب إلى آدم .. ويأتي أحد ويضع سلسلة طويلة ترجع بحلقاتها النسبية إلى آدم ، كيف ذلك ؟.
ولو عددت تلك الأسماء لوجدتها تعود إلى بضع آلاف من السنين ، والدين والعلم يقول أن عمر الدنيا أكثر من ذلك بقرون كثيرة .
ما هذا الخلط ؟!!.. لنعود إلى أصل العرب فالرسول محمد  عربي ويقول :- (أنا ابن الذبيحين) أي عبد الله وإسـماعيل بن إبراهيم ، والحقيقة أن العرب هم أولاد سـام بن نوح وقد وردت أفضلية نسب الرسول  وكذلك أفضلية قريش لأنه منهم ، كذلك افتخرت بني هاشم على قريش بأن الرسول منهم في الكثير من المواقف التاريخية.
لاحظ أخي القارئ لاحظ أخي المؤرخ ما فعلت اليهود بنا وما فعلت بتاريخنا ، إنه لمن المؤسف حقا" ما نجده في التاريخ من إختلاطات وإفرازات بعيدة كل البعد عن __________________________________________________ _________
* قال رسول الله :- ( أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ) / كنز العمال ج1 ص400
الحقيقة والواقع ، والمؤلم جدا" أنه إلى الآن تؤخذ هذه الروايات وتدوّن دون التحقق منها،لماذا ؟ لأنها صدرت من أمهات كتب النسب !!!.
ولو دققت في البحث عن مؤلفيها لوجدتهم لا يمتّون بأي صلة إلى العرب بل جاءوا من وراء البحار ، وهل اللصيق كالصريح ؟!! واختاروا لهم أسماء وألقاب عربية تستّروا ورائها وبدأت سمومهم تنفذ إلى عقل القارئ العربي ،.. لنأخذ مثالا" عن البربر ، من هم البربر ؟ البربر هم عرب أصلاء هاجروا قبل الميلاد إلى شمال أفريقيا عن طريق البر وسُمّوا البربر ولهم دور في بناء القدس الشريف .. اقرأ ما كُتب عنهم في الكتب المدسوسة حيث عدّوهم من غير العرب .
أخي الباحث دقق في هذه الكتب التي يعتبرها البعض كالدستور لأنها قديمة .. ليس كل قديم صحيح ، خذ مثلا" بعض الرواة ، من هم هؤلاء الرواة ؟!! أعطيك جائزة إن عرفت نسبهم ، وهذه بعض النماذج التي تزخر بهم الكتب التاريخية ،خذ أي حادثة تاريخية مشهورة ودقق بها جيدا" سوف تجدها في كل كتاب مختلفة عن الكتاب الآخر في أمّهات الكتب التاريخية وقس أنت على ذلك ، فما بال غير المشهور .
كذلك هناك جانب آخر لا يقل أهمية عن ذلك هو هجرة القبائل العربية وراء الماء والعشب كذلك التحالفات القبلية والحروب وكذلك الأحكام القبلية الصارمة آنذاك وهي إجلاء بعض البيوت عن مساكنها وأبناء عمومتها لأسباب منصوص عليها في سنن القبائل ، وكذلك تشابه الأسماء جعل اختلاط هذه القبائل بعضها ببعض وصدق المثل القائل ( اختلط الحابل بالنابل ) والمثل العامي ( وشيعة وضاع خيطهة ) ومـن يخوض في هذا المجال لا يستطيع الجزم مطلقا" بل هناك يقال الأقرب للصحيح أو طريقا" للصح .
ونعود ونقول أن يهود الأمس هم يهود اليوم .. وبدأت الغزوات تتوالى على العرب والإسلام ودخل المغول التتر وتركوا ما تركوا فينا ودخل الأتراك وفعلوا ما فعلوا ، ودخل الإنكليز وفعلوا ما فعلوا حيث تركوا لنا أيضا" أقلاما" مأجورة ومسمّيات جديدة وعادات دخيلة على العرب .. حيث بدأت تضع رؤساء للقبائل كيف ما اتفق لكي تجري مخطّطاتها الاستعمارية و بدأت توزع عليهم الأراضي مقابل الخدمة التي يقدمونها إليهم .. وبدأت هذه الأسماء التي وضعوها على رأس العشائر تبني إمبراطوريتها على دماء الفقراء من العشيرة بحيث جندت البعض منهم إلى جانبها ، ولو تسأل و تتحقق عن ذلك لوجدت أن الكثير من رؤساء العشائر هم ليس منها*وبدءوا يجرّون الخطوط و المشجّرات الوهمية لهذه العشائر البعيدة كل البعد عن واقع الحال ، وهذه المشكلة يعاني منها الكثير في وقتنا هذا ، يا للأسف لا تحسم لأن هنالك مصالح وهنالك قوة تحول دون ذلك معللين هذا على المصادر، وأي مصادر هذه التي يعتمد عليها ؟!! وأجيبك أخي القارئ أنهم الرحالة المستشرقين الذين يكتبون عن أصول العرب وأنسابهم ومواقعها الجغرافية ، أو مؤرخ يكتب عن العراق وهو في الأندلس أو يكتب عن اليمن وهو في الهند ، أو التقارير السريّة لدوائر الغرب وما فعلت بدخولها إلينا ، ولكي لا نطيل على القارئ نأخذ من هذه الكتب ما يوافق العقل والمنطق أما غير ذلك فلا . وقد بدأنا والحمد لله نسمع ونقرأ عن التصحيح الذي ظهر إلى الوجود بفضل الأخوة المؤرخين والنسّابة الجادّين بعملهم * وفق ما يرضي الله وأني أبارك كل مَن دأب وصحح أنساب القبائل العربية من ذوي الاختصاص في هذا المجال وينبغي لنا أن نمد يد العون لهم ، لا أن نقوّم الدنيا ولا نقعدها ، لماذا ، لأن الباحث الفلاني أتى بشيء جديد غير ذلك والحقيقة هو ما موجود ومتوارث عن الآباء والأجداد ، وجاء في كتاب الله المجيد :-
بسم الله الرحمن الرحيم { أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ... }
صدق الله العظيم