[align=justify]يبحث عشرات الاطفال العراقيين ممن فقدوا نعمة البصر جراء الانفجارات واعمال العنف التي تجتاح العراق، النور والامل والعلم في احد معاهد بغداد معزولين عن بقية العالم الخارجي.. ويدرس هؤلاء الاطفال في معهد (النور) الواقع في الطوبجي وسط اهتمام ورعاية معلمين ومعلمات يحاولون مساعدتهم للتعرف على ما يدور حوله
وتقول الطفلة صابرين علي (8) اعوام التي اصيبت بالعمى نتيجة انفجار عبوة ناسفة على مقربة من منزلها (افرح كثيرا عندما اصل الى المدرسة وادرس مع بقية اصدقائي لاني اشعر بأني ارى العالم من خلال همسات معلمتي).
وتروي الطفلة التي تحمل حقيبتها الصغيرة وتحتفظ فيها بكتبها التي تقرأها بملمس اناملها البريئة، كيف فقدت بصرها قائلة (كنت ذاهبة مع والدتي الى السوق عندما انفجرت القنبلة ولم اعد ارى النور بعد ذلك)، اما محمد خالد (12 عاما) الذي اصيب بالعمى جراء عمليات القصف اثر اجتياح العراق، فوصف حزنه الشديد لأنه لا يرى ولا يستطيع اللعب مع اصدقائه الذين اعتاد على اللعب معهم قبل ان يصبح ضريرا، وقال (اشعر اني معزول عن اصدقائي منذ اصبحت اعمى وحتى اهلي لا يتحدثون معي كثيرا).
وقال محمد (اشعر برغبة كبيرة للتعلم بالرغم من كوني لا ارى اي شيء لاني ابحث عن العالم من خلال كتبي وما اتعلم من اشياء في معهدي).
من جهتها قالت معلمة الاطفال اسراء مطلك التي ولدت مكفوفة ودرست وتخرجت من المعهد نفسه الذي تدرس فيه اليوم ان (تعليم الاطفال المكفوفين اسمى واهم رغم صعوبته لأنه ينقل انسان من ظلام دامس الى بعض النور، وكوني احد فاقدي هذا النور اشعر بأهمية ما اقدمه لهم). وتضيف المعلمة التي تهتم بتعليم عشرة طلاب مكفوفين ان (تدريس المكفوفين ومعرفة مستوى ذكائهم يكون من خلال سرعة تقبلهم وتعاملهم مع الكلمات التي نقشت على صفحات الكتب).

من جانبها قالت الطفلة نبأ فاضل (سبعة اعوام) (لم ينفجر شيء قربي ولكني ولدت عمياء ولم ار اي شيء حتى امي وابي اعرفهما من لمساتهما وكلامهما معي، اعرف ابي من صوته).
[/align]