بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ربما لتعم الفائدة....ولنعرف كيف يفكر ويخطط الارهابيون السفلة ....انقل لكم هذا المقال..... واعتقد ان اسلوبهم واحد وان اختلف المكان لانهم يرتون من نفس المنبع الوهابي التكفيري القذر الذي لايؤمن الا بالكراهية والحقد الاعمى والدماء.....ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم


كيف يخطط الإرهابيون لهجوم كبير؟
نيويورك تايمز
Tuesday, 04 July 2006


يجب أن تكون القنابل صغيرة وموضوعة في علب شائعة الاستخدام يصعب اكتشافها. ويجب ان يرتدي المهاجمون ملابس شبيهة بتلك التي يرتديها السياح، وعليهم تفادي مهاجمة الفنادق لأنها تتمتع بتدابير امنية مشددة، وبدلا من ذلك عليهم التفكير بالمطاعم والمراقص والمسارح. وعلى المهاجمين أن يقوموا باستطلاع دقيق مسبقاً وبذلك يكونون مطلعين على المواقع ولن يبقى أي منهم معرضا لمطاردة الشرطة لاحقا.
وجاء في وثيقة التخطيط: «ليست هناك خطة للهروب لأن المنفذين سيصبحون شهداء. إنهم يذهبون إلى اهداف محددة ولا يعودون منها أحياء». وجاء هذا في جزء من كتاب به سيناريو للتفجيرات الانتحارية بما فيها تفاصيل حركة المهاجمين الانتحاريين، دقيقة بدقيقة، خلال آخر ساعاتهم. ووجدت الشرطة الاندونيسية الوثيقة في جهاز كومبيوتر يعود لأحد اولئك الذين خططوا لهجوم انتحاري وقع في جزيرة بالي الاندونيسية في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي وأدى إلى مقتل 20 شخصا. وفي ذلك الهجوم، توجه ثلاثة اشخاص الى مطاعم منفصلة وفجروا انفسهم.

وتقدم الوثيقة لمحة نادرة عما يدور في عقول المخططين ولطرق تخطيطهم لعملياتهم. كما تظهر أنه حتى مع مجموعة محلية قليلة العدد وموارد بسيطة وبوجود عقبات كثيرة امامهم، فانهم يتمكنون من تنفيذ مخططاتهم. وقال سيدني جونز، من مكتب «مجموعة الأزمات العالمية» في جاكارتا ان الوثيقة «تخبرنا كيف يسعى هؤلاء الأشخاص إلى التفكير في كل الاحتمالات، حتى حينما تتم مطاردتهم فإن لهم القدرة على التفكير بما يجب القيام به حتى بالثواني».

تحمل الوثيقة المكونة من 34 صفحة عنوان «مشروع بالي» وتم العثور عليها في كومبيوتر أزهري حسين، المهندس المولود في ماليزيا والمتعلم في أستراليا وبريطانيا والذي أصبح صانع قنابل بارعا وكان واحدا من الإرهابيين الخطيرين في جنوب شرقي آسيا حتى مقتله على ايدي قوات الشرطة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. أما مساعد أزهري في التخطيط فهو محمد نور دين توب الذي تمكن من الإفلات من الشرطة عدة مرات وما زال هاربا وهو من أكثر المطلوبين أهمية في جنوب شرقي آسيا. وقالت الشرطة الاندونيسية إنها لم تعثر على أدلة تؤكد وجود علاقة بين تنظيم «القاعدة» وتفجيرات بالي. وتقول الشرطة ان الهجوم نفذه عناصر من «الجماعة الإسلامية» الآسيوية، لكن لم يتم توجيههم من قيادة المنظمة.

وتسلط الوثيقة، المكونة من ستة اجزاء، الضوء على العلاقات بين المجموعات المرتبطة بالعنف، لكنها تصحح بعض الشائعات المتعلقة بذلك الهجوم، حيث زعم أن القنابل تم تجميعها في الفلبين وأن الهجوم كان يستهدف الحكومة الاندونيسية أو اقتصاد بالي.

وتبدأ الوثيقة التي تعتقد الشرطة بأن أزهري اعدها، بطرح السؤال: «لماذا بالي؟» والجواب هو لأن تأثير الهجوم «عالمي». وكتب مؤلف الوثيقة: «بالي معروفة في العالم أكثر من اندونيسيا نفسها، وهجوم على بالي ستغطيه كل وسائل الإعلام العالمية».

