النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    817

    افتراضي الإسلاميون التركمان ثمرة مباركة من شجرة الشهيد محمد باقر الصدر - جاسم محمد جعفر طوزلو

    نعيد نشر هذه السلسلة لأهميتها التاريخية التي كتبها وزير الإسكان جاسم محمد جعفر

    الإسلاميون التركمان ثمرة مباركة من شجرة الشهيد محمد باقر الصدر - 1




    الشهيد محمد باقر الصدر شهيد الإسلام الخالد والعلم البارز من أعلام الأمة الإسلامية فكان حياته عطر فواح يتعطر به الأمة.وأفكاره مدرسة تتعلم الأجيال منها معاني الشرف والكرامة ونكران ألذات والعلم والأدب الرفيع .

    لقد كان الأمام رحمه الله مدرسة فكرية, وصنفه الكثير من المؤرخين على انه مذهب وحجة في الفلسفة والاقتصاد والفقه والشريعة الإسلامية إلى جانب كونه مدرسة إنسانية ترك للأجيال تراثا ثرياً ينهلون منه .
    اعتلى الأمام صهوة جواد الثورة ضد الظلم والطغيان وجنّد نفسه ثائرا وقائدا للثوار من كل الاتجاهات الفكرية والسياسية العراقية وأطلق شرارة الثورة ليجعل منها مفهوما شعبيا وسط كل تيارات الشعب العراقي وعمم مفهومها السياسي والفكري وشكل منه حالة تمرد ومواجهة ضد الباطل وأهله .
    وهكذا أفاق المجرم صدام من قيلولته ليجد نفسه الشريرة وقد تلبستها روح يزيد . فارتعدت فرائصه وهو يرى قيم الحسين بن علي(ع) قد داهمته مرة أخرى . فأستل سيف الغدر ليطيح برأس الحسين مرة اخرى على ارض العراق .

    فذاك صدام اللقيط قد حصد ما زرعه ونال خزي الدنيا قبل الآخرة ذليلا صغيرا ينتظر حكم العدالة والى مزبلة التاريخ ,فهذا حسين العصر العالم التقي الورع أورث بدمه الطاهر ومظلوميته للإنسانية فكرا وضاءا , وعلما ينتفع منه العلماء , ومدرسة سياسية تعلم الأجيال معنى الحرية وتحرير الإنسان . وترك لهم نظرية اقتصادية تنقذهم من قهر التسلط والتجبر. ستشهد الأجيال القادمة بلا شك بأنها الأصلح لحياة .
    فالشهيد الحي كان قمة في العطاء الإنساني , وعطاءه كان قمة المعطاءات , فحياته في العقود الخمسة التي نمى وترعرع في أحضان البيت العتيق ( بيت آل الصدر آل ياسين ) , لو فرضنا جدلا بان العقد الأول من عمره كان للنمو وتكوين باكورة الحياة , يبقى العقود الأربعة الباقية من عمره الشريف الشمس الساطع التي أشرقت بنوره البراق الكون كل أنواع الضوء والحياة , فلكل عقد من حياته الكريم ثمرة عظيمة تفوق ثمرة عقود من حياة العلماء العظماء , وهذه الثمرة التي أينعت من عمره الشريف القمة في العطاء لا ينافسه عطاء فوقه .

    ـ في العقد الثاني من عمره الكريم وفي ريعان شبابه عندما أدرك خطورة انحراف الشارع الإسلامي بأفكار وتيارات ملحدة كان رحمة الله عليه السبّاق في العطاء , فقدم عقدا بكاملة من عبق ريحانة شبابه ليؤلف الكتابين العبقريين (فلسفتنا واقتصادنا ) وكتبا أخرى ليكون هذا العطاء القمة في زمانه ليٌسلح الشباب المسلم بسلاح الفكر والأيمان , وليرفعهم من الدفاع السلبي إلى الهجوم الايجابي وكان وقعها عظيما آنذاك حيث هز ضمير البشرية وارجع للإسلاميين ثقته وعنفوانه وفتح لهم آفاق العلم والممارسة السياسية المسالمة للوقوف امام التيارات المعاندة .

    اليوم الكل يرى كيف انحسرت تلك الأفكار الإلحادية والشوفينية وولت بلا رجعة وفي المقابل وبدلا عنها أينعت وأثمرت تلك الأفكار الإسلامية الهادئة المسالمة التي أسسه وتبناه الشهيد وهي محصنة في أذهان معتنقيه دافعوا عنها بدمهم وفي زنزاناتهم وهجرتهم الى بقاع العالم وسيدافعون عنها وهم مطمئنون من نتائجها ,ها هو فكر الإمام محمد باقر الصدر يدرس في جامعات العالم ويطبق في البنوك الإسلامية وفي الواقع السياسي الحي .

    ـ وفي العقد الثالث كان عطاءه القمة يفوق عطاءه في العقد الثاني عندما أدرك دور الأحزاب والحركات الإلحادية الوافدة من الغرب ودورها التخريبي لأذهان الشباب فأطلق قنبلة جده الشيخ عبدالحسين شرف الدين (ره) ( لا ينتشر الهدى إلا من حيث انتشر الضلال ) وكان السبّاق في تأسيس حزب الدعوة الإسلامية ,الأعجوبة التي غيرت خريطة المنطقة الإسلامية بل العالم بأجمله و حيث بدِأت ثلة مؤمنة صابرة وهو يقودهم شخصيا ويحرص عليهم بفكره ونظرياته العبقرية رغم القنابل والاتهامات التي كانت تنهال لشخصه الكريم من الحوزة العلمية ومن كبار العلماء ما فتئ حتى انظم في صفوفه الرعيل الثاني من الدعاة وهذه المرة من قلب العالم النابض طلاب الجامعات والطبقة الواعية الشابة من رواد الحوزة العلمية الحية الأبية , فتلاقحت أفكار المدرستين , مدرسة الدراسة الأكاديمية في الجامعات ومدرسة الدراسة التقليدية في الحوزات العلمية آنذاك فكانت ثمرتها هذا الجيل الهادر من الأفكار والتوجهات والتي تحولت إلى داينومات للمحرك الأصلي ألا وهو الحركة الإسلامية المعاصرة التي تحولت إلى عملاق هز العالم بأسره , وها هو اليوم نحن نرى ثمرة تلك المدرسة المباركة وهي تقود العراق ويدافع عن استحقاقاتها بشكل هادئ ورصين.

