[align=justify]المؤتمر / البصرة

كنت سأصبح أبا كلمات تنزل من حلقه صلبة وقاسية ،دخل مقبرة الأطفال في البصرة وهو يحتضن لفافة ويمشي معه احد إخوته يحمل معولا وفي عينه دمعة تتلالا.قال احمد قاسم انه هيأ اسم هبه لابنته التي كانت ستولد بعد ثلاثة أشهر من ألان ، ترك اللفافة على الأرض وقف متأملا المقبرة ،فيما راح أخوه يحفر ، وماهي إلا نصف ساعة حتى أتم الدفن في مقبرة الأطفال التي تقع بالقرب من الأحياء السكنية وسط المدينة وتتراصف فيها قبور الأطفال وقد اختنقت بهم في الفترة الأخيرة.وبعد فترة صمت خانقة استدار تاركا المقبرة متوجها نحو المستشفى حيث ترقد زوجته علها تتعافى من الآم الوضع المبكر إضافة إلى الألم النفسي لفقدان أمومة كادت إن تتحقق.دخل الردهة فاختنقت الزوجة بنوبة بكاء حادة واخفت وجهها بيديها قائلة دفنتها ؟لكنه لم يرد وقامت الممرضة بتهدئتها قائلة إن هذه الحالات كثيرة ألان ،وان إنزال الطفل في هذا الوقت أفضل من ولادته مشوها.وأخبرت الزوجة النساء الجالسات بجنبها لقد فرحت لكونها ستكون أما لكن ومع المراجعة الطبية وبعد فحص السونار أشارت الطبيبة إلى ضرورة إنزال الطفلة لأنها مشوهة.وأضافت إنها شاهدت الكثير من النساء في عيادة الطبيبة وقد تملكهن الخوف نتيجة الولادات المشوهة التي تحصل في الآونة الأخيرة.بالتأكيد سيظل الخوف مرافقا لأحمد من إن لايكون أبا في يوم من الأيام في ظل هذه الزيادة في حالات التشوهات الولادية وسيظل على أمل في ان يأتي طفله الثاني صحيحا ومعافى وأكد أطباء في مستشفى الولادة والأطفال في البصرة زيادة في المواليد المشوهين في الفترة الأخيرة وعزوا أسباب الزيادة في التشوهات الى التلوث وأوضحت الدكتورة أنسام محمود الطبيبة في مستشفى ابن غزوان للولادة والأطفال إن التلوث الناجم عن الحروب وانهيار البنية التحتية من شانه ان يخلف بيئة ملوثة وبالتالي ستؤثر حتما على صحة الناس ومنهم الحوامل.مؤكدة ظهور أمراض جديدة نتيجة الخلل في الخلايا بسبب تعرض الأبوين وليس الأطفال لتأثيرات الإشعاع التي تحدثت عنها التقارير العالمية وقالت نحن كأطباء نتوقع زيادة في حالات التشوه خصوصا وان تلك التقارير تعترف بتأثير الإشعاع بعد فترة من5- 10 سنوات.مشيرة إلى ظهور حالات تشوه غريبة لم تكن قد حصلت مسبقا ناهيك عن الزيادة الملحوظة في الأعداد ولم تشر إلى إحصائية محددة بهذا الشأن.وكانت تقارير صحية من وزارة الصحة قد أكدت زيادة حالات ولادة الأطفال المشوهين في العراق بعد حرب عام 1991م.وأشارت الإحصائيات إلى أن عدد الأطفال الذين ولدوا بتشوهات خلقية منذ عام 2001 والى عام 2006 بلغ (13129) طفلاً مشوهاً ففي العام الماضي ولد أكثر من (1919)طفلاً مشوهاً.يظل موضوع التشوهات الولادية هاجسا اكبر للآباء والأمهات كما يشكل عبئاً إضافيا على موارد الدولة ويحتاج الى جهود كبيرة من اجل ازالة مصادر التلوث التي تسببها ،والتي من شانها ان تفرز أمراضا غريبة يقف الأطباء عاجزين عن تشخيصها والتعامل معها.[/align]