وفي القسم الثاني الذي يحمل عنوان «طريقة الهجوم»، تقول الوثيقة إن الخطة يجب أن تكون مختلفة عن خطة الهجوم الأول الذي استهدف بالي في اكتوبر (تشرين الاول) 2002 عندما تم تحميل سيارة شحن صغيرة بالمتفجرات ثم جرى تفجيرها أمام مرقصين مما تسبب في مقتل 202 من السياح. وقال معد الوثيقة ان «إجراءات الأمن أكثر تشددا الآن»، وإن رئيس الشرطة في بالي رفع عدد رجال الاستخبارات في بالي من 70 إلى 256. وأكد مؤلف الوثيقة أنه من الخطر جلب شاحنة شبيهة بالأولى محملة بالمتفجرات لأنه أصبح أكثر صعوبة تأجير سيارة شحن، ولذلك «يجب أن تكون القنبلة أصغر وأن تُجلب جاهزة للاستعمال». اما الأهداف فهي «السياح الأجانب من أميركا وحلفائها»، وهذا يشمل بلدان دول حلف شمال الاطلسي واستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان وتايلاند والفلبين.

وكان المؤلف يعرف بأن المهاجمين الانتحاريين سيواجهون مشكلة في تحديد هوية المستهدَفين «ولذلك فإننا سنعتبر كل الناس البيض اعداء».

وقبل أسابيع قليلة من الهجوم أرسل الأشخاص الثلاثة الذين سينفذون الهجوم إلى بالي للقيام بعملية استطلاع للأهداف المحتملة. وقبل ذلك طلِب منهم أن يتعلموا ما يمكن تعلمه حول جزيرة بالي السياحية من خلال الانترنت والحصول على كراريس سياحية من وكالات للسفر وخريطة سياحية.

وشملت الأماكن المحتملة للتفجير التي تم استكشافها سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» و«بيتزا هات» و«بيرغر كينغ» و«كي إف سي» ومسارح وملعب غولف ومراكز للوشم ومحلات لبيع الهدايا التذكارية. وكجزء من عملهم الاستكشافي تطلب منهم الخطة «الانتباه إلى الملابس التي يرتديها السياح المحليون» ومعرفة نوع العلب التي يحملونها خلال النهار وحقائب الكتف وما إذا كانوا يحملون أكثر من واحدة. وبعد أن أكمل الاشخاص الثلاثة استطلاعهم كتبوا تقريرهم لمن أرسلهم. ويتضمن القسم اللاحق سؤالا وجوابا يدور بين شخصين مع «قائدهم الميداني»، واستنتج الرجال أن على المهاجمين ألا يستخدموا سيارات الاجرة للوصول إلى أهدافهم لأن سائق السيارة قد يساعدهم على حمل حقائب الظهر، الامر الذي يثير شكوكه. وبدلا من ذلك يتعين عليهم اخذ «دراجة تاكسي» حيث لا تتوفر فرصة امام السائق للتحدث الى الراكب. اما بالنسبة لارتداء الملابس فقد قرروا ارتداء القمصان السوداء والبنطلونات تحت الركبة أو الجينز اضافة الى الأحذية او الصنادل. كما قرروا بأن المراقص والنوادي الليلية تعد اهدافا محتملة لان معظم مرتاديها من الأجانب، وليس هناك «حراس أمنيون للتحدث اليهم وهناك سهولة في الدخول».

لكن تلك المواقع جرى استبعادها في النهاية لان حقائب الظهر يمكن أن تثير الشبهات في وقت الليل عندما تزدحم النوادي بعد الساعة التاسعة مساء. وأدى ذلك بالرجال الى التفكير بالمطاعم في كوتا، احدى أكثر المناطق جاذبية للسياح اضافة الى مطاعم الأغذية البحرية في منطقة جيمباران الساحلية. وتقول الوثيقة انه «من بين جميع الأماكن قد يكون هذا هو الأسهل».

وناقش الفريق كيف ان المناضد في جيمباران تكون مرتبة في الرمال بحيث تكون الواحدة بعيدة عن الاخرى بمسافة متر تقريباً، ويجلس عليها ما بين ثلاثة الى سبعة اشخاص لتناول العشاء. وقالوا ان «حوالي 80 في المائة من الزبائن من البيض»، أما الآخرون فهم من اليابانيين أو الصينيين. والوقت الأفضل يمكن أن يكون في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، حيث تكون المطاعم مزدحمة تماما ولن تكون حقيبة الظهر مثيرة للانتباه.

وتوصل فريق الدراسة الى اربعة خيارات. ويعتقد ان أزهري ونور الدين اختارا الرابع: مطعم في ساحة كوتا ومطعمان في جيمباران.

وتشير الوثيقة الى أن الهجمات المتزامنة في موقعين «سيكون لها تأثير اكبر من الهجمات المتزامنة في موقع واحد». وهناك سبب اضافي لاختيار المطاعم في جيمباران، وهو ان الكثير من الزبائن هناك من رجال الأعمال. وتقول الوثيقة ان «موت رجال الأعمال الأجانب سيكون له تأثير أكبر من موت الشبان».