    ـ وبعدما اطمئن على سير قطار الحركة الإسلامية على السكك الحديدية الصلبة القوية وانطلاقه بالسرعة الجيدة وبعدما سلم قيادته وربانه بيد كريمة من الدعاة وهو يقودهم من بعيد , انتقل إلى العطاء العبقري الثالث في العقد الرابع من عمره الكريم ألا وهو بناء القيادة الكريمة , فكان له فكرة المرجعية الرشيدة التي أرادت أن تكون المرجعية مرجعية قيادية سياسية تقود الطائفة والأمة الإسلامية إلى شاطئ ألامان , فكانت المرجعية الرشيدة الفكرة العظيمة والانقلاب الهادر للكثير من التوجهات الخاطئة والترسبات البالية السائدة والموروثة آنذاك التي كانت تعيق من تطورها وازدهارها وأصبحت الحوزة العلمية في عصره تتنافس مع الجامعات والمدارس الأكاديمية من حيث الإدارة والتنظيم والدروس , فرحم الله الإمام الشهيد محمد باقر الصدر الوحيد الذي لم يكّون لنفسه حاشية حوزوية بل حاول أن يقضي على البيوتات التقليدية لأبناء وأحفاد والحواشي للمراجع العظام واستبدلها إلى مدارس فقهية وأصولية , وكتب كتبه الأربعة في الأصول التي غيرت المناهج والخطط في الحوزة العلمية , وكما ادخل للحوزة دراسة اللغات الأجنبية والرياضيات المعاصرة وكتابه (الأسس المنطقية للاستقراء )كتاب فلسفي رياضي عظيم هز الفكر الحوزوي التقليدي وأعطى له فكرا خلابا وتنافسا جذابا في النقاش والتجاذب , واليوم تحولت الحوزات العلمية بجهده الكريم إلى مدارس وكليات مرموقة تستقبل الوافدين إليها وبشروط اكثر تعقيدا من القبول في الجامعات الاكاديمية ولها روادها من كل إقصاء العالم .

    ـ أما في العقد الخامس من عمره فكان له محطتان احديهما أعظم من الثاني وعطاء ثانيهم غطت على كل معطاءات عمره الكريم.

    ففي الأولى مشروع الدولة الإسلامية.

    وفي الثانية مشروع الشهادة والخلافة.

    ـ ففي كتبه مسلسلات (الإسلام يقود الحياة ) والحكومة الإسلامية قد أبدع إبداعا لا مثيل له حيث فتح آفاق العالم حول إمكانية قيام الجمهورية الإسلامية والدولة الإسلامية وفق منهاج عصري جديد يوافق عليها الأفكار والتوجهات القانونية السائدة في الحكومات الديمقراطية الغربية والتي توافق عليه المنظمات والمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة , ففكرة انتخاب مجلس الخبراء ومجلس الشورى وانتخاب رئيس الجمهورية من بين الشعب والتي تعتبر من لبناة أفكاره الكريمة تعتبر نقلة نوعية في النظم الديمقراطية المعاصرة وكانت لهذه الأفكار التأثير المباشر في تغيير بعض الأفكار الديمقراطية التي كانت سائدة آنذاك .

    ـ فعندما أراد أن ينهي مشواره نحو الكمال في الحكومة النموذجية بعدما أسس ووضع أركانها الأربعة أعلاه , عرض عليه عارض من افسد الناس خلقا وُخلقا وأوكلت خيانة القتل والغدر لصدام اللعين لينال منه أو من فكره وهدم العقود الخمسة من عمر ه الشريف بجرة قلم , فطالبه الظلمة والعتدة أن يهدم ما بناه بيده وان يكفّر الدعوة الإسلامية والجمهورية الإسلامية ويبني على أعتابها البعثيين من الضبابيين والفجرة وكان إلا يثار في روحه الطاهرة التي قدمه في طبق من ذهب ليحيى مشروعه , مشروع الشهادة والخلافة المقتبس من مشروع جده الحسين (ع) عندما ركزه اللعين بن اللعين بين السلة والذلة وهيهات من آل الرسول الذلة فتبنى مشروع الشهادة والخلافة أي الشهادة في سبيل الله وبالشهادة , استشهاد على الناس بخلافة البشر على المعمورة فكانت شهادته عليه رضوان الله مشروع خلافة التي نرى بوادرها وهي تتحقق يوما بعد يوم وها هو رواد الحركة الإسلامية وهي تقود الحكومة نحو الكمال الذي خطه حسين عصرنا الإمام الشهيد محمد باقر الصدر
    [align=center][/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    817

    افتراضي

    الإسلاميون التركمان ثمرة مباركة من شجرة الشهيد محمد باقر الصدر الحلقة الثانية



    في هذا الجزء من البحث سوف نركز على ظهور الفكر الإسلامي الحركي في المنطقة الشمالية وبالذات في وسط التركمان ودور الرواد والمفكرين الإسلاميين من علماء ومثقفين في حمل وتبليغ راية هذه الفكرة إلى تلك المنطقة فأول من بادر في حمل فكر التحرك الإسلامي المعاصر إلى المنطقة الشمالية ثلة من العلماء الأعلام الذين توافدوا من النجف للتبليغ والمحاضرة وتولي الأمور الشرعية ثم رافقه وفود معاكسة مكونة من طلبة المنطقة الشمالية إلى النجف في فترات زمنية متفاوتة للدارسة في أروقة وحلقات الحوزة العلمية في النجف الاشرف .

    البدايات :

    طوز خورماتو:

    ـ أُرسل في 1935م سماحة الشيخ محمد الكنجي من قبل آية الله السيد ابوالحسن الاصفهاني إلى طوز خورماتو للتبليغ وإقامة مراسيم العزاء الحسيني وكان المرحوم الشيخ محمد يجيد اللغة التركمانية وتمكن سماحته وبفترة وجيزة إلى إيجاد تغير جذري بين أهالي طوز بعدما كانت الحلقات والتكايا الصوفية التي تغالي في أمير المؤمنين الامام علي (ع) مذهب ومعتقد هذه المدينة , بقدسيتة وقوة شخصيته هذا العالم تغير الناس نحو الأمامية الاثنى عشرية والإيمان بالاجتهاد والمجتهدين بعد ما كانوا يعتقدون بالصوفية , عانى رحمة الله عليه من بعض الجهالة صنوف العذاب والإهانات ولكن بصبره وصموده آثر على ملذات الحياة فكانت نتائج تحركه مثمرة وطيبة , بقي رحمة الله عليه أكثر من 30 عام في خدمة المدينة ثم وافاه الأجل في النجف .

