الى صحيفة البيان .. أحبك رغم عقوق أبيك

أرض السواد : سليم رسول



كثيرة هي الأحداث التي إختصرت وقتي مع العزيزة جدا (البيان) (هي صحيفة عراقية) فيما كنت أظن أن ليس هناك ما سوف يأخذني منها، لكن لم أكن مع كل هذا الإختصار الإجباري أستطيع أن أبتعد عنها، واعتقد اني سوف لن أضحي بما تبقى لي من وقت مختصر وبما أتيح لي أن أمارسه من مهام فيها.

البيان عبرت سنتها الثالثة ونتمى لها عمرا مديدا، أحزنني أن ذكرى ميلادها مرت بصمت من قبل الجميع ولا أستثني أحدا، ممن يرتبط بالبيان بعلاقة سبب أو نسب، فلم تكن البيان حتى مع فقرها المدقع بالبخيلة على أحد، ولم تكن بالجافية أو المتنكرة لأهلها، وإذا كان كذلك فلماذا قاطعها أهلها ولم يزرها زائر منهم ولا فكر فيها من حاربها الكثيرون لأنها تبنت الدفاع عنه في وقت قل فيه الناصر؟!

إن كان هناك ثمة أخطاء فأنا أجزم نيابة عن كل كادر البيان أن الخطأ لم يولد في حجراتها ولم يتبلور في أروقتها بل هو خطأ هناك في أروقة من إنتسبت له البيان وعليه أن يتحمل خطأه لا أن يعاقب البيان المتعبة جدا من عدم تحمل البعض لمسؤولياتهم وهم هناك بين الأسوار.

على المعني جدا بأمر البيان أن يفكر مليا في الكيفية التي شقت البيان فيها طريقها بين الصحف ولم تتلكأ ولم تظهر العجز وهي تنطوي على طعنات جمة من خناجر من يحسبون عليها، وعليه وقد سنحت له فرصة إلتقاط الأنفاس أن يعود الى الصحيفة البرئية ويعالج ما أصابها من جروح بأيدي من إتمنهم على مشروع إنجاحها والسير بها نحو المؤسسة الكبرى.

يا سيدي لن تزيد من ألم البيان وأنت تستقبل كادر هذه الصحيفة وكادر تلك القناة بل تثبت بذلك أنك تصر على أن تكافيء المخطأ وأن تعاقب المحسن وأن تعرض عن الذي يذوي في سبيل مشروع آمن به معك وسار الى تنفيذه بكل جهده.

البيان تحتفل وحدها بصمت في ذكراها وقد أعرض عنها أهلها وغضب عليها أبوها الذي شاركته القتال في جبهات شتى، وهي لا تعرف لماذا يغضب وعلى أي شيء يعرض عنها وإنما هي قراراته التي تسببت في كل ما يعتبره تقصيرا من البيان؟!

قبل أن تعاقب البيان ياسيدي عاقب الذين يلوذون بك ليل نهار بلا عمل ولا جهد غير عرقلة الجهود وإفشال المهمة ولعلك تعذرني لو علمت بمدى الألم الذي يعتصر قلبي وقلوب كادر البيان.

كل عام والبيان بألف خير رغم غضب الغاضبين وزعل الزاعلين .


http://www.iraqsawad.net/may2006/459.htm