بسم الله الرحمن الرحيم

عدم جواز تهديم قبور الائمة عليهم السلام
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم ابد الابدين
وبعد: عظم الله أجورنا و أجوركم بهذا المصاب الجلل والذي طال حرم المقدس اللامامين العسكريين عليهم السلام والذي ادمى القلوب ونحن وسط الذهول( لماذا وكيف )واذ يطل علينا الشيخ المحترم القرظاوي بعد الإحداث ويقول (ان القبة ممكن ان تعاد وأفضل ولكن ان التجاوز على حرمة المساجد أهل السنة وقتل ما فيها أمر عظيم، كيف وكيف تأمر المراجع الناس بخروج والتظاهر) ومن هذا الحديث قلت في نفسي ابداً يجب ان نبين عظمة وحرمة حضراتنا المقدسة وان الامر أعظم من هذا، ورغم ذلك نبين حرمة جواز هدم الروضات المقدسة والذين أفتوا بهدم ذلك ذكروا أدلة واني اذكر كل واحد في فصل خاص ثم اذكر اصل الجواب
فأقول لا حول ولا قوة الا بالله وبه استعين
ونجعل البحث في قسمين
فصل: احد أدلة هذه الجماعة إن النبي صلى الله عليه واله نهى عن البناء على القبور ونقول في جوابهم إن نهي النبي ليس من باب الحرمة بل بعض نهيه من باب الكراهة وبالإضافة الى ذلك فان كلامه صلى الله عليه واله مثل القرأن فيه ناسخ ومنسوخ وخاص وعام كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث ( ان أمر النبي صلى الله عليه واله مثل القرأن منه ناسخ ومنسوخ وخاص وعام ومحكم ومتشابه) وذكر في اخر الحديث (وعِلْمُ ذلك كله علمنيه النبي صلى الله عليه واله ) وقال الرضا عليه السلام في حديث في باب علل اختلاف الاخبار وطريق علاجها ( ان رسول الله صلى الله عليه واله نهى عن اشياء ليس نهي حرام بل اعافة وكراهة) الى ان قال في هذا الحديث( وما كان في السنة نهي اعافة او كراهة ثم كان الخبر الاخر خلافة فذلك رخصة فيما عافة رسول الله وكرهه ولم يحرمه فذلك الذي يسع الاخذ بهما جميعاً او بأيهما شئت) الحديث وكل ما وصل الينا من عمل المسلمين من صدر الاسلام الى يومنا هذا وعمل الائمة الاطهار عليهم السلام فمفاده ان نهي النبي صلى الله عليه واله عن البناء على القبور ما كان نهي حرمة وشواهد ما ذكرنا كما يلي:
(الأول) دفن النبي صلى الله عليه واله في حجرة من حجرات منزله بالاستناد الى حديث عنه(ما مات نبي قط الا يدفن حيث تقبض روحه) ويوجد ايضاً في احاديث الشيعة ان النبي (ص) قال لامير المؤمنين (ع) في وصيته ياعلي ادفني في موضعي هذا وارفع قبري اربعة اصابع ورش الماء ولو كان يحرم البناء على القبر لهدم امير المؤمنين وساير الصحابة البناء اولاً ثم بعد ذلك يدفنونه صلوات الله عليه ولم يفعلوا فالبناء على القبر ليس بحرام وبالاضافة الى ذلك فانهم كانوا في طول الزمان يهدمون البناء ثم يجددونه ولا احد من علماء الاسلام منع عن ذلك وروي في الدمعة الساكبة بأسناده عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه واله اوصى الى امير المؤمنين بالصبر في الدنيا وبحفظ فاطمة وبجمع القرأن وبأداء دينه وتغسيله وان يعمل حائطاً في اطراف قبره وان يحفظ الحسن والحسين انتهى. وان كان لا يجوز البناء حول القبر لما اوصى النبي (ص) بمثل هذه الوصية.
(الثاني) ذكر في تاريخ ابن الأثير وساير التواريخ ان الحسن عليه السلام دفن في البقيع في قبة كان العباس عم النبي صلى الله عليه واله مدفوناً فيها وكذا السجاد والباقر والصادق عليهم السلام ولو لم يكن جائزاً لما دفن الائمة المعصومون يعني سيد الشهداء والباقر والصادق عليهم السلام اخوانهم وآبائهم تحت القبة ولما اوصى الرضا عليه السلام بان يدفن في قبة هرون امام قبره ( أي قبر هرون)
(الثالث) لما قتل سيد الشهداء عليه السلام في صحراء كربلا لم يكن هناك بناء ثم ان الشيعة في زمان الائمة عليهم السلام بنوا على قبره وقبر ابو الفضل العباس بناء وقباباً ولو كان ذلك حراماً او مكروهاً لمنعهم الائمة عليهم السلام عن ذلك ولو كان بقاء البناء على القبر غير جائز لأمروا بهدمه ولم يمنعهم من ذلك مانع فالشيعة كانوا مطيعين لهم والمخالفون كانوا يوافقون على ذلك بل كانوا يرغبون فيه كثيراً حتى ان المتوكل الخليفة العباسي اراد هدم القبة التي كانت على مرقد سيد الشهداء عليه السلام ولكن لم يمهله الاجل وما قلت من انه كانت قبة مبنية على قبر سيد الشهداء واخرى على قبر ابي الفضل فان شاهد ذلك في الاخبار عندنا موجود فلقد قال الصادق عليه السلام في حديث طويل لابي حمزة الثمالي عند تعليمه آداب زيارة ابي عبد الله الحسين عليه السلام (واجتهد في الدعاء ما قدرت عليه واكثر منه ان شاء الله ثم تخرج من السقيفة فتقف بحذاء قبور الشهداء) وفي الزيارة التي رواها صفوان الجمال عن الصادق عليه السلام قال ( ثم تأتي باب القبة وقف من حيث يلي الرأس وقل السلام عليك ) ............ يتبع


كتبه الأقل
العبد الفقير الجاني
فراس الموسوي
بعد أحداث سامراء