    ـ في سنة 1965 أرسل سماحة الشيخ إبراهيم المشكيني من قبل آية الله السيد محسن الحكيم إلى طوز بعدما هاجره الشيخ محمد واستقر مكانه وكان لهذا العالم الجليل الدور المؤثر والجيد على شباب ومعلمي المنطقة حيث أعطى للمرجعية دور مؤثر في شؤون حياة الناس ووقف بحزم وقوة أمام الحكومة آنذاك وأمام أمنها وشرطتها وأوجد في نفوس الشيعة هناك الشجاعة والبسالة للوقوف أمام تلك تخرصات ازلام الحكومة وعلى أثره ابعد النظام هذا العالم الجليل بدلائل واهية من المدينة حتى يتمكن من الانفراد بهم لترهيبهم وزجهم في السجون.
    ـ بعد مغادرة هذا العالم الجليل منطقة طوز في سنة 1976م لم يسمح النظام بوفود علماء آخرين إلا على شكل أفراد متعددة ومتقطعة وبفترة زمنية وجيزة وبشكل سري في مواسم محرم وشهر رمضان وكان كلا من الشيخ جعفر الايراوني والسيد الطباطبائي التبريزي دور مميز لتردد إلى المنطقة ولكن النظام في أوائل الثمانينات تعامل بقساوة منفردة مع الإسلام والتحرك الإسلامي حيث لم يسمح أي تحرك وهمس إسلامي إلا قضى عليه ضنا منه القضاء على التحرك الإسلامي في العراق .

    ـ أما الشهيد آية الله محمد باقر الصدر قد أرسل علماء ومثقفين الى طوز من العلماء والمثقفين الذين كان لهم دور أساسي لإيجاد التغير إلى الإسلام عند الشباب ونتطرق على بعض منهم أدناه واستقبل سماحته بعض الطلبة للحوزة العلمية امثال الشهيد الشيخ محمد حسين البشيري ابن سماحة المرحوم آية اله حسين البشيري الكبير الشهيد الشيخ مهدي إبراهيم والشهيد الشيخ عبد الجليل إبراهيم قنبر والشهيد الشيخ مصطفى علي تنزيلات والذين شاركوا في تظاهرات 17 رجب أثناء اعتقال الشهيد محمد باقر الصدر ضد النظام البائد وتم اعتقال جميع هؤلاء الطلبة وحكم على جميعهم حكم الإعدام , والآن بعض العلماء الحركيين الذين توافدوا من قبل الشهيد محمد باقر الصدر إلى شمال العراق .

    ـ آية الله الشيخ حسين البشيري الكبير والذي ولد في قرية البشير والتحق للحوزة العلمية في النجف في السبعينات , كونه الطالب الوحيد من الشمال اهتم به آية الله العظمى السيد محسن الحكيم وتربى وترعرع في هذا البيت الكريم وبين أولاد سماحته كلا من سماحة آية الله الشهيد مهدي الحكيم وسماحة اية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم وسماحة آية الله الشهيد محمد باقر الحكيم .

    يعتبر سماحته اول وكيل رسمي لسماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم من أهالي المنطقة ترسل الى شمال العراق وكما يعتبر أول داعية تركمانية حمل فكر حزب الدعوة الإسلامية الى المنطقة ولكن انسحاب آية الله الشهيد محمد باقر الصدر من قيادة الدعوة الإسلامية تلبية لرأي سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم الذي طلب من طلاب وعلماء الحوزة العلمية ترك العمل السياسي والتفرد في إدارة الحوزة العلمية, انسحب سماحة آية البشيري لإدارة الدعوة وانتشاره هناك لذا بقي الدعوة متلكئا حتى انتشر ثانية بواسطة طلاب ومثقفين من الجماعات العراقية

    ـ سماحة السيد الاردبيلي والذي يعتبر العمود الفقري لسماحة آية الله الشهيد محمد باقر الصدر ومن الفضلاء المعتمدين لديه بعد آية السيد الحائري وآية الله السيد الهاشمي والذي هُجر فيما بعد إلى إيران وتوفى هناك , كان سماحة السيد الاردبيلي من العلماء الفضلاء الذي استقر في كركوك وطوز مدد طويلة وكان لهذا العالم الجليل دور مميز في نشر أفكار وتوجهات سماحة آية الله السيد محمد باقر الصدر وكان يدّرس فلسفتنا واقتصادنا والمدرسة الإسلامية للشباب التركماني عندنا في كركوك وطوز وكان يحضر في حلقاته الكثير من شباب الجامعات والتي تشكلت فيما بعد نواة حزب الدعوة هناك وكما كان لسماحته علاقة متينة مع الشيخ إبراهيم المشكيني أعلاه .حاول سماحته جهدا كبير لجلب علماء فضلاء وبعدد لا يستهان إلى كل المناطق الشمالية ابتداءا من تلعفر إلى قزانية ومن امثال هؤلاء سيد عبد العزيز الاردبيلي وعبد الكريم الادربيلي شيخ حسين التبريزي وآخرين ممن يجيدون اللغة التركية .
    ـ السيد محمد تقي التبريزي وهو من طلبة الشهيد محمد باقر الصدر(وهو اخو الشهيد سيد عماد التبريزي احد قيادي الدعوة الإسلامية الذي استشهد مع كوكبة فبضة الهدى)1 الذي أرسله السيد الشهيد في سنوات 1972و1973م إلى طوز واستقر في المسجد الصغير في المدينة حيث أثر سماحته بشكل جيد للشباب .
    ـ الأستاذ ستار جبر(صاحب كتاب هامش علي الوردي ) مدرس اللغة العربية الذي كان يدرس في ثانوية ابن خلدون في طوز وقد تمكن هذا الأستاذ الجليل من حضوره في المساجد وفي المكانات العامة من إيجاد تغير عند الشباب, في يوم استشهاد كوكبة فبضة الهدى سنة 1976م خطب أستاذ ستار جبر في المدرسة وأمام الطلاب ليبين للناس ظلم وجور البعثيين حيث خرج الطلاب من الصفوف كاد أن تندلع تظاهرة طلابية داخل المدرسة لولا حكمة المدير الأستاذ اكبر كوثر .

    ـ عدد من الإخوة من الجامعيين كانوا آنذاك طلاب في جامعة بغداد وانتموا إلى حزب الدعوة الإسلامية في سنوات 1974ـ 1975م وحملوا حزب الدعوة الإسلامية إلى طوز وكان لهؤلاء الإخوة دور بارز ومؤثر لتنشيط الدعوة بشكله التنظيمي المتعارف في طوز, لقد انتمى إلى الدعوة الإسلامية إلى حد سنة 1982م أكثر من عشرين داعية ولكن الأحداث الدامية في تلك السنوات احرق الأخضر واليابس وكان نتيجة تلك الحملة الشعواء 75 شهيدا و15 سجينا افرج عنهم وهاجر أكثر من 200شخص من هذه المدينة فقط .