وكان يتعين قيام ازهري بجمع قنابل حقائب الظهر في قاعدته بجاوة، وكان هناك قلق جدي حول امكانية نقلها بحافلة الى بالي بدون ان تتعرض للمراقبة. ففي ميناء غليمانوك ببالي حيث تتوقف العربات يطلب من الراكبين الخروج لتدقيق بطاقات الهوية الشخصية. ويمكن أن تترك حقائب الظهر في الحافلة، لان الشرطة لا تفتش الامتعة المتروكة في الحافلة. وأكد الفريق على انه ينبغي ان لا تكون حقائب الظهر من النوع الخاص بمتسلقي الجبال، وانما من نوع الحقائب التي يحملها الطلاب لتجنب الشكوك. وبسبب ذلك اعد ازهري قنابل خفيفة نسبيا يتراوح وزن الواحدة منها بين 10 الى 12 كيلوغراما.

وابتكر انظمة تفجير متقنة، يوضح القسم الرابع من التقرير تفاصيلها، وبينها الرسوم التخطيطية لنظام الأسلاك ورسوم لرجل مع الحقيبة ذات الأسلاك. كان النظام الأول «مباشرا» ومربوطا بأجهزة التفجير في الحقيبة. اما الآخر فكان عند التأخير حيث مواد التفجير موجودة في حقيبة صغيرة يرتديها المفجرون مثل الحزام.

ووقت التأخير هو 30 ثانية. ويمكن للمفجر أن يحرك مفاتيح تلك الحقيبة عندما يصل الى المطعم. واذا جرى ايقافه من قبل الحارس وتعذر عليه تفجير القنبلة الرئيسية فانه يمكن ان يفجر الحقيبة الحزام.

وكان أزهري يشعر بالقلق من امكانية انفجار القنابل في حال ارتطمت الحافلة بجسم ما في الطريق، او عندما يكون حاملها على دراجة نارية في الطريق من الفندق الى الأهداف. ولذلك السبب قرر ان يستخدم اربعة مفاتيح كاجراء احترازي. وقال معد الوثيقة ان «من المهم جعل انظمة القنابل بسيطة قدر الامكان حتى لا يصيب الارتباك المفجرين». وكان هناك ضوء اخضر وضع على مستوى الصدر من حزام الحقيبة حتى يكون مرئيا من قبل المفجر فقط، وهو ضوء يعمل عندما يكون نظام التأخير فاعلا. وهناك ضوء احمر مخفي، على نحو مماثل، على الجانب الايمن من الحزام، يشير الى ان القنبلة الرئيسية جاهزة، ولم يكن يتعين على المفجر سوى تحريك المفاتيح الأخيرة. ولم يكن مهما النظام الذي يجري به تحريك المفاتيح.

وفي الجزء الخامس من الوثيقة، والذي يحمل عنوان «الهجوم»، يجري التخطيط للحركات النهائية للمفجرين الانتحاريين، وفي بعض الحالات بالثواني.

ـ الساعة 5:25 مساء: حمل الحقيبة، تدقيق المكان، وضبط الساعات.

ـ الساعة 5:30: البحث عن دراجة تاكسي للوصول الى ساحل ليغيان في كوتا.

ـ الساعة6:16 الوصول قرب مقهى الهارد روك والبحث عن مكان لاداء الصلاة. (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.....ولا تامر بالقتل الاعمى ياسفلة.....)تعليق

ـ الساعة 6:35: اداء الصلاة، ثم افتراق المجموعتين.

ـ الساعة 7:21: الرجل المكلف تفجير قنبلة كوتا يتحرك باتجاه المطعم بعد أن يتوثق من أن الضوءين الأحمر والأخضر مفتوحين.

ـ الساعة 7:33:04: الوصول الى المطعم ـ الساعة 7:33:25: التوثق من ان مفاتيح التأخير كلها جاهزة، والدخول الى المطعم.

وفي غضون ذلك يصل المفجران الآخران الى ساحل جيمباران في الساعة 6:50، ويبقيان عند مائدة طعام حتى الساعة 7:30، ثم يضبطان توقيت ساعتيهما ثانية، ويشرعان بالسير نحو المناضد في الهواء الطلق على الساحل، أحدهما خلف الآخر بمسافة 45 ياردة. ويسير الرجل الأول الى منطقة المناضد، ويقوم الآخر بالعمل نفسه.

ـ الساعة 7:34: ترديد «الله أكبر».

ويوضح معد القسم الأخير الذي كتب بعد الهجوم: «حاولنا ان نقلل الآثار على المسلمين. ومع ذلك كان هناك ضحايا مسلمون بين القتلى والجرحى». وقد حصد التفجير ارواح عدد اقل نسبيا بالمقارنة مع هجوم بالي الأول. وكان هناك خمسة أجانب من بين العشرين قتيلا وهم: اربعة استراليين وياباني. أما الخمسة عشر الآخرون فكانوا اندونيسيين.

* خدمة «نيويورك تايمز»
الشرق الاوسط