فجرت زيارة 3 نواب من جبهة العمل الاسلامي الى بيت عزاء ابو مصعب الزرقاوي جدلا سياسيا في الشارع الاردني
وقدم النواب الثلاثة علي ابو السكر ، محمد ابو فارس ، و ابراهيم المشوخي الجمعة العزاء باسم حزبهم في الزرقاوي يوم امس،الامر الذي جرى تفسيره باعتباره موقفا يمثل الحركة الاسلامية في الاردن .
وقال النواب الثلاثة انهم استمزوجوا راي المراقب العام للاخوان المسلمين سالم الفلاحات واجابهم بانه لا حرج في تقديم العزاء.
والقى النائب ابو فارس خطبة تشيد بمناقب الزرقاوي ـ اعتبره فيها مجاهداً وشهيداً ـ اثناء الزيارة.. ما كان مدعاة لازدياد حرارة الجدل تجاه هذه الزيارة التي استفزت الحكومة وذوي ضحايا هجمات عمان.
واعتبرت صحيفة الراي شبه الرسمية تصرف النواب الثلاثة بانه صادم ومثير للغضب .
وقالت في افتتاحيتها ان موقف حزب جبهة العمل الاسلامي يمثل تحديا لابناء شعبهم الذين لم ينسوا ولن ينسوا دماء ضحاياهم الابرياء الذين سقطوا باحزمة ابو مصعب الزرقاوي المتفجرة وهو الذي اعترف بالصورة والصوت بجريمته التي ارتكبها في التاسع من تشرين الثاني الماضي في فنادق عمان الثلاثة.
وتساءلت الصحيفة في افتتاحيتها عما سيقوله نواب حزب الجبهة لاهل الضحايا ،ولناخبيهم ، وكيف سيفسرون ذهابهم الى بيت العزاء ، وتقديمهم العزاء بالارهابي القاتل باسم حزب جبهة العمل الاسلامي.
ووصفت الراي ما قام به النواب الثلاثة بانه تجاوز لكل الاعراف والتقاليد الاسلامية والانسانية والحضارية.
وجاء في سياق الافتتاحية "أي درك سحيق هذا الذي وصله بعض نواب ورموز جبهة العمل الاسلامي في ادارة ظهورهم وضرب عرض الحائط بمشاعر ابناء شعبهم وفي شكل يبدو تمردا حقيقيا على القوانين السائدة والانشقاق العلني عن الدستور تحت شعارات وادعاءات لم تعد مقنعة بل هي لم تكن ذات يوم مقنعة ... وآن الاوان لان يخلع هذا البعض الاقنعة التي يتخفى خلفها متسترا خلف الدين الحنيف الذي يحض على احترام الحياة وانتهاج اساليب الحوار والجدال بالتي هي احسن " .
واستطردت الراي في افتتاحيتها قائلة انه لم يعد مقبولا ولا مسموحا به ان يستمر هؤلاء الناس في العبث بارواح الابرياء واستقرار المجتمع والحديث باكثر من لغة ووفق معايير تعتمد التضليل والخداع .
ووجدت الحكومة في تصرف نواب حزب جبهة العمل مبررا لأن " توضع قوانين مكافحة الارهاب في بلدنا موضع التنفيذ وان يوضع حد للحاضين على العنف والمشجعين له لأنهم الذراع النظري والفكري والعقائدي لهذا النهج الذي اساء للاسلام والمسلمين الذين باتوا في نظر العالم أجمع مرادفا للارهاب بعد أن شوه الارهابيون صورته وقيمه النبيلة " حسب ما جاء في افتتاحية الصحيفة.
وطالبت جبهة العمل الاسلامي ونوابها بأن يقرروا اليوم قبل الغد ان كانوا مع الوطن وشعبه ومصالحه أم مع الارهاب والعنف ودعم كل اعداء الأمة واعداء دينها السمح دين السلام والحوار وتقديس الحياة التي ارادها الله لعباده.
وفي معرض ردهم على على الانتقادات الحكومية برر النائب ابو فارس موقفه بان الزرقاوي "قاتل الاميركان".وحاول النائب ابو السكـر اعطاء بعد اخلاقي وديني حيث اشار في تصريحات ادلى بها بعد تقديم العزاء الى ان السير في الجنائز واجب ديني وشرعي.
الا ان هذه التبريرات لم تبد مقنعة لاوساط المستقلين في مجلس النواب حيث اعلن رئيس لجنة العلاقات العربية والشؤون الدولية في مجلس النواب د. محمد ابو هديب ان الزيارة خطوة تتعارض مع الاجماع الاردني في رفض الارهاب، خصوصاً ان الزرقاوي اعترف بمسؤوليته عن قتل الابرياء في تفجيرات فنادق عمان.
وترى الاراء السائدة في صالونات عمان السياسية ازاء تصرف النواب الثلاثة دليلا على اخفاق الحركة الاسلامية في رسم مسافة واضحة بين خطابها السياسي وخطاب وممارسات بعض القوى الارهابية.