    أما دعاة المناطق الأخرى وطلاب الشهيد الصدر للمناطق الأخرى سوف نتطرق في الحلقة القادمة
    [align=center][/align]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    817

    افتراضي

    الإسلاميون التركمان ثمرة مباركة من شجرة الشهيد محمد باقر الصدر الحلقة الثالثة




    سماحة الشيخ محمد تقي المولى أول وكيل لشهيد محمد باقر الصدر في العراق

    سماحة الشيخ محمد تقي المولى من مواليد مدينة تلعفر التابعة إداريا لمحافظة موصل والواقعة في 70 كلم شرقها وعلى بعد كيلومترات عن الحدود السورية , غالبية سكانها من الشيعة التركمان , لهذه المدينة كما يعرفه الجميع تاريخ مشرق عندما نهض بوجه الإنكليز وقاوموا الاحتلال بثورة معروفة (ثورة تلعفر) الشهيرة , وقد تعامل النظام البائد مع هذه المدينة بقساوة حيث اعدم العشرات من خيرة شبابها وهاجر عشرات آخرين الى خارج القطر وكان سماحة الشيخ محمد تقي المولى احد قادة هذا التيار, جاهد سماحته أكثر من عشرين سنة ثم صدر عليه من قبل جلاوزة النظام البائد حكم إلقاء القبض وترك العراق إلى المهجر من القيادات العراقية البارزة .

    والإسلاميون التركمان عنوان سياسي بارز في وسط التركمان ووسط الساحة السياسية العراقية والذي استطاع برعاية مباشرة من اية الله السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) أن يجذب إليه في الستينات والسبعينات قطاعات واسعة من الشباب ومن سائر الفئات والشرائح الاجتماعية, وعلى اثر ذلك التجأت أجهزة القمع للنظام البائد إلى القتل والتشريد والتصفية الجسدية بشكل كبير وفظيع لا يتصوره الإنسان ودون أدنى محاولة للحوار والتأني في التعامل معهم, فقد اعدم نظام صدام أكثر من (500) من الشباب واعتقل المئات وهدّم المدن والقصبات بتهمة الالتزام الإسلامي وعلى أثره هاجر الآلاف إلى خارج الوطن, علما إن الوسط التركماني لم يشهد إعدامات وهجرة جماعية بهذا الحجم والكم والكيف طول تاريخه القديم والمعاصر في العراق0

    فسماحته يعتبر من الطلبة القلائل التي واكب الشهيد محمد باقر الصدر(رض) في الدرس والعلاقة القوية, حيث كان السيد الشهيد يعتمد عليه اعتمادا كليا في جذب طلبة التركمان من كركوك وضواحيها إلى الحوزة العلمية, وإرسال المبلغين من العلماء الواعين إلى المنطقة حيث تمكن بالتنسيق مع السيد عبدا لغني الاردبيلي وسماحة آية الله الشيخ حسين ألبشيري من إرسال عدد كبير من هؤلاء إلى المنطقة كما قام سماحته بالتنسيق مع المرجعية سواء مرجعية آية الله الحكيم او مرجعية آية الله الخوئي من بناء مساجد وحسينيات في الكثير من القرى والقصبات التركمانية.

    جاء إلى السيد الشهيد محمد باقر الصدر في سنة 1972م كلا من الإخوة المرحوم ملا إبراهيم علي ألبشيري وملا حيدر والأستاذ شكور أفندي الامرلي ممثلين من أهالي طوز ليطالبوا سماحة الشيخ محمد تقي المولى ليكون عالم المسجد الصغير في طوز , وبطبيعته وجه السيد الشهيد هذا الطلب إلى أستاذه آية الله الخوئي ليبتّ فيه ولكن آية الله الخوئي تثاقل قليلا لان كان سماحة الشيخ إبراهيم المشكيني آنذاك وكيلا عنه , عندما تباطأ آية العظمى السيد الخوئي لتلبية هذا الطلب عينه الشهيد محمد باقر الصدر وكيلا عنه ولحد ذلك التاريخ لم يكن للسيد الشهيد وكيل في أية منطقة من مناطق العراق او العالم وعلى هذا يعتبر سماحة الشيخ محمد تقي المولى أول وكيل رسمي يرسل من قبل سماحته إلى طوز. ثم عين سماحته وكيلا عنه في تلعفر وفي محافظة الموصل

    انتمى سماحته إلى حزب الدعوة في السبعينات وأصبح المسئول التنظيمي لموصل وجامعتها المكتظة بالدعاة, كلفه سماحة الشهيد آية الله محمد باقر الصدر لدراسة النقاط الجهادية التالية وذلك في السبعينات :

    ـ دراسة طريق تلعفر مع الحدود السورية وسهولة إيصال المأونات والمساعدات المالية والتنظيمية الى الدعاة المناضلين .

    ـ إخراج المؤمنين المتضايقين من قبل النظام مع عوائلهم إلى سوريا وكان لهذا الطريق دور مميز لنجاة الكثير من العلماء والمجاهدين .

    أصبح سماحة الشيخ محمد تقي المولى الرابط بين اية الله الشهيد محمد باقر الصدر وطلبة العلوم الدينية من شمال العراق منهم ( الشيخ هاشم رفعت , الشيخ الشهيد محمد الحسين ألبشيري , الشيخ الشهيد مهدي إبراهيم علي ألبشيري , الشيخ الشهيد عبد الجليل إبراهيم قنبر , والشيخ المرحوم عبد الحسين الامرلي , والشيخ المرحوم عيسى حمزه لي , والشيخ الشهيد عباس فاضل, والشيخ حسن على مردان ألبشيري ,والشيخ أبو سجاد التازه لي, أخ علي ألبشيري , وآخرين) ثم تحولت هذه المجموعة إلى حلقة جهادية وثقافية واعية للعمل الإسلامي في شمال العراق وكانت الثمرة ذلك الخط الواعي المليء بالنشاط والحركة وهم الإسلاميون التركمان .

