[align=justify]بغداد - المؤتمر

استفحلت في الاونة الاخيرة ظاهرة تربية الاغنام والماعز في الاحياء السكنية والانطلاق بها يوميا الى اماكن رمي النفايات في الساحات التي اصبحت قلبا لها وقرب حاوياتها التي ترمى بها وكذلك بين المنازل والازقة والافرع الضيقة لترتعي مخلفة وراءها اثارا غير لائقة.

من (7) الى (50)

قال ابو وليد الذي يسكن اطراف القطاع الاول في مدينة الشعلة: (لقد بدأت بتربية هذه الاغنام منذ 14 عاما عندما بدأ الحصار على العراق انذاك حيث قمت في بداية الامر بتربية عدد قليل منها بحيث لا تتجاوز الـ 7 خراف لاربيها ومن ثم ابيعها في ساحة البيع في الشعلة وعندما رأيت ان هذه المهنة ذات مردود اقتصادي ساعدني على سد بعض حاجيات المنزل في وقت اخذ الوضع الاقتصادي يسوء شيئا فشيئا، طورت عملي حتى اصبح لدي الان اكثر من (50) رأسا من الاغنام والماعز اصبحت مصدر رزقنا الاول والاخير منذ ذلك الحين ولحد الان,, واننا لم نشتر العلف قط الا في الاوقات الحرجة حيث نقوم بالخروج منذ الصباح الباكر بهذا القطيع لنجوب شوارع وساحات رمي الفضلات في الشعلة وصولا الى الامكان بيـــع الخضراوات في العلوة وكذلك نذهب بها الى الساحات المنتشرة حول سوق الساحة وسوق النصر حيث هناك العديد من البسطيات التي تبيع الفواكه والخضر حيث نعتمد في رعيها على فضلات تلك المحال من الفواكه والخضراوات التي تعتبر غير صالحة للاستهلاك البشري وبعد قيـــام اصحاب البسطيات والمحال برميها فــي تلك الساحات.. ونقوم بشراء العلف وهذا طبعا نادرا عندما تتعرض بعض الاغنام او الماعز الى المرض ولا تستطيع السير لمسافات طويلة نتركها هنا في الحضيرة ونقدم بها الطعام حتى تشفى ونقوم بعدها ببيعها مباشرة لانها عرضة للمرض مرة اخرى نتيجة تناولها بعض اكياس النايلون او الورق او الاسلاك في بعض الاحيان.

وفي الحقيقة هذه الحالات قليلة لان القطعان التي لدينا قد تعلمت ماذا تأكل ومن اين وكذلك عندما تكون لدينا حالة انجاب لواحدة او اكثر نقوم بشراء العلف واننا نعتمد في شراء العلف الاخضر بنسبة (80%) من مجموع الاعلاف التي نشتريها لانه يعتبر من الاعلاف الرخيصة مقارنة بالعلف المركز ذي البروتين العالي.

تركوا المدرسة لرعي الاغنام

اما كاظم المزرفي الذي يسكن منطقة الغزالية ويرعى الاغنام ايضا فيقول: ان هذه المهنة في طبيعتها صعبة بنسبة لاناس ليزاولونها في المدينة حيث لا يستطيع شخص لوحده بمزاولتها مما اضطر اولادي الثلاثة ليتركوا المدرسة والعمل معي في تربية الاغنام ومن ثم هم يقومون بذلك بدوني في بعض الاحيان بعد ان حولت حديقة المنزل الى حضيرة لها وفي الحقيقة ان العديد من اهالي المنطقة ينظرون الينا بنظرة ازدراء على اساس اننا متخلفون لاننا نقوم بهذا العمل الذي اضطرنا الوضع المادي السيء لنا الى القيام به - وفي الحقيقة اننا هنا في المنزل نعاني من الاثار الجانبية لهذه القطعان وخصوصا الماعز ولما تخلفه من اثار سلبية على اطفالنا حيث اصيب احد الاطفال بمرض يسمى (حمة مالطة) جراء الاختلاط المباشر معها وخاصة المريضة منها التــي نتركها فــي المنـــزل عند الذهاب نهارا بالبقيــة الـــى الشوارع والساحات لترعى هناك وعند مراجعتنا الى الاطباء قالوا لنا انه لا يمكن ان يتحسن بصورة مستمرة الا ان يبتعد عن رائحة الاغنام والماعز، وبعدها قمنا بعزل الحضيرة عن المنزل بعد ان كان هناك باب واحد للحضيرة والمنزل حيث قمنا بفتح باب منعزل لها وبناء حاجز بين البيت والحضيرة ونقوم بتنظيفها يوميا ونجمع الفضلات باكياس نايلون ثم رميها في مكان بعيد اما الروائح فقد قلت نوعا ما بعد هذه الاجراءات وانني قررت بعد ان احصل على عمل او وظيفة توفر العيش ولو البسيط لعائلتي ان ابيع هذه الاغنام بعد ان جلبت لاطفالي المرض والنظرة الاجتماعية السيئة لنا وخاصة بعد ان منعتهم من الدراسة والذي اثر سلبا عليهم بعد ان اصبحوا شبابا وهم لا يزالون يربون هذه الاغنام كما قررت ان اجعلهم يكملون دراستهم عن طريق الامتحانات الخارجية ليتسنى لهم التعلم بعد ان حرمتهم منه).

أين الجهات المسؤولة؟

اما قاسم عبداالله الذي يسكن منطقة الغزالية فقال (ان ظاهرة رعي الاغنام داخل المدن ظاهرة غير صحيحة ويجب وضع الحلول من قبل الجهات المسؤولة عن ذلك - فأنك ترى القطعان في اوقات النهار تجوب شوارع المناطق السكنية وتخلف وراءها فضلات على طول الشارع الذي تدخله بالاضافة الى قيامها باكل اي شتلة في طريقها وقد قامت بجرد الساحات العامة من الورود والثيل والاشجار بعد ان كانت حدائق جميلة يقضي فيها الناس اوقات فراغهم وخاصة العوائل حيث اصبحت تدريجيا مقرا لقطعان الاغنام بدل المناظر الجميلة التي كانت في السابق تزين المدن.
[/align]