العراق يعتبر من أكبر مستهلكي السجائر في العالم
العراق يستهلك مليار علبة سجائر في السنة
العراق موقع على اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ
العراق البلد الوحيد في العالم الذي يستورد السجائر دون أن يفرض رسوماً جمركية عليها.



بغداد ـ نجلاء الخالدي:
التدخين مشكلة عالمية ضخمة لا يمكن مواجهتها بحلول جزئية منفردة بل لابد ان تشارك كل الجهات ذات العلاقة لاجل مكافحتها بصورة فعالة من خلال مشاريع للوقاية اولاً، ثم التشجيع على الاقلاع عنه وحماية غير المدخنين من التعرض غير المباشر له.

يقول مدير شعبة الامراض غير الانتقالية والنفيسة في دائرة الصحة العامة : ان من ضمن الامور التي نسعى اليها تعريف غير المدخنين بحقوقهم من الاضرار التي يسببها لهم الاشخاص المدخنون وهذه واحدة من الجهود التي نبذلها لحماية غير المدخنين، كما نسعى لتفعيل اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ والتي تعد اول اتفاقية دولية لحماية الصحة العامة من اخطار التدخين وجاءت هذه الاتفاقية نتيجة لجهود مخلصة بعد ان ادرك الجميع خطورة هذه الافة فسعت الدول وضمن توجهات منظمة الصحة العالمية لوضع اتفاقية عالمية لتوحيد الرؤى والاساليب العلمية لمعالجة هذه المشكلة المستفحلة ومن بين ما جاءت به هذه الاتفاقية المنع الكامل للاعلان والترويج للتدخين ورفع قيمة الضرائب على منتجات التبغ و توفير الامكانات المادية والطبية اللازمة للمساعدة على الاقلاع عنه ومنع بيع التبغ لمن هم دون السن القانونية كما تهدف الاتفاقية الى معالجة غير المدخنين من المخاطر القاتلة للتدخين السلبي. وبالرغم من ان العراق واحد من بين البلدان التي انضمت مؤخراً الى هذه الاتفاقية الا انه البلد الوحيد في العالم الذي لا يفرض رسوماً كمركية على استيراد منتجات التبغ المختلفة ومن ضمنها السجائر كما انه يعد واحدا من اكبر الدول المستهلكة للتبغ اذ يشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية ان العراق يستهلك نحو مليار علبة في العام.ويمكن لاي شخص هنا الحصول بيسر على السجائر وهو جالس في سيارته او حتى في منزله فضلاً على ان الحدود مفتوحة لكل انواع البضائع ومن ضمنها السجائر.

وفي بغداد ومراكز المدن العراقية تنتشر في الشوارع والمحال الاعلانات الضوئية التي تروج للسكائر واغلفتها البراقة التي تغوي الجميع ومن مختلف الفئات العمرية والثقافية والطبقية رجالاً ونساءً وهم يدخنون في كل مكان البيت، الشارع، المقهى، المطعم العمل وكل هذا يمثل حافزاً لغير المدخنين بدخول عالم التدخين وبرغم ان العديد من التعليمات قد صدرت بمنع التدخين في المؤسسات الصحية كافة الا ان الملاحظ استمرار التدخين حتى في المرافق الصحية بما فيها وزارة الصحة نفسها بل ان بعض الاطباء يمارسون التدخين احياناً في الردهات التي يرقد بها المرضى!

وعلى الرغم من ان المدخنين في العراق ليسوا شريحة واحدة فالتدخين منتشر في اوساط الشباب كما النساء والاطفال ولكن تبقى ظاهرة تفشي التدخين لدى الاطفال الخطر الحقيقي الذي يهدد صحة المجتمع وبالرغم من عدم وجود احصائية رسمية عن عدد الاطفال المدخنين في العراق لكن واقع الحال يشير الى تفشي هذه الظاهرة بين الاطفال ممن هم في سن التاسعة والخامسة عشر سواء كانوا اطفال المدارس او الاطفال الذين لم يدخلوا المدرسة لاسباب مختلفة ولكن يمكننا ان نقول ان قلة الوعي باخطار التدخين والتأثر بوسائل الدعاية المظللة التي تعطي انطباعاً وصورة وهمية للنضج والجاذبية والقوة وكمال الشخصية اضافة الى توفر منتجات التبغ والسماح بالتدخين في الاماكن العامة وغياب المراقبة والمتابعة الاسرية هي العوامل الرئيسية التي تدفع الاطفال والباحثين للادمان على التدخين واخيراً نقول انه يمكن لمنظمات المجتمع العراقي ان تساهم وبالتعاون مع المؤسسات الصحية من اجل تعزيز البرامج الصحية والتثقيفية للاقلاع عن التدخين والحد منه.


http://www.newsabah.com/paper.php?na...ticle&sid=9317