    إضافة إلى الطلبة والعلماء كان سماحة الشيخ محمد تقي المولى المسئول والرابط بين آية الله السيد الشهيد وبين مجموعة ثقافية من المعلمين والكوادر التركمانية وكذلك بين مجموعة من الطلبة الجامعيون في موصل والسليمانية وكركوك ( الشهيد شكور خليل , الشهيد محمد عبد الله , والدكتور عباس قلندر, والأستاذ شكر صفر , والأستاذ شكور أفندي الامرلي وآخرين )

    في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات عندما حمى الوطيس بين النظام البائد والإسلاميون كُلف سماحة الشيخ محمد تقي المولى من قبل الشهيد الصدر وبعض العلماء من بيت آية السيد محسن الحكيم لإدارة العمل الإسلامي والجهادي لمقاومة النظام البائد في شمال العراق واستجاب سماحته بسمع وطاعة لهذا النداء واضعا روحه بالكف رخيصة ليجاهد من اجل الإسلام رغم ماكان يعاني منه المؤمنين من ازلام النظام يوم ذاك من خطورة وترقب , فمن الأعمال الذي قام به سماحته في تلك الظروف العصيبة :

    ـ تشكيل لجنة من المؤمنين من أهالي تلعفر لإخراج المعارضين المطلوبين من قبل النظام

    إلى سوريا حيث تمكنت هذه اللجنة من إخراج المئات ( أمثال سماحة الشيخ محمد رضا النعماني , أولاد السيد جواد شبر ...الخ ) .

    ـ الاتصال مع المؤمنين الدعاة لإعادة تنظيمهم ثانية بعد الاعتقالات التي لاقت المؤمنين الدعاة وتكوين خلايا تنظيمية صغيرة جديدة للعمل السياسي المعارض ضد النظام .

    ـ إيصال المأونات والمنشورات للخلايا التنظيمية التي كانت تعمل في داخل العراق وكذلك توفير ألهويات المزورة ونموذج إجازة العسكريين وجوازات السفر للتحرك داخل العراق .

    ـ فتح دورات تنظيمية ونضالية في داخل العراق وتعبئة الجماهير ضد النظام .
    ـ الاتصال مع آية الله الشهيد محمد باقر الصدر بواسطة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم وبالارتباط مع آية الله محمد صادق الصدر وكان رابطه ابنه عمار الحكيم كان يوم ذاك في العاشرة من عمره, كان يتلقى منه الأوامر ويسلم له ما يدور عند الإسلاميون والحركة الإسلامية وكان سماحة السيد عبد العزيز الحكيم بدوره يرتبط مع سماحة الشيخ محمد تقي المولى لتنظيم الأعمال.

    بعد ما كُشف نشاطات سماحته السياسية والتنظيمية ضاق عليه الخناق من قبل النظام وأزلامه ووزع اسمه إلى الجهات المختصة لاعتقاله , ترك العراق متوجها إلى سوريا وكانت هذه الهجرة في وقت متأخر قياسا للآخرين حيث صمد وصبر إلى آخر لحظة للإدارة العمل الإسلامي وبعد ما التحق إلى سوريا شكل مع اخوانه ( السيد عبد العزيز الحكيم والسيد الحيدري وسماحته ) حركة المجاهدين العراقيين بعد التشاور مع سماحة الشيخ محمد مهدي الاصفي وقيادة حزب الدعوة الإسلامية حيث قامت هذه الحركة بإمرة سماحته بأعمال نضالية وثقافية وسياسية مع المعارضة العراقية ثم انتقلت جُل نشاطاتها الى ايران ومنطقة كردستان العراق .



    ثم انتقل سماحته إلى إيران مع آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (رض) ليكون من قيادي مؤسسة الشهيد محمد باقر الصدر التي أسسه سماحة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم والتي كانت تدير شؤون العراقيين ثم أصبح من قيادي مكتب العراق الذي أسسه سماحة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم لادارة عمل السياسي العراقي بالتنسيق مع المعارضة العراقية وأخير أنتخب من قيادي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وضمن لجنته المركزية , وكان لسماحته دور مميز في انتفاضة 15 شعبان وهو من المؤسسين لقوات بدر ومن قيادية وأركانه.

    يتمتع سماحته الآن وبعد سقوط النظام دورا مميزا في قيادة المجلس الأعلى وهو ألان من القياديين للإسلاميين التركمان بل من القيادات التركمانية سواء الاسلامية او القومية , وهو الآن علما من أعلام السياسية العراقية ومن السياسيين المرموقين في العمل السياسي وعضو بارز والشخصية الثالثة بعد سماحة السيد أبي عمار في المجلس الأعلى وعضو في الجمعية الوطنية الانتقالية الحالية ومن اللجان الفاعلة لتشكيل حكومة الدكتور إبراهيم الجعفري .
    [align=center][/align]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    817

    افتراضي

    الإسلاميون التركمان ثمرة مباركة من شجرة الشهيد محمد باقر الصدر الحلقة الرابعة والاخيرة





    تطرقنا في الحلقات الثلاثة الماضية عن اهتمام الشهيد محمد باقر الصدر لطلبة العلوم الدينية وتربية الكادر الحوزوي واستقطاب طلاب جدد من الشمال ومن التركمان الشيعة بالذات إلى الحوزة العلمية في النجف وكذلك تطرقنا عن دور بعض العلماء الكبار من التركمان الشيعة في تثقيف الشعب التركماني وتوعيته نحو الحركة الإسلامية, في هذه الحلقة ننهي البحث عن ارتباط سماحته مع الطبقة المثقفة الواعية من الأساتذة والكسبة وطلاب الجامعات من التركمان ونشاطات حزب الدعوة الإسلامية داخل التركمان في شمال العراق.

    لم يكتفي سماحة آية السيد محمد باقر الصدر بعلماء الدين وحدهم لتوعية الشباب في المنطقة بل اعتمد أيضا على الطبقة المثقفة من معلمين ومدرسين وطلاب الجامعة في شمال العراق وهذا شيء واضح لان الجامعات العراقية من البصرة الى الموصل اكتضّت بالدعاة والمؤمنين الواعين فمثال واحدا يكفي أن نبين مدى قوة وغزارة حزب الدعوة الإسلامية في الوسط الطلابي, فجامعة السليمانية التي كانت أكثر طلابها من الإخوة الكرد وهم غير موالين للنظام, وفي سنة 1981 تم اعتقال 180طالبا جامعيا متهما بانتمائهم لحزب الدعوة الإسلامية بينما العدد الإجمالي لطلاب الجامعة بأكملها في تلك السنة لا تتجاوز1800طالب أي 10% من جميع الطلبة تم اعتقاله وان 50% من هؤلاء الطلبة من الإخوة الكرد وقس على ذلك, في مثل هذه الحركة الدءوبة الواعية التي أوجدتها الحركة الإسلامية بقيادة الشهيد محمد باقر الصدر في الجامعات العراقية من طبيعي ان تفكر روادها مناطق حساسة مثل كركوك التركمان الشيعة , لذا فان سماحته احتضن كوكبا من الشباب التركماني ليهتم بهم وكان أسلوبه :

