هل يشكل الاستحقاق الانتخابي مضادا حقيقيا و فعالا للمحاصصة الطائفية ؟

البديل العراقي /
جاء الاحتلال وجاء معه الطاعون السياسي الخطير والذي اتخذ اسم " المحاصصة الطائفية والعرقية " .. معروف أن الجميع ، جميع الذين شاركوا في زفة مجلس الحكم وما قبلها وما بعدها قد صفقوا ، وامتدحوا هذه البضاعة المسمومة ، والبعض منهم وعلى طريقة "جمع مع الناس عيد " وافقوا على الدخول في الهيئات السياسية التي شكلتها سلطات الاحتلال بصفاتهم وأسمائهم وتمثيلهم الطائفي والعرقي .. وشاهدنا ما يدير الرأس ويشعله شيبا : فهذا علماني متطرف يشارك بوصفه يمثل من يسمونهم " العرب السنة " وذاك الأمين العام للحزب الشيوعي يتم تعينه عضوا في مجلس الحكم على الكوتا " الشيعية " .. واليوم وبعد أن احترق الأخضر واليابس وبرزت الثمار المرة للمحاصصة الطائفية والعرقية ومن ذلك ظواهر : القتل على الهوية والتهجير الطائفي والارتزاق العلني وبدايات فعلية لتقسيم مديني وجغرافي واستقطاب اجتماعي واختفاء الزواج المختلط وغير ذلك من عادات راقية رسختها قرون من التآخي بين العراقيين إن المحاصصة الطائفية والعرقية سم زعاف لأنها ترسي عرفا دستوريا كقانون غير مكتوب توزع بموجبه الرئاسات والوزارات السيادية حسب مبادئ طائفية غير مدسترة ولكن مهيأ لها جيدا وممهد لها على خير مايرام..
يأتي الموقف الجديد لجبهة التوافق ليوحي بنية كسر الاتجاه أو السير عكس التيار الطائفي ويمكن القول أن نوايا ومواقف كهذه يجب أن لا تهمل وترمى جانبا وإنما ينبغي تمحيصها والبحث عن أية بذور وطنية وديموقراطية مضادة للمحاصصة الطائفية فيها ..
يقول الخبر أن قائمة التوافق رفضت طلبا تقدمت به كتلة برلمانية لنيل أحد المناصب الرئاسية وسبب الرفض هو أن تلك الكتلة لا تملك الاستحقاق المطلوب انتخابيا بحيث تتاهل لنيل هذا المنصب . والمقصود على مايبدو بكلام التوافق، هي قائمة " العراقية " التي قيل بأن زعيمها " أياد علاوي قد تقدم للترشح لمنصب نائب رئيس الدولة .. هذا الموقف يبدو مضادا في الظاهر للمحاصصة الطائفية والعرف الدستوري الذي يحاول الطالباني والحكيم وغيرهما ترسيخه لأنه يتبنى ما يسمي " الاستحقاق الانتخابي " وليس الاحتكام الى الصفقات السرية الطائفية غير أن هذا ليس صحيحا ، ولا هوبالموقف المختلف عن الاعتماد العلني للمحاصصة الطائفية . وبريق موقف قائمة "التوافق " لا يمكن أن يضبب علينا رؤية خلفية المشهد السياسي إذ لا يمكن القضاء على المحاصصة وهي كما قلنا الثمرة المرة للاحتلال دون استهداف جذع وجذور الشجرة ألا وهي الاحتلال ..
والحقيقة أن الاستحقاق الانتخابي هو من حيث الجوهر والمظهر نتيجة فعلية للمحاصصة الطائفية . إن من يصرخون اليوم دفاعا عما يسونه " إرادة الشعب " و" الديموقراطية الفتية " إنما يدافعون عن جمهورهم الطائفي وقد حولوه الى شعب من الأرقام والنسب المئوية بموجب آليات وترتيبات العملية الانتخابية المغشوشة منذ البداية . أما الأحزاب القائمة الآن والقوائم والكتل البرلمانية السائرة في طريق التحزب ومنها جبهة التوافق التي لا تخلو - شاءت أو أبت - من سمات ونزوع طائفي أو قومي شوفيني .. وهي إن لم تكن قوى وأحزاب طائفية ولائية أو سياسية فقد تكون طائفية تكوينيا مع انها تزعم أن لا ذنب لقيادة هذا الحزب أو ذاك فيها ، بل السبب يعود بالدرجة الأولى الى التكوين التعددي والمتنوع للمجتمع العراقي فليس مقصودا أن تكون مدينة الصدر قلعة للتيار الصدري أو أن يكون الحزب الإسلامي هو الحزب السياسي الأول في مدينة الموصل ..والرد على هذا الزعم بسيط وعملي : لتجرى انتخابات تشريعية تحت إشراف دولي وبعد انسحاب قوات الاحتلال وعلى أسس وطنية تدين و تحرم الدعايات والنشاطات والكيانات القائمة على أساس الولاء الطائفي والعرقي وحينها سترون كيف سيخرج الشيطان من الشباك بعد أن أدخله الاحتلال من الباب .. المشكلة تكمن في أن جميع الطائفيين يخافون من خيار وطني وديموقراطي كهذا وليس فقط الذين اعتلوا ظهر الطائفة الأكبر وقطفوا أكبر عدد من المقاعد فحتى القوائم الصغيرة والتي نجحت في تحويل هذه المدينة أو تلك المنطقة الى قلعة أو ملجأ أو منتبذ لها لا تريد مستقبلا رؤية خيار كهذا يخرجها من عفن وعطونة الانعزال الطائفي ويقذف بها في الهواء والنور والاندماج المجتمعي الحقيقي .
نص الخبر/
قال عضو مجلس النواب عن جبهة التوافق العراقية ( حسين الفلوجي ) ان الجبهة ركن مهم من اركان العملية السياسية نتيجة للاستحقاق الانتخابي الذي حصلت عليه في الأنتخابات، ونقلت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء عن الفلوجي قوله اليوم الاثنين ان للجبهة الحق في ان تنال المناصب الرئاسية في الحكومة المقبلة ، واضاف الفلوجي أنه على هذا الاساس تم الاتفاق مع قائمتي التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد على توزيع المناصب الرئاسية على أساس الاستحقاق الانتخابي، مشيرا الى ان من حق بقية القوائم ان تطالب بمناصب وزارية وحسب التمثيل الانتخابي الذي حصلت عليه، وأوضح الفلوجي الى ان جبهة التوافق رفضت في اجتماع الكتل السياسية امس ما تقدمت به احدى القوائم لشملها بالمناصب الرئاسية وهي لا تمتلك من الاستحقاق الانتخابي القدر الكافي للترشيح الى هذه المناصب مما استدعى تأجيل الاجتماعات لمناقشة هذه التطورات ومن ثم العمل على حسم الامور العالقة خلال الايام القليلة المقبلة.

http://www.mumehhidon.net/mo3/showth...1001#post11001