رئيس مجلس كربلاء متهم بصنع العبوات الناسفة ــ إعترافات ضابط شرطة تفتح ملف تورط المليشيات في الاغتيالات
كربلاء ــ رويترز
لندن ــ نضال الليثي
قررت مجالس محافظات النجف وكربلاء والكوت عقد اجتماع لتدارس توحيد الموقف ازاء قيام وحدة من عناصر الامن العراقي مدعومة بقوات امريكية باعتقال الشيخ عقيل الزبيدي رئيس المجلس المحلي بمحافظة كربلاء بعد اعترافات لاحد ضباط شرطة المدينة اتهم فيها الزبيدي بقيادته لفرق موت تنفذ عمليات خطف واغتيالات لبعثيين سابقين غير مشمولين بقانون اجتثاث البعث ومعارضين للحكومة العراقية الحالية في بغداد وكربلاء والنجف والديوانية الواقعة وسط العراق ودافع الجنرال الأمريكي جيمس ثورمان قائد قوات متعددة الجنسية في بغداد أمس عن قرار الاعتقال وقال في مؤتمر صحفي بالفديو أن الزبيدي مسؤول عن تصنيع عبوات ناسفة وهجمات علي القوات الأمريكية والعراقية.
فيما عثرت عناصر الامن العراقي علي مخزن كبير للأسلحة في منزل الزبيدي يحتوي علي قاذفات ضد الدبابات ورشاشات متوسطة ومدافع هاون وكميات كبيرة من العتاد والقنابل اليدوية ولا يزال مصير محافظ كربلاء الدكتور عقيل وخمسة من اعضاء المجلس غامضا بعد شائعات تتردد في كربلاء والأقضية التابعة لها بان جميع هؤلاء مطلوبون للتحقيق في قضايا تتعلق بفرق الموت وقضايا فساد حول اهدار المال العام فيما دان مجلس محافظة النجف اعتقال رئيس مجلس محافظة كربلاء ودعا الي عقد اجتماع طاريء لمجالس محافظات الوسط والجنوب لمناقشة الموضوع. وقالت مصادر وثيقة الاطلاع لــ الزمان امس ان المئات من البعثيين السابقين ومعارضين للحكومة الحالية قد تم العثور علي جثتهم في مناطق متفرقة من كربلاء والنجف بعد خطفهم وتعذيبهم فيما انتقد الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل السيستاني بكربلاء في خطبة الجمعة امس القوات الامريكية عن اعتقال الزبيدي الاربعاء . واوضحت ان الشرطة كانت تسجل هذه الجرائم ضد مجهولين من دون ان تكلف نفسها عناء التحقيق . في وقت قالت مصادر اخري في النجف ان مئات البعثيين السابقين في النجف لازالوا مجهولي المصير بعد اعتقالهم من المليشيات والشرطة بذريعة بث الشائعات . وقالت المصادر انه وفقا للمعلومات الاولية فان ضابطاً في شرطة كربلاء اعترف خلال التحقيق بانه يعمل ضمن احدي فرق الموت التي تتلقي أوامرها من رئيس المجلس المحلي بكربلاء وانه تلقي أوامر منه لتنفيذ عمليات خطف واغتيال. وتبعد كربلاء التي تضم مرقدي الامامين الحسين والعباس حوالي 88 كيلومتر جنوب بغداد ويتحدر منها عدد كبير من المسؤولين العراقيين كما يتمتع حزب الدعوة الاسلامية والتيار الصدري بنفوذ فيها. ولم تستبعد المصادر حصول فرق الموت في كربلاء علي تسهيلات امنية من الشرطة العراقية تساعدها علي تنفيذ الخطف والاغتيالات خارج كربلاء . وقالت ان اغلب عناصر الشرطة والمليشيات هم من الذين عادوا من ايران بعد اسقاط النظام العراقي السابق . وقالت انه يصعب التمييز بين الشرطة والمليشيات خاصة في كربلاء والنجف . وتتداول مليشيات الاحزاب الدينية في كربلاء منذ اكثر من شهر قائمة اغتيالات ادرج عليها اسماء المئات من البعثيين والموظفين السابقين الذين تجري مطاردتهم. حيث اغتيل عدد منهم خلال مداهمات لمنازلهم فيما تم خطف عدد من ابنائهم والاحتفاظ بهم كرهائن لحين تسليم انفسهم الي هذه المليشيات. وقالت المصادر ان عناصر من مليشيات حزب الدعوة وجيش المهدي وفيلق بدر يتقاسمون النفوذ في كربلاء . واوضحت المصادر ان هذا التقاسم يشمل الحصول علي رشا من المقاولين مقابل اسناد عطاءات المقاولات لهم .
وحول ردود الافعال علي اعتقال رئيس مجلس محافظة كربلاء قالت المصادر ان الوضع في كربلاء هاديء بشكل عام عدا خروج مظاهرة صغيرة وسط المدينة وتعليق لافتات تستنكر الاعتقال ولم تلق استجابة جماهيرية . واوضحت ان المتظاهرين والكتابات التي خطت علي اللافتات تحمّل القوات الامريكية مسؤولية اعتقال الزبيدي الذي تم القبض عليه من قبل الجانب العراقي حسب مذكرة اعتقال قضائية اصولية . ورجحت المصادر ان تحرك وحدات عراقية لتنفيذ مهمة القبض علي الزبيدي دليل علي ان أوامر الاعتقال صدرت من الحكومة العراقية بعد اطلاعها علي هذا الملف .
واشارت تقارير ان فرقا للموت ضمن هيكلية وزارة الداخلية تنفذ اغتيالات في اكثر مدن وقصبات العراق بهدف الانتقام الطائفي لكن وزير الداخلية العراقي السابق باقر صولاغ نفي هذه المعلومات.