    ـ أُرسل السيد حسن شبر وهو محامي من قيادة الدعوة الإسلامية إلى كركوك وتسعين وطوز ليتصل مع الطبقة المثقفة الواعية , وقد تمكن هذا المجاهد من بناء أول حلقة دعوتية في تسعين من الشهداء (جمعة كاظم والشهيد مصطفى كاظم والشهيد احمد كهية والشهيد رضا رشيد والشهيد عباس احمد والشهيد عزت ساقي ) وهؤلاء الشهداء يعتبرون أول حلقة دعوتية كما ويعتبرون أول كوكبة من الشهداء في شمال العراق ومن الإسلاميون التركمان .
    _ الأستاذ الشهيد عدنان سلمان والأستاذ كريم جبر وآخرين كانوا من المثقفين ومن المدرسين الدعاة الذين كانوا يدرسون في مدارس كركوك وقره تبة وطوز وتمكن هؤلاء من تشكيل حلقة دعوتية ثانية في كركوك وطوز وقره تبة ومن دعاة هذه الحلقة( الأستاذ الشهيد المحامي علي اكبر رؤوف واستشهد معه أبوه وثلاثة من إخوانه وكذلك الأستاذ سفيل غائب والمهندس زين العابدين صابر احمد) وفي أطراف طوز حلقة ثالثة من الشهداء (شكر خليل والأستاذ شكور صفر والشهيد محمد عبد الله ) وآخرين.
    ـ الأستاذ ستار جبر(صاحب كتاب هامش علي الوردي ) مدرس اللغة العربية الذي كان يدرس في ثانوية ابن خلدون في طوز وقد تمكن هذا الأستاذ الجليل من حضوره في المساجد وفي المكانات العامة من إيجاد تغير عند الشباب, في يوم استشهاد كوكبة فبضة الهدى سنة 1976م خطب أستاذ ستار جبر في المدرسة وأمام الطلاب ليبين للناس ظلم وجور البعثيين حيث خرج الطلاب من الصفوف كاد أن تندلع تظاهرة طلابية داخل المدرسة لولا حكمة المدير الأستاذ اكبر كوثر.

    ـ عدد من الإخوة من الجامعيين كانوا آنذاك طلاب في جامعة (بغداد, السليمانية, موصل, البصرة) وانتموا إلى حزب الدعوة الإسلامية في سنوات 1974ـ 1975م وفيما بعد وحملوا حزب الدعوة الإسلامية إلى طوز وكركوك وتلعفر وباقي المناطق التركمانية وكان لهؤلاء الإخوة دور بارز ومؤثر لتنشيط الدعوة بشكله التنظيمي المتعارف في تلك المناطق, لقد انتمى إلى الدعوة الإسلامية إلى حد سنة 1982م أكثر من مائة داعية.

    فالصحوة الإسلامية رغم ظلم وقساوة النظام بدأت تكبر وتكبر ووصلت إلى مستوى عال من حيث الكم والكيف والقوة حيث امتلئ المساجد والحسينيات بالشاب المؤمن الواعي وانتشر العاملون الإسلاميون التركمان من مثقفين وطلاب جامعات في كل المناطق التركمانية حالها حال أكثر المناطق الشيعية فعندما أحس الاستكبار العالمي خطورة المد الإسلامي استبدل البكر بصدام وذلك في السنة 1979م ليدخل العراق إلى حقبة جديدة خطرة وبفترة مظلمة قاتمة فكانت فترة قاسية فاقت على فترة هولاكو والتتار وهتلر وتحول العراق إلى حمامات من دم وكان سهم الإسلاميون من التركمان أكثر من غيرهم لانهم حوربوا بسيف ذو حدين (سيف تمييز الطائفي والقومي ) و من هذه الإجراءات الظالمة ونتائجها550 شهيدا و120معتقلا و2150مهاجرا مبعداً إلى الأوطان بعيدا عن الأهل والأحبة وهدمت صوامع وبيع وصلوات في بشير وتسعين وطوز وتازة وتلعفر وفي كل قصبة ومدينة تركمانية من مدن العراق وهجرت عوائل بأكملها إلى اربيل ورمادي والزاب والناصرية , كانت حقبة سوداء يكتبها التاريخ ...وظلمة سطّرها الأطفال أناشيد وأهازيج على شهدائهم وموتاهم ...وأطلال الديار القديمة حب وعشق يحن له الأجيال .

    الهجرة ودورها البنّاء للإسلاميين التركمان :

    ولكن رغم كل هذا لم ينته الأمر بل فترة وجيزة للتراجع والتفكير ثم بدأت ثانية هذه المرة من المهجر اذ الإخوة الذين هاجروا خوفا من بطش الطغاة اجتمعوا ثانية وعزموا على الاستمرار والديمومة لأخذ ثارات الشهداء وأولاد الشهداء فكانت النتيجة كما يلي:

    ـ قسم من الدعاة التركمان التحقوا بحزب الدعوة الإسلامية في مقراتها ومعسكراتها المنتشرة في المثلث العراقي الإيراني التركي في اربيل وحاج عمران ومنطقة قرة داغ في السليمانية وكركوك والبدرة والجصان في كوت وديالى واهوار مجنون والحمّار في الناصرية والبصرة والعمارة .

    ـ وآخرين التحقوا بحركة المجاهدين العراقيين ومعسكراتها في ارومية وطهران

    ـ وقسم ثالث التحق بالحوزة العلمية في قم وطهران ليكمل دراسته الحوزوية

    ـ وقسم رابع هاجر ثانية إلى مناطق أخرى لأخذ اللجوء ووراء الرزق

    ـ وقسم خامس انخرط في السوق وعمل في الدوائر الحكومية

    ولكن بقي الهمّ الأكبر للجميع العودة والرجوع إلى العراق , أنا بدوري اسطر سطور من ذهب وليكتب التاريخ بان الإسلاميون التركمان لم يتركوا العمل الإسلامي من اجل العودة إلى العراق وبقي حب العراق وحب الديار وحب العتبات المقدسة ديدنهم وشوقهم وهمهم الأكبر , لم يكن هجرتنا فُسحة قضيناها بالورود إنما جهاد ذات شوكة وثمارها شهداء جدد أضيفت لشهدائنا الأبرار في كردستان العراق وفي اهواره وجباله ووديانه من اجل عراق أفضل خال من صدام واعونه وكان هكذا ولله الحمد .

    إن الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق والذي انبثق في 15 شعبان 1411 هـ / 1991 م يعتبر الثمرة الطبيعية لجهاد هؤلاء الإسلاميين التركمان والامتداد الفعلي لمسيرتهم الدامية وهو اول تحرك إسلامي تركماني يظهر في الساحة السياسية التركمانية وهو يدافع عن هذه الشريحة المؤمنة المجاهدة , وبعده بعشر سنوات من صراعه في الوغى ظهرت حركة الوفاء التركمانية .



    الإسلاميون التركمان في ارض الوطن :

    بعد سقوط النظام البائد في 8/4/2003م رجع الإسلاميون التركمان إلى الوطن وهم أقوياء وأعزاء شاركوا في بناء المؤسسات العراقية الجديدة لقد تحولوه إلى تيار لا يُقهر ومؤسسات لا تحصى ومن مؤسساتهم وحركاتهم :

    1ـ الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق تحرك إسلامي قديم يقوده مجموعة من كوادر تركمانية متقدمة خاضوا الصراع ضد النظام البائد في الثمانينات وعلى رأس هذه المجموعة الاستاذ عباس البياتي الأمين العام للاتحاد الإسلامي لتركمان العراق, تأسس الاتحاد في 1991م المصادف 15 شعبان لسنة 1325هج في نفس السنة التي حدثت الانتفاضة الشعبانية , الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق حركة إسلامية واعية تميزت بصوت فريد وقوي, وهي تحمل هموم التركمان بصدق وتعبّر عن تطلعاتهم وآمالهم بأمانة وتدافع بشجاعة عن قضيتهم العادلة في المحافل السياسية والدولية وتجاهد من اجل حقوقهم المشروعة واضحا حجم الظلم والتميز الطائفي والقومي_ سيف ذو الحدين_الذي لحق بهم من الحكومات البائدة التي حكمت العراق في القرون المنصرمة, للاتحاد مكاتب وممثليات في جميع المناطق التركمانية إضافة مكتب لندن ومكتب طهران وممثلية سوريا وألمانيا وهولندة خارج القطر .

    للاتحاد جريدة شبه أسبوعية اسمها الدليل وهي تصدر باللغتين العربية والتركمانية العثمانية وكذلك للاتحاد جريدة سيدة النساء التي تتحدث عن شؤون النساء والمرأة التركمانية المسلمة كما للاتحاد سايت انترنيت (on line) تحت عنوان (www.iuiturkmen.com)



    يعتبر الاتحاد أقوى توجه إسلامي تركماني في الوسط الشيعي وهو يقود التركمان في الساحات السياسية .
    2ـ حركة الوفاء التركماني تأسس 2002 أمين عامها الاخ فرياد عمر لهم مكاتب في الداخل العراق في المناطق التركمانية.

    3ـ حزب الدعوة الإسلامية فرع الشمال مركزه في طوز يتولى الشيخ علي النجار (أبو نذير) على إدارته , له مكاتب في كركوك وطوز .

    4ـ المجلس الأعلى للثورة الإسلامية يتولى سماحة الشيخ محمد تقي المولى إدارته , له نشاطات وفعاليات جيدة له مكاتب وممثليات في أكثر المناطق التركمانية الشيعية

    5ـ منظمة بدر يتولى الأخ محمد مهدي (أبو أيوب ) إدارتها , لها نشاط جيد وواسع في المناطق التركمانية ونشاطها تتداخل في بعض المناطق مع نشاطات المجلس الأعلى , كانت لها دورا ايجابيا في انتخابات الجمعية الوطنية وانتخابات المحافظة .

    6ـ التيار الصدري يتحرك في المناطق الشمالية في الحسينيات والمساجد ففي كركوك يتبنون مسجد وحسينية خز عل التميمي ويستقر فيه الشيخ احمد اللامي وشخصيات تركمانية مثل قيصر الله وردي أمين
    [align=center][/align]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    817

    افتراضي

    التركمان في مدرسة الشهيد محمد باقر الصدر(ره)



    الحلقة الاولى

    جاسم محمد جعفر*





    يرجع تاريخ ظهور التحرك الاسلامي في شمال العراق(موصل وتلعفر, كركوك وتسعين واطرافها ,طوزخورماتو وقره تبه ...وباقي مناطق التركمان الشيعة ) الى الستينات , بعد ما ارسل سماحة اية الله العظمى السيد الحكيم (قدس سره الشريف ) علماء الى المناطق الشمالية , فكان الشهيد محمد باقر الصدر(رحمة الله عليه) يشرف على هؤلاء الطلبة فأول من بادر في حمل فكر هذا التحرك الإسلامي المعاصر إلى المنطقة الشمالية ثلة من العلماء الأعلام الذين توافدوا من النجف للتبليغ والمنبر الحسيني وتولي الأمور الشرعية ثم رافقه وفود معاكسة مكونة من طلبة المنطقة الشمالية إلى النجف في فترات زمنية متفاوتة للدارسة في أروقة وحلقات الحوزة العلمية في النجف الاشرف .

    ـ فمثلا أُرسل في 1935م سماحة الشيخ محمد الكنجي من قبل آية الله السيد ابوالحسن الاصفهاني إلى طوز خورماتو للتبليغ وإقامة مراسيم العزاء الحسيني وكان المرحوم الشيخ محمد يجيد اللغة التركمانية وتمكن سماحته وبفترة وجيزة إلى إيجاد تغير جذري بين أهالي طوز بعدما كانت الحلقات والتكايا الصوفية التي تغالي في أمير المؤمنين الامام علي (ع) مذهب ومعتقد هذه المدينة , بقدسية وقوة شخصية هذا العالم تغير الناس نحو الأمامية الاثنى عشرية والإيمان بالاجتهاد والمجتهدين بعد ما كانوا يعتقدون بالصوفية , عانى رحمة الله عليه من بعض الجهالة صنوف العذاب والإهانات ولكن بصبره وصموده آثر على ملذات الحياة فكانت نتائج تحركه مثمرة وطيبة , بقي رحمة الله عليه أكثر من 30 عام في خدمة المدينة ثم وافاه الأجل في النجف .

    ـ في سنة 1965 أُرسل سماحة الشيخ إبراهيم المشكيني من قبل آية الله السيد محسن الحكيم إلى طوز بعدما هاجره الشيخ محمد واستقر مكانه , وكان لهذا العالم الجليل الدور المؤثر والجيد على شباب ومعلمي المنطقة حيث أعطى للمرجعية دور مؤثر في شؤون حياة الناس ووقف بحزم وقوة أمام الحكومة آنذاك وأمام أمنها وشرطتها وأوجد في نفوس الشيعة الشجاعة والبسالة للوقوف أمام تخرصات ازلام الحكومة وعلى أثره ابعد النظام هذا العالم الجليل بدلائل واهية من المدينة حتى يتمكن من الانفراد بهم لترهيبهم وزجهم في السجون.

    ـ بعد مغادرة هذا العالم الجليل في سنة 1976م لم يسمح النظام بوفود علماء آخرين إلا على شكل أفراد وبشكل متقطع وبفترة زمنية وجيزة اوبشكل سري في مواسم محرم وشهر رمضان وكان لكل من الشيخ جعفر الايراوني والسيد الطباطبائي التبريزي دور مميز في التردد إلى المنطقة ولكن النظام في أوائل الثمانينات تعامل بقساوة منفردة مع الاسلاميين حيث لم يسمح بأي تحرك وهمس إسلامي إلا قضى عليه ضنا منه القضاء على التحرك الإسلامي في العراق .

    أما الشهيد آية الله محمد باقر الصدر فقد أرسل علماء ومثقفين الى طوز من العلماء والمثقفين الذين كان لهم دور أساسي لإيجاد التغير إلى الإسلام عند الشباب وفي المقابل استقبل سماحته بعض الطلبة من شمال العراق للحوزة العلمية امثال الشهيد الشيخ محمد حسين البشيري ابن سماحة المرحوم آية الله حسين البشيري الكبير والشهيد الشيخ مهدي إبراهيم والشهيد الشيخ عبد الجليل إبراهيم قنبر والشهيد الشيخ مصطفى علي تنزيلات وعلماء اخرين والذين شاركوا في تظاهرات 17 رجب أثناء اعتقال الشهيد محمد باقر الصدر ضد النظام البائد وتم اعتقال جميع هؤلاء الطلبة وحكم على جميعهم بالإعدام , ونذكر بعض العلماء الحركيين الذين توافدوا الى شمال العراق من قبل الشهيد محمد باقر الصدر.

    ـ آية الله الشيخ حسين البشيري الكبير الذي ولد في قرية البشير والتحق بالحوزة العلمية في النجف في السبعينات , كونه الطالب الوحيد من الشمال اهتم به آية الله العظمى السيد محسن الحكيم وتربى وترعرع في هذا البيت الكريم وبين أولاد سماحته كلا من سماحة آية الله الشهيد السيد مهدي الحكيم وسماحة اية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر وسماحة آية الله الشهيد محمد باقر الحكيم .

    يعتبر سماحته اول وكيل رسمي لسماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم من أهالي المنطقة يرسل الى شمال العراق كما يعتبر أول داعية تركمانية حمل فكر حزب الدعوة الإسلامية الى المنطقة ولكن انسحاب آية الله الشهيد محمد باقر الصدر من قيادة الدعوة الإسلامية تلبية لرأي سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم الذي طلب من طلاب وعلماء الحوزة العلمية ترك العمل السياسي والتفرد في إدارة الحوزة العلمية, انسحب سماحة آية الله حسين البشيري لإدارة الدعوة وانتشارها هناك لذا بقي الدعوة متلكئا حتى انتشر ثانية بواسطة طلاب ومثقفين من الجماعات العراقية

    ـ سماحة السيد عبد الغني الاردبيلي والذي يعتبر العمود الفقري لسماحة آية الله الشهيد محمد باقر الصدر ومن الفضلاء المعتمدين لديه بعد آية السيد الحائري وآية الله السيد الهاشمي والذي هُجر فيما بعد إلى إيران وتوفى هناك , كان سماحة السيد عبد الغني الاردبيلي من العلماء الفضلاء الذي استقر في كركوك وطوز مدد طويلة وكان لهذا العالم الجليل دور مميز في نشر أفكار وتوجهات سماحة آية الله السيد محمد باقر الصدر وكان يدّرس فلسفتنا واقتصادنا والمدرسة الإسلامية للشباب التركماني عندنا في كركوك وطوز وكان يحضر في حلقاته الكثير من شباب الجامعات والتي تشكلت فيما بعد نواة حزب الدعوة هناك وكما كان لسماحته علاقة متينة مع الشيخ إبراهيم المشكيني وبذل سماحته جهدا كبير لجلب علماء فضلاء وبعدد لا يستهان به إلى كل المناطق الشمالية ابتداءا من تلعفر إلى قزانية ومن امثال هؤلاء سيد عبد العزيز الاردبيلي وعبد الكريم الادربيلي شيخ محمد حسين التبريزي وآخرين ممن يجيدون اللغة التركية .

    ـ السيد محمد تقي التبريزي وهو من طلبة الشهيد محمد باقر الصدر(وهو اخو الشهيد سيد عماد التبريزي احد قيادي الدعوة الإسلامية الذي استشهد مع كوكبة فبضة الهدى)1 الذي أرسله السيد الشهيد في سنوات 1972و1973م إلى طوز واستقر في المسجد الصغير في المدينة حيث أثر سماحته بشكل جيدعلى الشباب .

    ـ الأستاذ ستار جبر(صاحب كتاب هامش علي الوردي ) مدرس اللغة العربية الذي كان يدرس في ثانوية ابن خلدون في طوز وقد تمكن هذا الأستاذ الجليل من الحضوره في المساجد وفي الاماكن العامة واحداث تغير عند الشباب, وفي يوم استشهاد كوكبة فبضة الهدى سنة 1976م تحدث ألاستاذ ستار جبر في المدرسة وأمام الطلاب ليبين للناس ظلم وجور البعثيين حيث خرج الطلاب من الصفوف كادت أن تندلع تظاهرة طلابية داخل المدرسة لولا حكمة المدير الأستاذ اكبر كوثر.

    ـ عدد من الإخوة الجامعيين كانوا آنذاك طلاب في جامعة بغداد وانتموا إلى حزب الدعوة الإسلامية في سنوات 1974ـ 1975م وحملوا حزب الدعوة الإسلامية إلى طوز وكان لهؤلاء الإخوة دور بارز ومؤثر لتنشيط الدعوة بشكله التنظيمي المتعارف في طوز, لقد انتمى إلى الدعوة الإسلامية إلى حد سنة 1982م أكثر من عشرين داعية ولكن الأحداث الدامية في تلك السنوات احرقت الأخضر واليابس وكان نتيجة تلك الحملة الشعواء 75 شهيدا و15 سجينا افرج عنهم وهاجر أكثر من 200شخص من هذه المدينة فقط .

    أما دعاة المناطق الأخرى وطلاب الشهيد الصدر للمناطق الأخرى سوف نتطرق اليهم في الحلقة القادمة

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

    *وزير الاعمار والاسكان
    [align=center][/align]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    DEARBORN
    المشاركات
    1,421

    افتراضي

    السلام عليكم

    للاسف الشديد .. فإن هذه الشخصية المؤمنة النبيلة قد تم عزلها من الحكومة الجديدة .. بعد ضغوط مورست من قبل البعض

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني